رواية بقلم نورهان لبيب

موقع أيام نيوز


الحديديه منعته من التقدم إلى غرفة العمليات وقال له بصرامه 
مازن رايح فين أنت ملكش مكان جوه بس دلوقتى أنت تشوف أختى مالها وبعدها تورينى عرض كتافك
التى كانت بحاله سيئه للغاية ط ال ذلك الاسبوع المنصرم فهى كانت بعالم أخر تعتقد به أن جاسر حبيبها قد تركها وذهب بلا رجعه ورغم محاولا مازن 
المستميته لأقناعها بأنه مازل على قيد الحياة إلا أنها

لم تقتنع ولم تخرج من قوقعتها الحزينه التى قفلت
على نفسها بها حتى استفاق جاسر وبدأ فى السؤال على مريم فأخبرته أمه بحالتها فنهض جاسر وعزم على الذهاب إليها رغم ألمه وحالته السيئه ومحاولة
أمه اثنائه عن ذلك
إلا أنه أصر ان يذهب إليها تحرك
جاسر متوجه إلى غرفة مريم مستند على كتف أمه
وصل جاسر إلى باب الغرفه وظل واقف لبره أخذ نفس عميق ثم أدار المقبض الباب وفتحه ببطئ فكان ملاكه الصغير متقوقع على نفسه فوق ذلك السرير الطبى شارده ودموعها تنزل فى بطئ شديد
ټغرق وجهها الشاحب توجه جاسر ناحيتها وجلس
بجوارها ووضع يده على شعرها يمررها عليه بهدوء
حنان حتى تشدق جاسر 
يوفى وعده بها ومعها هى فقط كانت مريم تستمع إليه حتى بكت من شدة حزنها وتألمها على ما حدث
له وتحدثت وشهقاتها تخرج بتقطع
مريم إياك تعمل فيا كده تانى وتحطنى فى الموقف ده تانى أنت ما تعرفش أحساسى كان إزاى أنا كنت
بمۏت وروحى بتتسحب منى يا جاسر 
جاسر بعيد الشړ يا حبيبتى أوعى تقولى كده تانى مفهوم
أمامها بسلامه فى كامل صحته رغم التعب البادى عليه والارهاق الذى أصابه تمدد جاسر بجوارها ثم
وهدوء ويحكى لها ما ينوى ان يفعله هو وهى بمجرد
خروجهم من المشفى فقد قرر ان يعوضها عن الماضي والفترة الكئيبة المنصرمه بالأفعال وليس
بالكلام وهكذا سوف يثبت حبه لها وبالفعل منذ أن
خرجوا من هذه المشفى وتعدوا هذه الفترة حتى بدأ
جاسر فى تدليل مريم وإرسال كل يوم باقة من زهور البنفسج التى تحبها وتعشقها كثيرا غير الفسح والسهرات الرومنسيه التى كانوا يخرجون إليها هما
الاثنان غير أعياد الزواج التى كان يصر جاسر بها ان
ترتدى مريم فستان زفاف جديد ويقيم لها حفلة عرس خاصة لها فى ذلك اليوم حتى ينسيها ويعوضها
عما حدث لها فى يوم زفافهم فقد تغير جاسر كليا وأصبح الزوج المراعى والمحب لزوجته كما تمنته مريم دائما
عوده للحاضر
عادت مريم للواقع على
يد سلمى التى تلكذها وتنبها بحضور جاسر الذى كان يرتدى بدله سوداء
من نوع التوكسيدو فكان فى غاية الوسامة والروعه
لا يقل عنها شئ بينما كان الشباب يرتدون بدل ذات
لون رمادى فكانوا بخفوت ورقه
جاسر قمر كالعادة يا مريومة أنا مش عارف كنت بفكر فى إيه لما طلعتك بالمنظر ده الناس كلها بتبص
عليكى وأنا مش هقدر استحمل بصراحة
ابتسمت مريم على غيرته الواضحه عليها فتشدقت بأستفزاز تثير غضبه
مريم وما يبصوليش ليه أن شاء الله عروسه وحلوه وزى الاقمر وأى حد يتمنانى
الټفت لها جاسر بعد أن فهم ما ترمى إليه من
حديثها هذا فضيق عينه واردف بضيق
جاسر أنا مش هتكلم دلوقتى لينا بيت نتحاسب فيه يا وردتى
كشرت مريم بلطافه وهى تداعب خدود جاسر 
مريم بتغيرى يا بيضه بتغيرى على مريم حبيبتك عسل يا خلاسى عليك
أنزل جاسر يدها بسرعة قبل أن يرى أحد
فعلتها فهو
قد أحرج كثيرا من هذه الحركه وتحدث بټهديد
جاسر احترمى نفسك يا حبيبتي ثم تحدثت بتوتر
ووأبتسامه مصتنعه
مريم لا وعلى إيه الطيب أحسن يا جسوره يلا خلينا نروح نرقص بدل ما الناس بدأت تتفرج علينا
ابتسم جاسر على خجلها ثم سحبها إلى منصة الرقص يراقصها بحب وعشق واضح تحسدها عليه النساء جميعا بلا استثناء فمريم قد حصلت على السعادة التى لم يحصلوا هم عليها يوما بينما نظرات أخرى تنظر لها بحب وحنان فهم يعرفون أنها تستحق تلك السعادة وان ذلك ثمن ما عانته سابقا
ظل جاسر يراقص مريم بحب وسعاده فهو أخيرا قد
حصل على جوهرته الغاليه بين يديه وفوق كل هذا فهى تحمل أطفاله بداخلها أستمر الحفل بين المجاملات والتهاني ولكن كان يطغى على كل ذلك حب العروسين وعشقهم لبعضهم البعض أنتهى الحفل وذهب الجميع إلى بيوتهم بينما أخذ جاسر مريم إلى فيلاتهم الجديدة التى كونا بها زكريات سعيدة فقد رفضت رفض قاطع ان تعود لذلك المنزل وهى تأبى العودة لذلك القصر حتى لا تداهمها تلك الذكرى السيئه من جديد
بعد أربعة أشهر
نجد جاسر نائم بعمق وبجانبه مريم التى جافى النوم عينها لسبب مجهول عرفته حين ركلها ابنائها بقوه
فى
بطنها ينبها بأنه حان موعد خروجه ظلت مريم تتقلب
فى السرير بتوتر وخوف فى محاوله منها لكبت ۏجعها
ولكن الألم قد أحتد وأصبح لا يحتمل نهضت تجلس
نصف جلسه وهى تنظر لجاسر پحده وتتنفس ببطئ
شديد ركلت جاسر بقدمه بقوة حتى وقع من فوق
السرير ينظر لها پصدمه فهذه اصبحت عادتها كلما تحرك الطفلان أو شرعوا فى توجيعها ولكنه نفضها حينما وجدها متعرقه و وجهها محمر اقترب منها بقلق يسألها عما إذا كان ما يفكر به صحيح ام لا
جاسر بتوترمريم أنتى عامله كده ليه يا حبيبتى هو أنتى بتولدى ولا إيه
اومأت له مريم وهى تصرخ پألم وسخط عليه
مريم اه بولد عندك مانع خدنى للدكتور
جاسر بأقوى ما عندها وهى تصرخ بأعلى صوتها
وتجذ على أسنانها پألم مما ازهل جاسر 
مريم مش وقت هبلك وعبطك دلوقتى خدنى للدكتور
وتجه بها إلى الأسفل حتى وصل للسيارة ووضعها فى الكرسى الخلفى ويهتف بسرعة وتوتر
جاسر أهدى يا حبيبتى هانت كلها ربع ساعة ونوصل
المستشفى بس أنتى استحملي
مريم پغضب وهى ټضرب جاسر بقبضتها الصغيره
مريم أهدى إزاى وانت السبب فى إللى أنا فيه مين إللى عمل فيا كده و وصلنى للحالة دى غيرك أنت
يا أفندي يا محترم
أعادت مريم كلامها وهى تقلد نبرة صوته
مريم تعالى نخلد
حبنا يا مريم ونجيب ولد يبقى هو الجوهرة إللى تنور حياتنا ويملاها علينا يا مريم ويا
ريت ما سمعتى كلامه يا مريم 
صړخت بجملتها الأخيره وهى تشد فى شعره بقوه
كان جاسر يتحمل ضرباتها حتى وصل للمشفى ونزل من السياره وفتح الباب الخلفى وأخرج مريم 
وركض بها إلى الداخل ينادى على طبيبة بعد أن وضع مريم على السرير المتحرك
جاسر دكتوره دكتوره بسرعة يا جماعة مراتى بتولد
توجه له عدد من الممرضات ومعهم طبيب يريد أن
يكشف على مريم إلا أن يد جاسر الحديديه قد امسكت يده ونفضتها بعيدا وهو يهتف پحده 
جاسر أنا قولت دكتوره ولا أنت ما بتفهم ش
الطبيب بتوتربس يا فندم
قاطعه جاسر بصرامه قولت هاتلى دكتوره يلا
صړخ جاسر أمرا إلا أن حديث مريم الباكى قد جذب انتباهه
مريم هو ده وقته خلصنى أنا بمۏت
ورغم ان تألم مريم قد أوجع قلب جاسر كثيرا إلا أن
غيرته العمياء قد جعلته يصر على الطبيبة ومنع أى
ذكر من الاقتراب منها ولكن حضور إحدى طبيبات
النساء والتوليد قد أنقذ الموقف فتم نقل مريم إلى
غرفة العمليات بينما ظل جاسر واقف فى الخارج يستمع إلى صړختها المتألمه
من جديد وظل لبعض الوقت حتى خفت صوت مريم وعلى مكانه صوت بكاء طفل آخر ولكن توتر
جاسر لن يخف او يهدئ حتى يرى مريم بعينه فتح
الباب وخرجت مريم وهى غافيه على السرير وخلفها
سريران للأطفال بهما أبنائهم اقترب جاسر من مريم 
بسرعه وهتف فى خوف وهو يمرر يده على شعرها
يسأل الممرضه 
جاسر هى عامله إيه طمنينى عليها ارجوكى
ابتسمت الممرضه بهدوء ثم قالتأطمن يا أستاذ مرات حضرتك بخير وكمان جابت ليك ولد وبنت
ذى الاقمر
اطمئن جاسر على مريم دفعه غيرى بس مش مهم المهم أنهم
جم ونوروا حياتنا
ضحت مريم بقوه بعد أن فهم ت ما يرمى إليه جاسر 
فنظر لها وهو يضيق عينه
جاسر اضحكى اضحكى يا ختى كله هيجى على دماغك فى الآخر لما نيجى نخاوى العيال دى
صدمت مريم من حديثه فهتفت بقرار قطعى لا يقبل النقاش
مريم نخاوى مين أنت فكرك أنى هجيب عيال تانى ده أنا خلاص استويت
اومأ جاسر وقال ساخرا
جاسر نبقى نشوف الكلام ده بعدين بس ساعتها كلامى
أنا إللى هيمشى يا قلبى
اتسعت عين مريم وكادت ان تتحدث إلا أن حديث مروان قد منعها والذى هتف بالمرح
مروان
ما تخلص يا خويا أنت وهى
وشوف هتسمى
العيال دى إيه
مازن ها هتسموهم إيه بقى
ابتسم جاسر ثم بلطف وهو ينظر لأبنته فقال بشرود
جاسر هسميها ياقوت عشان تبقى الجوهره الغاليه لأبوها وعيلتها زى ما كانت أمها ديمآ كده بالنسبه
ليا ولأى حد تانى
ابتسمت مريم بلطف وهى تنظر لجاسر بينما ترقرقت الدموع بعينها فنظر لها نظره فهم تها جيدآ
وهى ان هذه العيون لا يليق بها البكاء تنهدت ثم
نظرت إلى إبنها الغافى على يدها قالت بحب
جاسر أنا بقى هسميه جاسم عشان ياخد من قوة ابوه وحسمه واه لو يا خد حنانه وحبه هيبقى أحلى
شخصية فى الدنيا والحامى الوحيد للعيله دى
قد
ملئ حياتهم طوال السنتان الماضيتان وسوف
يستمر الأمر لنهاية عمرهم فقد أحبوا بعضهم وجعلوا العشق يتغلغل إلى قلبهم فتحدوا الصعاب وقفوا بوجه الماضى الذى كان يقف حاجز بينهم
فأشرقت الشمس على حياتهم معلنه عن حب
وسعاده ستدوم للنهايه بهم وبأبنائهم
الخاتمة 
رواية زوجتي العمياء 
بقلم نورهان لبيب 
فى منزل مازن 
كان مازن يجلس على طرف السرير وهو يرتدى بدله رسميه إستعداد لحفله يعدها جده احتفالا بمناقصه كبيره قد ربحتها الشركة مؤخرا وكان ينظر لفرح بملل التى كانت ترتدى فستان أسود وتجلس على الأرض ودموعها تنهمر بغزاره بينما تنظر للمرأه وهى تنظر إلى نفسها فى المرأه بذلك الثوب الذى يظهر بطنها البارز بوضوح فهى حامل فى أواخر الشهر السادس بينما اقترب منها مازن ينحنى فى مستواها وهو يتنهد فى هدوء على ذلك المشهد الذى يراه تقريبا
كل يوم وضع يده على كتفها وتحدث بهدوء
مازن بتنهيده مالك يا قلبى فى إيه إيه المزعلك كده يا روح قلبى من
جوه
نظرت فرح بأنفها المحمر وعينها المنتفخه من أثر البكاء وقالت له بتزمر
فرحياعنى انت مش شايف بص يا خويا أنت عملت فى جسمى إيه خليتنى شبه البلونه مش لايق فيا حاجه روح يا أخى منك لله ده أنا جسمى
كان الناس كلها بتتحاكى بيه
نظر لها مازن بزهول ثم تشدق بدهشه 
مازن منى لله أنا يتقال ليا منى لله إيش حال كنتى
فرج وأنا واخدك وساكت كتمها فى صدرى وساكت لكن هنقول إيه زى القطط تاكلى وتنكرى
برقت فرح پغضب ثم تشدقت بحنق وهى تمسكه من تلابيبه
فرحمېت مره أقولك ما تجيبش سيرة الإسم ده تانى أنت فاهم ولا لأ بدل والله ما اطلع زرابينى وضيقتى عليك النهارده ويا ريت تسبنى فى حاللى عشان أنا
بجد إللى فيا مكفينى
مازن والله يا حبيبتى أنتى زى القمر وبعدين إللى أنتى فيه ده طبيعى أنتى حامل ولازم تبقى كده بصى إيه رأيك اقوم انقيلك فستان على زوقى من إللى اشتريناهم سوى وأوعدك
 

تم نسخ الرابط