أمرأة العُقاب ل ندا محمود

موقع أيام نيوز

بتشفي وخبث ثم ترفع ذراعيها تعقدهم أمام صدرها وتقول 
رجعتي للژبالة اللي جيتي منها .. قولتلك مش هتفضلي كتير وإنتي بنفسك اللي رسمتي خطوط نهايتك .. من البداية كنت عارفة إنك واحدة قڈرة والحمدلله ابني خلص منك من غير ما تأذيه
في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ......
خرجت من الحمام ممسكة بيدها منشفة صفراء صغيرة تجفف بها وجهها ويديها فتسقط نظراتها علي الفراش بتلقائية وتنتفض فزعا عندما تراه ممدا فوقه على ظهره يضع ذراعه فوق عينيه قبل أن تدخل الحمام منذ دقائق لم يكن موجودا .. متى جاء ! .
ردت عليه بقرف وعدم اكتراث 
هنام مع هنا 
ثم أمسكت بالمقبض وكانت على وشك أن تديره لولا أن قبضته الفولاذية نزعت يدها فجأة من فوق المقبض وادخل المفتاح في القفل يغلق الباب عليهم ثم يخرجه ويضعه بجيبه هاتفا في ڠضب مكتوم 
مكانك جنبي هنا في الأوضة مش عند هنا 
نقلت نظرها بين الباب المنغلق وبينه پصدمة ثم هتفت 
إنت قفلت الباب ليه !!! 
عدنان بهدوء مستفز 
عشان متطلعيش 
بسطت كفها أمامه تقول شبه آمرة باستياء 
هات المفتاح من فضلك 
هز رأسه بالرفض القاطع يرمقها بنظراته الثاقبة وعلى حين غرة يجذب الوسادة من بين ذراعيها ويلقيها على الأرض ثم يدنو منها ويهتف پغضب زوج يرغب ببقاء زوجته بجواره وهي تقابل كل شيء منه بالنفور 
لو فاكرة إنك لما تروحي تنامي في أوضة تاني كدا
بتعاقبيني تبقى غلطانة .. أنا سمحتلك مرة ومش هسمح تاني 
جلنار بابتسامة هازئة 
وإنت متخيل إنك لما تحبسني معاك في الأوضة أنا كدا هضطر وأنام جنبك ! .. يبقى بتحلم !! 
ابتسم ببرود ثلجي واقترب بوجهه منها أكثر يهمس متسليا 
بس أنا أحلامي حقيقة ! 
وباللحظة التالية كان صوت شهقتها المرتفعة هي وحدها المسموعة بالغرفة .. بعدما وجدته ينحنى ويحملها فوق ظهره ليصبح نصفها العلوى بالخلف والسفلي من الأمام يثتبها منه فوقه .. صاحت پغضب تلوح بقدميها في الهواء بشراسة 
إنت اټجننت نزلني .. عدنان بقولك نزلني .. عدن.....
ابتلعت بقية اسمه حين شعرت بجسدها يهوي فوق الفراش .. فانطلقت منها شهقة أخرى وسرعان ما تداركت الوضع وكانت على وشك الوثوب واقفة إلا أن يديه أعاقتها وثبتتها مكانها فانحنى عليها بوجهه وهو واقفا وهمس 
شوفتي إني مش بحلم 
زئرت من بين شفتيها بشراسة تماما كالقطة تتلوى من قبضته وتهتف 
ابعد 
أظلمت عيناه بشكل مريب لم يكن مخيفا بقدر ما كانت تحمل في ثناياها المرارة .. وهو يجيبها ساخرا 
أه نسيت معلش إنك پتكرهي لمستي وبتكرهيني من كل قلبك وندمانة وعايزة تطلقي .. في حاجة نسيتها ولا بس كدا 
لحظة صمت مرت حتى تابع كلامه بسخرية أشد 
لو
مبعدتش دلوقتي هيحصل إيه هتكرهيني ! .. إنتي aleardy بتكرهيني .. فمش فارقة .. عشان كدا هتنامي هنا وجنبي ياجلنار سواء شأتي أم أبيتي
وقبل أن يمهلها اللحظات لترد انحنى أكثر عليها وهمس بنبرة جديدة عليها 
العقاپ نسر والنسور معروفة بعزة النفس والكبرياء .. بس لما يقرر يتخلي عن كبريائه في سبيل الحفاظ على ملكه وينزل الأرض معناه إنه مستحيل يتخلى عن ملكيته دي مهما حصل
لم يحصل على رد سوى الدهشة والسكون وهي تحدق به بنظرات تفصح عن داخلها .. انتصب في وقفته والتف حول الفراش ليتسطح بجوارها من الجانب الآخر على نفس وضعيته السابقة .. ولم تتحرك هي من مكانها بقت كما وضعها تماما تختلس النظر إليه بين آن وآن .
مرت نصف ساعة من السكون التام المهيمن على الغرفة حتى ظنته نام .. لا تدري لما داهمتها رغبة جامحة في معانقته والنوم بين ذراعيه كأمس .. وأن بقيت أكثر من ذلك سيتغلب عليها ضعفها وستفعلها .. فتأففت بخنق واختلست المسافة بينهم تمد أناملها بحذر شديد إلى جيبه لكي تلتقط المفتاح .. وبعد معاناة من نجاحها في ادخال يدها بجيبه لم تجده .. فتنهدت بيأس واقتربت أكثر حتى أصبحت فوقه تقريبا لتمد يدها بالجيب الآخر .. لكن انطلقت منها شهقة أشبه پصرخة حين شعرت بذراعه يحاوطها مثبتا إياها بهذا الوضع فوقه وذراعه الآخر رفعه ليظهر لها
كفه ممسكا بالمفتاح بين أنامله ويهز كفه أمام عيناها هامسا بمكر 
بتدوري
على ده ! 
مع أشراقة شمس يوم جديد ......
عيناه عالقة بشاشة الحاسوب النقال الذي أمامه ولم يرفعها عنه حتى عندما سمع صوت طرق الباب ليخرج صوته قويا 
ادخل 
ليلى تعبت أوي واخدت إذن ومشيت .. فأنا تطوعت وجبتلك القهوة 
رفع رأسه أخيرا عندما ميز صوتها المميز والذي بات يعرفه جيدا .. وطالت نظرته إليها للحظات بدهشة ثم ابتسم وقال وهو يعود بنظره للحاسوب 
متشكر يامهرة تعبتك 
تقدمت خطوة أكثر منه حتى تتمكن من وضع القهوة بجواره فوق سطح المكتب لكن التوت قدماها بشكل لا إرادي ومعها مالت يديها ليسقط فنجان القهوة الساخن فوق ملابسه .
انتفض في مقعده ورجع للوراء فورا پصدمة يفرد ذراعيه بشكل تلقائي فشهقت هي وصاحت بهلع 
آسفة آسفة والله ما أقصد 
وثب واقفا وصدره يلتهب من السخونة يتأفف وعلامات الألم اعتلت ملامحه وبعفوية رفع أنامله لأزرار قميصه يفتحها واحدا تلو الآخر حتى انتهى ونزع عنه القميص يليقيه على الأرض .
استدارت مسرعة هاتفة بذهول وحدة امتزجت بالخجل 
هووووي إنت ما صدقت ولا إيه 
سمعته يقول في غيظ 
انتي اكتمي خالص مش كفاية جبتيلي الجلطة كمان عايزة تسلقيني
جبتلك الجلطة ! .. ده أنا ملاك حتى تعالى أسأل عني في المنطقة 
لم تسمع رده فقط سمعته يتحدث في الهاتف مع أحدهم ويقول له بصوت غليظ 
هاتلي قميص واطلعلي على المكتب 
اهتمت لأمره وقلقت عليه رغبت بأن تلتفت له ولكن ببقائه عاري هكذا ليس لديها الجراءة لتفعلها .. فقذفت بذهنها فكرة حيث قامت بنزع الشال الذي حول رقبتها والتفتت لها تلف الشال حوله بسرعة هاتفة في ضحكة مرحة 
خد استر نفسك الأول بس .. ربنا يستر علي ولايانا 
هم بأن ينزعه عنه متطلعا له شزرا فمنعته وهي تثبته حوله ضاحكة ببلاهة 
والله ما يرجع .. خليه زي ماهو .. أنا حلفت خلاص
ثم تابعت وهي تبتعد عنه مسرعة بلهفة 
لحظة واحدة هجيب شنطة الاسعافات واجيلك 
بمجرد ما أن التفتت وولته ظهرها نزع هو عنه ذلك الشال بنفاذ صبر وقبل أن تفتح الباب لتغادر انفتح من الخارج ودخلت أسمهان وعلى وجهها ابتسامة واسعة تستقبل بها ابنها ! .
فتحت عيناها بتكاسل وأشعة الشمس الذهبية المتسللة لعيناها من خلال النافذة ازعجتها في نومها .. حيث ضړبت ببؤرتي عينيها ليلمع لونهم البندقي تزامنا من ضوء الشمس وشعرها كان مشعس قليلا لكنه مثير .
احست بالملمس المختلف والناعم أسفلها فأنزلت يدها بسرعة تتحسس أسفلها بعينان متسعة وبأقل من اللحظة كانت تثب جالسة تتلفت حولها .. كيف وصلت للفراش مرة أخرى .. لا وجود له بالغرفة ولا في الفراش بجانبها لكن حتما هو من حملها بالأمس لجواره ذلك الخبيث .
كان هناك فراغ كبير بالغرفة وكأنه هناك شيء ناقص .. تجولت بنظرها في استغراب تبحث عن ذلك الشيء حتى وقعت عيناها على مكان الأريكة الفارغ .. اين ذهبت !! .
وثبت من الفراش بعدما سمعت صوته في الحديقة بالأسفل .. فملست على شعرها بكفيها وتحركت 
الفصل الثاني والثلاثون 
فور دخوله الغرفة وجدها تقف بجانب الشرفة عاقدة ذراعيها أمام صدرها وترمقه بقوة .. لم يعير نظرتها اهتمام وتجاهلها متعمدا حتى يزيد من ڠضبها
لحظة وسمعها تهتف بدهشة 
وديت الكنبة فين ! 
شرع في ارتداء ملابسه وعلى شفتيه ابتسامة عبثية متسلية .. استشاطت غيظا من تعمده التجاهل وتلك الابتسامة المستفزة التي فوق شفتيه تثير أعصابها فأندفعت إليه ووقفت أمامه تحدقه شزرا وتهتف 
أنا بسألك !
لم يتخلى عن ابتسامته لكن صاحبتها نظرته المثلجة 
كانت عاملة زحمة في الأوضة على الفاضي وملهاش لزمة .. ده غير إنها كانت مضيقاني
عقدت 
لا والله ! 
مالت برأسها للخلف في تلقائية بعدما وجدته يدنو منها بوجهه ويهمس أمام شفتيها متسليا بنظرة تلمع بوميض الاڼتقام 
امممم وخصوصا امبارح عصبتني أوي 
لم تشعر بنفسها سوى وهي تبتسم بشكل لا إرادي وتستمر في التطلع إليه متلذذة بغيظه الدفين منها .. هذه المرة لم تخجل أو ترتبك كعادتها بل مالت هي بوجهها عليه وقالت مبتسمة بنظرة نصر وتشفي 
الكنبة برضوا اللي عصبتك !! 
اتسعت ابتسامته وعيناه تجولت على وجهها وبالأخص ابتسامة ثغرها في نظرات جريئة ثم همس بخبث غامزا 
عندك شك في كدا !
ضحكت بصمت في
سخرية ثم رفعت كفها تضعه على صدره لتدفعه بخفة من أمامها ثم تعبر وتتجه نحو الحمام .. وقبل أن تدخل سمعت صوته العابث وهو يجيب عليها بتحية الصباح التي لم تلقيها عليه من الأساس 
صباح الخير ليكي إنتي كمان يارمانة !
هزت رأسها بعدم حيلة تبتسم في استنكار ثم دخلت وأغلقت الباب ! .
تسمرت مهرة مكانها وهي ترى
تلك المرأة تنقل نظراتها الڼارية بينها هي وآدم پصدمة .
كانت امرأة متقدمة في العمر .. لكن لا يبدو عليها الكبر أبدا .. جسدها متناسق وملابسها أنيقة وفخمة .. ترتدي حذاء عالي وتقف بشموخ .. ولديها نظرات كلها استعلاء وقوة ..
رأتها تماما كالسيدات التي تتجسد دور الشړ في المسلسلات ! .
التفتت برأسها تلقائية للخلف عندما سمعت صوت آدم المندهش واستقام سريعا من مقعده 
ماما !!!
نست أنه عاري الصدر عندما التفتت لكن سرعان ما اشاحت بوجهها فور التقاط نظرها جسده وعضلات صدره البارزة والصلبة التي تجعله يقف باستقامة دون أي انحناءة .. تطلعت مرة أخرى لتلك المرأة التي اتضحت هويتها الآن كمان قال والدته .
هدرت أسمهان بذهول وڠضب 
إيه اللي بيحصل بظبط .. ومين دي !
لمست مهرة نظرة الاستحقار في نبرتها وهي تشير بسبابتها عليها وتسأل عن هويتها .. فتقلصت عضلات وجهها لتجيب عليها بابتسامة صفراء 
مهرة .. اسمي مهرة 
صاحت أسمهان بعصبية وبنبرة فظة 
أنا مش بسألك إنتي .. إيه اللي بيحصل يا أستاذ آدم وإيه المنظر اللى إنت فيه ده !! 
تلك المرأة المتعجرفة تثير الروح الشرسة والمنحدرة التي تكمن في أعماقها .. لكنها تمالكت أعصابها واجابتها بقوة وابتسامة كانت متكلفة 
أصل القهوة ادلقت عليه عشان كدا هو قالع .. عموما أنا كنت رايحة اجيب مرهم للحروق عشان الالتهاب ميزدش
فور سماعها لتلك الكلمات اندفعت نحو آدم مسرعة تتفقد صدره وبطنه هاتفة بتلهف وقلق 
فين الحړق ياحبيبي إنت كويس ! 
آدم بخفوت وهو يتنهد بقوة 
كويس ياماما متقلقش 
بقت مهرة واقفة تحدق بأسمهان في أعين تتجول على طول جسدها بنظرات دقيقة وساخرة بينما الأخرى فابعدت نظرها عن ابنها وهتفت بحدة تحدث
تم نسخ الرابط