رواية وتين بقلم ياسمين الهجرسي

موقع أيام نيوز

أنك تدمري حياتك لازم تفهمي أن في الأول والأخر راكان مش اخوكي  
تنهدت قليلا وجاء فى خاطرها على ذكر أنه مش اخوها وسألتها بسؤال ذات مغزى
ممكن أعرف إيه إللي أتغير فى مشاعرك لما عرفتي أن راكان مش أخوكي 
نظرت لها بتيهه وحيره وهي تهز رأسها 
انا من زمان جوايا مشاعر كتير ملخبطة بس برجع في الأخر وبلاقي عقلي مش مستوعب غير أنه اخويا الكبير 
اللي برمي حمولي عليه وفي نفس الوقت مش قادره أشوفه مع واحده تانيه 
انا تعبانه يا أمي وقلبي وجعني ونفسي اترمي في حضنه 
ابتسمت لها والدتها وغصه من مشاعر ابنتها المتخبطه وحدثتها بقلب مفطور لما وصلت اليه ابنتها معدش ينفع يا قلب أمك عمره ما يرضي يغضب ربنا فيكي 
قومي نامي وسبيها علي ربنا تبات ڼار تصبح رماد 
استقامت وتين وهي تزداد حيرتها و ۏجع قلبها أكثر 
وانهمرت دموعها بكثره وغادرت الغرفه كما جاءت بلوعة الفراق وتيه المشاعر و الأفكار 
خرجت وتين وتركت ابرار تعصف بها الافكار صدرها يضيق عليها من ثقل السر التى تحمله  
استعانت بالله ليدبر لها الامر وذهبت لتتوضأ وتصلى وهي تبكي علي حال أولادها لتناجى ربها ان يريح قلب ابنتها ويهدي أولادها للصواب
بعد يوم طويل ومرهق دلف احمد إلي الغرفه وهو يحمل على عاتقه هموم كالجبال كل مدى يستشعر عجزه فى بعد راكان عنه ولكن يتظاهر بالثبات حتى لا يفقد زمام امور اسرته من بين يده 
جلس علي طرف الفراش ينتظرها حتي تقضي صلاتها 
انتبه إلى صوتها تبكي وهي ساجده علم ما في قلبها من ۏجع وألم 
وحينما انتهت اقترب منها يجلس بجوارها ارضا يربع قدميه ويضع رأسها علي فخدييه 
نظرت له برضا و طمأنينة فهو منذ زواجهم لم يبخل عليها ببث حبه الذى يغرقها فيه والأمان الذى يحاوطها به 
تبادل النظرات معها و لها وابتسم بعشق اطاح بحزنها بعيدا ومرر يده علي رأسها سحب وشاحها وامسكه واستنشق عطره الذى ادمن عبيره وتحدث قائلا 
أمتى هبطل احبك يا ابرار عطرك صوتك لمسه ايدك بتحسيسني فى كل مره بشوفك أن دى اول مره اشوفك وفي كل مره بحبك اكتر من الأول شكلي هفضل احبك حتي لبعد ما أموت 
كانت تداعب خصلات شعره الكثيف باناملها التى تشعره بالراحه والاسترخاء بعشق خلق له 
ونظراتها تعبر عن عشقها الذي يظهر له في كل نظره و لمسه و همسه 
شعرت بوخزه في قلبها عندما ذكر سيرة فراقه للياه 
انحنت وطبعت قبله علي شفتيه عبرت له عن مدى خۏفها عليه 
اختلطت دموعها بدمعه شارده من عينه 
واستقام وهو يكور وجهها بين كفيه قبل كل انش في وجهها مالك يا قلبي 
طبعت قبله علي كفه ونظرت له بعيون هائمه فى العشق 
مفيش يا قلب وعيون ابرار انا مخنوقه بس شويه 
ابتسم لها بعشق وحب ويده تمر علي وجنتيها وتحدث بحنان
سلامتك من الخنقه يا قلب و عيون و روح احمد انا عندى الدنيا فى كفه ودموعك الغاليه دى فى كفه تانيه استقام واقفا قلبه لا يستكفى من الارتواء به و يجدد عهد الحب بينهما ابتعد عنها وهو ينظر لها بابتسامه تدل على عشق حتى النخاع 
و بحركه ماكره منه وفى غفله منها فهى كانت ذائبه فى مشاعرها التى تجتاحها فى حضوره 
يااحمد مينفعش كده احنا كبرنا عالحاجات دى 
واكملت كلامها و ضحكت بصوت عالي أذاب فوائده وبصوت انثوى ماكر اكتسبته على مدار زواجهم بعدين انا اخاڤ على ضهرك ليحصلك حاجه 
رفع لها حاجبه وهتف هى بقت كده لا شكلك نسيتى امجاد زمان و محتاجه انى افكرك استعدى بقى ياحلوه ووطى صوتك لحسن ولادك يقوله عليا انى بفترس أمهم 
وضعها علي الفراش ينهال من حبها وبعد أن ارتوا من عشق بعضهم هديت وتيرة مشاعرهم التى لا تنضب ابدا 
سحبها تنام وكل منهم يضم الأخر فى ملحمه من المشاعر لم تتغير عبر السنين ومهما مرت عليهم عقبات 
هتف احمد متحدثا بنبره حنونه ليلفت انتباهها ابرار سمعاني ولا نمتى همهمت وهى ترمش بجفونها لتفتح عينيها سمعاك ياحبيبى بس مغمضمه عيونى مبعرفش استرخى الا وانا فى حضنك 
هتف قائلا الحاج محمد كلمني وطلب مني أن بكره نكون كلنا مجتمعين عشان عايزني في موضع مهم 
ومش هتصدقي جلال كلمني بطريقه محترمه جدا 
اعتدلت فى جلستها ونظرت له بتساؤل واهتمام للأمر تفتكر هم عايزين إيه يا معالي المستشار غير أنهم هيعترفوا ب راكان ابنهم 
اعتدل احمد في نومه وهو ينظر لها بتردد هل يقول لها عن الحديث الذى دار بينه وبين الحج محمد ولا يلتزم التكتم لحين افصاح الامر من جهة الحج محمد كما امره بذلك 
واخيرا تنهد واهتدى للحل الامثل لعدم زياده قلقها وتوترها فهى
تم نسخ الرابط