رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر

موقع أيام نيوز


ابدلت فستان الزفاف لمنامة وقد انفرد شعرها القصير شديد النعومة ليجعلها شديدة الجمال في عينيه.......
انت كنت رايح فين بلبسك اللي لسة مغيرتهوس 
قالتها باشارة نحو الحلة التي مازال يرتديها ليتذكر على الفور ما كان ينتوي عليه منذ قليل 
بصي يا مشمش انا كنت عايز اروح اطمن على اختي....
يا مصېبتي..
هتفت مقاطعة له تسترسل

وانا مين يطمن عليا عايز تسيبني في ليلة زي دي يا بسيوني طب اختك مع عريسها انا بقى الناس تقول عليا ايه لما يشوفوك خارج بيتك في ليلة زي دي يا هيقولوا اني مش عجباك يا إما.....
يا اما ايه 
ردت بمكر تشيح بوجهها للناحية الأخرى
والله يا اخويا انا مش عايزة اقولها في وشك اصل دي حاجة تمس رجولتك.
رجولتي 
هتف بها پغضب ليلقيها على التخت متابعا وهو يخلع عنه سترته
معاش ولا كان اللي يمس رجولتي بكلمة يا بت.
تبسمت بحماس بعدما استفرته لتردد بمرح 
ايوة يا اخويا والنعمة انا عارفاك من الاول وحش يا وحش لولولولي..
في اليوم التالي استيقظ على دوي صاخب لجرس الباب لبنتفض من جوار عروسه ويتجه نحو باب الشقة بضيق 
اعوذ بالله مين دا جليل الزوق اللي جاي ع الساعة ستة الصبح يصحي عرسان .
بمجرد فتحه تفاجأ بها امامه 
ورد ايه اللي جابك دلوك يا بت ابوي .
جذبها على الفور يدخلها المنزل بقلق وقبل ان تتفوه بحرف جاءه الرد من الخارج 
جات معايا انا يا بوس. 
حدجه بضيق
وجايب البت الصبح بدري كدة ليه مش عارف انها عروسة وغلط طلعتها اصلا
دلف يغلق الباب من خلفه
يا باشا ما احنا كان لازم نجيلك اختك اصرت انها تسلم عليك قبل ما نسافر.
تسافروا ليه انتوا مش جولتوا انكم هتجعدوا سبوع العروسية هنا .
ردت بخجل
لا ما احنا مش راحين مصر لكن يوسف حجز في قرية سياحية في الغردقة
عشان شهر العسل يا بوس 
هتف بها غامزا يزيد من سخطه
طبولما انتوا هتروحوا شهر عسل مجلتوش ليه كنا روحنا معاكم.
رد وهو يجذب ورد من يده ويضمها إليه
معلش يا بوس المرات اللي جاية كتير انا بصراحة مكنتش عامل حسابي والسفرية جات فجأة.
حدجه بحنق ليقترب ويقبل رأس شقيقته يردف بفتور
تروحوا وتيجوا بألف سلامة عن اذنكم.
قالها وتحرك للداخل فتحركت ورد خلفه على الفور تراضيه
استني يا خوي متزعلش انا والله ما كنت اعرف.
توقف يوسف يتابع اثرها بأسف حتى اتت الأخرى تحمل بيدها مشروب بارد تعطيه له
اتفضل يا يوسف باشا .
تناول منها يرتشف جرعة كبيرة ثم قال مخاطبها بهمس
بقولك ايه يا قطة الواد غلبان زي ما انتي شايفة عايزك تسعديه على قد ما تقدري نسيه اسمه الله يخليكي.
اشارت بسبابتها على عينيها
من عنيا الاتنين. 
تسلم عنيكي بقولك ايه يا مشمش انا بتكلم جد افتكري اني السبب في جوازو بيكي لولا اني بلغته ان مضغوط عليكي من والدتك عشان تتجوزي الممرض اياه
مكنش اتنحرر للسنة الجاية 
ردت بلهفة
اطمن يا يوسف باشا دا بسيوني ده روح قلبي من جوا مش محتاج وصاية.
طب ياللا يا ختي شدي حيلك عايز اللحق اسافر انا والبنت 
توقف يهتف مناديا على عروسه
ما تيللا يا ورد الطيارة هتفوتنا
بعد عدة شهور قليلة
كان غازي في مقر عمله مع ابن عمه يتناقشان في بعض الامور حينما وصلهم إحدى العمال يخبرهم
يا غازي بيه اللحق الهانم بتولد. 
هتف عارف به
هانم مين يا واد يكونش جصدك على مرتي انا هي دي اللي
على وش ولادة انما دوكها لسة.
عاد الرجل يؤكد له
يا بيه انا اللي بعتاني الست روح نفسها بتبلغك يا غازي بيه ان الهانم اتزحلجت من ع السلم واضطروا ينجلوها المستشفى
انتفض غازي صارخا بعد سماع الرجل
مرتي انا اللي اتزحلجلت اللحجني بالعربية يا عارف اعصابي كلها سابت يا واد عمي .
وصل بعد اقل من نصف ساعة ليكن معها الان بغرفة الولادة التي يتم تجهيزها من أجل ولادة الاطفال قبل اوانهم كان بجوراها ممسكا بيدها يؤازرها وهي تبكي بضعف
ولادي يا غازي هنحرم منهم زي اللي فاتوا خاېفة يروحوا مني يا غازي.
خلي عندك ثقة في ربنا ان شاء الله ربنا مش هيسيئنا فيهم جولي يارب.
يهون عليها ويجسر نفسه حتى لا يضعف أمامها رغم ارتجاف قلبه خوفا وهلعا عليها وعلى الاطفال نبتة الحب التي تجمع بينها وبينه.
انتفض فجأة على صړخة شقيقته من خلفه
يا مري دا بيني انا كمان هولد الحجني يا عارف.
سمع منها ېصرخ بدوره على الاطباء
الحجونا يا جدعان حد يشوفها
في وقت لاحق 
وبعد فترة عصيبة من القلق والخۏف على الإنثنتان تمت ولادة الاطفال الثلاثة في يوم واحد.
ابنة عارف والذي تفاجأ بجنسها بعد تأكيد الاطباء ووالدته ان بداخلها طفل اما غازي فكان انثنان من الولاد بصحة جيدة وكأن الله يعوضها على خسارتها الاولى
وبداخل جناح واحد ضمت الاثنتان وازواجهما وعدد من الاحباء التي تصل تباعا
يعني الولاد حلوين ولا شكلك يا غازي طمني 
قالها يوسف بمشاكسة كالعادة ليثير ضحك الجميع ليرد غازي
حلوين ولا عفشين انت مالك يا عم اتشطر انت وهات زيهم بس .
عيوني وانا اطول اخلف من وردتي.
زمجر بسيوني من خلفه
احنا جولنا من الاول مفيش حمل غير بعد ما تخلص كليتها .
تبسمت هي تغيظه له ليميل عليها هامسا
اضحكي براحتك وانا برضو لما اعوز اخلف هيحصل
ولا انتي مش عارفة جوزك. 
بمرفقها لكزته بخصره بخجل اصابها من كلماته حتى يصمت فحول اتجاهه نحو الاخر 
طب انت يا عم عارف مبسوط عشان البنت مرحتش 
الحضانة بقى ومن فرحتك مش قادر تسببها
بإحساس لا يقدر على وصفه قبل كف الصغيرة الشبيهة طبق الاصل من والدتها يرمق زوجته بامتنان لهذه الهدية الرائعة حتى خرج رده بصعوبة من فرط السعادة التي يشعر بها
دي نور عين ابوها انا هسمينا نور عشان هي نور .
طب كدة عرفنا اسم بنتك وانت بقى يا غازي ناوي تسميهم ايه
سمع منه غازي ليلتف على الفور نحو زوجته
ايه رأيك يا جلبي نسميهم ايه
سألها وقلبه توجس من رد لا يعجبه ولكنها كالعادة فهمت عليه لترد بفراسة
المهمة دي بتاعتك انت سميهم باللي تحبه.
يبقى يوسف مش انت بتحبني يا غازي
هتف بها بمزاح ثم ما لبث ان يفاجأه الاخر
والله ما كدب انا فعلا هسمي واحد فيهم يوسف والتاتي نبجى ندورلوا وعلى اسم يناسبه مبسوط يا عم
هلل يوسف بفرح
مبسوط اوي عقبالك يا بوس لما تجيب العيال شبهي وتسميهم على اسمي .
انتفض بسيوني بحنقه
ېخرب مطنك اجيبهم شبهك كيف يا جزين يا بوي حد يبعده عني دا هيبجبلي شلل .
قالها وانطلقت الضحكات من الجميع يتبادالن المزاح والدعابات في جو يسوده الالفة والمحبة التي جمعت بينهم
....
حلقة خاصة
خرجت الصغيرة التي لا ترتدي من الثياب سوى فانلة بحمالتين على الاكتاف وشورت صغير يظهر السيقان الغضة وهي تهرول من غرفتها تكركر بالضحك وخلفها صدح صوت والدتها
انتي يا زفتة استني البسي هدومك امسك البت دي يا عارف لا تطلع ع الشارع انا عارفاها نصيبة وتعملها.
سمع منها المذكور ودون جهد منه التقط الصغيرة فور ان اقتربت من الشرفة وكأنه كان متوقعا وجهتها ليرفعها اليه ويقبلها من وجنتيها قائلا بابتهاج
تعالي هنا يا بلوة انتي امك هتروح السريا الصفرا منك يا بت مش ناوية تهمدي واصل.
اتت اليه والدتها تخاطبه لاهثة
كويس انك لحجت تمسكها دا انا خۏفت لتطول باب الشارع وتفتحه زي المرة اللي فاتت والله ما عارفة ازاي بتلحج اؤكرة الباب
ضحك هو باستمتاع يخبرها
الشارع هين يا غلبانة دي كانت عايزة تجف في البلكونة 
بت عارف عايزة 
قال الاخيرة وكفيه امتدت نحو ابنته ليدغدغها اسفل رقبتها وعلى انحاء جسدها الصغير لتزيد من قهقتها بشقاوة تسلب لب قلبه فعلقت والدتها التي تبسمت هي الأخرى لفعلها
ما انت اللي مجلعها يا سيدي لو بتعرف تجرص عليها يمكن تهمد وتبطل شجلبتها دي كانت عايزة خالها هو اللي كان عرف علمها الأدب صح .
تمتم لها بسخرية
اسم الله يا ختي على خالها اذا كان هو نفسه بيضعف 
معاها دا ما بيصدق بس يلاقيها في وشه لو وسط مية راجل بيجعدها على حجره.
تشدقت زوجته تدعي الضيق رغم انتعاشها من الداخل لقوله وهي تتحرك بها نحو وجهتها
ما انتوا الانتين ابهات فاشلين نجحتوا في كل حاجة الا دي هتطلعوا جيل فاشل من العيلة اللي الكل بيشهد بأدب عيالها
تبعها الى داخل الغرفة مردفا
فشړ يا حبيبتي انا بتي هتطلع حاجة كبيرة لهي واحدة عادية اياك دي بت عارف الدهشان هاتي يا ست انتي انا هلبسها بنفسي حبيبة ابوها دي.
التقطها منها والصغيرة استجابت له لتسكن حركتها فور ان أجلسها على التخت وصار يتناول الملابس ليدخل برأسها الفستان المزركش والمزين والذي ما كادت ان ترتديه الصغيرة حتى وقفت تتمايل بخيلاء جعل والدتها تعلق بحنق
اسم الله عليكي يا ختي وعلى حلاوتك امال انا كنت عدوتك من شوية لما جريتي مني .
قهقه عارف يشاكس زوجته
مش حكاية عداوة يا جلبي بس هي بتعمل شوية تجدير لابوها كتر خيرها.
ازاد عبوسها لتشيح بوجهها عنه للناحية الأخرى وكما توقعت بعد لحظات قليلة شعرت بذراعيه تلتف حولها وتضمها بعشق يتمتم في تجويف عنقها
الحلوة ليها غاية للخصام وشكلها كدة عايزة تتصالح وانا راجل احب اراعي جوي الحتة دي واصالح بضميييير..
ضحكت في استجابة لفعله ولكن يجبرها الحياء على الرفض مع شعورها لجرأة اللمسات
اتعدل يا عارف ونيم ضميرك دلوك البت بتبص علينا 
مش عايزينها تلجط الله يخليك.
استدرك لمقصدها ف ارتفعت رأسه عنها مجبرا لينقل بعيناه نحو ابنته التي كانت تطالعهم بعدم فهم ليلتقطها ويباشر هجومه عليها يدغدغها مرة أخرى
بتبصي على ايه بتبصي على ايه يا بلوة انتي عيلة سنتين ونعملها حساب دا برضوا كلام دا ياناس.
وبرد فعل طبيعي صارت ضحكات الصغيرة تصدح بصغب في ارجاء في الغرفة ووالدتها من خلفها تضحك أيضا لتعلق بيأس وهي تنهض من جوارهما
انا هجوم اللبس لو جعدت جمبيكم مش هنطلع من البيت اصلا. 
تمتم هو من بين مدعاباته للطفلة
البسي وخلصينا يا روح احنا اساسا مش بيعطلنا غيرك .
وكان الرد بشهقة عالية منها بذهول
شوف الراجل تتمسخر انت وبتك وفي الاخر اطلع انا اللي معطلة الدنيا.
وبداخل المنزل الكبير 
حيث يتم التجهيز لمأدبة كبيرة تجمع الأفراد الاقرب من العائلة والاصدقاء بمناسبة انشاء الفرع الثاني لشركتهم.
كانت هي منشغلة في هذا الوقت في تجهيز التوأم الصغير بعد انتهائها من الكبار وقد ارتدوا اجمل الثياب وصار الان موعد تصفيف الشعر الناعم وكعادتها كانت تغني مستمتعة بفعل ذلك معهم وسعادتها بهم تزداد يوما بعد يوم كلما كبروا امامها ورأت عوض الله بهم .
انتهت لتنزلهم من فوق قدميها ثم تحركت بهم الى داخل الغرفة الثانية حيث العاب الاطفال الاربعة صغيرها وفتيات غازي الثلاثة وقد اتين اليوم لحضور هذا اليوم المميز بعدما عادت حضانتهما الى والدتهم والتي للأسف تم انفصالها للمرة الثانية بعد زواجها لشهور قليلة
 

تم نسخ الرابط