رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن
المحتويات
يديه وحاول التحدث بهدوء قائلا
ايه اللي حصل بس ما أنت عايشه فيه من زمان
أجابته بسخرية جلية وبصوت عال وهي تجذب يدها منه واقفة على قدميها تواجهه بحدة
اديك قولتها زمان مش دلوقتي ما خلاص البيت بقى بتاع بت طوبار
زفر مرة أخرى بضيق أكبر من ذي قبل فقد كان لا يريد شيء إلا بعض الراحة
ما تقولي ايه اللي حصل يا إيمان ياباي.. عملتلك ايه يعني
وقف على قدميه ينظر إليها بشك جلي ثم تحدث سائلا إياها بقلق بالغ
وقفت أمامه تظهر ضعفها وقلة حيلتها لتأخذه لصفها ويحدث ما يحدث بينه وبين أخيه
يقولي اخرسي يا إيمان هانم هو أنا يعني
مش عارف عمايلك! ومسكني كده ليه هو أنا كنت ايه يعني دا أنا اللي شايله البيت ده من زمان أوي حتى أختك وقفت مع مراته بقى أنا حرباية بيقولي يا حرباية يا فاروق... أنت لازم تجبلي حقي زي هو ما عمل مع مراته الغلطانه كمان
ندا_حسن
ما يجعل الإنسان مشتت هو عدم المعرفة!
قد يكون هذا أو ذاك ولكن لا تدري أي
منهم فتصبح مشتت الفكر..
سارت في وسط الحقول الخضراء كما تحب أن تفعل دائما في هذه البلدة ولكن كل مرة تكن تفكر في شيء مصيري يحدد مجرى حياتها تنفست بعمق رائحة الهواء الرطب الذي كان يداعب خصلاتها الذهبية وضعت يدها أمام صدرها وسارت تتذكر لحظاتها معه كلماته نظراته الحنونة تارة والغاضبة تارة أخرى نظراته وكلماته التي أحيانا تحمل معنى الحب الخالص وأحيانا أخرى ترى التشتت الواضح عليهم..
وهي تنجذب إليه يوم عن آخر تريد رؤيته دائما أمامها تريد رؤية ضحكته ابتسامته رؤيته من بعيد وهو على ظهر ليل يركض للبعيد ويعود النوم جواره وأن تنعم بأحضانه وهو غافي غير واعي لما تفعله جميع ما به يجذبها إليه فقد تخلى عن غروره معها لم ترى عنجهيته منذ فترة لم ترى نظرة الصقر الذي عرفته بها فقط ترى نظرات حب وهيام..
هذه نفسها التي بيوم عرسها كانت تريد تصنع الإغماء لتهرب منه.. هل هذه نفسها التي كانت تريد الهرب وليذهب الجميع للچحيم لم تكن تعلم أنه هكذا لم تكن تعلم أن هذا سيحدث ولم تكن تعلم أنها ستريد القرب الدائم منه وربما أكثر..
.
عادت من تفكيرها على صوت شخص قريب منها يتحدث بصوت عال ليلفت انتباهها
الجميل نزل بلدنا تاني.. ياه دي نورت وربنا
نظرت إليه رأته شابا يبدو في مثل عمر يزيد وسيم هو الآخر ولكن هي تعرفه رأته من قبل ضيقت عينيها ناحيته محاولة تذكر أين رأته إلى أن تذكرت فنظرت إليه بحدة قائلة بجدية
هو أنت مش بتزهق ولا ماشي تعاكس في خلق الله وخلاص
ابتسم باتساع بعدما أقترب منها وسار على بعد خطوة واحدة ليقول بهدوء مبتسم
ولا ده ولا ده بس أخر مرة شوفتك هنا كانت من شهور ودي تاني مرة أهو يبقى لازم أعرف أنت مين ولا أنا غلطان
استدارات زافرة بحنق وضيق من كلماته ثم هتفت وهي تبتعد عنه
مچنون
سارت عائدة إلى المنزل مرة أخرى والذي لم تبتعد عنه كثيرا تاركة ذلك الشخص الأبله دون إجابة أخرى أو حتى تعطيه بعض التركيز نظر هو لترى الجميع ينظر إليها بينما ابتسم فاروق بسخرية قائلا وهو يشير ناحيتها
اهي الهانم شرفت
تقدم منها يزيد بلهفة وقلق قابضا على معصم يدها متحدثا بجدية وهو ينظر إليها
كنتي فين
نظرت إلى الجميع بغرابة هل هي من أحدث هذا القلق بينهم لغيابها في الصباح هكذا أم ماذا تحدثت مجيبة إياه بقلق وتردد
كنت بتمشى
تحدث فاروق مرة أخرى بعصبية مشيرا ناحيتها
متابعة القراءة