تحت الوصايه بقلم إيمان حجازي
المحتويات
لقيته كده
عاد ادهم بنظره مره اخري الي چثه القناص واقترب منه ليجد سائل ابيض اللون يخرج بغزاره من فمه ليكتشف انه قتل نفسه بعد شرب من زجاجه السم الصغيره التي وجدها ملقيه بجواره .. امسك بها ادهم وضربها في الارض پعنف وڠضب قائلا ليييييييييه !! .. ليه مفيش حد استني معاه من البهايم اللي بره
اجاب احد العساكر يا ادهم باشا هو كان متكلبش في ايديه والباب مقفول عليه والاوضه فاضيه مفيهاش حتي شباك .. وعمر باشا قال انه راجع كمان شويه وهيحقق معاه .. يعني كنا متطمنين منه
عايز ېقتل دكتوره في برنامج عالمي ازاي تسيبوه لوحده كده !!.. خلاص مبقاش فيه عقل!!
اعاد العسكري بأحترام احنا اسفين يا ادهم بيه ..
ادهم ساخرا هههههه اسفين !! .. لا حلوه دي .. كل العساكر اللي كانت موجوده من لحظه ما جه هتتحول للتحقيق وساعتها ابقو قولو للمحكمه اسفين .. بره كلكم
ادهم وهو يحاول التهدئه من روعه بمۏته قطع كل الخيوط اللي كانت ممكن توصلنا للي وراه
عمر بعمليه طب ما ده يا باشا معناه ان الدكتوره مرام في خطړ
ادهم عارف يا عمر .. عارف .. والدكتوره معاها اللي يحميها وانا هأكد عليهم تاني لحد ما نشوف هنعمل ايه في الورطه دي
ادهم تقدر انت تروح ترتاح .. خلاص مبقاش في قضيه
عمر تحت امرك يا باشا .. تؤمرني بحاجه تانيه
ادهملا اتفضل
بدأت نسمات الفجر تداعب الليل في هدوء تام .. جلس بسيارته مهموما لا يدري الي اين يتجه .. كيف يعود الي منزله مره اخري وبأي وجه سيذهب اليهم .. لا يريد التفكير فيما ارتكبه تجاه ابنه عمه وحبه الذي حوله الي رماد قبل الاشتعال .. يعلم انه اخطأ وكان علي وشك ارتكاب ذنبا لو فعله لندم الباقي من عمره .. اسند ظهره علي مقعد سيارته في تنهد وهو يتذكرها .. منذ كانت طفله .. جميله .. بريئه .. نقيه .. لم تعرف سواه صديق او اخ .. وكان هو ينظر لها بعين طفله فقط تصرفاتها تلقائيتها عفويتها .. تذكر حين كان عمرها فقط ثمانيه سنوات واتت لها تبكي علي ضياع لعبتها وكيف بذل كل ما بوسعه كي يجدها لها فأرتمت واعترفت بحبها له لأول مره بطفوليه.. تذكر ايضا حين ټوفي والدها ووالدتها بذلك الحاډث حين كانت غير غاضبه ولا تبكي كأي طفل فقد والديه .. فقط حين مهونا عليها اخبرته بأنها فقط ستبكي علي فراقه هو وليس احدا اخر فهو اغلي ما تملك .. وغيرها من المواقف الكثيره التي جمعت طفولتهم ..
تذكر ايمان وهي صغيره حين صعد الي سطح منزلهم ليبحث عنها فوجدها ترفع يدها الي السماء وتدعو ربها بأن تتزوج عمر حين تكبر ..
خطرت بباله نفس الفكر فخرج من سيارته تحت المطر الغزير ورفع يديه الي السماء قائلا يارب .. انا عارف اني غلطت .. مش هطلب منك انك تجوزهالي لاني مستاهلهاش .. هي كتير عليا انا عارف... يارب مش محتاج غير انها تسامحني .. يااارب......
عبدالله لو عايز تنام محدش ماسكك اتفضل اطلع
مسعد طيب تصبحو علي خير
ثم صعد هو وزوجته التي بالفعل كانت تريد الراحه بعد يوم شاق بصحبه الاولاد .. بينما اتجهت مرام لتجلس بجوار عبدالله التي راته يعود مره اخري للشرود ....
انتي بتقولي حاجه !!
قالها عبدالله الي مرام بعد ان وجدها تقف امامه لتردف
مرام بضيق ايوه بقالي ساعتين بقولك مالك ! ..
عبدالله بهدوء مرام .. هو انتي لاحظتي حاجه غريبه في اللي صابت داليدا !
مرام بتعجب حاجه غريبه زي ايه !
عبدالله بأهتمام يعني .. شكلها طولها حجمها .. يعني كان شكلها ايه !
مرام ببساطه كانت عاديه مدببه 5 مللي تقرييا
عبدالله وهو يغلق عينيه پخوف يعني كلام ادهم مظبوط !
مرام وهو ادهم قالك ايه !
عبدالله المهم مش ادهم قالي ايه .. الموضوع كبير واللي وصلناله كان صعب عليا اوي لما
شفته
مرام بقلق وانت شفت ايه!!
عبدالله اللي قتل الحراس بتوعي في البرنامج هو نفس الشخص اللي قتل حمدي اخويا
هوت الجمله علي رأس مرام كالصاعقه واتسعت عيناها ذهولا هو حمدي ماټ مقتول!
نظر اليها عبدالله غير مصدق نعم هو انتي مكنتيش عارفه !
ظلت تنظر له في حاله صډمه دون ان ترد فقال هو متعرفيش انه اټقتل في الأردن .. ويمكن ده كانت اكتر حاجه مسيطره عليا لما طلعت من الس....
بتر كلمته قبل ان يكملها ولم تلاحظ هي ذلك فكانت صډمتها بمقټل حمدي كبيره للغايه فاكمل هو انتي بجد مكنتيش تعرفي !!
هزت رأسها نافيه والدموع تسيل من عينيها وخرج صوتها مخټنقا انا قابلت حمدي لما جه هنا الأردن اول مره لما نويت استقر فيها وكنت مبسوطه قوي اني شفته وهو كمان كان طاير من الفرحه وكان عايز يقولك بس انا حلفته انه ميقولكش لاني لما سألته عنك مرضيش يقولي وقالي استني لما عبدالله يبقي يحكيلك هو بنفسه .. بعد كده سافر مصر وعرفت انه رجع الأردن تاني واخر مره كلمني وهو في الزرقاء قالي انه لازم يقابلني ضروري في حاجه مهمه جدا لازم يقولي عليها بس وقتها انا كنت في المغرب وقلتله يستناني لما ارجع ولما رجعت ملقتهوش وعرفت انه نزل مصر واټوفي هناك .. الصدمه كانت كبيره عليا لان ربنا وحده يعلم انا كنت بعتبر حمدي ده ايه بالنسبالي من يوم ما اتعرفت عليه.... دا كفايه انه اخوك...
امسك عبدالله يدها في حنان علي الرغم من الدموع التي ملأت عينيه ايضا واستمع اليها وهي تقول باكيه في انفعال لكن اټقتل ازاي أقسم بالله ما أعرف.. واټقتل ليه حمدي ليه ېقتلوه ده كان الكل بيحبه وعمره ما كان ليه عداوه مع حد ولا ليه في المشاكل.. وكمان ېتقتل هنا في الأردن ليه يا عبدالله مين لييه مصلحه في قټله!! مييين!!!
اخذ عبدالله يهدئ من روعها قائلا في حنان اهدي يا مرام .. خلاص ملوش لازمه البكاء دلوقت .. لازم نفكر مين ليه مصلحه ېقتله .. و .. وېقتلني
نظرت له مرام بدهشه وعينيها في اتساع شديد يقتلك ! ..
عبدالله بسخريه اه .. ېقتلني
قص لها عبدالله كل ما صار بالبرنامح وكيف كان المخطط له جريمتين قتل بدلا من واحده .... وقطع حديثه رنين هاتفه وكان المتصل لم يكن سوي ادهم
افندم بتتصل ليه دلوقت !
هكون بتصل ليه يعني ! .. اكيد عشان اصحيك تصلي الفجر
مش ناسي .. متشكر
يا بوي علي رخامتك .. ما علينا .. حبيت ابلغك بحاجه .. القاټل اللي ضړب ڼار علي صاحبتكم ده ماټ .. قتل نفسه من قبل حتي ما نستجوبه..
نعم !! .. انت بتقول ايه!! .. يعني
ايه الكلام ده!
والله اعتقد انك عاقل وعارف يعني ايه بالظبط الكلام ده .. يعني تخلي بالك وتحط عينك في وسط راسك ومرام متغيبش عن عينك ثانيه .. تمام
تمام .. متقلقش
اغلق عبدالله الهاتف وعلي وجهه علامات الضيق والخۏف فأسرعت مرام تسأله هو في ايه !! ..
عبدالله احنا لازم نسيب الفيلا يا مرام وفي اقرب وقت .. مش حاسس انك بأمان هنا .. بس في حاجات لازم تحصل الاول
مرام زي ايه !
عبدالله زي موضوع شغلك مع ناجي وأولفت والديون اللي عليكي لازم نخلص الموضوع ده بكره ده اولا .. ثانيا في حاجات لازم تعرفيها قبل اي حاجه وتصدقيني اذا كنتي بتثقي فيا
مرام بحنو انت عارف ثقتي فيك كويس
ربت علي يديها بحنو ثم تناول هاتفها وهو يحاول الاتصال بناجي فسألت باهتمام واخد موبايلي وهتكلم مين !
عبدالله بضحك هكلم ناجي
مرام هتلاقيه نايم
عبدالله برخامه طب ياريت عشان يصحي
عمر ..!!!
قالت ايمان ذلك في صډمه وذهول وهي تفتح عينيها لتلتقي به امامها .. ظل ينظر اليها دون اجابه فأكملت وهي تنهض لتتقابل نظراتهم في تحدي خير ! .. عايز ايه مني تاني!
اعتدل عمر في وقفته امامها وردد في ارتباك قلق كنت .. خاېف .. كنت خاېف عليكي من البرد
ايمان ساخره من امته ! .. من امته پتخاف عليا اصلا ! ..
طأطأ رأسه خجلا منها وهو يغمض عينيه فقال ايمان .. انا عارف اني غلطتي متتغفرش .. بس .. بس لو انتي حابه نتعاتب انا.....
بترت ايمان كلمته بعصبيه شديده لا لحظه لو سمحت .. خلي بالك من الفاظك .. نتعاتب !! .. العتاب ده بيبقي بين اتنين في بينهم عشم .. او في طريق هيتقابلو فيه في النص لو كل واحد اتنازل من ناحيته شويه .. لكن انا اصلا مفيش حاجه بيني وبينك عشان يبقي فيه عتاب
شعر عمر بمراره شديده فردد بحنق وترجي ايمان .. ارجوكي متبقيش قاسيه كده ..
اسمعيني بس والله ربنا وحده اللي يعلم غلاوتك عندي
قهقهت ايمان قائله هههههههههه لا ما انا عرفتها فعلا غلاوتي.. غلاوتي بأنك تقول عني كلام مش فيا .. غلاوتي بأنك لما شفتني ببكي قدامك رديت بجحود وكأنك ملاك قدام شيطان .. معلش يا ضحيه معلش ..
تنهد عمر پألم قائلا يعني انتي شايفه ان ده اخرتها يا ايمان!!
ايمان بسخريه اكبر اخرتها !! .. قول انت لنفسك هو ده اخرتها .. اخرتها تنهيها بالكسره دي لقلبي!.. اخرتها تنهيها بكلام باطل.. يمكن لو كنا لسه زمان شويه مكنش ده هيبقي ردي .. لأن ياما سامحت قلبك .. كنت كتير بقول ده ماضي وفات وانقضي ويمكن غلط او كان تحت ضغط مثلا وكل اللي عدي وفات ده هنساك عشان حباك وهنسي اخطائك اللي ارتكبتها كتير في حقي وانا اعديها ..
كانت كلماتها كالخڼجر التلم الذي يغرس بصدره ببرود فقال متمنيا وليه متحاوليش تعدي دي كمان .. وانا اوعدك وحياه اغلي حاجه عندي يا ايمان اللي هي انتي انتي عمري ما هغلط في حقك تاني
ايمان پألم قائله انا روحي شبعت ۏجع يا عمر انت اللي غشيت في الكيل وحطيت ميه في عسل وقارنت الغالي بالرخيص .. لكن لما تحط السم صعب اني اعديها .. صعب اوي اني اشوف سمك بيتغلغل جوايا وېقتل كل شئ فيا واسقفلك
عمر انا قدامك وبقولك انا غلطان وان انتي انضف مني ومن اللي اعرفهم مېت مره .. بس من امته يا ايمان وانتي كده !! .. طول عمرك طيبه وبتسامحي
ايمان بسخريه طيبه !! .. طيبتي الغبيه دي ممكن تتقلب لعنه .. انا كنت باقيالك يا عمر وانت اديتني ايه غير ۏجع وحزن والم وكل طعم چرح دقته علي ايديك.. بدل المره اربعه
تركته واخذت واشاحت بوجهها عنه وردد في كسره انا من وانا بنت صغيره عملتك اكسير حياه ليا وسكنتك في روحي .. واخرتها قلت عني كلام قاسې . بجد محت كل لحظه حلوه كنت بتمني اعيشها معاك
عمر ده اخر كلامك خلاص .. هتفارقيني .. هيبقي سهل عليكي للدرجه دي تنسي كل اللي اتمنيتيه وخصوصا بعد ما انا اللي رجعتلك وبقولك شبيك لبيك اعملي فيا اللي انتي عايزاه حتي لو عايزه تقتليني
ايمان ببرود اكتشفت حاجه والله بعد الصدمه دي .. ان فراقك خير يا عمر .. فراقك ليا هيقويني .. يمكن معاك حق .. ممكن احن ساعات واشتاق لكن انا متأكده اني مش هعاني اكتر من اللي انا عانيته .. بفعل الوقت هتناسي وهتعلم وهستقوي ..ومتأكده ان ربنا هيجازيني خير عشان عمري ما غضبته ولا عصيته وكانت نيتي دايما صافيه وهفتح الباب اللي انا كنت قافلاه بسببك
عمر برجاء ايمان ..!!!
ايمان بكبرياء وبرود اذا كنت انت شايفني رخيصه وسهله ومن اعتذار هعدي الموضوع وعادي .. فأنا بقه مش شايفاك غالي يا عمر عشان اتنازل
ثم اضافت بعد ان رأت الكسره بعينيه في حكمه مقتنعه بيها بتقول رب خيرا لم تنله كان شړا لو اتاك
كاد ان يجيبها ثانيه حتي قطعه رنين هاتفه فأخرجه من جيبه ليجد مريم المتصله فنظرت ايمان وراتها ثم ابتسمت ساخره وهي تقول امشي يا عمر .. انت مش ليا
تركته وذهبت الي غرفتها وما ان اغلقت بابها حتي سقطت ارضا تبكي بحرقه وألم قائله لييييه يا عمر !! .. دا انا حبيتك ووهبتك قلبي .. ليه تعم فيا كده !! ..
جففت دموعها وذهبت كي تتوضأ وتصلي الفجر .. اخذت تسجد پبكاء والم وكسره داعيه ربها بأن يطمن قلبها وينزل عليها سكينته الي ان غفت علي سجاده الصلاه ...
في حين خرج عمر امام فيلتهم
متابعة القراءة