رواية وتين بقلم ياسمين الهجرسي

موقع أيام نيوز

بأسمى و ممنوع منعا باتا النقل أو الاقتباس أو النشر فى اى موقع أو مدونه أو جروب من دون اذنى ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للمسأله القانونيه
في عتمة الليل والسماء التي تنتشر بها النجوم 
وصوت الرياح التي تداعب أغصان الأشجار وتصدر صوت يخترق الوجدان 
فيولد إحساس بالراحه تجعلك تسبح في ماضيك 
الذي عشته بكل تفاصيله وتبدأ رحله العڈاب وحساب النفس و جلدها ولوم الضمير 
علي تهاونا في حق أنفسنا نعم اللوم والعتاب الذي ېقتلان صاحبهم بدون شفقه
في وحده ظلام الليل الهادئ 
نظرت كريمه حولها وجدت نفسها وحيده حزينه لا ونيس ولا جليس 
لقد فرطت في كرامتها لكي تبني بيت تقوم حوائطه علي اساس حطام كرامتها وصبرها 
ولاكن للاسف لم تجني غير الاهانه والذل والۏجع 
الذي جعلها تقرر ان تنجو ببناتها وتسترد سنوات عمرها الضائعه 
وهي تبحث عن ابنها الذي فقدته منذ أن كان رضيع 
وعندما وجدته علمت أن الله كان يسمع دعائها كل هذه السنوات 
توقف عقلها عن التفكير عندما لامت نفسها انها لم تدعوا لزوجها بالهداية كما كانت تناجي ربها أن يهديه لها ولأولادها !!
هل لو كانت تدعو له لكان تبدل الحال الآن 
رد عليها قلبها وهو يذكرها بعدد المرات التي غفرت له اهانته لها وهو يفكر في أخرى 
ويتحدث عنها ويمدحها أمامها كم مره سامحته علي اهانتها لفظيا وجسديا لكي تستمر الحياه ويظل بجوار بناته 
نظرت إلي السماء وتجمعت الدموع في عينيها وهي تحدث ربها 
يارب انا استحملت كتير عشان البيت يفضل حيطانه تلمنا مع بعض قدام الناس 
وعشان خاطر قلبي اللي عشقه من أول ما عيني شافته 
وهو طالب في الكليه الحړبية خطڤ قلبي ببدلته وطلته بحصانه الأسود 
وقلبي وعقلي و روحي سلمت ليه 
بس لما اتجوزته وبقي متقلب اوقات يرفعني لسابع سما وأوقات ينزلني لسابع ارض 
لحظات السعاده معاه معدوده 
بس قسوته غلبت حنيته ومبقتش مستحمله إهانته ولا ضربه ولا عدم تقديره ليا 
بجد كان نفسي يحس اني استحملته عشان بحبه 
انهمرت دموعها وبلعت غصه مريره في حلقها 
كان نفسي يقدر اني براعي ربنا في أمه وأبوه 
وبتغاضى عن تصرفات أخته معايا عشان خاطر حبي ليه اللي بېحرق قلبي علي فراقه 
اوقات بيبقي ثمن الفراق غالي وانا كان لازم اختار كرامتي وعشان ست مافيش بينه وبينها عشره 
باع عشرتي وكانت النتيجة أنه باع كل دا في لحظة عشان ماضي معشهوش 
هدم حاضر و مستقبل دفعت عمرى كله عشان أوصله ليه مرفوع الرأس 
عوضني في ولادي يارب عن غلب السنين اللي انا شوفتها فيهم 
رفعت يدها الي السماء وبدموع باكيه ناجت ربها وهي تبسط كفها الي السماء 
يارب اهديلي ولادي ورد ابني لحضني اشبع منه 
مش هستحمل أن يكون زي ابوه قلبه جاحد عليا 
انهمرت دموعها بشده وهي تأخذ نفسا عميق وتغمض عينيها تستمد قوتها من الصبر الذي أصبح كجبل بداخلها 
يارب أسترها علي بناتي وحنن قلبوبهم عليا وأجعلهم سند لبعض 
اصل لو طلعوا زييه جاحدين القلب عليا يبقي عمرى كله ضاع بلاش 
زادت دموعها الشارده في صراع بين العقل والقلب 
تنظر الي بقعه سوداء تشبه حياتها المظلمة 
حتي قطع تفكيرها صوت صبا وهي تجلس بجوارها وتمسك كفها 
طبعت قبله عليها ونظرت لعيونها الدامعه 
مالك يا امي ليه بټعيطي أنا عارفة أن إحنا سيبينك لوحدك طول النهار واكيد انتي زهقتي بس احنا ڠصب عننا 
سحبت كريمه يدها من بين كف صبا وضمتها الي صدرها وقبلت رأسها
مين قال الكلام دا يا دكتوره انا عارفة أن دى سنة الحياه 
واكيد انا مش هقف قدام مصلحتكم ربنا يوفقكم يارب ويرزقكم بولاد الحلال 
ابتعدت عن احضانها وأمسكت يدها وبصوت يكسوه الخجل بمناسبة ابن الحلال فى موضوع عايزة اقولك عليه انتى عارفه انا مش بخبى عليكى حاجه ولا بعرف اعمل حاجه من ورا ضهرك 
نظرت لها كريمه بعيون تفيض حنان تحثها على استكمال كلامها 
هتفت صبا قائله يعقوب كلمني قالي أنه بيحبني وانه جواه مشاعر كتير ليا 
ابتسمت لها وهي تمرر يدها علي رأسها بحنان أم فاق الحدود وهي ټحتضنها بنظراتها 
انا كنت حسه من نظرات عيونه ليكي اللي بتحرسك في كل مكان 
صدقيني يا صبا مش هتلاقي حد طيب وحنين وتربية أخوكي 
يحبك قده ربنا يزرع محبته في قلبك يارب 
فرت دمعه شارده من عيونها وهي تهز رأسها برفض واستقامت واقفه بعيدا عن والدتها 
بصوت خرج مهزوز من كثرة تضارب مشاعرها وافكارها 
الحب دا لازم ېموت قبل ما يكبر جوايا في فوارق كتير بنا 
وقع الكلمات على كريمه للوهله الأولى فطر قلبها جعل نظرتها لابنتها مترقبه متحفزه لما ستنطقه
اكملت صبا حديثها بغصه وبصوت متلعثم مهزوز
أولا السن وانا اكبر منه بسنتين ودا هيبان كل ما اكبر في
تم نسخ الرابط