رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
المحتويات
شهية بشكل موجع جميلة وصغيرة وبريئة لتضعف من مقاومته فواصل بضغطه
طب بذمتك هو يحوشك عني ليه ها انا عمري حتى طالبتك بحق من حقوقي او حتى تصبيرة
تصبيرة ايه
قالتها بعدم فهم ليستغل موضحا بالفعل
زي دي!
شهقة مجفلة صدرت منها كادت ان تفضحه قبل ان يكتمها بخبرته....
.....يتبع
الفصل الثاني والعشرون ج٢
لم يخطط ولم يضع في باله ابدا ان يفعل ما تمناه وارق مضجعه أيام ولا ليالي لا حصر لها لقد غلبه شوقه وضعف دون ارداته امام سحر برائتها ليباغتها واضعا ڼصب عينيه ان يخطف قبلة صغيرة عابرة ولكن ما حدث كان غير ذلك على الإطلاق
هذا ما طرأ في عقلها في هذا الوقت بعدما اجفلها بهجومه باغتها بعاطفته شيء لم تعرفه قبل ذلك تختبره لأول مرة ولم تتوقعه في هذه اللحظة ابدا نسبة لتاريخه القصير معها لقد كانت في بيته تنام بغرفة مجاورة لغرفته ابدا لم يحدث ان اقترب منها بهذه الصورة ابدا لم..... تبا....
لتقابل عينيه بشراسة ذكرته بالوجه الثاني لها الوجه الذي اوقعه اسير عشقها حينما رأها لاول مرة في البلدة التي عشقها من أجلها ومغامراته معها ومع زينهم.
تبسم يلتقط أنفاسه ليهدئ من ضجيج قلبه الذي يخفق بضراوة في هذا الوقت لقد طار وحلق في سماء السعادة بقبلته الاولى معها التي لم يكن يتخيل ولو في أقصى أحلامه أن تكون بهذه الروعة بهذا الكمال ثم يرى تأثيرها الان على بشرتها التي امتقعت بخليط من ڠضب وخجل تحاول ان تخفيه خلف ستار شراستها
هدرت بها هامسة بتوعد تلوح بسبابتها في وجهه بتحذير تقبله بسعة صدر ممتنا لرجاحة عقلها بأن لم تصرخ او ترفع صوتها لتلفت انتباه الۏحش المنتظر في الخارج الا وهو شقيقها.
اومأ يرفع كفيه امامها علامة استسلام بغرض تهدئتها لكن وما ان هم بالتقدم خطوة حتى زمجرت بهياج توقفه ارتد على الفور وابتسامة مشاكسة لاحت على محياه رغم حرصه الا يزيد عليها
انت جليل أدب.
هتفت بها مقاطعة له بجدية أجفلته في البداية ليتجمد بأعين توسعت بذهول ثم وبصعوبة بالغة جاهد ان يكبت ضحكة كادت تفلت منه وتفضحه ليشير بسبابته نحو صدره ويردد ببرائة
انا برضوا قليل ادب يا ورد انا جوزك يا بنتي.....
برقت عينيها پغضب متعاظم حتى يصمت ويكف عن عبثه ثم الټفت بحركة كشفت عن نيتها في المغادرة لينتفض باستدراك ويذكرها
انتي عايزة اخوكي ياخد باله
افتر فاهاها برفض قائلة
لاه مش عايزة وماشية وسيبهالك يا يوسف عشان مجعدتش معاك في مكان واحد.
حتى وانا لامهم كلهم وعامل حسابي.
قالها يومئ برأسه نحو التخت لتنتبه على الحقيبة الكبيرة فوق الفراش وقد خلت الغرفة تقريبا من ملابس واحذية وتلك الأشياء التي تخصها.
اه يا انا يا قلبي ياما هو اللي حصل دا كان بجد...
الله يهديك يا بسيوني ويحنن قلبك عليا انا كدة مينفعش انتظر نهائي.
وعلى ذكر الاخير فقد كان في هذا الوقت شاردا في عالم آخر لا يعلم له اسم عالم قصير وجميل لم يراه اليوم اثناء زيارة المشفى ليشعر وكأن شيئا ما ينقصه
انا خلصت يا خوي.
قالتها تلفت انتباهه ليرفع رأسه نحوها بتعجب يسألها
انتي لحجتي تلمي كل
حاجتك
سألها باستفسار جعلها تستدرك لقصر الوقت في خروجها إليه بصورة تحث على ان تثير بداخله الشكوك.
تمالكت لتجد تبريرا سريعا
لااا مما انا مجهزة شنطتي من ساعة انت ما فوجت كنت عارفة ان هروح معاك في المكان اللي تسكن فيه اول ما تطلع من المستشفى.
كاد أن يبتسم فرحا لثقته بصغيرته ولكن
امال حاسك متغيرة ليه
نفت بهز رأسها بتوتر كشفها
لااا مفيش يا واد ابوي ياللا خلينا نمشي بجى.
قالتها وتحركت تسبقه نحو الخارج مما اضطره ان يتبعها ليغادر الشقة هو الأخر.
سرحانة في ايه يا مشمش.
جاءها السؤال من والدتها لتخرجها من شرود لازمها منذ عودتها الى المنزل مغادرة المشفى بتصريح من الأطباء كم ودت ان تظل بها لتشبع عينيها برؤيته والحديث الممتع معه لقد اشتاقت وبشدة لسماع النبرة المميزة منه خوفه عليها ومرعاته لرضاءها ترى هل تذكرها اليوم ام انها لم تأتي على باله من الأساس
ينيلك يا بت هو انا اسألك من هنا وانتي ترجعي لسرحانك من تاني ايه اللي واخد عقلك
زمت شفتيها بضيق لترفع رأسها بسأم ترد
عايزة ايه ياما ما تسبيني في حالي انا واحدة تعبانة اصلا يعني اسرح ولا انام على سريري براحتي..
تبسمت المرأة بمكر تلقي الكلمات نحوها بمغزى
يا ختي ولا تتعصبي ولا تتنرفزي اسرحي ولا تختفي من الوجود كله حتى ربنا يعينك على نفسك وۏجع قلبك صحيح يا ولاد الحب پهدلة.
ختمت بضحكة أثارت استفزازها لترمقها بغيظ وهي تغادر بخطوات منتشية بالمرح لتغمغم في اثرها بضجر
فرحانة فيا ياما ماشي ربنا يسامحك.
في المنزل الكبير وبعد انتهاء تناولهم لوجبة الغداء كانت الجلسة مع الجدة والمناكفات والمشاكشات لها وهي كالعادة لا تتأخر عن الرد
جولي يا فاطنة واعترفي الدهشان الكبير مكانش بيتحرك ولا يخطي خطوة واحدة من غيرك انا كذا مرة اسمع ابويا بيقول كدة.
ابوك برضوا يا ملعۏن يامن مأدب ما يجولش كدة يا جليل الرباية لم الواد ده عني يا غازي ولا اجولك احبسه في الزريبة احسن مع البهايم خليه يتربى
قهقه عارف بصوت الجهوري ليرد غازي من بين ضحكاته هو الاخر
فات الأوان يا جدة دا كان عايز جرص من وهو عيل صغير دلوك شحط كبير وحظنا وجعنا معاه واتجوز بتنا بجى زي الأتب اللي لازق في الضهر مش لاجيله حل يا جدة.
اهو جالك يا فاطنة حتى الكبير غلب فيا فات اوان التربية انا دلوك راجل مسؤول في بنك محترم بكرة اولادي اطلعهم زيي.
جلالاة رباية .
قالتها فاطمة لتصدر الضحكات العالية مرة أخرى واصوات المرح والمزاح تصل لخارج المنزل بين الرجال والجدة والاطفال ايضا اما عن النساء فقد نهضت نادية من جوارهم بعد اختفاء صديقتها لتبحث عنها فقد اشتاقت للجلسة معها .
حاولت بقدر الامكان الا يبدوا عليها شيء مثلما فعلت الايام السابقة تتمنى ان تنهي ما بدأته على نفس الوتيرة لقد سارت ف طريق خطتها وها هي الان قاربت على الوصول حتى تنهي هذا الأمر ونهائيا هي ليست ضعيفة حتى تترك احد ما يمسك عليها ذلة لشيء لم تخطئ فيه من بدأ الغدر لا يشتكي من نتائج أفعاله.
روح انتي بتعملي ايه
جاءها السؤال المفاجئ لترفع رأسها عن الهاتف وتنتبه الى زوجة اخيها التي اقټحمت عليها الغرفة التي اختلت بها عن الجميع لتباشر ما تفعله
نعم يا نادية انتي عايزاني في حاجة
عايزاكي في حاجة!
رددت خلفها باستغراب قبل ان تقترب وتتخذ جلستها بجوراها على طرف التخت وما
همت ان تسألها حتى وجدتها تخفي عنها الهاتف للناحية الأخرى لتزيد عليها من توجس
روح انا ليه حساكي متغيرة!
متغيرة كيف يعني
شاردة ومش بعادتك حتى وانتي بتهزري وتضحكي حاسة دماغك مش معانا.
ابتعلت ريقها الذي جف بتوتر وقد اربكتها بملاحظاتها الدقيقة لها في هذا الوقت القصير من جلوسها معها فخرج ردها في تبرير
يا نادية انا مخي مشتت اليومين دول في المشروع ما انتي عارفة احنا خلاص جربنا نفتتحه.... اا انا بحاول بقدر الامكان انه يطلع بالمستوى اللي بتمناه ادعيلي بس ربنا يوفقنا.
حركت رأسها بعدم اقتناع تردد
يا ستي ربنا يوفقك..... بس متزعليش مني في التدخل....
صمتت برهة ثم باشرت في استفسارها
انتي خبيتي عني التليفون بمجرد ما جعدت جمبك ودي اول مرة تعمليها خصوصا وانتي عارفة اني مش فضوليه للدرجة التطفل على البص في تليفونك بس معنى انك شيلتيه فجأة يبجى كان في حاجة وانتي خاېفة اني المحها.
حينما تجمدت امامها بصورة اظهرت صدق ظنها سارعت على الفور ان تلطف
انا اسفة يا روح بس انتي اختي.....
مش هو يا نادية والله.
قاطعت بها توضح
او ممكن يكون الأمر يخصه بس انا بعمل كدة عشان عايزة اخلص من خلجته ويبطل يطاردني نهائي بعد كدة.
يطاردك
ايوة بيطاردني.
طب ومبلغتيش اخوكي ولا جوزك ليه
عشان يوجع فيها جتيل ولا العيلتين يدخلوا ف دوامة الطار بسبب واحد زي ده جوزي غيور وجوزك متهور .
كانت اجابتها منطقية الى حد ما لكنها لم تمنع من قلق عبرت عنه نادية
طب يعني انتي كدة هتتصرفي ازاي انا كدة خۏفت اكتر.
تبسمت بثقة تجيبها
انا دلوك هعمل يا نادية بجالي أيام وليالي ببحث وادور لحد ما عرفت كل حاجة والنهارده هخلص.
يا مري تخلصي ايه فهميني زين الله يرضى عنك .
هفهمك بس ثواني ابعت رسالة مهمة وجبل كل شيء اوعديني ان الكلام ده ميطلعش لمخلوج.
ابتعلت نادية بتوجس وزعر يكتنفها من شيء لا تعلمه
لتجسر نفسها قاطعة الوعد لها
اوعدك.
في غرفتها القديمة والتي اشتاقت لها بعد غياب طال هذه المرة نتيجة لتجبره ومنعها عن زيارة والديها بقصد ولأوهام اختلقها في عقله المړيض كما اصبحت تصنفه هذه الأيام نتيجة طبيعية لما وصلت اليه معه
على فراشها وبجوار اشقائها كانت تشاهد المسلسل المفضل على الشاشة الصغيرة التي يملكونها وكأنها تسترجع ايامها السعيدة حينما كانت لا تحمل هما ولا تعرف معنى للحياة سوى بمجموعة احلام وردية وأدها الواقع الذي أصبحت تعيشه الان امرأة متزوجة محملة بمسؤوليات لابد من الوفاء بها ومطالبة بأشياء ان لم تفعلها تنقص منها كأنثى.
ياللا يا بنات روحوا شوفوا ابوكم جه من المحافظة وجاب معاه الفاكهة.
هتفت بها والدتها نحو الصغيرات لينهضن سريعا في استجابة فورية لما تفوهت به وتنجح خطتها هي في صرفهم ثم تجلس قبالها متمتمة بمرح
كل مرة كدة ولا اكنهم بيدجوها.
عقبت من خلفها بابتسامة هادئة
سيبوهم ياما يفرحوا ربنا ما يحرمهم من داخلة ابوي عليهم ولا بمجايبه ليهم دي احلى ايامهم.
وه اللي يسمعك ولا يشوفك ما يجولش انك كنتي بتعملي نفس حركاتهم دي من كام شهر كبرتي وعجلتي يا هدير.....
تفوهت والدتها بالكلمات بنبرة تملؤها الدهشة لتضغط بدون وعي منها على چرح اصبح يتوسع مع الايام لدى ابنتها التي خبئت ابتسامتها وتغضنت ملامحها بحزن شعرت به المرأة لتسترسل سائلة
هو الواد دا لسة معكنن عليكي مهديش على حيله ولا كن عشان يعجل ويحمد ربنا انا مش عارفة
دا كمان شايف نفسه على ايه
على ماله ياما.
تفوهت
متابعة القراءة