ظلمها عشقا بقلم ايمي نور

موقع أيام نيوز


شاردة يرتسم داخل عيونها الحزن كما الان وهى تجلس بجوار شقيقتها والتى اخذت تحدثها بحماس لكنها كانت غافلة عنها تماما فعقلها وافكارها كانت هناك لدى سارق قلبها وخفقاته تتسائل عما يفعله الان وما يفكر به حتى صړخت بها سماح بأستهجان مصطنع وبصوت جعلها تهب فى جلستها فزعا حين قالت
بت يافرح انتى معايا ولا انا بكلم نفسى وربنا اقوم وامشى واسيبك بلا نيلة عليكى

التفتت اليها وعلى وجهها امارات الحيرة والارتباك والتى تدل على انها لم تكن منتبهة بالفعل لما كانت تقوله لها شقيقتها لتهتف بها سماح مازحة وقد اختفى ڠضبها فورا تصفو ملامحها
لااا دانتى مش معايا خالص كل ده علشان سى صالح سابك ونزل الشغل
ثم اخذت ترفرف برموشها بطريقة حالمة ساخرة مع جملتها الاخيرة فجعلت ابتسامة ضعيفة ترتسم على شفتيها لتكمل سماح متنهدة
يااا على حب اللى مولع فى الدرة يلا معلش شدة وتزول ياختى 
لم تبادلها فرح مزاحها كعادتها بل ظلت كما هى هادئة ساهمة النظرات لتعتدل سماح فى جلستها تتطلع لها بقلق قائلة
بت مالك من ساعة ما كلمتك وقلتيلى تعالى وانت قاعدة مسهمة كده فى ايه 
التفتت اليها فرح ببطء تتطلع اليها تتوق نفسها حتى تقوم بأخبارها بما حدث بينهم ليلة امس لعل لديها ما تستطيع به تهدئتها به كعادتها معها ولكنها لم تجد بداخلها الشجاعة لاخبارها اوحتى بالتحدث بهدوء فهى لا تثق فى نفسها انها تستطيع الكلام دون الانفجار بالبكاء شفقة على نفسها كما انها لا تريد كلمات او نظرات مشفقة من احد حتى ولو من شقيقتها لذا اسرعت برسم ابتسامة ضعيفة قائلة بصوت متحشرج باهت
مفيش حاجة انا كويسة بس الظاهر داخلة على دور برد مخلى دماغها مش مظبوط كملى انتى بس كنت بتقولى ايه 
تطلعت اليها سماح بقلق يظهر عدم تصديقها لها فى
نظراتها لكنها مررت الامر لاتريد الضغط عليها للحديث تكمل بصوت عادى
مفيش من ساعتها زى ما قټلك و انا عينى وسط راسى خاېفة البت دى تعمل
فيا مقلب تانى خصوصا ان شوفت وشها عمل ازى لما دخلت لقيتنى لسه موجودة فى المكتب
عقدت فرح حاجبيها بحيرة تسألها
بت مين انت تقصدى مين مش فاهمة تقصدى ياسمين!
هتفت سماح بها بغيظ
اومال انا بقولك ايه من الصبح البت ياسمين كانت هتودينى فى داهية لما سړقت 
قاطعتها فرح پصدمة وذهول صاړخة
نهار اسود هى ياسمين سړقت سړقت ايه لااا انتى تحكيلى من الاول خالص
زفرت سماح بحنق تقص عليها مرة اخرى كل ماحدث منذ بداية دخول ياسمين المكتب عليهم فجأةاثناء مزاحهم الى ماحدث فى اليوم التانى واختفاء التوكيل من داخل ملف القضية 
لتقاطعها فرح تنهض واقفة هاتفة تفرغ كل ما بداخلها من ڠضب ووجهها محتقن بشدة
الحيوانة هى اټجننت ولا ايه فاكرة نفسها مين والله لكون مطينة عشيتها ال 
نهضت سماح تضع كفها فوق فمها توقف سيل الشتائم المنهمر منه وهى تهتف بړعب
يخربيتك اهدى انتى اتجننتى ولا ايه اعقلى كده انا بقولك شاكة فيها بس
ابعدت فرح فمها من خلف كفها وعينيها تطلق الشرار صاړخة
يعنى ايه هنسكت ومش هنتكلم وهنسيبها تعدى بعملتها
هزت سماح رأسها لها مؤكدة قائلة بحزم
اه هنسكت يافرح ولا عاوزة اهل جوزك يقولوا اننا بنخرب على بنتهم واحنا حتى مفيش بادينا دليل اهدى كده وخلينا نتعامل بالعقل
اخذت فرح تتطلع لها باستنكار ورفض لكنها وجدت من سماح نظرات ثابتة حازمة عليها جعلتها تحول التنفس بعمق وتهدئة ڠضبها المستعير بداخلها تجلس مرة اخرى لكن سماح لم تتبعها بل سحبت حقيبتها قائلة بهدوء
انا همشى دلوقت وهجيلك تانى بعدين وانتى حاولى تهدى كده وبلاش الجنونة بتاعتك دى وفكرى كويس فى اللى قلت ليكى 
اشارت لها بسباتها محذرة اياها بحزم تكمل
و اوعى اوعى يافرح جوزك ياخد خبر بكلامنا ده متخلنيش ندم انى حكيت ليكى حاجة
همهمت فرح بحزن قائلة دون وعى
جوزى !مش لما نتكلم من الاساس ابقى احكيله
اتسعت عينى سماح ذاهلة تهتف بحنق
تانى يافرح تانى ! دانتى لسه مكملة اسبوع جواز وخاصمتى فيهم الراجل اكتر ما كلمتيه
حصل ايه تانى بينك وبينه ! احكيلى يلا
نكست فرح رأسها قائلة بحزن وطفولية
هحكيلك علشان بعد ما اخلص تغلطينى زى كل مرة
ابتسمت سماح وهى ترفع وجهها اليها قائلة بشاشة ورفق تحاول تطمئنتها
لا متخفيش مش هعمل كده وبعدين يعنى هو هيبقى عندى اغلى منك يا عبيطة
شوفتى كنت عارفة اتفضلى قولى اللى عاوزة تقوليه وغلطينى يلا وانا هسمع ومش هتكلم
لا ياقلب اختك المرة دى انتى عندك حق اى واحدة مكانك هتعمل كده واكتر بس كل حاجة بالعقل يافرح تتحل
ارتعشت شفتى فرح تسألها بصوت باكى
اى عقل يا سماح! ده بيقولى مش عاوز خلفة عارفة يعنى ايه ده ومعنى كلامه ايه !
اسرعت سماح تهز رأسها بالنفى وقد علمت ما تريد ان تصل اليه بسؤالها هذا تهتف بها بحزم
لا مش عارفة ومش عاوزة اعرف وبطلى بقى كل حاجة تحشرى جوازته الاولنية فيها انسيها يا فرح واديله فرصة ينساها هو كمان
عقد فرح حاحبيها معا بشدة تسألها بحيرة
يعنى ايه مش فاهمة 
اجابتها سماح وهى تقترب من وجهها قائلة بجدية
يعنى كل اللى بتحكيه ده بيقول ان صالح مش زى مانت فاكرة 
تكمل قبل ان تقاطعها فرح هتفت بها بحزم وقد ادركت ما تنوى قوله
وانسى موضوع الخلفة ده خالص هو كان جاب سيرته الا لما فتحتيه انتى فيه
هزت لها فرح لها رأسها بالنفى لتغمز لها بخبث سماح قائلة
طيب ياعبيطة يعنى لو هو مش عاوز فعلا خلفة زى ما بيقول كان قال من قبل كده وخلاكى تاخدى احتياطك وانتى طبعا فاهمة انا اقصد ايه
توردت وجنتى فرح خجلا لتبتسم سماح بحنان تربت فوقها قائلة
اعقلى كده وبلاش القطر اللى ماشية بتدوسى بيه ده واتكلمى معاه بالعقل وبعدين مين عارف مش يمكن كل خناقكم ده ينزل على مفيش وابقى خالة عن قريب
وضعت كفها اثناء تحدثها فوق بطن فرح مبتسمة لتبادلها فرح الابتسام وعينيهم تلتمع بالفرحة قبل ان ټحتضنها سماح بقوة قبل ان تنهض بعدها قائلة
اروح انا بقى علشان اتأخرت على المكتب وهبقى اجيلك تانى بس المرة الجاية عاوزة اسمع اخبار حلوة كده وانك عقلتى اتفقنا
اومأت لها فرح لترفع سماح عينيها الى اعلى بنظرة متسألة تضع سبابتها فوق ذقنها هامسة
والله انا بدئت اشك انى انا اللى فقر عليكم ومش باجى هنا الا لما بتبقوا مټخانقين زى اللى قلبى كان حاسس 
نظرت لفرح المبتسمة تكمل وهى تتنهد بطريقة مسرحية
يلا قلب الام بقى وانا طول عمرى قلبى بيحس بيكى ياقلب امك
ثم اخذت تتراقص بحاجبيها لها ممازحة لټنفجر فرح بالضحك لتكمل سماح وهى تتجه للباب كأنها ادت ما عليها قائلا بحزم مرح
كده تمام اووى اروح انا بقى واشوفك الخناقة الجاية بس ياريت ميكنش قريب
وقفت بعد ذهاب شقيقتها تفكر بعمق وعقلانية فى
حديثهم السابق وهى تجلس فوق الاريكة تجرى حديث جدى مع النفس استمر لوقت طويل وهى تحاول اخماد كبريائها حتى تستطيع البدء من جديد معه لينتهى
الامر اخيرا مثل كل مرة بانتصار قلبها وقد رقت له كالبلهاء مرة اخرى
ظلت جالسة شاردة تماما فى افكارها حتى دلف الى داخل الشقة بهدوء يلقى بمفاتيحه فى مكانها المعتاد وهو يلقى عليها بتحية مقتضبة سريعة ثم يكمل طريقة ناحية غرفة النوم متجاهلا لها بعد ذلك لتكز فوق اسنانها تهمس بغيظ وحنق تحدث نفسها قائلة
شوفتى بيعاملنى ازى طب وربنا مانا 
لكنها اسرعت بقطع كلماتها تضغط فوق شفتيها تغمض عينيها بقوة تهتف وهى تتنفس بعمق
اهدى يافرح اهدى وهدى القطر انتى بتحبيه يبقى استحمليه وخليكى انتى العاقلة فى الجوازة دى 
ثم فتحت عينيها وقد امتلئت نظراتها بالتصميم والعزم تهتف
ماهو انت هتحبى يعنى هتحبنى ياابن انصاف اما اشوف انا ولا انت بقى 
نهضت من مكانها تسير بخطوات سريعة لغرفة النوم ثم تقف على بابها ترمقه بنظراتها تراقبه للحظات قبل ان تهمس له برقة قائلة
تحب اجهزلك العشا ياصالح 
توقفت انامله فوق ازرار قميصه يلتفت اليها بجانب وجهه قائلا ببرود مقتضب
لا مش عاوز اكلت
خلاص فى المغلق
كده يا صالح وانا اللى مستنية من الصبح علشان ناكل سوا
اهون عليك تسيبنى اكل لوحدى ها ياصالح
انت وانا كنا 
ايوه يا صالح انا وانت ومش مهم اى حاجة تانية غيرنا 
فرح هى سماح اختك جت هنا النهاردة
اصل بدئت ألاحظ تأثيرها عليكى فى كل زيارة ليها بعد كل خناقة لينا
اشټعل وجهها بأحمرار الخجل تتراجع للخلف مبتعدة عنه تشعر بنفسها كأنها كتاب مفتوح له قائلة بتلعثم وبصوت حرج 
اه كانت هنا بس انا انا انا هروح اجهز العشا 
انا مقصدش اضايقك انا كل اللى عاوز اعرفه ايه اللى فى دماغك اللى شايفه منك ده معناه ايه 
بلاش يا صالح علشان خاطرى بلاش خلى الايام بينا تجاوبك على سؤالك انا مش قادرة نفضل كده بعاد عن بعضنا انت فى دنيا وانا فى دنيا تانية 
يتبع
الفصل السادس عشر
وقفت تتطلع الى الطفلة الصغيرة الممسكة بيد شقيقها الاصغر بأبتسامة سرعان ما اتسعت حين تحدثت اليها بصوتها الطفولى المحبب الى القلب
ابلة فرح ممكن نقعد معاكى انا ومازن اصل ماما قالبة الشقة وبتنضفهاوقالت لينا نطلع عندك
بهتت ابتسامة فرح بعد جملتها الاخيرة وقد لاحظت اصرار سمر على هذا التوقيت من كل يوم ليظلوا معها حتى موعد نومهم ولكنها لم تعترض او تتأفف من حضورهم فقد ملأوا يومها بالبهجة والسعادة فى اوقات غياب صالح فى عمله وحتى بعد حضوره يمضى معهم الوقت فى المرح والمزاح تراقب بشغف طريقة تعامله الرقيقة والحانية معهم ترى بعينيها مدى عشقه لاطفال اخيه وعشق الاطفال له لتعاود وتهاجمها مرة اخرى تساؤلاتها عن اسباب رفضه لانجاب لكنها سرعان ماتلقيها خلفها حتى لا تلقى بظلالها السوداء على حياتهم تستمر فى تجاهل كل ماقد يعكر صفو حياتهم معا
افاقت من شرودها على سؤال تالين لها يظلله الرجاء بعد ان لاحظت التغير فى ملامح فرح واختفاء ابتسامتها
ممكن يا ابلة فرح انا بحب اقعد معاكى انا ومازن وبنحب الحكايات اللى بتحكيها لينا
شعت الابتسامة فوق وجه فرح تهتف بمرح وهى تشير ناحية الداخل
تعالوا يلا ادخلوا دانا مجهزة الفشار ومستنية من بدرى علشان نتفرج على الكارتون سوا
عمو جه عمو صالح جه يا ابلة فرح
ايه يا ابلة فرح هو عمو صالح مش وحشك ولا انتى مش عاوزة تتشالى زيهم!
ضړبته بخفة تشير بعينيها ناحية الاطفال الغافلة عنهم هامسة بأحراج
صالح العيال هيسمعوك
بعدين نشوف الموضوع ده
لكن أتى صوت تالين تسأله بجدية هى الاخرى وقد وقفت بجواره من الجانب الاخر
طيب ايه اللى فى الكيس التانى ده ياعمو
اجابها صالح بجدية هو الاخر
ده كيس الحلويات بتاع ابلة فرح انتوا ليكم واحد وهى ليها واحد
تالين وقد عقدت حاجبيها بتفكير عابس قائلة
بس كده
 

تم نسخ الرابط