رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر

موقع أيام نيوز


في رجبتي لحد يوم الدين.
فترت ابتسامتها بعدما اخبرها بالسبب خلف اهتمامه بها وهو الامتنان لفعلتها معه حينما دافعت وكانت سببا في إنقاذه والقبض على المچرم الذي حاول قټله فجاءت الضړبة لها وهي لم ټندم ابدا على ذلك حتى ولو تلقت الاف الضربات في الدفاع عنه.
مفيش داعي تحمل نفسك

جميلة اللي حصل كان بتقدير ربنا يعني كان ممكن اوي واحدة غيري تدخل وتاخد هي الضړبة.

انتي طيبة جوي يا مشمش.
قالها بصدق تجلى في عينيه حتى اجبرها تبادله النظر بخاصتيها فيحدث بينها تواصلا ما لا يعرف له اسما ان كان اعجاب او تقدير او شيء آخر وكأنه يعرفها منذ الصغر او نشأت معه في بلدته هناك رابط يجمعهما ولا يعرفه ولكنه مستريح وسعيد به
اما في غرفته وبعد ان عرفت بخروجه من المشفى كانت في هذا الوقت تلملم اشيائه من أدوية وملابس قليلة قد اتي بها وبعض المتعلقات التي تخصه كالهاتف وسلسلة المفاتيح وتضعهم داخل حقيبة متوسطة جاء بها يوسف لهذا الغرض من اجلها والذي دخل في هذا الوقت يبشرها
انا خلصت الإجراءات يا وردتي وخدت التعليمات الكاملة عن مواعيد المتابعة وخطة العلاج اللي هنمشي عليها
ردت بامتنان
ربنا يخليك يا يوسف انا مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه
اقترب يناغشها كعادته كلما لمس منها الاطراء على اي شيء يقدمه لها
انتي تأمري يا وردتي اتمنى بس ربنا يهديكي ويحنن قلبك عليا.
يحنن جلبي كيف
سألته بعدم فهم اصبح يلازمها هذه الايام ليواصل مقربا رأسه منها
ودي محتاجة شرح يا وردتي دي حاجة كدة تتحس لوحدها توصل من القلب للقلب اااه ياما نفسي ربنا يقرب البعيد.
زحفت السخونة لوجنتيها وقد اخجلها غزله الصريح لترتد برأسها للخلف في محاولة للإبتعاد قليلا عن حضوره الطاغي وهذه الدوامة التي بدأت تلفها كلما حاول تقريب المسافة بينهما لتحتج بضعف
يوسف بلاش كلامك ده مينفعش. 
مينفعش ليه يا ست
ردد بها مستنكرا ليطلف لهجته
انا جوزك يا حلوة وقربنا نوصل خلاص بسيوني هيخرج وان شاء الله مش هسيبه غير لما نتفق على كل حاجة النهاردة.
نتفق على ايه بالظبط يا يوسف
صدح الصوت الخشن من مدخل الغرفة لينتفض الاخير ويبتعد عنها ليتلقاه مادحا بمراوغة
بسيوني باشا عيني باردة عليك يا بطل وشك منور والدموية ردت فيه عقبال يارب ما يتم شفاك على خير يارب .
دلف لداخل الغرفة متقبلا ترحيبه بابتسامة مبهمة اعتلت ملامحه في الرد له
تشكر يا يوسف فرحتني يا غالي ان الواحد يرجع لطبيعته وشدته دي نعمة نحمد ربنا ونشكر فضله عليها.
تمتم يوسف مصفقا بكفيه بمرح يمازحه
ايوة يا عم ونفرح بيك بقى فرح وهيصة 
تأثر بسيوني بلمحة صغيرة من حياء جعلته يبتسم عن حق هذه المرة لتأمم من خلفه ورد بتمني
اللهم امين يسمع منك ربنا ويجعله عن جريب.
يارب ان شالله حتى يبقى معانا.
تفوه بها بقصد فهمه بسيوني جيدا لتصدح منه ضحكة عاليه وغريبة معلقا
ربنا كريم يا يوسف ربنا كريم 
قطب الاخير يطالعه بارتياب ثم ما لبث ان يغير دفة الحديث بقوله
يااارب المهم انت تقوم دلوقتى تتشطف وتغير هدومك عشان ننزل ع البيت اختك جهزت الأوضة من امبارح!
اوضة مين
اوضتك يا بسيوني اللي جهزهنالك في شقتنا.
شجتكم! لا يا سيدي كتر خيرك انا مكاني موجود ومترتب جاهز .
مكان ايه يا خوي
خرج السؤال من وردة وقبل ان يجيبها صدح صوت غازي الدهشان من مدخل الغرفة
يا ما شاء الله عليك يا بطل دا انت جاهز كمان واحنا كمان جاهزين ياللا .
تطلع يوسف لصديقه الذي دلف لداخل الغرفة وخلفه ابن عمه عارف ليوجه السؤال ليكليهما
ياللا على فين هو انتوا خارجين مع بسيوني .
رد عارف
ايوة امال ايه احنا هناخد الباشا ع الشجة نريحه فيها ونعرفه عليها

جبل ما نسحب ونسافر احنا ع البلد.
بابتسامة متسلية عقب بسيوني
مش بجولك يا سيدي مكاني جاهز ياللا بجى يا ورد عشان تاجي معايا .
نننعم ورد مين اللي هتاجي معاكم
صاح بها يوسف امام ذهولها ليرد الاخر ببساطة
ورد اختي يا عم يوسف ولا انت عايزني اجعد فرداني من غير ما حد يراعيني ترضهالي
افحمه بمكره لينقل بنظره نحو صديقه يطلب الدعم ولكن غازي كان الأسبق بحكمته قبل ان يسحبه معه للخارج
لا طبعا يا باشا دا يوسف ابو الأصول تعالي معايا عايزك في كلمتين.
هتف غاضبا فور ان انفرد به في جهة بعيدة عن الجميع بحديقة المشفى
بيلاعبني يا غازي اقسم بالله بيلاعبني صاحبك مش عايز يريحني وانت شكلك متفق معاه.
صفق غازي كفيه ببعضها معبرا عن استياءه
ېخرب عجلك اتفق معاه عليك انت انت مچنون يا يوسف
اه مچنون عشان انا عايز اقرب وانتوا بدل ما تسأعدوني بتبعدوني عنها
يتفهم جيدا سبب غضبه ولكنه لا يتقبل الاتهام الصريح منه
اسمع يا يوسف مش معنى اني بحبك تستغل انت وتزودها عليا انا ما عملتش غير الاصول والراجل عايز اخته تراعيه يعني دا واجب عليك انت تعرض عليه قبل ما هو يطلب.
طب ما يقعد عندي انا مجهزله الأوضة بقالي اسبوع نراعيه انا وهي والله ما هتأخر عنه متخليهوش ياخدها صاحبك عايز يعذبني انا عارف والله .
اشفق ليجذبه اليه يضم رأسه نحوه ثم يخاطبه بلطف
البت مكتوبة على اسمك هو معندوش فرصة يحجزها عنك زيح من مخك المخاۏف والهواجس واتحمل شوية اللي يحب لازم يستحمل .
تطلع اليه باستجداء قائلا
بس انا مش هعرف اشوفها زي ما احب دا هي كانت في بيتي وكنت بشتاق لها اشحال بقى لما تبقى بعيد عني وفي حاجز واقف ما بيني وما بينها
ربت غازي على كتفه بابتسامة حانية يجيبه
مهما طالت المدة ولا وسعت المسافة برضوا اخرها ليك يا واد دي مكتوبة على اسمك الصبر يا عمنا اتعلم من اللي سبقوك شوية دا احنا ياما اتشندلنا.
استطاع بدعابته ان يفصله قليلا فتبسم بقلة حيلة ليتقبل مجبرا ابتعادها عنه
ثم بعد قليل توقف على مدخل المشفى يراقبها وهي تستقل السيارة بجوار شقيقها وعينيها لا تفارقه في تواصل بصري لم يقطعه سوى فعل بسيوني حينما لوح له بيداه بابتسامة انبأته بصعوبة القادم مع هذا العنيد ولكنه محارب شرس لن يترك ارض المعركة ابدا سوى بالفوز بجنيته الصغيرة
في وقت لاحق 
خرجت فتنة بكامل زينتها متجهة نحو الخارج دون رقيب او حسيب والدها العزيز اعطاها حرية الذهاب والعودة وقتما تشاء تجنبا لۏجع الرأس من تذمرها الدائم وخلق الشجار مع أشقاءها وحتى بناتها التي تضج منهن على أتفه الأسباب رغم ترك رعايتهن لوالدتها المرأة المسكينة التي تلجمت هي الأخرى عن تكرار الاسئلة معها بعد تحذير زوجها لها فقد وضع الرجل ثقته الكاملة بها ظنا منه انها نضجت في العمر وانجاب ثلاثة من الابناء وانه بذلك يخفف عنها.
كانت تسير بتخايل وكأنها طائر طاوووس مغتر بجمال هيئته يغمرها الحماس نحو المقابلة الهامة سوف تضغط عليه اليوم ولن تتركه سوى بعد ان يتخذ خطوة جادة دائما ما يلهيها بمعسول الكلام لكنها اليوم حسمت ولن تتراجع عما تريده.
رايهة فين يا فوتنة. 
ضغطت على نواجزها لتلتف نحو الملعۏنة التي سحبت البساط من تحت اقدامها بجمالها ولغتها الركيكة ومكرها قبل اي شيء
بتسألي ليه انت مالك اروح فين ولا اجي منين
تمايلت جوليا بخطواتها نحوها
وشعرها الحريري يتناغم معها لتجيبها بابتسامة لطالما استفزتها
حبيبتي يا فوتنة انا بسألك عشان اعرف هتتغدي معانا ولا ايه اصل انا عندي خبر حلو اوي عايز الكل يبقى حاضر وانا بقوله.
ردت بحدة ونفاذ صبر
خبر ايه جولي على طول انا ماعنديش مرارة ويمكن ملحقش اتغدى اصلا 
بدلال تجيده لفت جوليا بخصلة كبيرة على اصبعها تجيبها بحالمية
هبقى ام زيك يا فوتنة انا حااامل.
لو كانت النظرة ټحرق لما ترددت ابدا عن فعلها كان ينقصها هذه الملعۏنة وتثبيت اقدامها بالمنزل وهي التي توقعت طردها بعد شهور قليلة بعد أن يزهد شقيقها منها او پغضب والديها ولكن لم يحدث.
زفرت داخلها تكتم على حريق شب بداخلها لتهديها ابتسامة صفراء وتهنئتها على مضض
مبروك يا ختي اللف مبروك .
قالتها ولم تنتظر ردا منها لتستدير نحو وجهتها مغمغة داخلها
الهي ما يكمل ولا تشوفيه يا بعيدة جطيعة تاخدك وتغورك من هنا خالص ولا اسيبهالك انا احسن عشان اخلص من خلجتك يا سااتر........ الله ېخرب بيتك صالح امتي بجى تخلصني
... يتبع
الفصل العشرون ج٢
بداخل السيارة التي كانت تقلهم في طريق عودتهم من العاصمة وقد مر على الرحلة عدد من الساعات ولم يتبقى الا القليل حتى يصلوا الى محافظتهم ومنها الى البلدة 
كانت الأجواء مشبعة بالبهجة والمناكفات بين اربعتهم تسودها المودة والرحمة وبعض الاحقاد الذيذة تلك التي تخلق جوا من المنافسة والمرح قبل ان يصمت عن الجدال والنقاش معهم فجأة ويتجمد محله يغرق في دوامة من التفكير جعلتهم ينتبهون له 
ايه يا عمنا سرحت في ايه من بينا ليكون زعلت من قرنا عليكم انتوا طلعتوا ومخدتوناش معاكم يبجى اتحملوا
قالها عارف مخاطبا له فجاء الرد من نادية بقلة حيلة 
يادي الطلعة اللي طالع عينا عليها دي ما ترد ع الجماعة دول يا غازي انا مش ملاحجة على لسان اختك ولا جوزها 
قهقه عارف فتولت زوجته مهم الرد 
نعم يا ست نادية وليكي عين تجاوحي كمان معانا بعد ما اتفسحتي وكلتي درة ع الكرنيش يا جليلة الأصل يخونك الدرة اللي كنت بسويه انا على ڼار الشواية في عز الطل والبرد 
ايوة يا روح في الفسحاية ورا البيت على روائح البهائم القريبة منكم 
قالها عارف لتنطلق موجة من الضحكات منهم الوحيد كان هو الذي لم يستجب لها ليلفت النظر اليه هذه المرة بقلق عبر عنه ابن عمه 
غازي طمنا ليكون في حاجة حصلت في البلد انت من ساعة الاتصال اللي جالك من شوية واتكلمت فيه بهمهمة مش مفهومة وبعدها اتبدلت ودخلت في سرحان جدتي فاطمة حصلها حاجة
وه 
تمتم بها متفاجأ من تخمين الاخر لينتقل الزعر لشقيقته هاتفة به 
يا مري يعني جدتي فاطمة تعبانة صح طب ليه مجولتش يا غازي
صفق كفيه ببعضها بقوة يعبر عن استيائه من فعلهما 
لا حول ولا قوة الا بالله مين اللي جاب سيرتها دلوك بس ولا جال انها تعبانة هو انتوا تألفوا وتردوا على بعض!
تدخلت هذه المرة زوجته والتي اصابها ما اصابهم 
حجهم يشكوا يا غازي ما انت مش شايف وشك اتغير ازاي حن عليك لو في حاجة طمنا 
زفر يمسح بكفه الكبيرة على فكيه يحاول استجماع الهدوء فقد ادخل بحماقته الشكوك بصدورهم ولابد له الان من البحث عن حل سريع يسكتهم عن السؤال قليلا فرأسه المطحون بهواجسه القاټلة في هذا الوقت لا ينقصها 
يا جماعة الحكاية مش زي ما انتوا فاهمين خالص دي حاجة خاصة بالشغل بلغني ان عيل صغير كان شغال في زرعنا لاشته عقرب جبل
 

تم نسخ الرابط