رواية وسقطت بين يديه بقلم مي علاء
المحتويات
الأريكة و هي تتأفف بضجر فهي تشعر بالملل نهضت من على الأريكة بحدة و هي تحدث نفسها بصوت مسموع غاضب
هو انا هفضل قاعدة كدة وشي في وش الحيط كتير! زهرة مش موجوده و الشيطان في شغله يعني حتى مش هعرف انفذ اللي قالي عليه جدو
بعثرت شعرها بضيق و هي تكمل
يوووه اعمل اية هطق
صمتت بعد قولها الأخير في حين كانت تنظر للشرفة و فجأة إرتسمت إبتسامة صغيرة على شفتيها و هي تحدث نفسها بخفوت
اعدلت خصلات شعرها و إتجهت للباب و فتحته فوجدت زهرة تقف امامها حيث كانت على وشك ان تطرق على الباب فقالت ريحانة بإشتياق
زهرة
و من ثم تقدمت منها و احضنتها فجأة مما سبب الدهشة لزهرة ابتعدت ريحانة عن زهرة و قالت
ادخلي
دخلت زهرة و جلست على الأريكة بجانب ريحانة التي قالت فور جلوسها
حالته احسن من إمبارح
كويس يلا عقبال ما يخف
يارب
ساد الصمت لبرهة قبل ان تقطعة ريحانة بقولها
بس انا زعلانه منك
لية
مقولتليش انك رايحة
اسفة بس الموضوع جه فجأة سامحيني
اومأت ريحانة برأسها بتفهم و قالت
مش ملاحظة حاجة !
نظرت لها زهرة بإستغراب و قالت
لا
رفعت ريحانة ذراعها الملتفة بالضمادات فشهقت زهرة بخفة و قالت
ضحكت ريحانة على رد فعل زهرة وقالت
إتكسرت اية بس دة انا اضربت بس
اضرتبي! مين اللي ضړبك
الشيطان
قالتها ريحانة بحزن فقالت زهرة
و لية ضړبك
استفزيته و عصبته و قلتله اني مش بخاف منه و من الكلمة دي اټجنن
نظرت لها زهرة بشفقة و قالت
ضربه غبي صح!
اكيد هو دة سؤال!
ضحكت زهرة بخفة و من ثم ساد الصمت الذي قطعتة ريحانة مرة آخرى بقولها
حقك الصراحة
و من ثم صمتت لبرهة قبل ان تقول بعد ان تذكرت شيء
النهاردة بليل في لعب قمار في الساحة هتيجي
بجد!
ايوة و السيد جلال هيلعب و الشيطان
جلال! هو رجع
على وشك وصول للقرية
ظهر الإضطراب في عيني ريحانة فقالت زهرة
مالك مش عايزاه يرجع
لا مش عايزه عشان خاېفه
خاېفة !
و متوترة من مقابلته
مش فهماكي
يعني لما بفكر في رجوع جلال و اشوفه المفروض يبقى رد فعلي ازاي! ارجع زي الأول و كأن ولا حاجة حصلت صعب عليا اعمل كدة و لا اواجهه باللي عرفته عنه مفيش عندي غير الخيارين دول
صمتت زهرة لتفكر و من ثم قالت
عندي سؤال سواء انتي
اخترتي انك تواجهية او تخبي عليه هترجعيله يعني هتهربي معاه لما يقولك تهربي
قالتها ريحانة بسرعة و اكملت
مش هرجعله و مش ههرب معاه
تماام كدة الخيار التاني هو اللي هتعمليه
اني اواجهه
ايوة عشان اللي باين عليكي انك مش هتقدري تتعاملي معاه زي الأول حتى لو حاولتي هتفشلي
فعلا انا مش هقدر
خلاص واجهيه في الوقت المناسب ليكي الوقت اللي هتكوني حاسة فيه انك متماسكة و انك مش هتنهاري قدامه يعني تمثلي القوة
هزت ريحانة رأسها بشرود فقالت زهرة
هتيجي الساحة
نظرت لها ريحانة و قالت
مش عارفه
اومأت زهرة برأسها و هي تنهض في حين كانت تقول
انا هنزل بقى عشان ورايا شغل محتاجة حاجة مني
لا شكرا
عن اذنك
و من ثم التفتت و غادرت بينما ظلت ريحانة جالسة و هي شارده
موعد الغداء
نزلت ريحانة و دخلت غرفة الطعام و جلست في مقعدها و بدأت في تناول طعامها بشراهه فقد كانت جائعة جدا لم تهتم ولم تسأل عنه إلا بعد ان انهت طعامها حيث نظرت للخادمة و سألتها
الشيطان مش هيتغدا صح
رفعت الخادمة حاجبيها و قالت بتلقائية
لسه بدري على سؤالك
و من ثم ادركت ما قالته فأعتذرت و قالت بإحترام
لا سيدنا مرجعش اصلا
اومأت ريحانة برأسها و هي تنهض و تغادر الغرفة
كان يسير بخطواته الواثقة في ارجاء القرية حيث كان ذاهب لوجهة معينة توقف امام احدى المنازل الخشبية و نظر لبابه القديم لبرهة قبل ان يركله بقدمه فينكسر و يظهر من خلفه رجل ينظر للشيطان پخوف و ړعب بينما إبتسم الشيطان بشراسة و هو يقول بهدوء مخيف
و لقيتك يا بكري باشا
بلع بكري ريقة بصعوبة بالغة و قال بصوت مرتجف
لقيتني ازاي
هو دة سؤال تسأله للشيطان!
قالها الشيطان بتهكم و من ثم اكمل و هو يقترب من بكري
انت فاكر انك كنت هتقدر تهرب مني اكتر هو انت هربت اصلا!
قهقه بخفة و اكمل و هو ينزل لمستوى بكري و اكمل
انا كنت عارف مكانك بس مكنتش فاضيلك بس اهو فضيتلك على الآخر
اانا ا اسف سامحني يا شيطان
اسامحك! قهقه و قال پغضب مكبوت اسامح واحد ساهم في قتل امي و قتلي !
دة كان زمان
قالها بكري بسرعة فإبتسم الشيطان إبتسامة جانبية و قال بجمود
و انا لسه عايش في اللي كان زمان خدوه
نهض الشيطان فتقدم رجاله و امسكوا بكري من ذراعه و جروه بينما كان الأخير يهتف پخوف و رجاء
سامحني متعاقبنيش انا اسف مش عايز اموت
اختفى صوته فجأة خرج الشيطان من ذلك المنزل و توقف و هو ينظر للناس الذين ينظرون له بكرة پغضب بإستحقار و خوف لم يهتم لنظراتهم الذي اعتاد عليها حيث بادلهم بنظرات باردة و هو يسير من بينهم بعد ما اتاح حراسه الطريق و صعد سيارته و غادر
ترجل جلال من السيارة و من ثم سار بخطواته الهادئة لداخل قصره دخل من البوابة و توقف لبرهه و هو يمرر نظراته حوله قبل ان يتنهد براحة و هو يحدث نفسه
القصر وحشني بجد
تحرك و صعد السلم حتى وصل للطابق الذي يوجد فيه جناحه و ډخله و سريعا ما القى بجسده على السرير فخرجت تنهيدة تمتلأ بالراحة منه فهو قد اشتاق لقصره و لسريره و لحياته مال قليلا لينظر للساعة فوجدها الرابعة و النصف مساءا فأغمض عينيه و هو يقول
هناملي ساعة و بعدها ابقى اقوم و اجهز نفسي
و سريعا غض في نوم عميق
توقفت ريحانة في الطابق الثالث و من ثم إتجهت لغرفة عبد الخالق بحذر و دخلتها بعد ان سمعت الأذن منه في حين كانت عايدة تخرج من جناحها فرأت ريحانةو هي تتلف لغرفة عبد الخالق فقضبت حاجبيها بإستغراب و هي تقول بتساؤل
اية اللي دخل ريحانة اوضة جدو
حكت رأسها و اكملت
هي تعرفه جاتله قبل كدة
اجابت على اسألته ب
تقدمت بخطوات هادئة لإتجاة الغرفة و وقفت امام بابها و من ثم اقترب اكثر حتى وضعت اذنها على الأخير لكي تسمع ما يقولونه ولكنها لم تستطيع فتراجعت للخلف و هي تفكر في فعل شيء ولكنها تراجعت عن ما كانت تنوي فعله حيث التفتت و عادت لجناحها
في غرفة عبد الخالق
بعد ان اطمأنت ريحانة على صحة عبد الخالق ساد الصمت في الغرفة لمدة قاربت العشر دقائق
عايزه تعرفي ماضي الشيطان
قالها عبد الخالق بعد تردد كبير فنظرت له و قالت بهدوء
لو قلتلك اة هتقولي!
ايوة هقولك
نظرت له بحماس و هي تنتظر ان يبدا في السرد
الشيطان عانى كتير من صغره هو مكنش قي الصورة اللي انتي شايفاها عليه حاليا بس اللي عاشه في صغره و اللي عاناه من ظلم و قسۏة غيره انا فاكر لما كان صغير كان هادي جدا و مسالم مكنش حد يتوقع انه يتغير للدرجة دي بس هو اتغير خاصا بعد ما ابوه ماټ اصل بعد مۏت فخر الدين بدأ يشيل المسؤلية مسؤليته و مسؤلية امه فيروز كان بيشتغل بالإيجبار ليل نهار و في شغله اتعرض لذل كتير و اضرب اكتر بس استحمل عشان امه و في الآخر جت فيروز و اتجوزت اللي ظلم ابنها ابو جلال بهجت و من هنا بدأ الشيطان يظهر يعني بقى عدواني جدا و شرير و عينه اختفى منها البرائ بعد فترة من جواز فيروز و بهجت فيروز ولدت و جابت جلال و مع جيه جلال اتغيرت معاملتها مع بيجاد بقت تعامله زي بهجت بقسۏة و بكرة فجأة و دة مۏته
صمت لبرهة قبل ان ينظر لها و يقول
انا مش عارف اوصلك معاناته بس انتي كأنسانه هتحسي بالشفقة على طفل كل اللي حواليه بيعامله بقسۏة حتى اقرب واحده ليه و اللي هي امه
تنهد و اغمض عينيه ليمنع دموعه من الظهور فيهمها و من ثم فتحهم و قال بآسى
كل دة بقلهولك بالملخص عشان حكاية الشيطان كبيرة اوي و صعبة
فجأة صمت و إبتسم بسخرية فنظرت له و قالت بإستغراب
مالك
تجاهل سؤالها و اكمل السرد
تعرفي بنتي كانت انانية جدا هي اتجوزت بهجت لغرض و لهدف هي مقالتليش عليه بس انا عارفه هي كانت عايزه توصل للحكم بعد مۏت فخر الدين بس بهجت جه و سرق منها الحكم اللي كانت خلاص خطوة و هتوصله مش هقولك على محاولتها الكتير لقتل بهجت بس اللي هقولهولك على آخر محاولة و اللي ادت لمۏتها
نظرت ريحانة له بترقب و إنصات فأكمل
اتفقت مع اقرب شخص لبهجت على انه ېقتله مقابل اي حاجة عايزها بس الشخص دة كان اخلص واحد لبهجت و من غبائها هي اختارته و اللي اكيد كان هيعمله اي شخص بيخلص لحد هيروح و يقوله و فعلا الشخص دة راح و قال لبهجت كل حاجة و
قاطعته ريحانة بتخمينها
راح ضربها اكيد صح!
قضبت جبينها و
هي تفكر و لكن عبد الخالق لم يتيح لها الفرصة للتخمين او التفكير حيث اكمل و هو يتذكر ما حدث في حين كان ينازع دموعه
ترجل بهجت من السيارة بعد ان فتح له حراسه الباب التف حول السيارة و فتح الباب و جذب فيروز من شعرها بقوة و قسۏة فصړخت پألم و هي تضع يدها على يده التي تقبض على شعرها جرها للميدان و صعد بها للمنصة فأقترب رجاله و امسكوها من ذراعيها و ساروا بها للخلف حتى توقفوا امام تلك الخشبتين الكبيرتين و بدأو في ربط ذراعيها بهما فكانت تبكي و تترجاهم بأن يتركوها فتجمعت الناس و بدأوا يتهامسون في حين وصلت سيارة عبد الخالق و ترجل سريعا و بلهفة و سار من بين الناس حتى توقف امام المنصة و هو ينظر لأبنته فهتف پغضب
بتعمل اية يا بهجت
الټفت له بهجت و نظر له من فوق و إبتسم و قال
كويس انك جيت يا عبد الخالق عشان تشوف نهاية بنتك الخاېنة
انت بتقول اية انت اټجننت هي عملت اية
قهقه و قال
الصراحة مش فاضي اشرح
و من ثم الټفت و امسك بزجاجة جاز و من ثم بدأ يسكبها على جسدها فأصبحت تترجاه و هي تبكي پخوف و قهر
بهجت متقتلنيش سامحني انا اسفة مش هعملها تاني حد يساعدني ارجوكم
إبتسم إبتسامة جانبية ساخرة و هو يقول بتهكم
انتي اكيد مش هتعمليها تاني عشان هتبقي بح مېته
زادت في بكائها و هي تترجاه في حين وقف
متابعة القراءة