رواية وتين بقلم ياسمين الهجرسي

موقع أيام نيوز

متكتفه أنا بقى ستك العجوزه إللي هتقول لك تعمل إيه 
ابتسم لها قائلا بذهول 
معقوله عندك حل يا جدتي ألحقينى بيه أبوس على إيدك 
ابتسمت وهي تنظر الى الحاج محمد هاتفه 
جدك يديني الأمان وأنا اتكلم 
نظرا لها الحاج محمد نظرات استفهام قائلا 
وانتي من أمتى يا حجه مش معاكي الأمان طول عمرك كلمتك سيف على الكل اتكلمي 
انحنت تقبل كف يده بسعاده وامتنان لهذا الرجل الذى خطى الشيب شعره ومازلت مكانتها بقلبه لم يغيرها تقلبات الزمن 
أردفت تسرد خطتها هاتفه 
احنا نريح ورده ونحميها من شړ نفسها والشيطان اللي راكبها والمأذون اللي يطلقهم يكون يعني مأذون كده وكده هيقول أنه طلقهم ويعمل مراسم الطلاق قدام الناس عشان نسبك على ورده الدور صح لكن في الحقيقه هي لسه مراته وخطيبته وهيفضلوا مع بعض مفيش حل ثاني غير كده 
ضيق الحاج محمد بين حاجبيه بدهشه مما تفوهت به زوجته قائلا بسخرية 
لا أنتي أكيد بتهزري ياحجه صح إزاى عايزانى اوافق على حاجه زي دي ايه يا حجه انت هتخليني أقول عليكى كبرتي وخرفتي ولا أيه عاد إياك أنتى نسيتى أنا مين 
رتبت على كتفه وأجلت صوتها بنبره هادئه واستدعت حكمتها قائله بتروى 
ما عاش ولا كان إللي يقل منك يا تاج راسى  
بس زياد يستاهل تعمل ده عشانه ولا ورده الغلبانه مش هميل بختها زي ما بخت أمها مال ومفيش حل غير ده وهي تبقى مسؤوله منه وتحت عينه فى حلال ربنا محدش هيخاف عليها أكتر منه 
ابتسم زياد واقترب من الجده فردوس يقبل يدها ورأسها بحفاوه قائلا بغبطه 
ينصر دينك ياجدتى برافو عليك يا تيته فكره جهنميه كانت غيبه عنى فين دى فعلا لازم كلمتك تبقى سيف على الناس كلها 
اقترب من الحاج محمد قائلا 
وحياه جدتي وغلاوة الحجه فردوس يا جدي عشان خاطري توافق 
تطلع الحاج محمد للحجه فردوس قائلا بقلة حيله 
أمري إلى الله خلاص وافقت شوف أنت المأذون تجيبه منين انا معرفش حد هنا فى القاهره ومش هينفع اقول ل جلال ولا قاسم عشان الموضوع مش عايزه يخرج برانا 
رد عليه زياد قائلا 
المأذون إللى تبع المكتب أنا هتصرف وأجيبه وهتفق معاه ربنا يخليكم ليا يا جدي وانصرف ومعالم البهجه والسرور تزين وجهه وتملئ قلبه 
عوده الى الحاضر 
فاق على صوت والدته أمينه 
ايه يا زياد وصلنا يابنى يلا انزل 
للعلم زياد مكنش قايل لوالدته أمينه فى الأول بس بعد زيارة قاسم وشغف ليهم فى البيت عشان يواسوه فى محنته بعد الطلاق ومحاولتها فى إنها تخرجه من أزمته خاف على صحتها لحسن تتعب فقالها وطمنها عشان بالها يرتاح من ناحيته 
كان في انتظارهم أمام الفيلا كريمه وأبرار التي حدثتها واخبرتها بزياره أمينه وبجوارهم فهيمه لكي يستقبلونها 
هرولوا عليها واخذوها من يد الشباب هاتفين بسعاده 
حمد لله على سلامتك يا أمينه نورتي الدنيا كلها ياحبيتى 
ردت عليهم بصوت متعب 
تسلمولى ياجماعه على محبتكم الغاليه اللى ديما شيفاها فى عيونكم ووقفتكم معنا 
ردوا عليها بصوت واحد 
متقوليش كده إحنا أخواتك والبنات زى بناتك بالظبط 
تهادوا يمشوا بجوارها مراعيين ظروفها الصحيه ودلف الجميع الى الفيلا وجدوا الحاج محمد وجلال وأحمد الشاذلي ينتظرونهم تقدم الشباب وألقوا عليهم التحيه وجلسوا جميعهم 
هتف الحاج محمد قائلا بحبور 
ألف سلامه عليكى يا ست أمينه زيارتك غاليه عندنا سامحينى كنا باذن الله ناويين نيجي لك النهارده نطمن على صحتك بس أنتي ديما سباقه بالخير 
ردت عليه بهدوء كعادتها قائله 
تنور في أي وقت يا حاج محمد عندنا وعندكم واحد 
صمتت لبرهه تزفر أنفاسها بتقطع نظرا لمرضها تحاول أن تجلى صوتها لتسترسل مكمله 
طبعا حضرتك عارف احنا جايين ليه النهارده 
هز رأسه بإيماء على معرفته قائلا 
عارف يا ست أمينه
ثم حول نظره الى زياد قائلا بتاكيد 
والكل دلوقتي عرف السر اللي كان بيني وبين زياد أصفر وجهه وشحبت ملامحه من هول المفاجاه 
استقام يونس قائلا بتهور 
احنا كمان عاوزين نعرف السر 
هو للدرجه دى مبقاش فى ثقه بينا 
حدق به الحج محمد قائلا باستهجان 
مبلاش أنت يايونس تتكلم عن الأسرار أركن أنت على جنب عشان حسابك معايا لسه مجاش خلينى مع واحد واحد وهفوقلك وأنا اللى هظبطك 
صعق يونس مما سمعه وحك وراء أذنه بمرح يلوى شفتيه يمين ويسار ويعلو ثغره إبتسامه بلهاء وأردف بمرح 
حبيبى ياجدى العفو والسماح ياكبير مكنش قصدى وحياتك ياجدى كل اللى تؤمر بيه على رقبتى كله الا زعلك كان انقطع لسانى ساعة ما نطقت 
انهى كلامه ووضع يده على فمه دليلا على صمته 
ليعلو ثغر الواقفه ابتسامه تهكميه دليل منها على أن القادم له الأسواء بين كوابيسه فهى مدللة جدها لن يمرء الأمر مرور الكرام لترقص له حاجبيها بشقاوه لاغاظته 
تبادل بينهم النظرات وهو يتوعد لها صبرا لحين ينفرد بها 
صدح صوت
تم نسخ الرابط