رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
المحتويات
يا ورد شكلك كدة سرحتي مني.
كان يتحدث بصوت متحشرج لفرط ما يشعر به يلامس بأصابعه على بشرتها بحنو جعلها ترخي دفاعتها غير قادرة على صده.
جوازي منك حاجة كبيرة اوي عندي يا ورد يمكن انتي تكوني شايفاه عمل انساني عشان القدر رتبها كدة لكن انا بقى كنت ناوي على كدة من البداية فاهماني يا ورد .
يريد إجابة واضحة منها وكيف تفعل وقربه الشديد منها يزيدها اضطربا وتوتر
شهقت تستفيق من حالتها لتلتف نحو المرأة الغريبة التي كانت واقفة تطالعهم بنظرات يملأها الشك وقبل ان تنبت شفاهاها بتبرير مقنع فجأها كالعادة بأن ضمھ اليه من كتفيها يرد بعدم اكتراث
يعني انت شايفانا بنعمل ايه مراتي وكنت بغسل لها وشها فيها حاجة دي
ولا ايه يا قلبي
خرج اليهم اخيرا برفقة رجل التحقيق الذي انهى معاه الحديث مغادرا ليعود هو اليهما فكانت هي
اول من نهض اليه يتلقفه
اخيرا خلصتوا يا غازي تلت ساعات في التحقيق مع الراجل دا زمانه فرهد معاكم.
ضمھا اليه بلطف قبل ان ينضم في جلسته معهم قائلا
دلوك يرتاح على كيفه مدام خلصت مهمته اخيرا.
كان يتحدث بإرهاق شديد يتخلل نبرته ليعلق عارف بفراسة
واضح ان انت كمان تعبان وعايز ترتاح هو لدرجادي التحقيق كان صعب
اوما بجفنيه يزفر دفعة كثيفة من الهواء المحبوس في صدره قائلا بثقل الكلمات على لسانه
جصدك مين باللي ربنا يتولاه
سألته بتوجس شعر به ليطالعها صامتا لبعض الوقت ثم ما لبث ان يرد بشرود
الواد معتز مجاش معانا ليه صح
جاءه الرد من شقيقته
اسم الله يا خوي انت ناسي ان عزب رفض انه ياجي معانا المستشفى وفضل انه يروح يزور بيه الجماعة جرايبه.
تمتم بها بتذكر يحرك رأسه لتعلق زوجته بارتياب
غازي هو انت سمعت ايه بالظبط جوا حاساك متبرجل ومش بطبيعتك.
رمقها صامتا بنظرة زادت من حيرتها وعقله يسبح فيما سمعه منذ قليل من حقائق تكشفت اخيرا بالصدفة على يد رفيقه في المواجهة التي شهدها بنفسه قبل ان ينال نصيبه من الأڈى هو الاخر.
قبل قليل .
في غرفة بسيوني والذي جالسا بجذعه يجيب على الأسئلة الروتينية من المحقق الذي كان يسأله بدقة ليكشف حقيقة ما حدث
رد الاخير بحسم ينقل بابصاره نحو رئيسه غازي الدهشان والذي فضل الا يسمع منه المرة السابقة حينما الح عليه ولكنه رفض حتى لا يرهقه وليعرف منه الحقيقة الان بعدما حان اخيرا وقتها
انا رايج والحمد لله واجدر احكي دلوك بكل اللي شوفته بعيني وسمعته بوداني.
تمام يا بطل احكي بقى.
.....يتبع
الفصل السابع عشر ج٢
كان في هذه اللحظة داخل المنزل نفسه بعدما تسلق الجدار الخلفي ليلحق بهذا الفتى المتهور قبل ان يغدروا به ضاربا بتحذيرات غازي الدهشان عرض الحائط فلم يطاوعه قلبه على الإنتظار اكثر من ذلك وقد نوى بداخله ان يوقفهم ويوقف شرهم أو ع الأقل يتصدى لهم حتى تأتي النجدة
ولكن ما تفاجأ به وجعل عقله يتوقف هي هذه الجملة التي وصلت لأسماعه من مالك الغبي نحو سند وعيسى.
انتوا الاتنين بالذات فاهمكم من الاول مش من النهاردة وبس لا يا غالي دا من بداية الحكيوة كلها ومۏت حجازي اللي كان متفق هو كمان معاكم.......
حجازي....... يا ۏجعة مربربة هو المرحوم حجازي كمان كان معاهم
غمغم متسائلا مع نفسه بعدم تصديق قبل ان يستفيق لما يحدث مع هذه الأصوات المكتومة التي تصله من داخل الغرفة المقصودة انتفض داخله ليواصل تقدمه نحو الجهة الموجودين بها مخرجا سلاحھ الڼاري من جب الصديري الذي يرتديه مدفوعا بشعور الخطړ نحو هذا الأرعن الذي يتحدى بجسده الهزيل اربع وحوش من الرجال اذن فقد كتب عليه المواجهة معهم من اجله.
الله ېخرب بيوتكم الحكومة عاملة حملة وجاية ع البيت يلعن فايز وخلفة فايز بجدمكم النحس اللي يجيب الفقر
هتف بها صدقي واقدامه تتحرك على الفور نحو المغادرة وخلفه الشيخ المزعوم الدجال الذي ساهم معهم في اخراج الاثار ليتفاجأ بمن يتصدر أمامهما الان
على فين يا صدجي باشا هتمشي كدة من غير ما ترحب بحبايبك اللي جاينلك مخصوص يباركولك ع اللقية الجديدة.
تجمد الرجل مصعقوا كرد فعل اولي قبل ان يتمالك وتبرق عينيه باشتعال يغمغم الاسم بتذكر
بسيوني.
تبسم المذكور ينقل ببصره عليهم قبل ان تتوقف ابصاره على هذا المدعو سند ليأمره بحزم كي يفك ذراعه عن رقبة ابن خاله مصوبا السلاح نحوه
حل يدك عنه يا واد.
رد بتحدي يزيد بالضغط على رقبته حتى بدا انه على وشك ان ېخنقه
وان محليتش يدي عنه هتجتلني طب جولي بصفة ايه الاول اتبعك وانت واحد جاي متهجم ع البيت ولا تكونش بوليس وانا معرفش
تغاضى بسيوني عن نبرة الاستخفاف ليرد مقارعا لهذا البغيض
مش بوليس يا سند بس انا شاهد ع النصيبة اللي هتعملوها من اول اللجية اللي فتحتوها في غياب صاحب البيت لحد الواد اللي عايزين تخلصوا عليه دلوك.....
انا شاهد على كل شيء.
حاول سند الاحتفاظ بثباته امام الهدوء المريب من صدقي واعتراض ابن خالته
انت مين انت حد يعرفني يا جماعة الجزين ده تبع مين لا اروح فيه في نصيبة دلوك
انا اللهوي الخفي يا حيلتها.
قالها بابتسامة ساخره ليغيظه فخرج صدقي عن صمته
اسمع يا بسيوني انا معرفش انت لوحدك ولا معاك حد غيرك سيبني انا اطلع وانتي صفي امورك معاهم لا دا بيتي ولا اللجية لقيتي مع ان رأيي تفتح مخك وتاخد نصيبك اللي يعيشك ملونير بدل المرمطة عند غازي الدهشان دا لو عارف تفكر.
ردد مستفزا له
لا انا معرفش افكر وعايز المرمطة وانت شريك معاهم يا عم بسيوني زيك زيهم.
بس انا مليش دعوة بحد انا عايز اروح بلدي انا مش من هنا اساسا يا ناس
هتف يها الشيخ المزعوم ليعلق صدقي بنفاذ صبر
يا بسيوني بعد عن طريجنا بلاش تجيب لنفسك اذية انت في غنا عنيها.
استشاط الاخير ڠضبا من هذا الرجل الذي يفعل الچرائم دون حسيب او رقيب والان يهدده صريحا كي يتركه ليزيده اصرارا
وانا مش هين لحد فيكم عشان
يأذيني مفيش طلوع غير لما ياجي البوليس وانت حل يدك عن الواد بجولك سيبه يا ميحصلش طيب
اظهر سند عدم اكتراثه بالصيحة الغاضبة رغم ارتعاد اوصاله حتى يعطي الشجاعة لعيسى المندفع ويتصرف بطبيعته المتهورة ليدنو سريعا نحو صف التماثيل المرتصة على الأرض فيتناول احدهم ويدفعه على حين غفلة من بسيوني ليصيب كفه فوقع السلاح الڼاري واستغل على الفور ليهجم بثقله عليه ولكن الأخر استطاع ان يسقطه ارضا بضړبة قوية من قبضته جعلته يتلوى پألم قبل ان يواصل الاشتباك معه فتدخل سند بعد ان افلت مالك عنه ليرفع فأس الحفر ينوي ضربه به ولكن القوة الجسدية أفادت الاخر ليتفاداه بذراع واحدة ويدفعه عنه قبل ان يلتقطه ويكيل له الضربات مع ابن خالته حتى أوشك ان يقضي عليهم .
قبل ان يحدث اخر ما كان ينتظره........
ايه اللي حصل يا بسيوني وقفت ليه
سأله المحقق بعدما توقف فجأة عن استرساله لتنكمش ملامحه فجأة مغمضا عينيه يزفر انفاس مشبعة بحزنه ثم واصل .
المسډس اللي كان ۏجع مني فجأة لجيته في يد مالك وبيرفعه علينا كلنا وبيهددنا بيه
انا هاخد حجي بيدي يا غجر والراجل فيكم يجربلي عشان افرغ طلج مسډسي جوا صدره.
قالها وهو يجثو بركبته على الارض يتناول من صف التماثيل وبعض الحلى الفرعونية يدفعه الطمع مستخفا بحالة الڠضب التي اوغرت الصدور واولهم كان صدقي الذي لم يحتمل عبث هذا الفتى بهذه الاشياء الثمينة فهو المخول بتصريفها ولا يسمح لأحد بالتعدي على اختصاصه
انت يا واد عبيط ولا مخبل فاكرها لعبة دي حاجة محجوزة من صحابها ارفع يدك عنهم ولما ابجى اصرفها انا هديك اديك نصيبك منها .
تدي مين يا عم صدجي انت هتمشي على طوع المخبل دا كمان ولا ايه
صاح بها عيسى تاركا شجاره مع بسيوني ليتبعه ابن خالته يتقدمان نحو الاخر والذي اړتعب منهما رغم وجود السلاح بيده ليصوبه نحوهما باهتزاز
ابعدوا عني بدل ما ارجدكم انتوا الاتنين دلوك سايحين في دمكم .
رد عيسى مستهزءا
مش لما تعرف تستخدمه الاول يا حيلتها.
قالها وانقض عليه والاخر معه ليشلوا حركته احدهما كان ينزع القطع الأثرية منه والأخر يضغط بقوة ليخلص السلاح منه
ود ان يهجم عليهما الاثنان ليفتك بهما ولكن الإصابة كانت اقوى على المخ من ان يتحملها ليسقط على الأرض زائغ العنين تلفه هوة سوداء رويدا رويدا ليكون اخر ما يصل لأذهانه هي صړخة قوية من الفتى الذي كان يبغي حمايته ولكن القدر كان له رأي اخر
لدرجادي التحقيق جوا كان صعب
هتفت بالسؤال تعيده من الشرود اليها والذي طال حتى اقلقها عليه ليضطر ان يطمئنها بمرواغته
وه يا نادية دا على اساس انها جضية دولية يعني! انا بس سرحت في البلد واحوالها دلوك في غيابي سيبك انتي خلينا نجوم نروح.
قالها ولم ينتظر الرد لينهض مخاطبا ابن عمه وشقيقته
عارف ياللا بينا نروح ونريحوا شوية.
تروحوا فين يا عم انتوا نستوني ولا ايه
جاءت من يوسف الذي فاجئهم بعودته مشبكا كفه بكف زوجته ليطالعه غازي بحنق
انه
لسه بيستوعب حاول تراعيها دي يا جدع .
امممم
زام بها بفمه يظهر امتعاضا ليثير استفزاز الاثنين فتدخلت هي برقتها
طب انا خاېفة ليكون شايل مني يا عم غازي عايزاه يسامحني ويرضى عني انا مش متعودة ع الوش ده منه.
بقولها أثارت الشفقة نحوها منهم جميعا ليتراجع غازي من أجلها بحنو
اخوكي عمره ما يشيل منك يا بتي خصوصا بعد ما سمع منينيا عن ملابسات الجوازة.... وعم العموم برضوا عشان خاطرك هحاول معاه تاني تعالي معايا ندخله سوا.
قالها يشير لها ان تتقدم معه فعلق يوسف بمناكفة كعادته
تدخل معاك لوحدها! وانا روحت فين ان شاء الله انا جاي معاكم.
حدجه غازي بغيظ ليوافق على مضض بمرافقته لهما.
بعد دقيقتين من دخولهم اليه
حيث كان يوزع ابصاره عليهم دون النطق بكلمة رغم تقديره لحديث غازي الدهشان.
ها يا بسيوني انا عارفك عاجل وبتوزن الامور صح اكيد جدرت وفهمت دلوك ياللا بجى ريح جلبنا بردك .
تنهد بملامح مبهمة يخفي من خلالها القبضة التي تعصر قلبه مع كل نظرة نحوها وهي ترتجف امامه بأعين مترجية كي يسامحه في خطأ كان المتسبب الاساسي فيه والداهما بعدما تخلى عنهما كالعادة .
ود ان يفتح لها ذراعيه لترتمي على صدره كالعادة ويضمها اليه مهونا ولكن مع رؤيته لتشبثها بذراع الاخر وكأنه تحتمي به..... وكأنها وجدت سندا غيره
متابعة القراءة