تحت الوصايه بقلم إيمان حجازي

موقع أيام نيوز


في عمليه وملحقناش ننقذه واسټشهد من سنتين 
وهنا توضحت الامور اكثر امام اعين عبدالله ليكتشف انه كان يمضي ويبحث خلف سراب يدعي سيف .. بالطبع لم يصدق حرفا واحدا مما نطقته سمر اليه وكان فقط ينتظر الوقت المناسب لمهاجمتها وكشف سر مجيئها اليه الحقيقي والذي كاد ان يصل اليه .. تمتم في صډمه ادهم .. ادهم بيلعب بيا تاني .. 

اغمض عينيه في مراره شديده بينما ردد اللواء احمد هستأذن انا يا عبدالله لاني كنت جاي مع اسراء بنتي بنكشف علي ابنها 
اومأ له عبدالله بأحترام فتركه وغادر بينما أمسك عبدالله رأسه بيديه وهو يشعر بالالم الشديد .. كل الخيوط تتقطع من بين يديه مره اخري .. شعر انه بدوامه كبيره لا يدري متي سيخرج منها ..
زهره بتقول ان في صحفيين كتير واعلاميين عند القصر والحراس مانعيمهم 
قال ذلك مسعد لعبدالله بعد ان انهي اتصاله مع زهره فنظر اليه عبدالله قائلا اتصل علي زهره دلوقت بسرعه 
نظر اليه مسعد مصډوما في ايه يا ابني !
عبدالله بعصبيه انجزززز يا مسعد مش لسه هتسأل 
قام مسعد بالاتصال بها مره اخري فأخد منه الهاتف عبدالله بقوه الي ان اجابت..
ايوه يا حبيبي !
زهره .. سمر لسه عندك !
عبدالله !! .. لا هي مشيت..
مشيت امته وراحت فين !!
معرفش يا عبدالله هي كانت بتقول كلام غريب كده ومكنتش علي بعضها وشكلها كان خاېف من حاجه وكانت معاها شنطه كده ومشيت 
وازاي تسبيها تمشي !
وانا مالي بيها يا عبدالله .. ما تغور في داهيه
اغلق عبدالله الهاتف دون اكمال الحديث معها من شده الضيق والالم ..
اخرج هاتفه من جيبه وقام بالاتصال بأدهم الذي اجابه
ايوه يا عبدالله..
انت بتعمل معايا كده ليه ! .. هو ده شغلك صح ! .. اخويا اټقتل .. ومرام جوه بين الحيا والمۏت .. واوعي تكون فاكرني يا ادهم غبي ومش عارف انك تعرف ومراقب كل خطوه ليا او للي حواليا..
عارف يا عبدالله انك عارف .. لكن غلطتك انت انك سبت مرام لوحدها ومشيت في طريق غلط .. لو كنت جيت سألتني كنت هجاوبك..
والله ! .. كنت هتجاوبني صح ! .. وانا بقالي قد ايه بسألك علي اللي قتل حمدي وانت مش راضي تجاوبني ..
عشان حمدي مش القضيه دلوقت .. قلت لك حمدي بعد مرام واي حاجه متعلقه بقضيه مرام لو هتساعدك هجاوبك عليها بس انت اللي مجيتش 
قصر الكلام يا ادهم .. اجيلك ! .. ولا
تجيلي !
انا اللي هجيلك يا عبدالله بس اما اخلص اللي ورايا لاني مضغوط جدا في الشغل الفتره دي .. وكمان عشان اطمن علي الدكتوره .. ووعد مني يا عم هجاوبك علي كل اللي عايز تعرفه .. ودلوقت ياريت تصالح البني ادمه اللي كانت ھتموت بسببك دي واطمن مفيش حاجه هتحصل وانا مأمنك كويس ..
انهي عبدالله الاتصال وقلبه كاد
ان ينفطر وهو يفكر .. هل كان سيفقدها حقا ! .. لا يريد ان يعرف جواب ذلك السؤال مطلقا لانه ليس لديه الطاقه لتحمل اجابته .. اطرق مفكرا في صمت والم لكل ما يحدث مره اخري وبين الحين والاخر تأتي بعقله صوره مرام وهي بين الحياه والمۏت فتأتي غصه مريره بقلبه وهو يعتصر من شده الالم .... اراد العوده الي تلك الطفله ذات السابعه عشر عام التي لم تعرف موطنا غيره .... اخذ يسترجع ذكريات الماضي مع حبيبته وهو يبتسم مع كل ذكري بينهم وبين اﻻحين والاخر يطمئن عليها ويسأل الطبيب متي ستستعيد وعيها ..
خرج الطبيب مره اخري من غرفتها فأسرع اليه عبدالله متلهفا هي عامله ايه دلوقت يا دكتور !
الطبيب بابتسامه هي بقت كويسه الحمدلله وحتي فاقت وفتحت عينيها وهننقلها دلوقت علي غرفه تانيه .. بس للأسف هي واخده مهدئ ورجعت تاني نامت .. بكره الصبح هتبقي كويسه وهتفوق 
عبدالله بفرح طب الحمدلله يارب .. ينفع اشوفها ! 
الطبيب اه طبعا ينفع وتقدر تستني جنبها كمان بس لما ننقلها الاوضه التانيه
نقلها الممرضين الي غرفه اخري واطمئن عليها الجميع وغادر مسعد الي زوجته كي يطمئنها ويظل بجوارها وايضا ايمان كذلك غادرت بعد اتصالات كثيره من زوجه عمها ..
في صباح اليوم التالي فتحت مرام عينيها في وهن
لتري الممرضه تقف بجوارها تعلق لها محلولا اخر قائله حمدالله علي السلامه يا دكتوره 
فتح عبدالله عينيه فوجدها مستيقظه فنظر اليها في لهفه مترددا ميمه !!!في حنان والدموع تغدق عينيه
هامسا حمدالله علي سلامتك يا روح قلبي 
اغمضت عينيها وقالت في همس عايزه اشرب 
اومأ لها رأسه قائلا حاضر يا حبيبتي 
كانت الممرضه مشغوله بعمل المحلول فاشار لها بانه سيحضر لها الماء وما ان خرج لكي يحضر المياه حتي قالت لها الممرضه بأبتسامه مش قادره اقولك كانت حالته عامله ازاي من وقت ما جيتي .. بجد مشفتش حد بيحب مراته بالشكل ده ! .. ده اتبرع لك بكيلو ونص ډم وكان ھيموت فيها بس مكنش فارق معاه وكان عامل زي المچنون عشان ينقذك .. بجد ربنا يخليكم لبعض .. نادر لما حد بيلاقي حد يحبه كده 
نظرت اليه مرام في تأثر وهي تتخيله يفعل ذلك من اجلها .. اتي عبدالله وبيده الماء فرفعت له الممرضه ظهر السرير فرقعها عبدالله واسند ظهرها وبدأت في تناولها للماء حتي ارتوت منها .. كان عبدالله ينظر لها واللهفه مرتسمه علي وجهه والدموع تترقرق بعينيه .. ناول عبدالله الكوب للمرضه التي ظلت تنظر اليهم في حب ثم غادرت ولم يشعر بها اي منهم اذ
كان كل منهما يبحر بعينيه في عيني الاخر وعندما انتبهت مرام الي ذلك اشاحت بوجهها بعيدا عنه فأمسك عبدالله بذقنها وهو يعيدها اليه راجيا في تأثر بووصيلي يا مرام .. 
لم تستجيب له وظلت تنظر الي الناحيه الاخري وهبطت الدموع من عينيها ببطئ اتجه عبدالله الي الناحيه الاخري ودني منها وقبل خدها الذي صفعها عليه برقه وحنان قائلا قي همس حقك علي عيني يا مرام انا اسف .. سامحيني يا حبيبه قلبي والله العظيم كان ڠصب عني لما اتعصبت عليكي 
لم يجد منها ردا ولم تنظر اليه فقال راجيا في تأثر شديد وصوت مخټنق ورحمه الدكتوره فيروز وحمدي تسامحيني يا مرام 
رددت وهي مشتاقه لكل كلمه حب وحنان منه عملت ايه ! 
عبدالله وهو بعينيه جننتيني ووقعتي قلبي .. مكنتش قادر ولا عايز افكر ان انا ممكن اخسرك ومشفكيش تاني .. تعرفي اني اتعلمت درس اكبر من تفكيري ده وهو ان كل حاجه تيجي في المقام التاني بعد حياتك ووجودك في حياتي .. اكتشفت اني مقدرش اعيش من غيرك يا مرام .. حياتي عمر ما هيبقي ليها طعم ولا لون من غير ميمتي ما تكون فيها .. 
اخذت تبتسم مرام بشده وفرح وقلبها يتراقص من شده التأثر فقال لها بتضحكي ليه ! 
مرام اصل انا مش فارق معايا من اللي حصل ده كله غير اني رجعت شفتك تاني 
عبدالله بضحك بتثبتيني انتي بالكلام ده هاه ! 
مرام بحب طول عمري بعرف اثبتك علي فكره 
ضغط عبدالله علي يديها في حب وتأثر وحنا قائلا موافقه ترجعيلي تاني يا مرام ! .. وانا واوعدك اني هخليكي اسعد واحده في الدنيا ومش هزعلك تاني ابدا ولا هبعدك عني ولو لحظه واحده بعد كده ! 
ترقرقت الدموع في عينيها وشهقت مره واحده وهي قائله قلبي واجعني قوي يا عبدالله ومش قادره صدق كلامك ده 
ربت علي رأسها في حنان ليه بس يا حبيبتي 
همست مرام في دموع كل مره تقرب مني يحصل حاجه وتاخدك .. مبنلحقش نتقابل في طريق الا والقدر يبعدنا .. حاسه اني مش مكتوبلي افرح يا عبدالله 
قبل رأسها بحب قائلا مټخافيش يا حبيبه قلبي .. طول ما انا جنبك مش هسمح لحاجه تفرقنا تاني ابدا دا انا ما صدقت لقيتك يا ميمه ..
ثم تغيرت نبرته الي المزاح قائلا وبعدين متهربيش يا حلوه مني وقوليلي .. موافقه ترجعي مراتي تاني ولا لا !
خفق قلبها بقوه ولكنها تصنعت الڠضب ولوت شفتها السفليه قائله موافقه بس لما تصلح غلطتك اللي عملتها معايا في القصر الاول 
ابتسم عبدالله لها بعشق قائلا بس كده ! .. وانا تحت امر معاليكي يا فندم ! ده أنا ھموت واصلح غلطتي دي.. لحظه واحده 
نهض عبدالله باتجاه باب الغرفه واوصده من الداخل فقالت مرام في ضحك
بتعمل ايه يا مچنون ! 
عبدالله وانا مين جنني غيرك يعني 
جلس عبدالله بجوارها ونظر الي عينيها مبتسما في حب انا قررت انام معاكي في الاوضه هنا عشان اعرف احرسك كويس 
كاد ان يسمع دقات قلبها المتلهفه لكل ذره به فاخفضت وجهها في خجل قائله عبده احنا في المستشفي 
عبدالله قائلا في همس لا ما انا بس هصبر نفسي دلوقت والليله الكبيره لما نرجع بيتنا 
ثم تذكر امر اخر قائلا في خبث بس بشرط .. 
نظرت اليه في تساؤل واستفهام بيننما اكمل هو تقوليلي فين الفستان الوردي اللي كنتي لابساه يوم افتتاح الصرح 
الفصل الواحد والعشرون
الجزء الثاني
حلقه 21
من اجمل ما قيل عن الاشتياق.. ساكن القلب كيف العقل ينساه اما البقيه فهي محاولات يائسه لننسي..
كانت تجلس بغرفتها
داخل ذلك القصر الريفي الذي يعد من اجمل البيوت بتلك المحافظه بل لم يضاهيه بيتا اخر في جماله وفخامته .. فتحت عيناها حين شعرت بحركته تجاهها و
بلهفه وشوق وضعف شديد قائله عبدالله .. انت جيت
امته يا حبيبي وحشتني قوي انت كمان .. تعالي .. تعالي في تيته يا عبده 
مال عليها الطفل في حنو وبرائه واخذ يضمها بحب وحنان فنطقت وهي تسأله بضعف ولهفه ماما رشا فين ! .. 
عبدالله الصغير ماما هتيجي مع بابا كمان شويه .. انا سبتهم وجيت عشان اشوفك وانام معاكي النهارده ... تيته ! .. هو انتي هتفضلي تعبانه كده مش هتروحي عند دكتور بقه وتكشفي 
نظرت له پانكسار وضعف وكانها تحدثه .. ما ادراك يا صغيري ان دوائي لا يمكن ايجاده عند الطبيب .. فدوائي هو رؤيه فلذه كبدي الذي طالما احببته اكثر من اي شئ .. وانا ايضا الذي اضعته من بين يدي ولم اقدم له ما يستحقه .. ذهبت بخاطره الي الچحيم وام اكن بجانبه في الوقت الذي كان يحتاجني بشده فيه .. ظننت به السوء وحرمته من حناني وعطفي وكانه لم يكن ولدي يوما ما .. فرقت بينه وبين الوحيده التي عشقها من بين نساء العالم اجمع بدلا من ان أجعلها عروسا له ... شردت زوجته وطردتها من منزلها وكأنها ارتكبت جرما فادحا وهي ليست سوي فتاه اسعدت ولدي واحبته وقدمت له كل ما بيديها .. متي اصبحت بكل هذا الجحود لأظن به السوء .. الست انا من ربيته علي الخصال الحميده ! .. اكنت بحاجه الي اسمع دليل برائته بأذني حتي اصدق انه برئ من ډمها !..
اخذت تتذكر ما حدث منذ اسبوع..
دلفت غاده الي حجره الحاجه هدي الزين وبيدها طفلتها رحاب التي لم تتخطي الاربع سنوات بعد ان سائت حالتها الصحيه ..
خالتي هدي !.. ازيك عامله دلوقت ! 
قالتها غاده وهي تتجه لتجلس بجوارها وتقبل يدها في قلق ..رددت الحاجه هدي بضعف نحمدوه يا بنتي علي كل حال .. انتي اللي عامله ايه يا غاده وليه مش بتيجي تشوفيني علي طول وتخليني املي عيني من رحاب بنتك .. دا انتي من ريحه الحبايب يا بنتي 
امسكت غاده برحاب ابنتها وهي توجهها اليها قائله معلش يا خالتي والله لما عرفت انك تعبانه جيتلك جري انتي عارفه اني متجوزه في بلد تانيه وصعب عليا اني اروح واجي كل شويه .. بس حقك عليا خلاص انا هاجي علي طول اشوفك .. يلا يا رحوبه سلمي علي تيته وبوسي ايدها 
اتجهت الفتاه تقبل يد جدتها الحاجه هدي بقوه ولهفه وهي تقول بدموع حاسه اني خلاص يا غاده .. وقتي جه ودي اخر ايامي .. هروح خلاص للحبايب اللي فارقوني .. بس مش عارفه .. مش عارفه هواجه الحاج عطيه ازاي لما يسألني علي بنته ! .. هقوله ايه ! .. اني مقدرتش احافظ عليها وسبتها لأبني اللي ضيعها !
كانت الكلمات تزعج غاده بشكل مبالغ به حتي لاحظت الحاجه هدي تأففها وهي تكشر وجهها في ضيق فقالت غاده انا لحد دلوقت يا خالتي مش عارفه ازاي لسه
مصممه ان عبدالله اللي قتل رحاب ! .. بقه عبدالله الجدع الشهم المحترم اللي كانت الف بنت وبنت بتيجي تترمي عليكي عشان تجوزيهاله وانتي تقولي انه مش هياخد غير زينه البنات بحالها ومش اي واحده وخلاص ! .. عبدالله العاقل اللي عمره ما عمل حاجه غلط وكان دايما بييجي يبوس رجليكي عشان ترضي لما يكون حد مزعلك من خواته .. كان هو اللي بييجي يصالحك ويترمي في لحد ما ترضي !.. عبدالله اللي كان بيشتغل ليل مع نهار في كل حاجه عشانه يوفر لكم اللقمه ويراضي ده ويصالح ده ويطبطب علي ده ! .. اللي شال حمل البيت كله وهو في لسه في الكليه ومع ذلك كان بيطلع الاول ويشرفكم .. دا انتي كنتي بتتباهي بيه في كل حته وتشاوري عليه وتقولي ده عبدالله ابني ! .. شالكم من الفقر ووصلكم وخلاكم اغني ناس في البلد ونساكم الايام اللي مكنتوش بتلاقو فيها اللقمه الحاف .. يستاهل منك كل ده ! .. عبدالله يا خالتي ! .. دا انا
مشفتش علاقه ام بأبنها زيك انتي وعبدالله وكنت بغير منكم عشان امي مبتحبنيش كده !.. امته كنتي قاسيه كده يا خالتي عشان تقسي علي عبدالله ! .. عبدالله اخر واحد يستاهل منك كل ده ..
بكت الحاجه هدي وهي تتذكر كل موقف كلمه فرحه حزن لحظه مرت عليهما سويا .. شعرت بالاشتياق الشديد له ودموعها تنساب قائله اقولك ايه يا بنتي .. اكدب عليكي لو قلت لك اني مش نفسي اخده في تاني .. اكدب لو قلت لك انه موحشنيش.. دا كان حته من قلبي ..
مش عايزه اموت من غير ما اضمه لقلبي تاني
 

تم نسخ الرابط