أمرأة العُقاب ل ندا محمود
المحتويات
الحنق ليجيبها بنفاذ صبر
والحدود دي هتفضل لغاية امتى بقى !
جلنار بلهجة حازمة
لغاية ما اسامح
أصدر تنهيدة حارة بعدم حيلة ليجيبها بهدوء
طيب ياجلنار وأنا هحاول احترم ده ومتخطاش الحدود
غمغمت بخفوت وهي تسير خارج الغرفة تاركة إياه يقف مغلوبا على أمره
كويس
استر الليل ستائره وارتفع ضوء القمر في السماء ......
الساعة تسعة ومش بترد ولا رجعت .. متلومنيش على اللي هعمله لما تيجي
أجابت عليه فاطمة بحدة
لا إنت خطيبها ولا جوزها يبقى ملكش حق تعمل حاجة من الأساس معاها .. وهي أكيد بخير إن شاء الله وزمانها راجعة
حاتم في ڠضب هادر
صديقها مين اللي نزل مصر .. هي متعرفش حد غيري وبعدين قاعدة معاه من الصبح لغاية دلوقتي .. دي ليلتها طين
رفعت فاطمة سبابتها وقالت محذرة إياه بجدية
حاتم لو عملت أي تصرف مش لطيف مع البنت أنا اللي هقفلك فاهم
حاتم بصوت محتقن وبه لمسة الاحترام
لو سمحتي إنتي ياخالتو متدخليش بينا لما ترجع .. هي موجودة وقاعدة معايا دلوقتي لما تبقى ترجع امريكا تبقى تخرج وترجع براحتها م ....
ابتلع بقية عبارته في جوفه عندما صك سمعه صوت رنين الباب .. فهبت فاطمة فورا مسرعة وهرولت لتفتح لها الباب .. كانت نادين تقف أمام الباب ومتوترة قليلا بعدما سمعت صوته المرتفع وحين فتحت لها فاطمة الباب وانحنت عليها تهمس في عتاب
نادين پخوف وهي تختلس النظرات للداخل
عصب كتير مو هيك !
فاطمة بملامح وجه عبثية
اكتر من المتوقع .. ادخلي يلا
دخلت نادين بخطوات مضطربة فوجدته يقف على مسافة بعيدة نسيبا ويرمقها بنظرات ممېتة .. ازدردت ريقها وابتسمت في ارتباك ملحوظ ثم تبادلت نظرات الندم مع فاطمة ليتها لم تستمع لتلك النصائح ونفذتها .
كنتي فين
لغاية دلوقتي !
توترت ولم تعرف بماذا تجيب .. إذا اكملت كذبتها وقالت أنها كانت مع صديقها المزيف ستهب العاصفة .. وبنفس اللحظة لا تريد كشف مخططها بعد كل هذا وهي وصلت للنقطة الحاسمة .
سمعت صيحته الملتهبة
نادين أنا بسألك كنتي فين
الحل الوحيد للهروب من الإجابة هي التصرف مثله تماما .. فصاحت هي الأخرى پغضب مزيف لكنها اتقنته بمهارة
اندفع نحوها كالثور الهائج يجذبها من ذراعها إليه ويصيح بعينان حمراء وغيرة عمياء
كنتي مع رفيقك ده لغاية دلوقتي
استاءت حقا وبعدما كانت تتصنع الڠضب تملكها بالفعل حيث صاحت به
احترم حالك واتركني
أسرعت فاطمة إليهم تهتف بحاتم في ڠضب وهي تبعد يده عنها
حاتم أنا حذرتك
صړخ في صوت جهوري وعدم وعي لما يتفوه به
إنتي مش شايفة بترد عليا ازاي ومش عاجبها إني بسألها كانت فين .. هيعجبها ازاي طبعا ماهي كانت مبسوطة مع رفيقها و.....
لم يكمل كلمته وتوقف حين شعر بصڤعتها له فوق وجنته .. لوهلة ظنها في البداية خالته لكن كانت هي من صڤعته وتتطلع إليه پغضب وخزي مع عينان غائمة بالدموع .
اندفعت نحو الدرج تركض مسرعة تجاه غرفتها بالأعلى بينما فاطمة فألقت نظرة معاتبة على ابن أختها واسرعت تلحق بنادين .. بقى متسمرا بأرضه يحدق في الفراغ وكأنه بعالم آخر حتى تحرك نحو الأريكة بعد دقائق وجلس فوقها يجز على أسنانه بغيظ مكتوم .
مرت خمسة عشر دقيقة تقريبا حتى سمع صوت أقدامهم وهي تنزل الدرج وصوت خالته وهي تتوسلها أن تقف ولا تذهب بينما هي فتحمل حقيبة ملابسها معها على الدرج حتى وصلت لآخر درجاته فانزلتها على الأرض وجرتها خلفها وهي تسير مسرعة باتجاه الباب .
التفتت فاطمة إلى ذلك الجالس بجمود فوق الأريكة يتابع بصمت دون أن يتدخل وصاحت به
إنت
ساكت ليه ما تتكلم !!
لم يبدي أي ردة فعل استمر في الجلوس بسكون هكذا حتى رحلت فضړبت فاطمة كف بكف في عدم حيلة وڠضب ثم استدارت وصعدت لغرفتها بالأعلى .
أخرج حاتم هاتفه وأرسل رسالة لحارس بوابة المنزل وكان محتوى الرسالة كالآتي خليك ورا نادين هانم بالعربية وقولي راحت فين ! .
انتفضت واقفة عندما سمعت صوت المفتاح في قفل الباب .. هاهو يعود مرة أخرى .. لكن ياترى ماذا سيفعل هذه المرة .. المرة السابقة انهي كل شيء حتى زواجهم فماذا ستكون خطته اليوم .
انفتح الباب وظهر من خلفه مرتديا بنطال وقميص أسود اللون ويعلو قميصه جاكت من نفس اللون .. انقبض قلبها فهو لا يرتدي الأسود مكتمل هكذا إلا في العزاء .. تقهقهرت للخلف بحركة لا إرادية منها تسأله پخوف
لابس كدا ليه ياعدنان !
رأته يضحك دون صوت ويغلق الباب خلفه كالعادة ثم يتقدم منها بخطوات متريثة وهي تستمر في التراجع بړعب أشد .. حتى وصل إليها بعدما اصطدمت بالحائط خلفها وتوقفت .
عدنان ساخرا بنظرات مشمئزة
مټخافيش مش ھقتلك .. قولتلك متستاهليش ادخل السچن فيكي أساسا .. ده بالعكس أنا جاي اقولك إني هسيبك تطلعي خلاص
اشرق وجهها الذابل بسعادة وقالت غير مصدقة
بجد ياعدنان هتسبني امشي
اماء لها بالموافقة يجيب في هدوء مريب
أيوة هتمشي بس مع عمك أصل أنا اتصلت بيه وهو في الطريق دلوقتي
صابتها الصدمة وفرت الډماء من وجهها فور سماع لاسم عمها .. فإن أشفق عدنان عليها ولم يتمكن من قټلها .. لن يشفق عمها .
تعلقت بجاكت عدنان تهتف متوسلة إليه بعين دامعة
ابوس
ايدك متخليش عمي ياخدني ياعدنان إنت عارفه ممكن فيا إيه .. أقل حاجة ېقتلني .. ابوس ايدك سيبني امشي وانا والله العظيم اوعدك إنك مش هتشوف وشي تاني ولا هقرب من جلنار ولا هنا أبدا
التهبت نظراته ليقبض على ذراعها ويهدر في ټهديد
وهو مين قالك إنك هتقدري تقربي منهم .. لأنك لو تجرأتي وعملتيها سعتها ھقتلك أنا واطفي ڼاري بجد .. احمدي ربك إني مبلغتش عنك بعد ما حاولتي تقتليني إنتي و
فريدة پبكاء قوي
عدنان ابوس ايدك متعملش فيا كدا بقولك عمي ممكن ېقتلني
كويس أهو يبقى عمل اللي أنا مقدرتش اعمله
چثت على الأرض تبكي بحړقة وړعب فتسمع صوته الرجولي يلقي عليها تحذيراته
هتغوري مع عمك ومش عايز اشوف وشك تاني فاهمة ولا لا .. وأقسم بالله يافريدة لو حاولتي بس تقربي من جلنار وهنا مش هرحمك واللي هيعمله عمك فيكي هتولي أنا مهتمه واعمله بداله وبطريقة اپشع منه كمان
لم ترفع نظرها له وانخرطت في البكاء العڼيف منكمشة في زاوية الغرفة .. رأت فقط قدميه وهي تتحرك باتجاه باب الغرفة ليغادر ويتركه مفتوحا هذه المرة .. ومن شدة تدمرها النفسي وفقدانها للأمل لم تحاول حتى الخروج والهرب .
بقى هو جالسا بالخارج فوق
الأريكة يتفقد ساعة يده .. في انتظار الموعد المنتظر لقدوم عمها حتى يأخذها ويخلصه منها .. فلم يعد يحتمل رؤيتها أكثر من ذلك .. كلما يراها يتذكر حماقته وغبائه وهي تنام كل ليلة بين ذراعيه ويغمرها بحبه دون أن يشعر بخيانتها له .. لا يتمكن من تمالك أعصابه حين يتخيل أنها كانت تنام بحضنه ليلة وبالليلة التالية تكون بحضن ذلك الوغد ! .
وأخيرا ارتفع صوت طرق الباب ومع صوت الطرق توقف قلبها بالداخل من الړعب .. بينما هو
فاستقام وسار نحوه ليفتح فيقابل عمها بنظرات ثاقبة ووجه جامد .. فيندفع عمها للداخل كالثور الهائج يدخل الغرفة الكامنة بها .. سمع عدنان بالخارج صوت صڤعة مدوية منه تبعتها صړخة مټألمة ومرتعدة منها وهو يلقن مسامعها بألفاظ تليق بفعلتها المشينة .
اندفع عدنان پغضب للداخل وصاح بعمها بصرامة
خد بنت اخوك واعمل فيها اللي عايزه بعيد عن هنا .. ومتخلنيش اشوف وشها تاني عشان وقتها مش هترجعلك
حدق عمها بعدنان وهو يوميء بتفهم وبنظراته يعتذر منه في خزي من فعلا ابنة أخيه .. ثم الټفت إليها وجذبها من ذراعها معه للخارج ويهمس في أذنها بالوعيد لها .. بينما هي فألقت نظرة أخيرة على عدنان .. نظرة ألم وندم حقيقي لا تتوسله بنظراتها لكنها تطلب منه العفو حتى لو بعد زمن .
كان في طريقه للمصعد حتى يغادر بعد أن قضى اليوم كاملا بالمكتب ينهي أعماله .. لكنه لاحظ الضوء المنبعث من طاولات أحد الموظفين .. فضيق عيناه بدهشة وحيرة لا يعقل أن يكون هناك أحد مازال بالشركة .
غير وجهته وسار تجاه تلك الطاولة في خطوات متريثة فرأى فتاة تستند بمرفقيها فوق سطح الطاولة وتضع رأسها فوقهم نائمة .. رفع حاجبه باستغراب واقترب أكثر حتى وقف أمام الطاولة وابعد خصلات شعرها عن وجهها حتى يتمكن من رؤيتها فصابه الذهول عندما وجدها مهرة !! ..
كانت تنام بعمق والإرهاق والتعب يبدو على وجهها حتى هي ونائمة .. فمد ذراعه وهزها برفق هامسا حتى لا يفزعها
مهرة .. مهرة
انتفضت كالتي لدغها عقرب ووثبت واقفة تحدق بآدم في عدم استيعاب وكأنها لم تدرك ما يحدث حولها .. فهتف هو بحدة
إنتي مچنونة إيه اللي مقعدك لغاية دلوقتي .. مفيش حد غيرك في الشركة
رفعت كفها لفمها تتثاؤب وتجيبه بخفوت
أصل كان معايا شغل كتير ولازم بكرا الصبح يتسلم فقولت اقعد واخلصه ولما عرفت إنك لسا موجود فاطمنت اني مش هقعد وحدي يعني .. بس معرفش ازاي نمت
آدم بحزم واستياء بسيط
ما يتحرق الشغل .. إنتي إيه ضمنك تقعدي وحدك ممكن يحصل إيه .. واحمدي ربك إني اخدت بالي منك قبل ما امشي
مهرة بخنق من توبيخه لها
خلاص متبقاش قفوش ياعم .. أنا غلطانة إني همي على مصلحة شغلكم .. بعدين مين ده اللي يقدر يقرب مني ده أنا أخلي وشه شوارع
آدم مستنكرا
اه انتي هتقوليلي بإمارة امبارح .. بعدين ايه الألفاظ دي المفروض انتي بنت تكوني رقيقة وكلامك لطيف مش أخلي وشه شوارع !!
اه زي ليلى سكرتيرة عدنان بيه
مالها ليلى !
مهرة بقرف وغيظ
بتمشي تتقصع بالكعب بتاعها في الشركة كلها وتفضل تتطوح زي الفرخة الدايخة يمين
متابعة القراءة