ظلمها عشقا بقلم ايمي نور

موقع أيام نيوز


تنفس بعمق يحسم امره فلا هروب بعد الان ولابد من وضعه النقاط فوق الحروف ليرفع وجهه اليها قائلا بحسم وهو يراقبها مازالت تسلط عينيها عليه كأنها كانت بأنتظار كلماته
ياسمين كان فيه موضوع كنت عاوز اتكلم فيه بس 
لكنها قاطعته وهى تنهض عن مقعدها بسرعة قائلة بصوت حاد تختطف حقيبتها پعنف
عن اذنك ثوانى هروح الحمام وراجعة حالا

مشت فورا من امامه بظهر متصلب وخطوات سريعة وفور اختفائها بعيدا عن انظاره رمت حقيبتها ارضا پعنف تصغط فوق اسنانها وهى تطلق صاړخة مكتومة يحتقن وجهها من شدة الغيظ قائلة بصوت كالفحيح
اااه يابنت ال بقى انتى ياجربوعة عاوزة تخطفيه منى زى ماعملت اختك الحية مع اخويا
انحنت على حقيبتها تمسكها ثم اخذت تبحث بداخلها تكمل بغل
بس وحياة امك ما يحصل ولا تنوليها ومبقاش ياسمين اما عرفتك مقامك ايه
اخيرا وجدت ضالتها داخل الحقيبة والتى لم تكن سوى هاتفها تضغطه للقيام بأتصال ثم ترفعه الى اذنها هاتفة بعد لحظة بصوت امر
عوزاكى فى شغلانة وهتاخدوا فيها الضعف ااه نفس المرة اللى فاتت لااا انتى تسمعينى كويس وتفتحى مخك معايا علشان المرة دى مش هتبقى على اد كلام وبس
اخذت تخبر محدثها بما تريده منه تنفيذه ثم انهت المحادثة زافرة بقوة وعمق وفجأة ارتسمت على ملامحها الالم الشديد تعاود الرجوع لمكانهم مرة اخرى بخطوات مترنحة وبصعوبة قالت بعد ان نهض عن مقعده بقلق وخوف حين رأى حالتها تلك
عادل عاوزة اروح مش قادرة ھموت من المغص
اسرع يمسك بها بعد كادت تسقط ارضا قائلا بصوت مهتم قلق
طيب نروح المستشفى الاول نشوف عندك ايه
هزت رأسها بقوة رافضة قائلة پألم مصطنع وضعف تمثيلى قد تحسدها عليه افضل الممثلات
لااا انت عارف مش بحب المستشفيات ولا بحب ادخلها روحنى البيت احسن
اومأ لها بالموافقة بعد لحظات مترددة يغادر هو وهى المكان بخطوات بطيئة تشيعهم نظرات رواد المقهى وهمهماتهم الفضولية
مر بها الوقت وقد وقفت امام الموقد تقوم بتقليب الطعام داخل الاناء بحركات غاضبة عڼيفة تدمدم لنفسها بكلمات حانقة سريعة
غبية وقلبك ده هيوديكى فى داهية اتفضلى ياختى حضرى الغدا له قال ايه صعبان عليكى ينزل من غير اكل غبية وهو كمان رخم
صړخت بكلمتها الاخيرة بصوت عالى حانق تلقى بالمعلقة پغضب ليأتيها صوته المرح وهو يسحب المقعد جالسا امام طاولة المطبخ قائلا بصوت عابث مرح
طيب ليه الغلط ده! مانا قلتلك هاكل ايه حاجة انتى اللى صممتى
عاودت الامساك بالمعلقة تلتفت بها نحوه ترفعها فى وجهه بټهديد قائلة پغضب
ملكش دعوة لو سمحت بيا دلوقت واتفضل روح اقعد على السفرة لحد ما احضر الاكل
رفع يديه يحمل بين اصابعه ابرة للحياكة وفى الايد الاخر زر من الازرار قميصه
قائلا ببراءة مستفزة لها
طيب ممكن لو سمحتى تخيطى ليا ده اصل مش عارف اعمله لنفسى
طيب روح اقلع القميص وهاته وانا هركبه علشان مش هعرف وانت لبسه
امسك بيدها يسحبها اليه برقة تطاوعه كالمغيبة وهو يجلسها فوق ركبتيه هامسا لها
طب وكده مش هينفع برضه!
حركت رأسها تنفى بقوة وهى تحاول ان لاتدعه يرى كيف يؤثر عليها حين يكون بهذا
كده يافرح مش تاخدى بالك ورينى صابعك حصل فيه ايه
وحشتينى يا فرح وحشتينى اوى اوعى تانى تسبينى لوحدى وتمشى 
ثم يجيب المتصل پغضب بصوت حانق
عاوز ايه يا زفت دلوقت يعنى تغيب تغيب وترجع تتصل بيا فى وقت زى وشك
تجمد جسده وهو يستمع الى محدثه يعقد حاجبيه بشدة قلقا يسقط قلبها بين قدميها هالعا حين قال وهو ينهض على قدميه وينهضها معه
وانتوا فى انهى مستشفى دلوقت ياعادل طيب تمام عشر دقايق وهنكون عندك
الفصل العشرون
وقفت تتطلع لشقيقتها بلهفة ودموع الراحة ټغرق وجنتيها تراها وقد جلست فوق اريكة منزلهم بعد عودتهم من المشفى تتحدث بخفوت وهى تقص على الحاضرين ماحدث لها وكيف استطاعت النجاة من تحت ايدى تلك النسوة بتلك الاصابات البسيطة فى وجهها وچرح ذراعها فقط بعد صړاخها القوى واستجادها بأهل عادل قبل ان تسقط ارضا مغشيا عليها ليصابوا بعدها بالارتباك والړعب ثم يفروا سريعا من المكان قبل وصول الاهالى لنجدتها بينما جلسا والدى صالح فى الجهة المقابلة لها يستمعوا بأهتمام وفضول ومعهم كريمة اما عادل فقد وقف فى الجانب البعيد منهم يتطلع نحو سماح وعلى وجهه ذلك التعبير الغامض تلتمع عينيه بتلك اللمعة المألوفة لها والتى لم تفارقه منذ خروجهم من المشفى تلاحظ قلقه بل رعبه الشديد على شقيقتها عند استقباله لهم فى المشفى ينتابها القلق والخۏف وقتها من عواقب ما تراه وادراكته بأحساسها تدعو الله الا يكون صحيحا
ايوه كده خلينى اشوف ضحكتك الحلوة دى اوعى اشوفك تعيطى تانى
هتفت برفض ملهوف تقطع الباقى من حديثه وهى تهز رأسها بالنفى بقوة كتأكيد على كلماتها
لااا مش عاوزة ابات انا بس هطمن عليها وهروح على بيتنا على طول
وبعدين انت مش قلت ليا اياك اسيبك لوحدك تانى
لاااا انا عارفة دول مين دول الستات اللى اتخنقت معاهم قبل كده والظاهر كانوا جاين يكملوا معايا الخناقة اصل انا كنت قليلة الذوق معاهم قبل كده بصراحة
ودون ان تمهل الفرصة لاحد بالاعتراض التفتت الى عادل قائلة بصوت حازم
رغم الارتعاشة به والتى لم يلاحظها احد سوى فرح المراقبة لها بأهتمام قلق
معلش يا استاذ عادل انا كنت قلت لحضرتك انى عاوزة اسيب الشغل بعد اسبوعين بس لو مفيش عندك اعتراض انا هسيبه من النهاردة زى ماحضرتك شايف مش هقدر اكمل
ساد الصمت ارجاء المكان بعد حديثها الصاډم لهم قبل ان يقطعه الحاج منصور يحاول اثنائها عن قرارها لكنها لم تتراجع بل زاد تصميمها بطريقة بعثت الشك داخل فرح بأن امر ما خلف قرارها هذا ويجب ان تعرف ماذا يجرى بداخل عقل شقيقتها لكن ليس الان فستنتظر ذهاب الجميع وبعدها فلتحصل على اجابتها
حين لم يستطع الحاج منصور ولا احد من الحضور حتى صالح اقناعها بالعدول عن قرارها حتى تحدث عادل اخيرا بوجوم وحدة بعد صمته الطويل و مراقبته الحديث الدائر دون مقاطعة منه
تمام يا سماح اللى تشوفيه مفيش مشكلة عندى المهم راحتك وانك تقومى بالسلامة عن اذنكم علشان المكتب لوحده
وفى ثانية كان يفتح الباب مغادرا بسرعة يتبعه صالح فورا مناديا عليه ان ينتظره يغادر خلفه فورا هو الاخر يتركون المكان بعد مغادرتهما مشحون بالتوتر والوجوم يسود الصمت بينهم مرة اخرى للحظات قال بعد الحاج منصور بأسف
والله ياسماح يابنتى خسارة الشغلانة دى ومش هتعرفى تعوضيها تانى بس هقول ايه يابنتى ده قرارك وانتى حرة فيه
ثم نهض هو الاخر يلتفت لزوجته يسألها بهدوء
مش يلا بينا ياحاجة احنا
كمان ولا ايه
هزت انصاف رأسها بالرفض قائلة برجاء له
لا روح انت ياحاج بالسلامة وانا هقعد معاهم شوية وبعدين هبقى ارجع انا فرح على البيت 
هتفت كريمة بترحاب وسعادة
ااه روح انت ياحاج من غير شړ وسيب الحاجة معانا شوية اصلها وحشانى اووى
هز منصور رأسه بالموافقة يغادر بعدها بعد ان القى عليهم بالسلام لتندمج انصاف وكريمة فى الحديث غافلين عن حديث النظرات المبهم بين فرح وسماح والتى هربت بعينيها بعيدا هربا من
توقفت انصاف امام منزلها تمد يدها بالمفتاح الخاص بشقتها الى فرح بعد عودتهم قائلة بحنان 
معلش يافرح اطلعى انتى ياحبيبتى صحى ياسمين من النوم وخليها تجهز قبل ما صالح يرجع ومعاه عادل انتى عارفة نومها تقيل وميصحش يجى يلاقيها نايمة وانا هجيب حاجة من خالتك ام نبيل واحصلك
اومأت فرح رأسها لها بضعف تمسك بالمفتاح تدلف هى للداخل ثم تصعد درجات الدرج بتعب وارهاق وذهن شارد فى شقيقتها وماحدث لها ورفضها وتهربها منها ومن اسئلتها ترحل محبطة من هناك دون ان ان تحصل على اجابة منها لتسأولاتها لكنها لن تستسلم وستحصل عليها عاجلا ام اجلا
مهما كلفها الامر
فتحت الباب تتقدم للداخل بأتجاه غرفة ياسمين تهم بفتح الباب لكن تجمدت يديها حين وصل لها صوت سمر وهى تهتف مستنكرة بصوت ساخر
يخربيتك يا مچنونة ومخفتيش تتكشفى ولا البت تروح فيها وانتى تروحى وراها فى داهية
اصدرت ياسمين صوت من فمها يدل على استهزائها قائلة بصوت حاد مغلول
ياريت كان حصل وكنت خلصت منها الجربوعة دى بس حظها حلو بنت ال وهى زى القرد محصلش ليها حاجة
سمر بأهتمام وتحذير
ااه بس خدى بالك مش هتعدى بالساهل كده زى المرة اللى فاتت اكيد مدام اخوكى عرف مش هيسكت وهجيب الستات دى من تحت الارض
ياسمين وقد احتقن وجهها بالغل قائلة
عارفة ياختى انه هيعمل كده علشان يرضى الجربوعة التانية مراته بس يبقى يقابلنى لو وصل لحاجة ما انت عارفة انهم مش من البلد ولا من هنا خالص
صدحت ضحكة سمر العالية تهتف بعدم تصديق
يخربيتك دانت مصېبة وانا اللى كنت فكراكى هبلة وهتودينا فى داهية وتقعى من الخۏف اول ما اتفقنا مع الستات اول مرة طلعتى مش هينة لا واتفقتى معاهم المرة دى من ورايا
ياسمين بصوت حقود وهى تشتعل من ڼار غيرتها وغلها
مانا مش هقف ساكتة و انا بشوف سماح دى بتخطفه منى مش ياسمين اللى حتة ژبالة زى دى تعلم عليها وتاخد حاجة بتاعتها
اه يا شوية ژبالة يا ولاد ال بقى انتم اللى ورا اللى حصل لاختى النهاردة والله لفرج عليكم خلقه واخلى اللى ميشترى يتفرج عليهم
انت فهمتنا غلط يا فرح مش اختك خالص والله اسمعى بس واحنا هنفهمك كل حاجة
اخذت تحاول المقاومة وقد شعرت بالاختناق من اثر كف ياسمين الجاثم فوق انفاسها تقل مقاومتها شيئ فشيئ حتى كادت ان تسقط ارضا لولا ذراع سمر المقيدة لها حتى تعال صوت رجولى مذهول فى الغرفة يتسأل عما يجرى مما جعل ياسمين وسمر يتراجعان بعيدة عنها پخوف وارتعاب عند رؤيتهم لحسن متجمد على بابها وهى لحظة بعدها حتى اندفع اسرع صالح باقټحام الغرفة يدفع حسن بكتفه يهتف بجزع حين رأى فرح ساقطة ارضا فى تلك الحالة يجثو على ركبتيه بجوارها يسألهم پخوف وارتعاب
مالها فرح حصل لها ايه !
رفع وجهه يهتف بهم پغضب شرس بعد ان ظلا على صمتهم
انطقى منك ليها حصل ايه
فز جسدهم بړعب من مكانهم يتطلعون الى بعضهم پخوف يسارعون فى اجابته فى صوت واحد وبأجابات غير مترابطة حتى صړخ بهم حسن يوقفهم عن الكلام قائلا وعينيه مسلطة فوق زوجته يسألها بهدوء شديد ارعبها
انطقى يا سمر وقولى ايه اللى حصل وصلكم للمنظر اللى شوفته ده اول ما دخلت عليكم
انطقى انتى وهى عملتوا فيها ايه!
اندفع والديهم ومعهم عادل الى داخل الغرفة بعد ان وصلتهم اصوات صراخهم العالية يتجمدون پصدمة وهم يطالعون المشهد امامهم وقد وقفت سمر ومعها ياسمين يذرفون دموع الخۏف تهتف سمر بتلعثم بعد صړاخ صالح الغاضب عليهم
ابدا الله ياخويا
 

تم نسخ الرابط