ظلمها عشقا بقلم ايمي نور

موقع أيام نيوز


ايه كل حاجة وليها اوانها وعوض ربنا كبير وكرمه عالى
اختنق صوت فرح بغصة البكاء لكنها حاولت تمالك نفسها وهى تقول وبدون مقدمات
سمر حامل تانى 
شهقت سماح بذهول وعدم تصديق قائلة
تانى دى لسه بنتها مكملش السنة ونص حرام عليها نفسها
ابتسمت فرح بمرارة قائلة
عاملة زى اللى داخلة مسابقة اول ما عرفت ان اخت صالح ياسمين حامل شهر والتانى وحملت هى كمان فاكرة انها بكده بتربط حسن بعد ما المشاكل بينهم زادت وكل شوية يقول عاوز اتجوز ولولا ابوه وصالح كان عملها من زمان

انهت حديثها تتوقع ردة فعل من شقيقتها على ماقالت لكن قابلها الصمت من الطرف الاخر لتهمس تناديها باستفهام ليأتى صوت سماح المرتبك تجيبها لتكمل فرح حديثها رغبة فى تفريغ همومها الجاثمة فوق صدرها قائلة
انا والله مش زعلانة بس 
سماح بصوت خفيض متعاطف
عارفة وحاسة بيكى وحاسة بصالح كمان بس كل حاجة بأمر ربنا انتى بس حاولى متفكريش فأى حاجة وسلمى امرك لله علشان النفسية ليها تأثير على الحاجات دى 
اومأت فرح برأسها تنفس بعمق تحاول العمل بنصيحة شقيقتها تسرع فى تغير الموضوع تسألها بجدية
سيبك بقى من الكلام عنى وقوليلى عاملة ايه مع الولية حماتك لسه عقربة زى ماهى
ضحكت سماح بمرح تهتف بها 
يابت لمى لسانك وبعدين الست عندها حق اى ام مكانها هتعمل كده
فرح وهى تعتدل
فى مكانها بتحفز قائلة
ليه ياختى هى كانت تطول عروسة حلوة زيك دانتى حتى هتحسنى لهم النسل بلا خيبة
لم تستطع سماح مقاومة الضحك مرة اخرى على كلماتها تلك وهى تكمل
انا ساكتة عنها بس علشانك وعلشان ابنها بس لو عملت فيكى حاجة ولا كلمتك نص كلمة ابعتيلى وانا ليا صرفة معاها الحيزبونة دى
سماح بكلمات تخرج بصعوبة من شدة ضحكاتها
ماشى ياعم جامد بس برضه الست ليها حق
ثم تغيرت طبيعة صوتها للجدية قائلة
واحدة لقيت ابنها المحامى ابن الناس
عاوز يتجوز سماح بنت اخت مليجى اللى 
قاطعتها فرح بحزم
واللى برضه من اجمل واطيب بنات الحارة انتى مش قليلة ياسماح ولا احنا ضربنا ابنها علشان يجى يتجوزك ده ابنها حفى علشان ترضى بيه
سماح بصوت متردد خاڤت
هى اتغيرت خالص معايا عن الاول كتير وبقيت بتتعامل معايا كويس خصوصا بعد بعد
فرح وهى تحثها على الكلام تلتمع عينيها بفضول
بعد ايه يابت ما تنطقى عملت فيكى حاجة
سماح بصوت مرتعش كانها فى طريقها للبكاء
لااا اصل انا انا انا حامل فى الشهر التانى انا والله منكتش عاوزة دلوقت ولا عادل كمان بس والله 
قاطعتها فرح تنهض بسرعة وهى تسألها بفرحة طاغية
بجد يا سماح بجد طب معرفتنيش ليه بقى كده تخبى عليا
سماح وصوتها يزاد ارتعاشته
كنت عاوزة اقولك اول ما عرفت على طول بس قلت استنى لما انتى كمان ربنا يرضيكى بس مقدرتش اخبى عليكى اكتر من كده علشان عوزاكى تفرحى معايا
فرحة ودموع الفرحة تتسابق فوق وجنتها تهتف بسعادة
ثم فجأة تغير وجهها للحزم والشدة تهتف بها
بت تاخدى بالك من نفسك وتاكلى كويس واشربى لبن اه ولو عوزتى حاجة ابعتى ليا وانا ثوانى وهكون عندك بس انتى ترتاحى خالص
ايه ياقمرى عاملة ايه لسه تعبانة
هزت رأسها بالنفى ببطء قائلة بصوت خاڤت
انا كويسة بعد ما اخدت المسكن اللى كتب ليا الدكتور عليه بعد الحقنة
ابعدها عنه ببطء يسألها وعينيه تدور فوق وجهها بقلق يسألها بعدها بتوجس
فرح انتى كنتى بتعيطى لو حاسة بۏجع احنا ممكن نروح لدكتور ولا اقولك بلاش منه الموضوع ده خالص
اسرعت تهز رأسها بالنفى تهتف له مؤكدة
لا انا كويسة ياصالح صدقنى انا بس كنت بكلم سماح من شوية وقالت ليا انها 
قاطعها صالح وانامله تمتد تزيح الباقى من اثر دموعها هامسا بحنان ورفق
قالت لك انها حامل مش كده
اتسعت عينيها بذهول تسأله
انت كنت عارف طيب مقولتش ليا ليه ياصالح
ضحكت رغما عنها من مزحته بينما يكمل هو يتنهد بطريقة مسرحية حزينة 
ولسه المهرجان مخلصش ياسمين اختى جاية وجايبة معاها زعابيب امشير بتاعت كل مرة وطالبة الطلاق من جوزها للمرة المليون من يوم ما اتجوزت
استقامت فى جلستها بأنتباه تسأله بفضول
وليه تانى المرة دى ده لسه راجعة بيتها مكملتش اسبوع
تنهد صالح وجهه يرتسم عليه امارات الاسف
هى جوازة غلط من الاساس بس هقول ايه اختيارها وتتحمله بقى دى لسه لحد النهاردة مش عاوزة تعترف انها غلطت ولسانها بيحدف دبش لاى حد بيحاول ينصحها
تنهد مرة اخرى بنفاذ صبر ولكنه اسرع بعدها يسألها كأنه ادرك انه قد ابتعد عن حديثهم الاساسى يسألها بحزم
سيبك بقى ما الناس والعالم ده كله وقوليلى القمر بتاعى كان بيعيط ليه علشان عرفتى ان سماح حامل
سألها سؤاله الاخير وعينيه تنطق بالخۏف التوتر لتسرع تجيبه فورا قائلة بأبتسامة فرحة سعيدة
لا طبعا دانا طايرة من الفرحةعلشانها مع ان العبيطة كانت فاكرة انى هزعل لو قالت ليا شوفت العبط بتاعها
لا بس شوفت اد ايه انتى جميلة وان ربنا عوضنى بيكى عن الدنيا كلها وان انا مش عاوز من دنيتى دى غير انتى وبس
صالح مش هينفع الدكتور قايل بكرة
حاضر هسمع كلام الدكتور وربنا يصبرنى لحد بكرة والا هبقى شهيدك وشهيد اوامر الدكتور
فرح مش هتقومى يلا الجماعة تحت بعتوا علشان مستنينا على الغدا
شوية كمان وحياتى ياصالح اصل النوم حلو اووى
هز رأسه بقلة حيلة وهو ينظر نحوها مبتسما بتسامح ثم فجأة التمعت عينيه بالتسلية والخبث هاتفا بصوت عالى صارم
ايه ده يافرح ينفع كده اللى حصل ده
فزت من الفراش فزعة فورا ان وصلها صوت تتلفت حولها پخوف واضطراب قائلة بتلعثم
اسفة اسفة متزعلش خلاص
دوت ضحكته العالية بصخب فى ارجاء المكان فتدرك هى مزحته تنظر له بعتاب هامسة
حرام عليك ياصالح دى حركة تعملها طب انا زعلانة منك
عاودت الاستلقاء على جنبها تعطى له ظهرها ليسرع نحوها يستلقى بجوارها قائلا وهو يقبل كتفها
وانا مقدرش على زعلك ياقلب صالح من جواه 
هزت كتفها بتدلل قائلة له
برضه زعلانة ومخصماك ومش هكلمك خالص النهاردة
انحنى على اذنها يهمس بخبث وبصوت عابث
طيب تراهنى واللى يصالح التانى الاول
يبقى هو الخسران وعليه ينفذ اى طلب تقال له عليه
التفتت اليه تهتف له فورا وبثقة
اتفقنا وانا موافقة بس هتنفذ اللى هقولك عليه
غمز لها بعبث وهو ينهض من جوارها قائلا
مش لما تفوزى الاول تبقى تتشرطى
تحرك فى اتجاه الباب يكمل قائلا
انا هسبقك على تحت متأخريش عليا علشان نبتدى رهاننا
غمزها مرة اخرى ثم غادر الغرفة فورا لتبتسم بحنان وعشق وقد ادركت ما يحاول فعله معها ومحاولته صرف اهتمامها الى شيئ اخر بعيدا عن توتر والاضطراب والذى اصبح ملازما لكل زيارة شهرية للطبيب وقد مرت بهم الايام ببطء شديد حتى حان
اخيرا موعد الطبيب المقرر يوم يوم الغد لايريد لها قضاء وقتها فى التفكير والقلق فيحاول صرف تفكيرها بمزاحه وعبثه معها
لكن الامر ليس بهذه السهولة عليها الا اذا قامت الان ب التمعت عينيها بفكرتها تلك تسرع فورا فى تنفيذها فقد تنهى بها ساعات من الخۏف والقلق حتى وان كانت نتائجها مخيبة لكنها سترحمها من من توتر ورهبة الانتظار
بعد ذلك كانت تجلس بجواره داخل شقته والديه بعد انتهائهم من الغذاء ومازالت تلك الابتسامة السعيدة البلهاء مرتسمة فوق
اقتربت منه هى الاخرى وقد اختفى العالم من حولهم
تهمس بهيام ودون مقدمات
طب ما الكل عارف ان انا بحبك مش محتاجة اقولها بس لو تحب اقوم اصړخ بيها دلوقت انا معنديش اى مانع
صالح وقد شع وجهه بالسعادة يسألها
طب وبخصوص مقموصة منك وزعلانة اللى كانت فوق من شوية دى
مقموصة منك بس بحبك وبعترفلك اهو ان خسړت الرهان من قبل ما يبدء حتى 
كاد ان يلتهمها بنظراته تتسارع انفاسه وهو يهمس ه بلهاث وصوت اجش من عصف مشاعره
وانا بقى كسبت حبك ووجود فى قلبى وحياتى يافرحة حياتى
ابتسم لها يغمزها خفية يكمل وهو يشير الناحية الاخرى
ما تيجى نطلع فوق واقولك كسبت ايه كمان
شهقت تتصنع الصدمة تهتف به تنهره بدلال 
صالح اتلم الناس حاولينا يقولوا علينا ايه
ضحك بصخب جعل كل العيون تنبه اليهم فى تلك اللحظةبأهتمام تسرع انصاف قائلة لهم بمرح
طب ما تضحكونا معاكم احنا كمان 
ا صالح وعينيه معلقة على سارقة قلبه يبتسم بخبث جعل عيون فرح تتسع محذرة له وقد ادركت نيته لكنه تجاهلها يجيب والدته قائلا ببطء عابث
اصل كنت بقول فرح يعنى اننا 
قاطعته فرح تنهض من مكانها قائلة بخجل وتلعثم
انا هروح اعمل لينا عصير وراجعة حالا
ثم اسرعت بأتجاه المطبخ فورا دون ان تضيف شيئ اخر هربا من احراجها ولكن لم تمر سوى لحظات حتى اتبعتها تلك التى كانت تجلس تتابعهم بنظراتها الحاقدة وهى تتحسر بداخلها على زيجتها الفاشلة وزوجها البخيل فى مشاعره قبل ماله تتلظى بنيران غيرتها وهى ترى كل هذه المشاعر والعواطف الجياشة بين شقيقها وزوجته فبرغم الظروف التى يمرون بها الا ان اكتفائهم ببعضهم البعض يصيبها بالڠضب والكره لتلك الحياة التى تحياها وهى تتمنى ولو ترى يوما واحدة فقط من تلك المشاعر والتى تراها دائما فى نظراتهم لبعضهم البعض فى عيون زوجها ولمرة لمرة واحدة فقط ټندم كل يوم الف مرة لتصميمها على تلك الزيجة وډفن نفسها حية مع هذا الزوج متبلد وقاسى المشاعر
لذا لم تجد سوى متنفس واحد لتلك النيران والتى تتأكلها الان سوى ان تهرع خلفها تدخل المطبخ تتطلع نحوها بنظراتها المغلولة الحاقدة ثم تفح من بين انفاسها قائلة
مش شايفة انك زودتيها بقى مش همك حد خالص من اللى قاعدين وانتى شغالة شغل مسخرة وقلة ادب مكانه شقتك فوق مش هنا
زفرت فرح تعلم ما تحاول ياسمين جرها اليه لذا ابتسمت لها بهدوء مصطنع قائلة بطاعة
حاضر يا ابلة يا ياسمين هروح اخد جوزى واطلع شقتنا فوق ونتمسخر فيها براحتنا علشان حضرتك ما تتضيقيش تأمرى بحاجة تانية
اما انت صحيح قليلة ادب مش متربية بس هقول ايه مانت تربية مليجى رد السجون ولبيبة الخدامة هستنى ايه غير كده منك
لمى لسانك اصل كلمة زيادة منك وهعرفك مقامك ايه ولا انت نسيتى علقة زمان ونفسك افكرك بيها
تطلعت لها ياسمين بذهول ممزوج بالڠضب قبل ان ترتفع ابتسامة خبيثة قائلة باحتقار
انا بقى اللى هعرفك قيمتك ومقامك هنا فى البيت ده ايه 
ثم فجأة وبدون تحذير صړخت عالية صړخة مټألمة وهى تمسك ببطنها تنادى على والدتها بصوت اجادت صنع الالم والذعر به وفى لحظات كان الجميع داخل مكان يلتفون حولهم يتسألون عما حدث لتصرخ ياسمين باكية وهى تشير نحو فرح المصډومة المتجمدة فى مكانها
عاوزة تسقطى فرح كانت عاوزة تسقطنى
ابتسمت سمر تتراجع للخلف وتتابع الموقف دون تدخل وجد وجدتها فرصة لتشفى فى غريمتها والتى اخذت تنفى عن نفسها هذا الاتهام قائلة پذعر
والله ما حصل ولا لمستها دى هى اللى 
كدابة دى ضربتنى فى بطنى مرتين علشان بقولها
 

تم نسخ الرابط