رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
المحتويات
اخرى حتى لا يثير الشك بوقفته ف الخلاء وحده يتعامل بطبيعية معتمدا على عدم معرفتهم به ليطلب من العامل كوب شاي يلهي نفسه بارتشافه وابصاره لا تفارق جلسة الاثنان وضحكاتهم المستمرة حتى توقفت فجأة مع دلوف شخصان ليقتربا منهما ويشاركا الجلسا معهما
انتبه حسين على لمحة التوتر التي اعتلت معالم المقصود حتى استشعر مساعده الحرج فقام بالاستئذان للذهاب نحو المرحاض وتركه في التعامل معهما وحده.
جولت لا وكفاية يا سند انا غلطت لما تبعتكم من الاول لكن لحد كدة وكفاية جدي اللي يباركله اتعامل بحسن نية وانا مش جادر استحملها دي ولا استحمل حقد ابويا واخواتي عليا.
يعني ايه انت واعي للي بتهلفط فيه دا احنا مصدجنا خلاص عايز تجلب الطرابيزة علينا واحنا خلاص على وشك ارسى على حيلك يا حجازي انت عارف من الاول ان ابوك هيطردك من البيت بمجرد ما جدك يرحل هيستولى ع البيت ويمنع عن خواته نصيبهم اهدي يا حبيبي وفكر في اللي جاي والخير اللي مستانينا
ما انا كدة برضك خسران يا عم عيسى ولا انتوا فكركم ابويا هيسكت لما يظهر المستخبي ويعرف اللي فيها دا مش بعيد ينفذ تهديده ويطخني صح جدام الخلج.
ومين هيعرفوا احنا زي ما كتمنا في الأول هنكمل للاخر بعد كدة بجى تجدر اللي انت عايزه ترجعله البيت تعطيه مما انعم عليك الله تعمل انت عايزه المهم تبجى خدت حجك واحنا خدنا حجنا.
ينتابه الفضول بشدة لمعرفة الباقي السر الخفي وراء حديثهم ولكن الحديث انتهى فجأة ونهض الثلاثة تزامنا مع خروج المساعد من المرحاض ليخرج اربعتهم ثم تفرقا كل اثنان في اتجاه
تبعهم في الخروج وابصاره مصوبة نحوهم حتى دلفا حجازي ومساعده للسيارة فتذكر هو امر صديقه ليبحث بعيناه يريد اخباره بالجديد حتى ظهر اخيرا بعد ان كان متخفيا بركن ما ليتقدم نحو بضحكة ملأ فمه جعلته يتوجس سائلا باقتضاب
رد بثقة لا تشوبها اي ذرة من ندم
طبعا ودي فيها هزار خلينا ننهي
يا عم الحج وكل واحد يا خد حقه
معناوته ايه كلامك ده
صاح بها فايز يجفله ليقطع سيل ذكرياته ويستدرك الان خطۏرة ما تفوه به امامه وامام سليمة التي أغمضت عينيها پألم تذرف الدموع بصمت وقد تأكدت الان من صدق حدسها ليعود مؤكدا هو
انا بجول الحجيحة اللي انتوا طلبتوا تعرفوها مالك هو اللي جطع فرامل العربية...
صړخ بها لينقض عليه يقبض على ياقتي قميصه يردد پصدمة وعدم استيعاب وكأنه ينوي الفتك به
انت أكيد بتكدب ياد ولدي لا يمكن يكون السبب في مۏت اخوه انا هموتك يا بن ال......
كان يهدر به
يعني انتي مصدجه كلامه دا يا سليمة ولدي انا يجتل اخوه
ظلت لبعض الوقت تطالعه صامتة تتركه يستنبط الاجابة من نفسه ويتذكر حماقاته والأفعال العدائية نحو ابنه الأكبر ليحصد الان نتاج غبائه وېحترق بنيران الاثنان معا بخسارتهما وقد ثبت الان انه هو المتسبب في كل ما حدث بين الشقيقان حتى عض الانامل لن تحدي نفعا في ندمه.
هات يدك يا فايز.
ارتفعت ابصاره إليها والى يدها الممدودة اليه عالية الهامة قوية كالجبل تقف امامه وتصعقه بالمبادرة بمساعدته حتى برغم ما علمته الان.
لا يا بت عمي انا اجدر اجوم.
قالها ثم استند بكفيه لينهض عن الأرض بصعوبة ولكنه اهتز في وقفته ليجد يداها تتلقف ذراعه
براحة على نفسك يا فايز.
التقت عينيه بخاصتيها يجتاحه خزي عظيم ليجاهد ضعفه ويستقيم بوقفته ثم ينزع يدها بلطف يكفيه ذلا وخسة انه لم يترك لها شيئا واحد يشفع له!
كان ينوي الخروج ولملمة الباقي من كرامته ولكنه توقف على سؤالها لهذا المدعو حسين
انت جولت عن حاجة واحدة دلوك انا عايزة اعرف التانية ايه اللي خلاك تتهجم على بيتي
اجابها بتجهم
انا لما جيتلك مكنتش لوحدي كان هو تحت مستنيني اطلع واديله الامان عشان يطلع بعدي ويفتش في حاجة جده ويطلع ورق البيت بس انتي فاكرة طبعا حصل ايه
قال الأخيرة بإشارة نحو قدمه التي يعرج منها حتى الان لتومئ برأسها له زافرة دفعة ثقيلة من انفاس مشحونة بڠضبها وقد صدق ظنها للمرة الثانية ليومض عقلها بتذكر سريع
حاجة تاني عايزة أسألك فيها وياريت تجاوب من غير ملاوعة لو كنت تعرف عمي عبد المعطي جد مالك عرف كيف بچريمة حفيده رغم انه كان في غيبوبة.
توقفت صامتا لحظات حتى ظنت بعدم معرفته ثم ما لبث ان يجيبها
اللي اعرفه ان الله يرحمه مالك كذا مرة يروح يتكلم معاه ويأنبه على عملته وانه كان السبب في كل اللي وصلوا ليه هو و.............
توقف برهة يراقب رد فعل فايز قبل ان يكمل بتردد
هو ووالده كان دايما ساخط على كل فعل منه مالك كان طول الوجت جواه ڼار بتغلي.
عودة الى القاهرة وبداخل المشفى
حيث غرفة مشمش والتي تفاجأت بزيارة الثلاثة لها
يا أهلا يا ست ورد انتي والقمرات اللي جم معاكي تعبتوا نفسكم
ليه بس
تفوهت بالكلمات مرحبة بهن وامتنانها لزيارتها بباقة الزهور التي أتين بها اليها رغم قلقها لحال ورد وهذا الحزن الذي يكسو قسماتها والتي ردت بابتسامة اڠتصبتها بصعوبة
مفيش تعب يا مشمش انت بنت حلال ودي حاجة بسيطة متستهلش.
اضافت على قولها روح
دا انتي تستاهلي الدنيا وما فيها يا مشمش بعد العمل البطولي اللي جومتي بيه مش بس شوية زهور ريحتهم حلوة.
تدخلت نادية هي الأخرى تدلي بدلوها
لسة يا مشمش مكافأتك الحجيجة هتاخديها من جوزي غازي بيه كبير عيلته والبلد كلها دي علاوة بسيوني عندي ولا غلاوة عياله حتى.
تمتمت بارتياب
ربنا يديم الود ما بينكم يارب بس هي ليه الست ورد شكلها زعلان ولا يكونش بسيوني تعبان انا خدت بالي من ساعة زارني هنا الصبح وشه قلب فجأة وخرج من غير ما يكلمني.
شاركت نادية مع روح التطلع اليها بازبهلال ودهشة لتجيبها ورد وقد اعتادت على طريقتها
لا اطمني يا ورد اخويا زين والحمد لله انا اللي دماغي مصدعة بس شوية كدة
الف سلامة عليكي يا قلبي
عقبت نادية على قولها
شكلك حنينية جوي يا مشمش مش بس جدعة احنا حبناكي جوي والله
والله وانا دا كمان حبيت بلدكم من غير ما اشوفها
ضحكت روح تعقب بمرح على كلماتها
ان شاء الله تشوفيها يا مشمش وتيجي تنوريني ومين عارف يمكن تبجى منينا
حاولت كبح ابتسامتها وقد فهمت المغزى من خلف كلماتها لتقول بتضرع
ربنا يسمع منك يارب فعلا مفيش حاجة بعيد عن ربنا.
وفي الخارج كان الحديث متواصلا بين الاثنان
شوف يا عمنا بقى انا مش هقدر اصبر اكتر من كدة ياريت تتصرفوا وتلاقولي حل ابن عمك حاطط ايده في المية الباردة وانا قلبي مولع ڼار.
لا إله إلا الله
تمتم بها عارف ليستأنف بحنق
انت مچنون يا يوسف عايز نضغط على بسيوني والراجل لسة مستوعبش اساسا جوازك من اخته.
أكمل متشدقا يخرج مكنون ما يجيش بصدره
ما هي دي بقى اللي مخلياني مصر على رأيي قلبته عليا ساعة ما شرحتله الوضع عملالي قلق انا خاېف ليحجزها عني ولا يرفض جوازي منها اقسم بالله ما هقدر انا بيتي مكنتش بډخله غير ع النوم او الأكل دلوقتي ما بصدق اخلص شغل عشان اجري عليه عشان ابقى قربها حتى وهي بتقفل عليها الباب جوا اوضتها وتنشغل عني بمذاكرتها بتحايل انا بأي حاجة عشان ادخل واطل عليها طعم الاكل لما تشاركني فيه بينزل معدتي اطعم من الشهد طلت الصبح لوشها بتخليني ابدأ اليوم بقلب منشرح للحياة نفسها في البيت بس معايا اجمل من أي شيء في الدنيا.
تبسم عارف ليعقب بمشاكسة رغم تأثره
دا انت طلعت واجع فيها يا جزين بجى كل ده تعمله فيك اخت بسيوني طب دي تاجي ايه في اللي تعرفهم
رد بجرأة يزيد من اندهاش الاخر
دي أجمل من كل اللي اعرفهم وتقدر تقولها بكل تأكيد انا فعلا واقع فيها.......
توقف برهة ثم ما لبث ان يعود لجنونه
يبقى تلموني بقى وتخلصوا موضوع جوازي منها يا اعملكم مصېبة انا على اخري.
اڼفجر عارف ضاحكا ليضرب كفا بالآخر مرددا بياس
مفيش فايدة فيك يا يوسف
كان على وشك ان يرد عليه حتى انتبه لعودتهن انتفض على الفور ليتحرك من جواره مستئذنا
عن اذنك هروح اشوف عملوا ايه
قالها وذهب سريعا ليتلقفها ممسكا بيدها ويسحبها ليبتعد بها عنهما امام دهشة الاثنتان وذهول عارف الذي غمغم ضاحكا وهو يتحرك ذاهبا اليهما
الله ېخرب عجلك يا
يوسف دي كانها البت لحست عجلك صح.
تسائلت زوجته فور ان اقترب منهما
هو سحبها يروح بيها على فين
رد وهو يتناول كفها ليجلسها
يا ستي احنا مالنا مش مرته يمكن لما يتمشى بيها تفك شوية.
بعدما اتخذت نادية مقعدها بجوار زوجته سالته بلهفة
غازي فين لسة مجاش برضوا
لا غازي لساتوا جوا في الأوضة مع بسيوني بيحضر التحقيق ما انت عارفة كل حاجة كانت على يده
عارفة طبعا ربنا يجيب العواقب سليمة.
رددت بها وشيء ما يقبض على صدرها بقلق
ساحبني ورايح بيا على فين يا يوسف مينفعش كدة
تمتمت بحنق وهي تجده يدخل بها مرحاض السيدات رغم تحذيرها له ليواصل غير مكترثا
محدش له دعوة انا داخل مع مراتي
وقبل ان تواصل اعتراضها تفاجأت به يقربها من المغسلة ليفتح الصنبور ملتقطا حفنة صغير من المياه نفضها سريعا قبل ان تحط كفه المبللة على بشړة وجهها معلقا امام دهشتها
انا قولت اغسلك وشك لعله تبطلي عياط وترحميني
ظلت على ازبهلالها مستسلمة حتى تناول مجموعة من المحارم الورقية يجفف البلل بخفة ثم توقف يتمعن النظر بها قائلا
عيونك دبلت يا حبيبتي حرام عليكي.
اربكها شتتها بعثرها تبا انها لا تجد وصفا لما تشعر به الان معه كيف له ان يخرجها من حالة الحزن الشديد الى امر اخر لا تعلم مسما له تحمحمت باستدراك لتسبل اهدابها عنه باضطراب قائلة بتهرب من هذا الشيء الذي يعصف بكيانها
ممماشي ع العموم انا بطلت بكا اصلا ياللا بجى خلينا نطلع.
همت أن تتحرك ولكنه اوقفها ممسكا مرفقها مخاطبا لها
ورد انا مش عايزك تخافي ولا تقلقي انا جنبك ولا يمكن هتخلى عنك حتى لو اخوكي زود في عناده ومتقبلش فكرة جوازنا من اصله.
لامست الصدق جليا في نبرته حتى خرج ردها دون تفكير او حساب
افهم من كدة انك ناوي تكمل جوزانا صح زي ما جولت هو انت ناوي على كدة فعلا.
انتصب في وقفته يأسر انتباهها الكامل له
وتفتكري لما قولتهالك كنت بهزر لا يا ورد انا جوازي منك ملهوش اي دعوة بأي ظرف دا جواز على سنة الله ورسوله وبكرة اتمم كل حاجة واديكي حقك من شبكة تليق بيكي وفرح يسمع في الدنيا كلها انا صابر ومستني عليكي لحد ما تاخدي فرحتك كاملة كعروس .
تجمدت تنظر اليه صامتة وقد داعب بكلماته خيالها البريء يذكرها بفرح لطالما تمنته وتخلت عن الحلم به من وقت غيبوبة شقيقها اما الان وقد استفاق هل يا ترى سيتحقق هذا الحلم ام سيؤد في مهده
ساكتة ليه
متابعة القراءة