رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
المحتويات
بها سريعا لتتابع بغصة توقفت بحلقها
شايفني جليلة عليه من كله هو متعلم ولف الدنيا ومعاه فلوس يشتري مية غيري وانا واحدة دبلوم وابوها عامل في مصنع يعني ابوس يدي وش وضهر انه جبل بيا وبجاحة وجلة ادي مني اني جاعدة لحد دلوك من غير ما اجيبله الخلفة اللي عايزها...
زمت إجلال فمها بحنق متعاظم تشيح بوجهها عن ابنتها لتغمغم بكلمات ساخطة كانت تصل للأخرى
عادت اليها تشدد بجدية
انا لازم اكلم اخته مرة تانية خليها تشوف صرفة معاه يمكن تلمه ولا تعجله انتي بت ناس مش شاريكي من السوج.
لم تعلق على قول والدتها فهي تعلم تمام العلم انه لا فائدة من الجدال مع رجل مثله لتتجاهل وتلتف نحو ما تعرضه الشاشة قبل ان تنتبه للسؤال
ردت بعند مقصود
لا ياما مبطلة ومش من النهاردة لا دا من فترة طويلة
نفسي اتسدت ومبجتش فارجة يجعدني على زمته ولا يطلج حتى معدتش فارجة.
تفي من خشمك يا مضړوبة الډم بلاش منه الفال الفجر ده ولا تكوني اتعديتي من جنان جوزك.
اه ياما اتعديت وياريت تجفلي على سيرته من الاساس ان ما صدجت جيت عندكم النهاردة عايزة اريح واشم نفسي تعبت من الخنجة
قالتها المرأة ونهضت متابعة
خلصي المسلسل وتعالي عشان تتغدى معانا خالتك يمكن تاجي بعد شوية هي كمان تسلم عليكي اصلها اتصلت بيا من شوية ولما عرفت انك موجودة النهاردة عندنا فرحت وجالت يمكن تيجي تشوفك هي كمان.
وفي جهة أخرى
بداخل مزرعة الدواجن التي كان يباشر العمل بها توقف يراقب هذه الملعۏنة التي اخذت الثقة وكأنها ملكت المكان توزع التعليمات على الفتيات العاملات وتتمايع دون خجل او حياء امام الرجال من العمال او الزبائن مستغلة تغاضي رئيس العمال عن محاسبتها بعدما فاض به من الشكوى اليه وهو لم يردعها في مرة او اتخذ نحوها اي اجراء حازم.
فليستريح من قرفها وينظف المزرعة منها.
نفيسة.
الټفت منتبهة اليه على الفور وقد لفت نظر الجميع نحوه ليأمرها
تعالي ورايا ع المكتب عايزك
على الفور تحركت تهرول اليه لتدلف الى داخل غرفة المكتب بلهفة
تأمر بإيه يا عمر بيه عايزني في حاجة
طالع وقفتها المائلة وهذه النعومة المقصودة في التحدث اليه بتقزز ليلقي اليها فوق سطح المكتب مجموعة من الأوراق المالية قائلا
شهقت ضاربة بكف يدها على صدرها بجزع
يا مري ليه يا بيه حد اشتكالك مني ولا انا عملت حاجة زعلتك سامحني يا عمر بيه لو حصل دا انا خدامتك وتحت امرك....
تجهم پغضب ينهرها
لا خدامتي ولا تحت امري خدي الفلوس دي بكرامتك وانجلبي من وشي يا نفيسة يا ابعت العمال يرموكي في الشارع شړ طردة انا لا طايجك ولا طايج خدمتك.
بس يا بيه.....
اخلصي.
هدر بها لاطما بكفه سطح المكتب بقوة انتفضت منها لتدنو على الفور تتناول النقود خوفا من
هيئته التي توحشت فجأة امامها ثم تركض على الفور مغادرة الغرفة والمزرعة بأكملها ليعود جالسا بزفرة ارتياح وقد تخلص اخيرا من امرأة تمثل صنفا من النساء يمقته بشدة.
وما أوشك ان يلتقط أنفاسه قليلا حتى تفاجأ بالرسالة التي ظهر اشعارها بالهاتف ليفتح ويراها على الفور متمتما بذهول
وه مجابلة مرة واحدة.
تردد لحظات مستغربا سر التغير المفاجئ ولكن في النهاية غلبه الشوق لينهض ذاهبا وبدون تفكير... نحو العنوان المقصود!
عودة الى القاهرة
بداخل شقة غازي الدهشان حيث الهاتف الذي لم يتوقف عن الدوي حتى ازعج بسيوني بداخل غرفته حتى خرج اليها ليستكشف الأمر بنفسها.
خبر ايه يا خيتي يا تردي يا تجفلي المدعوج دا خالص.
هتف بالكلمات يتناوله من فوق الاريكة الملقى عليها بإهمال مما اضطرها لتترك المطبخ وتذهب اليه
ااا ما انا كنت بغسل المواعين مخدتش بالي منه
نظر نحو الشاشة يطالع الرقم الذي أصبح لا يطيقه ليعلق بامتعاض
هو صاحبنا دا مش وراه شغل ولا مصالح كل شوية رن وحكاوي.
اطرقت بخجل دون ان تجيبه ليقترب منها ويعطيه لها معلقا
نبهي عليه يخف شوية اخوكي تعبان ومش متحمل زن .
اومأت برأسها دون ان ترفع عينيها اليه ليرق قلبه ويقبلها على وجنتها قبل ان يذهب عائدا لغرفته فتحركت مبتعدة نحو الشرفة لتفتح وترد بغيظ
نعم يا يوسف عايز ايه.
نعم الله عليكي يا روح يوسف.
وصله زفرتها ليضيف ويشاكسها
لسة القمر برضوا زعلان مني .
ودت ان تصرخ به ولكن الخۏف من شقيقها جعلها تتماسك لترد كازة على اسنانها بصوت خفيض
بلاش تفكرني انا دمي بيغلي من ساعتها ومكنتش ناوية ارد عليك اصلا لولا اخويا مسك التليفون دلوك وهو اللي جالي انبه عليك تخف شوية عشان تعبان.
كمااان يعني حتى دي عايزين تمنعوها عني اه يانا يا غلبك يا يوسف كان مستخبيلك فين بس الظلم ده.
تفوه بها بطريقة فكهاية اجبرتها على الابتسام لكن سرعان ما استعادت بأسها
انا وراي مواعين روح شوف نفسك وراك ايه
خلاص هتصل بيكي بعد شوية تكوني خلصتي .
برضوا لا ورايا مذاكرة
طب اتصل بيكي ع الساعة سبعة اكون خلصت شغل وانتي فضيتي .
برضوا لا هأكل اخويا وانام بدري يا يوسف.
صړخ بها وقد فاض به
وانا هعملكم ڤضيحة لو مردتيش هاجي ساعتها بالعربية واصړخ تحت البيت واقول عايز مراتي عشان الم الشارع كله عليكم ايه رأيك بقى
أغلقت الهاتف ولم تقوى على كبت ضحكاتها لتغمغم بمرح
يا مراري دا مچنون صح.
أغلقت مصحفها بعدما انهت قراءة الايات الكريمة على روح المرحوم الذي تزوره كالعادة كل اسبوع في هذا اليوم وتوزع على روحه ما تصنعه بيداها من كحك وقرص لملمت اشياءها لتنهض في طريقها للمغادرة ولكنها انتبهت عليه صاحب الجسد الذي هزل وانحنى ظهره كنتيجة طبيعية لكل ما مر به جالسا بجوار قبر ابنه الثاني
ساقتها قدميها لتتأخذ طريقه اليه لتتفقده وفور ان اقتربت منه القت بتحيتها
عامل ايه يا فايز
وكأنه كان يعلم بوجودها رد دون ان يرفع رأسه اليها
زين يا بت عمي عايش والحمدلله
صمت فترة حتى ظنته لن يرد حتى همت ان تغادر بعد قراءة الفاتحة على روح الفقيد ولكنه تابع على نفس الوضع
انا كل يوم بسأل واطمن عليكي من امي وهي بتجولي انك جوية كيف الجبل ومفيش حاجة تهزك.
استوعبت كلماته لتعقب
دا اللي هي شايفاه راسمالي صورة في عجلها لكن في الاول والاخر انا بشړ بتهز وبجع كمان بس المهم اني
اجوم من تاني .
فهم على مقصدها ليرفع رأسه اليها هذه المرة قائلا
طب واللي مش جادر يا سليمة اللي ذنوبه تجلت بحجم الكون وخرب على نفسه وكان بلاء ونكبة على كل اللي بيحبهم دا يعملها ازاي دا انا حاطط عيني في عينك بالعافية.
بثبات ليس بغريب عنها ردت
باب التوبة مفتوح دايما عند ربنا اما عنا البشر فالأيام كفيلة تهدي موعدكش بالنسيان بس ع الاجل فينا نسامح..... اصحى لنفسك ولبناتك دلوك دول الزرعة اللي فاضلالك راعيهم عشان تلاجي الطرح الزين فيهم.
صمتت برهة ثم استرسلت بشجاعة تحسد عليها
حتى مرتك كمان تجدر تحتويها وتشوف الزين منها فقدان الضنا بيكسر مهما كان العضم جوي وشديد وهي أكيد في احتياج ليك.
بغصة تشكلت بحلقه خرج صوته بنبرة يملؤها الندم
ما انتي كمان مرتي ولا معدتيش تحسبيها من الأساس يا سليمة
تجمدت لحظة بوجه مغلف خالي من أي تعبير لتبزغ ابتسامة ضعيفة منها تخفي بداخلها سنوات من الۏجع والقهر ثم تجيبه
خليك في اللي في يدك دلوك وسيبك من النبش في چروح مفتوحة لسة ومفتكرش ابدا ان الزمن جادر يشفيها......
خرجت تنهيدة من عمق تحمله بداخلها لتكمل وراسها تشير للخلف نحو قبر ابنها
انا مزجيتش الصبارة النهاردة عشان عرفت انك كل يوم بتيجي تزجيهم بنفسك وتوزع جعدتك ما بين الاتنين ربنا يصبر جلبك عليهم.
قالتها وغادرت تتركه في همومه بداخله نبتت هناك لمحة من امل لكنه لا يعرف الطريق يبدأ من اين
دلف غازي الى غرفة الاطفال بعد بحثه عنها في جميع المنزل حتى وجدها هنا ليفاجأ بها تشب بأقدامها لتضع احدي المفارش الثقيلة فوق خزانة الملابس الصغيرة بصورة أثارت الړعب بقلبه ليهتف بهلع نحوها
خلي عنك ياست ايه اللي بتعمليه ده بس.
تركته يرفعه عنها ويضعه بمنتهى البساطة وكأنها لا تزن شيء لتعلق هي بمرح
يا سلام ع الطول لما ينفع صاحبه يا ولاد.
زم فمه بغيظ يخاطبها
دي عمايل تعمليها يا بت الناس مش عارفة ان الرفعة دي غلط عليكي وع العيال خلي بالك من نفسك الله يرضى عنك.
تبسمت لتضمه من ذراعه تشاكسه بدلال.
وانت خۏفت عليا ولا العيال
شوف المرة.
تمتم بها ليرد بحنق
مفيش فايدة فيكم يا حريم الراجل يبجى جايد صوابعه العشرة شمع وبرضك يجوا يسألوه عتبحني ولا لاه خۏفت عليا ولا العيال.
ضحكت بشقاوة تدغدغ مشاعره مستمتعة بغضبه منها لتزيد عليه
طب وفيها ايه لما اسأل ما انا كمان شايفة انها حاجة بسيطة ومش مستاهلة العصبية دي دا حتة مفرش اطفال يعني خفيف ومش تجيل.
خفيف ومش تجيل! عليا النعمة انتي.......
قطع رافعا قبضته في الهواء يلوح بها امامها ضاغطا بأسنانه على شفته السفلى يدعي الټهديد لها لتواصل بضحكاتها وتزيد من بهجته حتى سألها بتذكر
هي روح راحت فين صح انا مش شايفها يعني
توقفت تعتدل بوقفتها وابتعلت تجيبه بتوتر
اا هي جالت انها هتزور واحدة صاحبتها عيانة وهتيجي على هنا تكمل اليوم معانا زي ما اتفقت مع عارف هو لسة برضوا بيغلس على جدتي فاطنة
اختارت ان تقابله في منطقة محايدة بعيدا عن منزلها ومنزله فلا يصلح لها ان تقابله في المدينة ايضا ولن تقبل لذلك لم تجد افضل من هنا داخل الساحة الكبيرة لعمل الخير بمدافن القرية.
دلف من الباب الخارجي ليجدها أمامه او بالأصح في انتظاره تبسم بملئ فمه
مكنتش مصدج الرسالة وافتكرتها مجلب في البداية لما معبرتيش ولا صورة من اللي بعتهم.
مطت ثغرها بابتسامة ساخرة پغضب ترد
لا ما انا مش جيالك عشانها دي اصل عارفة ومتأكدة انك بعد ما تسمع اللي جاية عشانه هتلم نفسك وتمسحها انت من عندك.
سألها باستفسار
كلام ايه
هجول متستعجلش بس لازم يبجى حد حاضر معانا
قالتها ثم اشارت بذقنها نحو الجهة الأخرى لينتبه بقدوم شقيقته والتي ما ان اقتربت منهم توجه اليها سائلا
وايه لزوم جميلة معانا ايه الحكاية انتي جيبانا ليه من الأساس
وزعت ابصارها ما بين الأثنان لتقول.....
... يتبع
الفصل الثالث والعشرون
متابعة القراءة