رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن
المحتويات
مروة باستغراب فهو لم يقل إليها شيء كهذا.. غبية ولماذا سيقول لها هو يتعامل معها كما لو أنها ليست موجودة من الأساس ابتسمت إيمان باستفزاز عندما رأت تعابير وجه مروة هكذا لتسألها بتهكم
هو يزيد مقالكيش
أجابتها وقد أحمرت وجنتيها من الخجل
لأ ممكن يكون نسي
ابتسمت إيمان بسخرية لاذعة ثم تحدثت بتهكم وهي تتجه للداخل مرة أخرى
وقفت مروة و يسرى مثلها يسيرون للداخل فتحدثت يسرى إليها بجدية
متبقيش هبلة وزوجة ابنها هي لا تكف عن ازعاجها تستغل كل فرصة
ولو كانت حتى من اللاشيء لتحزن قلبها تتذكر منذ أن دلفت هذا المنزل وهي تعاملها باحترام ولم تغلط معها ولو بحرف صغير ولكنها تفعل العكس تماما لا تناديها إلا بابنة عائلة طوبار وهل هذا شيء مشين! أنها غريبة الأطوار حقا لقد تفاوتت المرات السابقة ولم تتحدث ازعجتها كثيرا تساندها إيمان تلك البغيضة مثل حماتها تكاد تجن من أسلوبهم وتلك الطريقة الرخيصة التي يتبعونها لو لم تكن يسرى معها وتحاول الدفاع عنها بكل الطرق وتحاول التهوين عليها لما بقيت هنا معهم..
هاتي الخضار اللي هناك ده يابت عيلة طوبار
تركت مروة السکين من يدها والذي كان تقطع به قطع اللحم لتتجه إلى الطاولة التي بالمطبخ موضوع عليها طبق الخضار الكبير أخذته واتجهت إليها وهي تعد بداخلها من واحد إلى عشرة حتى تهدأ ولا تثور على هذه المرأة العجوز تعثرت في طريقها بسبب حبة من البصل واقعة على الأرضية ولم تراها ليقع منها الطبق محطم وتناثرت محتوياته على الأرضية وقد جاهدت حتى لا تفقد توازنها ونجحت في ذلك..
أنت كويسه حصلك حاجه
لم تستطع مروة أن تجيبها حيث أن والدتها قد تحدثت بحدة وعصبية لا مبرر لهما فقد كان من الممكن تفاوت الأمر
مهي قدامك أهي كيف القرد تمام محصلهاش حاجه كسرت الصحن ووقعت الخضار على الأرض هو ده اللي عملته بت طوبار عيله جايه من عيلة غم بصحيح
لم تتحدث معها بل انحنت على الأرضية تلملم ما تناثر عليها وتساعدها شقيقة زوجها بينما وقفت إيمان ووالدة زوجها بعيد نسبيا ابتسمت إيمان بوجهها ثم تحدثت قائلة بحماس
ابتسمت نجية وقد ظهرت تجاعيد وجهها وهي تقول والحقد يملئ قلبها
ولسه.. لسه مشافتش حاجه بت عيلة الڼصابين
تريثت قليلا ثم هتفت ببرود وسخرية بذات الوقت وهي تنظر إليها عندما كانت تجمع ما وقع على الأرضية
أمها ماټت وهي عيله والله تلاقيها طفشت من همها ولا حد رباها بعد المرحومة اللي سبتها من غير رباية
رفعت سبابتها في وجهها وتحدثت بحزم وجدية شديدة والدموع تنهمر على وجنتيها بلا توقف
اسمعي ياست أنت أنا من يوم ما جيت هنا وأنا سيباكي تعملي اللي عايزاه براحتك ومعترضتش لكن عند أمي وتقفي دي مېته عند ربنا مش معانا هنا وأنا مش هسمحلك تغلطي فيها
تركتها وذهبت سريعا لتخرج من هذا المكان الذي ضاق فيه صدرها لينطبق على قلبها وكأنها ستلقى حتفها به كلماتها لم تكن هينة أبدا فقد ذكرتها بوالدتها الرحلة والتي لم تحظى بالوقت معها..
اصطدمت بجسده الواقف أمامها ولم تكن تراه بسبب محاولتها إزالة الدموع من عينيها وهي تسير في ردهة المنزل لتصعد إلى غرفتها عادت للخلف بجسدها ونظرت إليه والدموع تنهمر من عينيها بكثرة بعد أن رأت
وتذكرت خيبتها..
نظر إليها باستغراب وهو يراها تبكي وعيونها منتفخة تبكي وتنتحب أمامه ولا يدري لما بكائها هكذا يقطع أنياط قلبه إلى أشلاء رؤيتها هكذا كما لو أن هناك نصل حاد يأتي بقلبه نصفين حاولت أن تذهب ولكنه أمسك بيدها متسائلا باستغراب وقلق جلي
مروة اهدي مالك فيه ايه
نظرت إليه
تجعل قلبه يقفز قفزا حزينا وكأنه
ويلقي نفسه بين قدميه مۏتا
رؤيتها هكذا تجعله ضعيف أمام نفسه وربما أمام الجميع وجهها الملائكي لا يستحق إرهاقه بكثرة البكاء قلبها الرقيق لا يستحق أن يحمل كم
متابعة القراءة