رواية الكابو بقلم علا السعدني

موقع أيام نيوز


تأخذ أجازة كى تريح أعصابها وتفكر فيما تريد حقا فى حياتها وعملها فقررت أن تذهب إلى غرفة مراد كى تتحدث معه طرقت باب الغرفة وسمعت صوته من الداخل
ادخل
فتحت باب الغرفة وجدته يعد حقيبة صغيرة لملابسه ويبدو إنه يغلقها عقدت آسيا حاجبيها ثم قالت
ده ايه ده !
هسافر
رددت آسيا دون فهم
هتسافر !!
فى اسكندرية هغير جو شوية معدتش قادر انى اقعد هنا

لوحدك يا مراد !
هز مراد كتفياه بلا مبالاة ثم قال
المكان هنا بيفكرنى ب شروق اوى كل ركن هنا ليا فيه معاها ذكرى ٠٠ مش بهرب منها بس مش قادر تعبت 
بس سفر لوحدك بلاش و ٠٠
قاطعها مراد قائلا
انا مش عيل صغير يا آسيا متقلقيش عليا وهبقى اتصل بيكوا بإستمرار اكلمكوا
الفكرة نفسها غلط 
ده مش سفر نزهة ولا هروب ٠٠ كده كده فى شغل 
تحدثت آسيا بعدم فهم
شغل !!
متنسيس اصلا انى مرشد سياحى انا بصراحة حبيت اغير جو وقدمت فى شركة سياحة وقبلت تغيير جو بعيد عن البيزنس وكده إقامتى هتبقى داخل الفندق الخاص بالشركة
بتكلم بجد ولا بتقول كده وخلاص عشان تطمنى
ابتسم مراد بمرارة ثم قال
مفيش داعى اصلا انى اكدب عليكى يا آسيا قولتلك انا مش عيل صغير
اطمئنت آسيا قليلا فنظر لها هو بشك ثم قال
وانتى يا آسيا !
مالى !
انتى مش حاسة بنفسك يا آسيا ولا ايه ٠٠ انا ملاحظ انك انتى و عزت رجعتوا زى الأول بس حاسس أن نظرتك ليه بتاع زمان بقت مطفية مش زى زمان
تقصد ايه !
اقصد ان بالفعل انتوا قربتوا ومعتقدش ابدا أن واحد وواحدة كانوا مرتبطين هيبقوا اصدقاء بعدها بكم سنة بس فى نفس الوقت انتى مش آسيا القديمة اللى كانت معاه ٠٠ زمان لما سبتيه يا آسيا كانت علاقتى ب عزت اقوى ومع ذلك فضلت سعادتك ومش هنكر علاقتى بيه اتكسرت من يوم ما سابك ده غير انه مقلش اسباب وانتى مرضتيش تقولى أى سبب ٠٠ فياريت اشوف انتى عاوزة ايه لانى مش ممكن ابدا ارضى بالوضع ده انا و عزت من ساعة ما سبتوا بعض وعلاقتنا بقت تليفونات نادرا لما نتقابل كل فترة ٠٠ وعارف انه بياجى عشانك هنا مش عشان يطمن عليا وده سبب رئيسى مخلينى اسافر عشان ميبقاش ليه حجة يدخل البيت ده وانتى تشوفى انتى عاوزة ايه 
ابتلعت آسيا ريقها ونظرت لأسفل بخجل من نفسها فأخرج مراد نفس طويل ثم قال
آسيا لازم تعرفى انتى عاوزة ايه ! ٠٠ الجواز والخطوبة والأرتباط ماهوش لعب عيال والقلوب بتتغير بس لازم تفهمى أن علاقتكوا الطيارى اللى انا ساكت عليها دلوقتى دى مترضنيش ولا ترضى حتى ربنا ولا ترضى ابوكى ففوقى يا آسيا وحددى اللى انتى عاوزه
هزت آسيا رأسها بالإيجاب ثم قالت
حاضر ٠٠ انا هفكر كويس وفى أقرب وقت هقولك وهقوله قرارى
ثم قال
وانا هروح اودع بابا وماما وهعدى ع برنسيس فى الجامعة هودعها برده
هو بابا وماما عارفين بسفرك 
اه قولتلهم امبارح ٠٠
جلست برنسيس بالجامعة تتناول فطورها وهى تنظر للساعة
كى تذهب إلى المحاضرة الخاصة بها ولكن أتى فاروق من خلفها وقال
مستنيانى
ابتسمت برنسيس وإلتفت لكى تراه ثم قالت
لا بشوف فاضل اد ايه ع المحاضرة 
ابتسم فاروق ثم جلس بجوارها

وقال
طب جاملينى طيب
شعرت بالخجل من نفسها ثم أعطته شطيرة من التى تأكل منها لكى تدارى خجلها ذاك فأخذها هو منها ثم قال
لسه فاضل وقت كويس عشان نقعد سوا
اه ٠٠
صمتت كالعادة ولم تتحدث فنظر لها ثم قال
انتى ليه ع طول ساكتة كده ! لازم انا افتح موضوع عشان تتكلمى يعنى
هزت كتفاها بلا مبالاة ثم قالت
المفروض اقول ايه !
المفروض تكلمينى عن نفسك اكتر ٠٠ نعرف بعض اكتر واكتر الحب مش كفاية فى أى علاقة لازم التفاهم
شعرت برنسيس بالتوتر كثيرا ثم سقطت الشطيرة من يدها فنظر لها فاروق بذهول ثم وضع تلك الشطيرة جانبا حتى لا يدهسها أحدهما ثم قال
مالك قلت حاجة ضايقتك 
نهضت برنسيس من مكانها ثم قالت
المحاضرة هتبدء
لسه فاضل ربع ساعة يا برنسيس
عاوزة ادخل المحاضرة يا فاروق فى ايه ! ممكن منلاقيش مكان
نظر لها وإلى نبرتها تلك ولكنه لم يتحدث كثيرا ووقف ليقول
طب ٠٠
توقف عن حديثه عندما وجد مراد قادم برنسيس التى انتفضت خوفا فتحدث مراد لطمئنتها
ده انا يا برنسيس
تنفست برنسيس الصعداء ثم إلتفت وعلى وجهها علامات استفهام وقالت بصوت خاڤت
فى حاجة يا مراد !
لا يا حبيبتى بس انا مسافر أسبوعين أسكندرية عشان شغل جديد وجيت بس أسلم عليكى انتى نزلتى بدرى قبل ما اشوفك
شعرت برنسيس بالحزن وأردفت
أسبوعين !
مټخافيش كل يوم هكلمك إن شاء الله
هزت رأسها بالإيجاب فنظر مراد إلى فاروق وقال
خلى بالك منها يا فاروق 
ابتسم فاروق ثم قال
فى عينيا
تركهم مراد ورحل فجلست برنسيس مرة آخرى على ذلك المقعد وظلت تبكى فجلس فاروق بجوارها ثم قال
مالك يا حبيبتى فى ايه ! عشان مراد هيسافر 
مسحت برنسيس دموعها وهزت رأسها بالإيجاب فنظر لها فاروق وقال
وانا مش كفاية يعنى
 

تم نسخ الرابط