تحت الوصايه بقلم إيمان حجازي
المحتويات
اعتدل سيف في جلسته مره اخري وهو يضع قدما فوق الاخري لكن لو انت عايز نخليها دفاع عن النفس نخليها والتسجيلات اللي محدش عرفها غيري دي ممكن تظهر للنيابه عادي والمحكمه وتطلع براءه.. بس تنفذ المطلوب منك
كسا الڠضب ملامح عبدالله فهتف پقسوه اسمع يا سيف انت مش هتهددني انا اعترفت اني قټلته دفاع عن النفس بعد ما قتل رحاب وهاخد برائه .. البصمات بتاعت مسدسه عليه وكان ممكن ېقتلني عشان كده دافعت عن نفسي وانتقمت لرحاب .. وده اللي هيوصل للمحكمه والمحامي اللي هيتولي القضيه بتاعتي .. واموامرك اللي انت عايزني انفذها دي تبلها وتشرب مېتها
اشاح عبدالله بنظره بعيدا عنه وهو يفكر في مرام فقط .. كيف ستصبح من بعده.. صمت قليلا
ثم تابع انا مش خاېف منك ولا من عشره زيك وواثق ان ربنا مش
والبلد فيها قانون زي ما بتقول .. ولا هو بعد جلال بيه ما ماټ مبقاش ليك حاكم !! ..
قهقه سيف بالظبط كده انا مليش حاكم احسنت اختيار الكلام .. وعشان مرغيش معاك كتير لاني مش فاضي .. شرطي انك تطلق مرام وتجوزهالي بوكاله منك بما انك الواصي عليها وتديها كل املاكها وفلوسها وتحول وصايتها ليا انا .. واوعدك اني اخرجك بالبراءه .. لو رفضت يبقي قول علي نفسك يا رحمن يا رحيم هنا في السچن لاني برضه مش هرحمك ..
نهض سيف وهو يتجه الي باب الخروج لا اوعدك مش هتلحق تكمل عمرك هنا .. معاك لحد بكره قبل ما تتعرض علي النيابه .. فكر وقولي
خرج سيف وترك عبدالله يكاد ينفجر من شده الڠضب ويلعن اللحظه التي دخل بها سيف الي حياته وحياه صغيرته ...
بعد ان نفذ سيف تهديده فعلا وحذف كل الادله علي براءه عبدالله ورفض كل المحامين التمسك بقضيته حيث لم يكن هناك شاهدا اخر غير عبدالله في تلك القضيه .. علم جيدا ان مصيره السچن بسبع سنوات .. سبع سنوات سيقضيها ظلما وتوعدا لمن تسبب له بها .. فكر جيدا وقام بأرسال رسالته الاخيره الي مرام من خلال حمدي كي تحثها علي الرحيل والذهاب للخارج بعيدا عن اعين سيف المتجبر حتي وان ابعدتها عنها وظنت انه تخلي عنها .. كتب لها رسالته بقلب يكاد ان ېتمزق وهو يخيل له وجه حبييته وصغيرته حين تقرأها ... ولكن حمايتها هي مهمته دائما مهما كان عواقبها .. واوكل حمدي ان يظل بجوارها دائما ويتابع اخبارها ويقوم بزيارتها وان امكن العمل معها فليعمل ايضا .. كي يطمئنه عليها ويريح قلبه وطلب منه ان يخبرها ان ذلك لن يعرف به عبدالله وايضا ان لا يخبرها بأي شئ حول سجنه وان يخبرها فقط ان عبدالله ترك البلاد بأكملها وهاجر بعيدا دون ان يخبر احدا ...
كان حمدي يزوره كل شهر بعد ان يجمع اخبار عن مرام كافيه لكي يقصها عليه دون علم مرام او احد ممن معها...
افاق عبدالله من شروده وذكرياته علي صوت الشاويش مجدي رحت فين يا عبدالله يا ابني !!
اجابه عبدالله في حزن معاك يا شاويش مجدي.. متخافش مش هرحم اي حد كام السبب في اني اكون هنا
ربت الشاويش مجدي علي كتفه وهو يقول ربنا يعينك ويقويك يا ابني .. هانك كلها كام يوم وتخرج من هنا
شرع عبدالله في تناول طعامه وبجواره اللشاويش مجدي وهم يتبادلون أطراف الحديث الودي
الذي ظل قائما بينهم لبعض الوقت إلي أن انتهي عبدالله وقبل أن يخرج الشاويش مجدي الي الخارج تقدم اليهم فردا أخر من العساكر وهو يخبر عبدالله بأن هناك أحدا قادما لزيارته..
تبادل الشاويش مجدي وعبدالله بعض نظرات الحيره الشديده فهذا لم يكن ميعاد حمدي كي يزوره ولم يستقبل عبدالله أو يتقدم أحدا لزيارته سوي حمدي فقط...
تلاقي حمدي اخوك جاي يزورك زي عوايده.. مع أنه جاي في نص الشهر المفروض لسه بدري علي ما ييجي..
قالها الشاويش مجدي وهز عبدالله رأسه في شرود تأكيدا علي كلامه وخفق قلبه بدقات غريبه بعدما علم بقدوم حمدي لزيارته مبكرا..
شعر بأن هناك شيئا جديدا سيقصه عليه بشأنها..
أغمض عينيه في تمني وازدادت ضربات قلبه العاشق وهو يشعر بأنه يشم رائحتها وسيلتقي بها قريبا..
المملكه العربيه المغربيه..
مرام زكريا نادر الفداء
أول طبيبه لجراحه القلب عربيه الأصل مصريه المنشأ تتقدم الي تلك المكانة العالميه في مقتبل العمر.. بدأت دراستها بألمانيا منذ سبع سنوات فقط كدراسه خاصه الي الأن.. تحدت نفسها وتفوقت عليها من خلال دراستها المكثفه والتي تستغرق لأطباء أخري سنوات من الأبحاث كي يصلوا إلى ما وصلت إليه.. تخصصت في جراحه القلب في وقت قصير جدا حيث منحتها الدوله لألمانيه تلك المنحه الخاصه وذلك لتفوقها وذكائها النادر من نوعه الذي تبحث عنه كل دوله ليصبح
رمزا يشرفها وتفتخر به.. وكتب عنها بخط عريض.. نافست وتفوقت تلك الطبيبه علي
أطباء عالميه يهتز لها الشموخ في هذا العمر فماذا لو تقدمت قليلا كيف ستصبح
يحكي عنها أيضا بإنها لم تصل الي تلك المكانة او تستقر علي دراسه جراحه القلب بمحض الصدفه فهي إبنه الطبيبه المصريه المشهوره فيروزه سليمان وكذلك والدها البطل الشهيد زكريا الفداء بطل قومي شجاع يتذكره أهل بلده بالقوه والرساله دائما..
عملت الدكتوره مرام الفداء لمده سنه كطبيبه ودكتوره جامعيه تدرس لأناس يكبرونها عمرا في مجال المهنه بجانب تكمله دراستها وابحاثها وأجرت جراحات يعجز عنها اطباء لهم هيبه ومكانه..
وحصلت المراكز الطبيه العالميه التي أنشأت تحت اسمها لجراحه القلب علي المركز الأول عالميا منذ نشأتها ولقبت مرام بطبيبه القلوب وذلك لأن تلك المراكز كانت تدعم الفقراء ومعډومي الدخل وكذلك حققت نجاح تلك المراكز منذ اليوم الأول أنشأتها كما صرحت أيضا الدكتوره مرام بأن حبها للخير وللفقراء لم يقتصر علي صرح طبي واحد فقط بل ستستمر دائما في العمل علي ذلك المنهج لتصبح مراكزها بمعظم البلدان واولهم البلدان العربيه...
تم تكريم الدكتوره مرام من قبل المؤسسه العالميه للعلوم الطبيه وتتويجها بلقب طبيبه القلوب وتم إذاعه هذا التتويج بعد حصولها علي اللقب علي الصفحه الرئيسيه المؤسسه العربيه المغربيه بعد افتتاحها للصرح الطبي بالمغرب وذلك بحضور ملك المملكه المغربيه والرئيس العام لجامعه الدول العربيه ونخبه من اشهر الأطباء العالميه..
وصرحت المنظمه الطبيه أيضا بأن اختيارهم للدكتوره مرام الفداء في هذا المكان العريق تشريفا لها ولما حققته وبذلته من جهود وأبحاث مكثفه متواصله من أجل أعلاء شأن الطب والأطباء في العالم بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص..
كانت مرام بنجاحها وانجازها المبكر اسطوره وقدوه ورمزا مشرفا ونموذجا يحتذي به.. أصبحت حلما لكل فتاه ترغب بدراسه الطب أو القلب بشكل خاص..
اصبحت فخرا لنفسها ولأهلها ولوطنها ولكل مكان تتواجد به...
وضعت ايمان المجله من يديها بعدما قرأت ذلك الجزء من المقال الذي عرض ملخص حياه الدكتوره مرام في احدي الصحف المغربيه في حماس شديد وهي تجلس داخل جناح خاص بأحد الفنادق السياحيه
الفاخره في المغرب مع صديقتها داليدا التي كانت تستمع اليها ايضا في حماس وسعاده بالغه ..
ايمان قطب شابه مصريه تصغر مرام بعام واحد متوسطه الطول رفيعه الجسد ذات بشره بيضاء وعيون بلون الزيتون واكثر ما يميزها ويجعلها فريده من نوعها ذلك الخمار التي ترتديه علي ملابس من اشهر الماركات العالميه للمحجبات .. اتمت دراستها للغه الانجليزيه والفرنسيه وتعرفت علي مرام منذ خمس سنوات في المانيا فبعد انتهاء دراستها اتخذتها مرام كصديقه ورفيقه درب تعويضا عمن فقدتهم في مصر مخلصه وطيبه القلب ولكنها عنيده ولا تنجذب الي رجال الغرب المنحلين ..
داليدا مينا .. شابه أردنيه في نفس عمر ايمان بيضاء البشره ذات عيون بنيه وشعر كيرلي طيبه الملامح وخفيفه الظل تعرفت علي مرام في الأردن حيث موطنها ولعل أكثر ما يظهر شخصيتها هو حبها لأصدقائها وتعاونها معهم..
انا بجد مش مصدقه يا داليدا.. حاسه اني بقرأ وانا مبهوره وكأن دي مش مرام صاحبتنا..
قالتها ايمان بعدما اغلقت المجله من يديها في وعلقت داليدا علي كلامها انا كمان يا ميمو مش مصدقه والحمدلله أن الكلام اللي انكتب ده
اتوصل بطريقه تليق بيها وبنجاحها.. تتويجها بطبيبه القلوب وافتتاح الصرح الطبي هنا في المغرب من أهم الإنجازات اللي حصلت في حياه مرام العمليه.. ولسه مع كل افتتاح صرح جديد ليها هتكبر اكتر
طالعت ايمان المجله مره أخري وقرأت بحماس وفي كمان برامج عايزه تستضيفها وتغطيه اعلاميه علي صرح المانيا وبيروت والزرقاء والمغرب.. وعايزين كل حاجه تبقي لايف
نظرت ايمان لداليدا ثم رددت في فخر انا فرحانه قوي عشانها يا داليدا .. هي تحدت نفسها وتفوقت عليها ووصلت لمكانه مستحيل حد يوصلها بسهوله
ابتسمت داليدا في ود هي فعلا تستاهل كل اللي وصلتله
ثم اشارت اليها في جديه خدي بالك أن بعد حصولها علي اللقب امبارح هيخلي مسؤلياتها اكبر واسمها هيكبر اكتر واكتر وعشان كده لازم تكوني معاها وتقومي بدورك لأن الصرح الطبي الجديد واللي بعده هيبقي معظمه في البلاد العربيه.. وتحديدا موطنها الأم.... مصر...
قالت ايمان في حيره اعتقد انك عارفه كويس ردها علي موضوع السفر لمصر يا داليدا
اومأت داليدا رأسها ايجابيا المشكله اني عارفه كويس ده لكن مش مدركه السبب.. مش عارفه ليه رافضه
ابتسمت ايمان ابتسامه باهته وهي تتذكر شيئا ما لكن أنا مدركه ليه.....
نظرت اليها داليدا في لوم طب ما تفهميني انا كمان يا ميمو!!
حاولت ايمان تغيير الموضوع مش لسه هحكيلك يا داليدا مفيش وقت دلوقت.. عايزين نجهز لزيارتها للمستشفيات بالليل اللي في الصرح و ...
وقطع كلامهم عندما فتح باب الجناح ودخلت مرام عليهم..
وبظهورها كأن شمس اشرقت..
بجمالها الطاغي وحضورها المبهج..
هتفت مرام في مزاح مشوفتش في بجاحتكم أقسم بالله... إنتي يا هانم انتي وهي مش كل واحده
فيكم ليها اوضتها.. ايه اللي جابكم عندي
ضحكت داليدا وخلفتها ايمان معقبه قلبك
ابيض يا جميل.. وبعدين احنا زي اصحابك برضه يعني نعمل اللي احنا عايزينه ولا إيه يا دكتوره
ذهبت كي تجلس معهم قائله والله وايه كمان!!
ناولتها داليدا احدي المجلات وهي تقول مداعبه شوفي كده يا ست الدكتوره الكلام القمر ده...!!
قالت مرام في سعاده شوفتها كلها يا داليدا وانا راجعه من الجامعه وحقيقي كنت مبهوره وفرحت جدا..
قالت داليدا في اعجاب انا مش مصدقه اني قاعده حاليا مع دكتوره الكل بيتمني يتكلم معاها ويعرفها.. احنا فخورين بيكي اوي يا مرام
نظرت اليهم في امتنان وحب وانا اللي
فخوره ومبسوطه اني اتعرفت علي صحاب زيكم.. انتوا اللي معرفتكم كنز بالنسبه لي مش انا والله..
هتفت داليدا في لهفه بقولك يا مرموره بما انك لسه حاليا قائله قصيده مدح في صحباتك.. ما تاخديلك اجازه اسبوع كمان نستجم كلنا في المغرب هنا ونشتري شويه حاجات و.........
قالت مرام معترضه بسرعه لا لا يا داليدا كان علي عيني والله لان المغرب من اجمل البلاد فعلا لكن كفايه اسبوع واحد .. النهارده همر علي المستشفيات اللي في الصرح والحالات اللي فيها صعبه وبكره الصبح نرجع علي الأردن .. في حد معين منتظرني في الزرقاء
نظرت اليها داليدا في حيره حد حد مين يا مرام
قالت مبتسمه حد خاطف قلبي ومش قادره ابعد عنه اكتر من كده.... ولازم ارجع عشانه
ادهم!!!! .. انت اللي جاي تزورني
قالها عبدالله بعد ما رأي صاحب الزياره والذي كان ادهم وليس حمدي.. حيث لم يراه هو أيضا منذ ان تم سجنه .. منذ سبع سنوات....!!!
الفصل الثاني
الجزء الثاني
حلقه 2
فسلاما علي من اردنا ان نبقي بقربهم يوما فرفضوا فلو رأونا اليوم لكرهوا انفسهم...
استقلت مرام الطائره المغادره لبلاد المغرب بصحبه ايمان قطب و داليدا مينا بعد ما اتمت علي كل الحالات الحرجه التي تحتاج الي تشخيصها شخصيا في اشهر مستشفيات وكذلك الصرح الطبي الخاص بها لتصل الي بلدها الثانيه الأردن لتجد كثير من الفخورين بها من طلاب الجامعات الطبيه وايضا الذين يريدون وسطه منها لكي يتم علاجهم في مجمع المستشفيات العالميه الخاصه بها فشخصيه مثلها لا يرد لها طلب او التماس .. وبالفعل كانت سعيده جدا بما يحدث معها وحصل الفقراء منها علي تصريحات للعلاج مما اسعدهم كثيرا واخذو يقدمون لها الورود والازهار المتنوعه وحدث ذلك تحت من الصحفيين والاعلاميين الذين كانوا بانتظارها وتم اعلان ذلك في الصحف والمجلات...
وبعد مرور ساعه وصلت الي قصر كبيير جدا يشبه قصور العصور الوسطي في متانتها وعراقتها .. دلفت داخل ذلك القصر وما ان رأتها تلك الاطفال حتي اسرعو اليها في لهفه وشوق وبصوت موحد مامي .. مامي .. وحشتينا قوي قوي
اسرعت ايضا مرام اليهم في شوق وحنو وانتو وحشتوني قوي يا حبايب مامي .. اوعو تكونو تعبتو طنط اولفت في غيابي
بادر دومي الحديث والذي يمتلك من العمر ست سنوات في براءه والله لا يا ماما احنا كنا هادين وبنسمع الكلام زي ما قلتيلنا
لتكمل تمارا التي تصغره بعام واحد مؤكده علي حديثه والله يا مامي مش عملنا حاجه وكنا مؤدبين
قبلتهم مرام بشوق ولهفه واخذت
تركتهم مرات لترحب بأولفت في شوق ايضا
متابعة القراءة