رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر

موقع أيام نيوز


بداخلها بأبشع الالفاظ لقد اظهر لها وجهه الدميم خلف الصورة المزيفة والتي انخدعت فيها سنوات لماذا لا يتركها وحالها لماذا يصر على تبديد كل رصيده من محبة لديها
كان لديهم قصة والقدر لم يشأ لها الاكتمال تزوجت من غيره وهو كذلك فعل لماذا مصر على ملاحقتها وقد أصبحت زوجة لغيره وهو متزوج من امرأة اخرى جميلة وصغيرة رأتها بأم عينيها في تلك العيادة البائسة

انها حتى لم تسأله او ترمي عليه اللوم لطول المدة في سفرته رغم عودته الان محملا بالأموال الكثيرة كما ترى واستغرابها لكيفية جمعها بهذا الكم مقارنة مع من سافر معهم من شباب البلدة ومن سبقوهم......
توقفت فجأة وقد ومض عقلها باستدراك سريع لتتناول هاتفها مقررة البحث به مدام هو لن يتركها في حالها اذن من العدل ان تتعرف عليه مجددا حتى تعرف مع من تتعامل الان وقد تأكدت ان عمر القديم لم يعد له وجود وربما وجدت حلا لأسئلتها
فتحت أجفانها للنور اخيرا وراحة لذيذة من الدفء والأمان والرائحة العطرة تغمرها فذراعيه ما زالت تضمها ولم يتخلى عنها كالعادة مهما طال نومها لقد اعتادت منه اشياء أصبحت مدمنة لها
رفعت ابصارها له وكما توقعت وجدته مستيقظا يتأمل بها صامتا رغم ما تراه من هالة حزن يطل من عينيه لتشق ثغره ابتسامة ضعيفة ولكنها اشرقت بملامحه لها
صباح الخير. 
صباح الهنا .
قالتها وهي ترفع نفسها لتقبله على وجنته وتفاجأه للمرة الثانية فتتوسع ابتسامته بمرح يخاطبها بدهشة
ايه الحكاية انا بدأت اتوغوش منك يا بت هريدي.
ردت بضحكة عالية سلبت عقله
توغوش مني ليه ان شاء الله عملت حاجة عيب ولا حرام انا بجرب من جوزي مش من حد غريب يعني .
ضحك بدوره ليعتدل بنصف نومه ويقابلها بسعادة اعتلت تعابيره مرددا
لا طبعا مش حد غريب بس انا اخاڤ يا غالية لا اتعود ع الدلع وتطلع في الاخر دي هرمونات حمل ساعتها هيبجى مجلب وشربته.
عادت تقهقه بمشاغبة له
والله يا غازي ان كان عليا ف انا عايزاك تتعود بس بصراحة موعدكش بالاستمرارية اللي جاي توم يعني مش هلاجي وجت اسرح شعري حتى .
كانت تتحدث بغبطة تغمرها لتثير انتباهه ويسألها
بس انا حاسك فرحانة جوي من ساعة ما عرفتي انهم عيلين دا انا على كد فرحتي بيهم وان ربنا بيزود في رباط المحبة ما بينا لكني بحسك فرحانة اكتر مني
مررت بكفها على البطن التي تحمل الاطفال داخلها لترد بتنهيدة خرجت من القلب
انا مش فرحانة وبس غازي لا دا انا حاسة نفسي طايرة من وجتها من وجت الدكتورة ما خبرتني اصل انا بحب الاطفال جوي ومن زمان نفسي يبجى عندي عيال كتير
لانت ملامحه يطالعها بحنو وقد لامست كلماتها شغاف قلبه لامست حلمه بأنها تريد مزيدا من الإنجاب منه وهي أحب الأمنيات على قلبه يبدوا ان الصبر يؤتي ثماره معها.
دنى يطبغ قبلة عميقة على جبهتها ليتمتم بصوت أجش يحمل في طياته الكثير مما يعتريه في هذه

اللحظة
بس كدة دا احب ما عليا يا جلب غازي شدي حيلك انتي واجدعني وليكي عليا نملى البيت عيال ربي ما يحرمني منك.
ولا منك ابدا
رددت خلفه بسجيتها لتشعل رغبته في إعادة الوصال معها مرة أخرى وما شرع ان يفعل حتى اجفله الطرق العشوائي على باب الغرفة
يا ماما يا بابا انا صحيت انتوا لسة مصحيتوش افتح يا بابا انا معتز.
ضحك غازي لينهض على الفور من تخته ويفتح له ثم يتلقفه بالاحضان والقبلات مرددا
ما احنا عارفين انك معتز هو انت محتاج تعرف عن نفسك يا باشا.
اعتدلت بجذعها هي الأخرى لتنزل قدميها وتنهض ببطء تعبر عن بابتهاجها لقرب الاثنان وهذه العلاقة المميزة بينهما
طب اسيبكم انا وادخل الحمام عشان بعديها احضر الفطار تلاجي روح لساها مصحتش خالك صحي ولا لاه يا معتز
صحي وبيصلي.
اجابها الصغير ليضيف على قوله غازي
اعملي حسابك يا نادية بعد زيارة بسيوني وبعد ما اخلص مشواري ع القسم هاخدك انتي والباشا نجطي اليوم برا اهو نتفسح شوية ولا نشمه هوا
اردف بغمزة اخجلتها لتسأل باضطراب
طب وروح هناخدها معانا
معاها جوزها هما هيكبسوا على نفسنا هنا وبرا دا ايه الخنجة دي
تفوه بها يتصنغ التجهم ليضفي جوا من المرح بإلقاء الدعابات الممازحة معها ومع صغيرها
وفي المشفى 
وقد وصل بها صباحا قبل ان يذهب لعمله كي يوصلها لشقيقها ويطمئن معها عليه حينما توقفا امام الغرفة توترت بقلق تخاطبه
يوسف انا خاېفة ليكون لساتوا زعلان مني .
ربت على ظهرها بدعم يسحب شهيق طويل يهدئ به روعه من الداخل رغم ادعائه غير ذلك في قوله لها
مفيش داعي للخوف اكيد دلوقتي هو بقى مستوعب عن امبارح جمدي قلبك كدة وتعالي بقى..... هنفضل واقفين مكانا اليوم كله
قال الأخيرة وكفه اطبقت على كفها يسحبها معه لداخل الغرفة بعدما طرق على بابها بخفة ليتفاجأ به واقفا امامهما
ما شاء الله دا ايه المفاجأة دي صباح الخير يا بسيوني.
صدر القول من يوسف قبل ان يجفله الاخر بنظرته الحادة نحو الأيدي المتشابكة ليزيد من توترهما فتململت هي پخوف لتفلت نفسها وتركض اليه تتعلق بذراعه
حبيبي يا خويا حمد الله على سلامتك بركة انك واجف جدامي دلوك دا يوم المنى والله .
تلقى قبلاتها على وجنته رافع حاجبا واحدا يرد ببرود
الله يسلمك...... وانتي عاملة ايه بجى شايفك حلوة ولابسة زين ولا اكنك بجيتي من اهل مصر .
ابتلعت ريقها الذي جف ينتابها شعور غير مريح من تلميحه الغامض فتدخل يوسف كعادته معها بحمائية يجذبها نحوه
ورد مش محتاجة مجهود عشان تبقى من اهل القاهرة هي حلوة وحدها واي حاجة تلبسها تليق عليها .
اعتلت الشراسة ملامح بسيوني وفعل الاخر مع ترحيب شقيقته وكأنها تتلمس الامان منه من احد غيره ليزفر دخان من انفه بصمت مهيب يزيد من بث الړعب في قلبها حتى جعلها تعاود الدفاع عن موقفها مرة اخرى له
انا جولتلك يا واد ابوي امبارح عن اللي عمله معايا يوسف لما وجف لابويا واضطر انه يعجد عليا عشان افضل جمبك ومرجعش ع البلد وانا جلبي مجطع عليك واديك شوفت بنفسك التغير عليا اكرمني من كله من غير مقابل ولا حتى حاول انه يلمسني رغم اني في بيته وتحت عينه.....
يعني انتوا عايزني اصدق صح انه فعلا مجربلكيش
صدرت منه مقاطعا لها ليأتيه الرد من يوسف بلهفة
اه والله يا بسيوني انا اختك عايزها على حلال ربنا رغم انها حلالي على

سنة الله ورسوله لكني برضوا مصمم اني اخد مباركتك واعمل لها فرح بجد وشبكة تليق بيها وافق بقى يا عمنا خلينا نفرح ولا انت مش شايفني اليق بيها
كان في قوله الاخير تملق واضح فهم عليه الاخر لكن لم يعيره أدنى اهتمام وقد انصب تركيزه فيما سبقها لتضيق عينيه بتفكير دون ان ينطق ببنت شفاه فواصل يوسف
ايه يا عمنا وافق بقى خلينا نعلي الجواب ونشهر الجوازة. 
حانت على وجهه ابتسامة غير مفهومة ينقل ابصاره نحو الاثنين لتلتمع عينيه بمكر يجيبه
ومالوا يا يوسف بس انا من رأيي المستشفى هنا مكان ماينفعش فيه الكلام ده اصطبر على ما نطلع منها وبعدها يحلها الحلال .
تطلع اليه الاخير بعدم فهم ليشرع في الجدال ولكن بسيوني قطع عليه الفرصة من بدايتها
عن اذنكم بجى امشي رجلي شوية الدكتور هو اللي أمرني بكدة عشان صحة المخ وبالمرة اطل غ الغلبانة اللي دافعت عني.
قالها وخرج يترك الاثنان في تخبطهما فلم تريحهم الإجابة ولا تعبير الملامح على الإطلاق.
وفي الغرفة المجاورة 
كانت تتناول بفتور وبدون شهية الطعام من يدي والدتها حينما طرق بخفة على الباب قبل ان يطل عليها بهيئته الضخمة فترتسم ابتسامة بثغرها اشرقت على ملامحها السمحة لتشجعه للدلوف وإلقاء التحية
صباح الخير يا جماعة عاملة ايه يا ست مشمش
رحبت والدتها تسبقها في الرد
يا اهلا يا صباح الفل عليك يا بني اتفضل...
توقفت برهة تتأمل ما يرتديه وهذا الشاش الطبي الذي يلتف حول رأسه لتتابع سائلة له بفضول
هو انتي كمان متصاب يا بني ولا ايه
تكفلت مشيرة بالرد عنه
دا بسيوني ياما اللي كنت كلمتك عنه وقولتلك انه...... 
اللي فاق من الغيبوبة 
تمتمت بها والدتها تهز رأسها لأعلى ثم تتمعن النظر اليه متابعة
يا ماشاء الله عليك يا بني ربنا يحرصك من العين بس انت كنت في غيبوبة ازاي
قالتها بمغزي نحو قوته البدنيه التي تتضح امامها دون جهد منه فتبسم هو لعفوية المرأة وسجيتها قائلا
الضړبة لما تاجي من الخلف بتوجع اجدعها راجل مهما كانت جوته يا خالة وانا الحمد لله ربنا خد بيدي....... المهم دلوك مشمش عاملة ايه يا بت الناس
انتبهت المرأة لنعته لابنتها باسم الدلال المحبب لها وقد توهجت بشرتها بعد الانطفاء واصفرار المړض لتراقب بفراسة رد فعلها التعامل معه رغم تعبها
انا كويسة والحمد لله اديني باكل اهو ونفسي مفتوحة عشان اقوم واقف على رجلي واشتغل الا قولي انت مين متابع حالتك دلوقتى اوعى تكون مش مرتاح
اكتنفه الحرج رغم سعادته البالغة باهتمامها هذه الفتاة حقا تزيده حيره بأفعالها
اطمني ومتشليش هم انتي اهم حاجة صحتك انا اديني واجف بصحتي جدامك اها 
قطع ليوجه الحديث نحو المرأة التي تتابع بازبهلال لأفعالهم
خلي بالك منها يا خالة مشمش حتى وتعبانة بتفكر في الشغل 
اومأت له المرأة بنظرة معبرة عما يدور برأسها في هذه اللحظة من أفكار تشطح بعقلها ولكنها ملتزمة الصمت تراقب هذه النظرة الدافئة منه الى ابنتها المفضوح اهتمامها به لتجيب اخيرا
من عنيا يا ابني وانت ربنا يتم شفاك على خير قريب اللهم امين .
عودة الى روح التي استيقظت اخيرا لتفاجأ بقرب الوقت من الظهيرة وقد اخذ الجسد راحته بعد فترة طويلة من السهر والسهاد في الليلة الماضية لتخرج من غرفتها عينيها تبحث في الأرجاء حولها ينتابها التعجب من هذا الهدوء المريب.
لا إله إلا الله هما سافروا وسابوني لوحدي ولا ايه
غمغمت بها متسائلة مع نفسها ليأتيها الرد من

خلفها
لا يا ست البرنسيسة جوزك لساتوا جاعد مربوط جنبك.
الټفت الى الجهة التي يحدثها بها من داخل المطبخ المفتوح لتتوسع عينيها بدهشة وهي تراه مرتديا لزي المطبخ وفي يده اداة ما .
لتتبسم بمرح مخاطبة له
ايه ده يا عارف لابس مريلة المطبخ وماسك سکينة التجطيع في ايدك معجولة تكون بتطبخ
ومش معجولة ليه وانا معايا ست بتصحى على جريب الضهر رجعتيني لعيشة العزوبية يا دلوعة اخوكي.
قهقهت بضحكة عالية لتقترب منه وتتخذ مقعدها امام البار مقابله لتردف بلهجة متأسفة
نصيبك بجى يا واد عمي بس انت ليه مصحتنيش انا نومي مش تجيل للدرجة دي.
عبس يتصنع الضيق ويداه مشغولتان بتقطيع الخضروات ليعلق
ما انتي لو بطولك لكنت جمدت جلبي ورشيت عليكي مية حتى لكن للأسف دلوك حماية اخاڤ
 

تم نسخ الرابط