رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز


يستريح ثم يعودون مرة أخرى للحديث معه ولكن الآن حديث يزيد جعل ضميرها المېت يستيقظ مرة أخرى تفكر هل كانت أما له. هل كان سعيد مع زوجته.. وكثير من الأشياء تدور داخلها وأكثرها حرقه عليها هو ذلك الطفل الذي كانت تتمنى كل يوم أن ينجبه فاروق أو يزيد
تحدثت متسائلة بجدية واستنكار غير مصدقة أن إيمان من الممكن أن ټقتل روح

أنت اللي عملتيها كنتي هتقتلي ابن ابني!..
صړخت إيمان وكأنها المجني عليها تقول بعصبية وحرفية شديدة نافية التهمة عنها
انتوا هتصدقوها دي محروقة على الست مروة وعايزة تلبسني مصېبة
كدابة يا إيمان.. أنت سمعتي ومروة بتقول أنها حامل وأنا شوفتك وقولت يمكن ربنا يحنن قلبها علشان مخلفتش وأهو حتى طفل للبيت تعتبره ابنها هي كمان.. لكن مكنتش أعرف أن قلبك أسود للدرجة دي
نظر فاروق على زوجته وضميره يعبث معه على أكمل وجه.. زوجته كانت ستقتل طفل أخيه!.. هذه ليست أول أفعالها الدنيئة هو يعلم ويتوقع أن تكون قد فعلت
ذلك أيضا لن ېكذب شقيقته استمع إليها تصرخ پغضب
بت أنت مش هتتجنني عليا إذا كان جوزها مايعرفش أنا اللي هعرف
أكملت يسرى للجميع دون النظر إلى ما تقوله
وأنا خارجة من المطبخ شوفتك بعيوني بتحطي زيت على السلم وعلى ما دخلت اجيب حاجه امسحه كانت مروة نزلت عليه وملحقتش احظرها.. ده غير القهوة اللي كبتيها عليها وحړقتي رجليها ومروة مردتش تقول 
تحدثت والدته قائلة بحزن قد ظهر على ملامحها
لو كنت أعرف أنها حامل كنت وقفت كل حاجه... كله إلا عيال عيالي دا أنا بقالي سنين بتمنى ضفر عيل تقومي أنت عايزه تموتيه
صړخت إيمان بغل وحقد ظهر الآن بعد أن استمعت إلى حديث والدة زوجها وهذا هو بالتحديد الذي كانت تخاف منه
أهو أنا بقى عملت كل ده علشان كده.. لو كنتي عرفتي أنها حامل مكنتيش هتكملي وكنتي هتخليها تقعد على قلبي العمر كله وتبقى هى الكل في الكل ماهي أم الواد
لم يجعلها تستوعب ما الذي حدث لتراه يمسك خصلاتها القابعة أسفل حجابها وهو ېصرخ پغضب شديد
هي حصلت يا بنت الك حصلت تقتلي ابن أخويا.. بس أنا اللي غلطان أنا اللي سبتلك الحبل وخليتك تعملي اللي أنت عايزاه بس على مين دا أنا فاروق الراجحي
دفعها إلى آخر الرواق ثم تقدم منها مرة أخرى وهي مذهولة ولا تصدق ما الذي يحدث وكيف تجرأ فاروق 
مش عايز أشوف وشك هنا تاني يا بنت الك يلا في ستين داهية
ثم دفع الباب بوجهها ودلف إلى الداخل وهو يفكر كيف عليه الإعتذار من شقيقه. كيف عليه أن يبرر ما حدث. وكيف وكيف وكيف وكأن كل ما فعله بحياته لم يكن إلا خطأ..
ولم يكن حال والدته أفضل منه بل كانت أكثر ندما وحزنا على ما فعلته..
بينما عمه كان يقف في الأعلى ينظر إلى ما حدث تحت أعينه بهدوء داعيا في داخله أن يكون ذلك الصغير قد ماټ داخل أحشاء والدته..
دلف إلى الغرفة القابعة بها بعد أن أذن له الطبيب لرؤيتها ببطء شديد أخذته قدميه إليها وهو خائڤ من مواجهة أخرى خائڤ من كلمات تخرج منه ومنها لتقتل روحين البراءة هي عنوانهم..
نظر إليها بهدوء بعد أن دلف الغرفة ممددة على فراش المشفى مغطاة بملاءة بيضاء وجهها شاحب كشحوب الأموات عينيها منتفخة ربما من البكاء ونظرتها حزينة ربما من فعلته بها..
جلس على الفراش جوارها لم يتجرأ على الإمساك بيدها وقد كان يود فعلها وبشدة ولكن نظرتها له تجعله يرى 
ابتسم بتهكم صريح رأته هي أيضا بوضوح ثم استمعت إليه يقول بتساؤل ونبرة خاڤتة
كنتي هتمشي من غير ما أعرف إنك شايلة ابني!.. وكمان عايزة تطلقي يا مروة
أجابته بصوت خاڤت مرهق وهي تنظر داخل عينيه بهدوء حاولت التحلي به
أنت مسبتليش إختيار تاني
ضيق ما بين حاجبيه بدهشة متسائلا وهو يحاول إقناع نفسه أيضا بحديثه
وحبي ليكي كان ايه.. ده مش اختيار يا مروة تقدري تاخديه
ابتسمت بذهول واستغراب شديد لحديثه الغير منطقي بالمرة تتسائل هل هو نفسه مقتنع بهذا الحديث أجابته بهدوء تحلت به وهي تضغط على يدها أسفل الملاءة
حب ايه ده. أنت كدبت الكدبة وصدقتها.. لأ يا يزيد كل اللي عملته علشان تاخد فلوسي مني وتخليني ابقى 
كلماتها ليست محسوبة وجميعها ليست صحيحة لقد أحبها عشقها كانت بالنسبة له اكسجين الحياة كيف تتحدث 
أنت بتقولي ايه. كل اللي بتقوليه ده أنت نفسك مش مصدقاه.. أنا حبيتك حبيتك ده ايه!. أنت بالنسبة ليا النفس اللي باخده يا مروة أنت الحاجه الوحيدة الحلوة اللي في حياتي.. أنا غلط وبعترف بغلطي كان لازم اصارحك من الأول كان لازم أقولك كل حاجه من يوم ما قولت إني بحبك بس أهو ده اللي حصل... أنا مش طالب منك أي حاجه غير إنك تاخدي وقتك في التفكير
يزيد بيحبك ومايقدرش يعيش من غيرك أرجوكي بلاش تخليني أموت بالبطئ يزيد ومروة جايلهم ابن في
 

تم نسخ الرابط