ظلمها عشقا بقلم ايمي نور

موقع أيام نيوز


توقفت خطواته امام فرح تلتقى نظراتها بنظراتها الملتمعة بالفخر وقفت تتابع ما يحدث بصمت للحظات قالت فيهم عيونهم الكثير والكثير قبل ان يفصم نظراتهم ثم يغادر المكان فور لتتنهد بعمق ثم تتحرك ناحية انصاف والتى مازالت تبكى لتضمها اليها بحنان تواسيها بالكلمات لكن كان عقلها وروحها مع من غادرهم منذ قليل
قلتلى عاوز ايه يا انور معلش سمعنى تانى كده

قالها شاكر شقيق امانى مستنكرا لانور الجالس امامه باسترخاء ولا مبالاة ليعيد عليه انور طلبه بنفس التعبيرات الهادئة وصوت الواثق
عاوز اتجوز اختك يا شاكر ايه مسمعتش من اول مرة ولا ايه
شاكر بحدة وهو يخبط كفيه فوق المكتب امامه پعنف
لا سمعتك بس بتأكد اصل مش متخيل انك اتهبلت فى عقلك علشان تطلب طلب زى ده منى
اعتدل انور فى مقعده بتحفز قائلا بشراسة وعينيه تطلق الشرر
ليه ياخويا مش قدم المقام ولا منطولش زى سى صالح بتاعكم
شاكر بابتسامة سمجة ومغيظة قائلا
اديك قلتها بنفسك يا ظاظا مش محتاجة تفكير هى
احتقن وجه انور يهتف بغيظ
بقى كده يا شاكر ليه دانا ناوى ادفع مهر للمحروسة اختك مدفعش فى اجدعها بنت بنوت وانت تقولى كده
التمعت عين شاكر بالطمع وتتغير تعبيرات وجهه للنقيض قائلا بصوت خانع طامع
محدش قال حاجة يا انور بس الموضوع جه على غفلة ومحتاج منا تفكير انت عارف ان امانى صالح لسه لحد النهاردة عاوز يرجعها لعصمته وهى ميالة انها ترجعله فى سيبنى كده يومين
تلاتة وانا هرد عليك
وانا مستنى ياشاكر وتحت امركم فى كل طلباتكم بس المهم الرد بالموافقة من ست اختك
اومأ شاكر له بالموافقة يمد يده له بالسلام ضغطا فوق يدى انور بقوة اجابة على رسالته قائلا بترحاب
تمام ياانور واحنا مش هنتأخر فى الرد عليك
دخل الى محل عمله بعد زيارة سريعة الى احدى مخازنهم ليجد احدى فتيات الحارة تجلس فوق احدى المقاعد المقابلة لمكتبه وهى تضع قدم فوق اخرى وتهزها بعدم اهتمام وفى فمها علكة تمضغها ببطء وهى تبتسم بتلاعب لسيد العامل لديه وقد وقف مستند بأسترخاء على الحائط يسيل لعابه حرفيا عليها غافلا عن دخوله ليهتف به صالح بحدة جعلته ينتفض واقفا باعتدال وهو الفتاة والتى ما ان لمحته حتى اسرعت بالنهوض تهرول نحوه وعى تصيح بصوت باكى دون دموع
الحقنى ياسى صالح انا فى عرضك ياخويا
رمق صالح سيد العامل لديه پغضب جعله يغادر المكان فورا بخطوات سريعة قبل ان يلتفت الى الفتاة قائلا بترحاب فاتر
الراجل صاحب البيت عاوز يطردنا بره انا وامى واخواتى علشان يعنى ما اتأخرنا عليه فى الاجرة كام شهر يرضيك كده ياسيد الرجالة
تراجع صالح عنها للخلف خطوتين قائلا بوجه متجهم وصوت جاف
طيب ياصفاء روحى انتى وانا هكلمه ونشوف الموضوع ده وهنوصل لحل ان شاء الله
ضحكت صفاء ضحكة انوثية مغرية قائلة بعدها وهى تمر عينيها عليه بأعجاب سافر وقح
وهو الشكر ياست صفاء مينفعش وانت ايدك جنبك ياحبيبتى
توترت صفاء وهى تلتفت اليها تهتف بترحاب مزيف برغم الحقد فى عينيها
فرح! ازيك ياحبيبتى وحشانى والله
لم يلقى ترحيبها القبول من فرح تتقدم للداخل وهى تتطلع لصفاء من اسفلها لاعلاها قائلة بنفور
كان نفسى والله اقولك وانتى كمان بس مش قادرة
وفجأة نكزتها
بحدة فى كتفيها تهتف بها بشراسة استدعت تحرك صالح للتدخل هو يحاول ابعادها عنها وقد علم بما هو ات
تانى مرة يا حلوة يا امورة ايدك جنبك لتوحشك فاهمة ولا تحبى افهمك بطريقتى 
عجبك كلامها ياسى صالح يرضيك كده
زمجرت فرح تحاول الفكاك من تكبيله لها قائلة بغيظ
انت كمان بتضحك عجبك اووى اللى بيحصل من بنت ال 
اتسعت عينى صالح بتحذير ينبها بنظراته عن التمادى لتقطع كلماتها قبل ان تصل للسباب كاد ان يطلقه لسانها هو يهمهم بخشونة فى اذنها
لمى لسانك واتهدى واعقلى كده وبلاش الجنونة بتاعتك دى هنا
ثم الټفت الى صفاء قائلا بحزم وحدة
وانت ياصفاء اتفضلى من غير مطرود ومتجيش هنا تانى وانا هشوف موضوع صاحب البيت وهبعتلك سيد بالرد
غورى داهية فى شكلك عيلة قليلة الحيا مايصة بوسط مفكوك
انتبهت على صوته وهو يسألها بعد ان فك قيده لها يبتعد عنها ناحية مكتبه
عاوزة ايه يافرح ونازلة هنا ليه!
كنت نازلة اقولك انى رايحة عند اختى سماح
صالح بجدية برغم تراقص قلبه لرؤيتها امامه وقد اشتاقها منذ ذهابه عنها
اظن انك قلتى ليا فى التليفون يبقى لازمتها ايه تجى هنا
تجعد وجهها تغمغم من بين انفاسها بغيظ
علشان حظى ان اقفش بنت الوهى واقفة تتمايع عليك ياخويا 
لكنها اجابته بدلا عن ذلك قائلة بخفوت رقيق
جيت علشان وحشتنى وقلت انزل اشوفك قبل ما اروح عندنا غلطت ياصالح لما جيت
طيب يلا روحى علشان متتأخريش وابقى سلميلى على سماح
مرة اخرى يحبطها ويصيبها بالألم لرده الجاف عليها وتجاهله المستمر لها لمحاولاتها التقرب منه ترتفع غصة فى حلقها ټخنقها وتهدد بانفجارها بالبكاء بمرارة هنا والان لتسرع هاربة تلتفت للمغادرة فورا قبل اڼهيار لكن اتى ندائه ليوقفها ولكنها لم تتوقف بل هرعت تغادر المكان فورا وليظن انها لم تسمع ندائه لها فلا تثق بنفسها لو توقفت ثانية امامه الا تهجم عليه طلبا لاستجابة منه حتى ولو كانت غضبه
جلس بعد خروجها يلعن نفسه وكبريائه وما يسببه لها من الم يغمض عينيه وهو يتنهد بتعب وارهاق غافلا عن دخول عادل الى المكان بخطوات بطيئة حرجة حتى القى عليه السلام بصوت هادىء متردد ليعتدل فورا فى مقعده مرحبا به وهو يشير الى المقعد امامه قائلا
تعال اقعد فينك من الصبح برن عليك وتليفونك مغلق
هز عادل رأسه بالرفض قائلا بصوت مرهق
لا تعال نخرج فى اى حتة نقعد بعيد عن هنا فى موضوع مهم ولازم اكلمك فيه
هز صالح رأسه عينيه تراقبه بأهتمام ويرى حالته المشعثة وعينيه المتعبة كأنه لم يذق النوم ليلة امس ليهمس صالح له بحرج وترددهو الاخر
عارفه الموضوع ده يا عادل وصدقنى عمره ما هيغير اللى بينا ابدا دانت اخويا وعشرة عمرى وبعدين الجواز ده قسمة ونصيب
شع وجه عادل بالفرح يسألها بلهفة
بجد ياصالح يعنى مش زعلان منى بعد اللى حصل
برضه تعال يلا نخرج خلينا نتكلم ونفضفض مع بعض انا برضه حاسس انك عندك كلام كتير عاوز تقوله ليا
ابتسم صالح لصديقه عمره وقد شعر بما يمر به ليهز لرأسه له بالموافقة ليغادرا معا المكان لجلسة مصارحة بين الاصدقاء افتقداها طويلا
عادت من منزل اهلها تصعد الدرج بأرهاق وفقد ظنت ان ذهابها الى شقيقتها قد
يخرجها من حالتها وقد ترتاح نفسها حين تتحدث معها ولكن
لاسف لم تنال تلك الرفاهية فقد جلست طوال الجلسة هى وشقيقتها كل
واحدة منهم فى وادى افكارها بعيدا عن الاخرى حتى يأست اخيرا تنهض لتغادرحتى تعود الى منزلها وقد اصبحت لا تشعر بالسلام والراحة الا فيه
يابنى الله يهديك فكر فى عيالك والعيل اللى جاى فى السكة ده اعقل ياحسن مراتك حامل يابنى
يعنى دول هيبقوا اربع عيال فى رقبتكم حرام يضيعوا فى النص ما بينكم
لم تعلم لما فى هذا اللحظة انتبه الجميع لوقوفها وقد الټفت اليها اربعة رؤوس تحمل عيون مصډومة واسفة
الفصل الثانى والعشرون
لتجلس من وقتها حتى الان فى انتظاره لشرح الامر له تهتف بغيظ تتحدث لنفسها عندما عاودها مشهده هذا 
عليكى وعلى بختك يافرح دلوقت زمانهم قاعدين يقولوا انى زعلانة ان المخفية سمر حامل
هتفت تحدث نفسها بحنق كأنها شخص امامها
وانتى ياختى مش عارفة تمسكى نفسك وراحة تشهقى ادامهم ما كنتى تطلعى من سكات اهو زمانه هو بيقول انك زعلانة
تنهدت بحسرة تكمل قائلة بندم كأنه حدث لها انفصام فى الشخصية
هو مش زمانه هو اكيد افتكر انى زعلانة بس ڠصب عنى والله انا كل اللى جه فى دماغى ساعتها هو وبس واللى هيحس بيه بعد الخبر ده واننا نرجع تانى بمن الاول وجديد وانا ماصدقت انه يلين شوية
رفعت كفيها وهى تنظر للسماء قائلة پغضب
روحى منك لله ياسمر حتى وانتى مش موجودة مؤذية كانت حكمت ياختى انك تحملى دلوقت اكيد هيطلع دلوقت من تحت مركب الوش الخشب ويبعد عنى تانى 
مرت بها عدة دقائق على حالها هذا تنصب لنفسها المحاكمات حتى سمعت اخيرا صوت المفتاح يدار فى قفل الباب لتنهض على قدميها بتحفز واستعداد وهى تراه يدلف الى الداخل بهدوء ووجه بارد دون تعبير يلقى بمفاتحيه فى مكانهم المعتاد ثم يتحرك بأتجاه المعاكس لها متجاهلا اياها تماما لټضرب الارض بقدميها هامسة بحنق
اتفضلى ياستى اتبسطى اهو اللى حسبته لقيته اعمل ايه انا دلوقت
عارف يافرح عارف عاوزة تقولى ايه بالظبط بس صدقينى مش هقدر اتكلم فى حاجة دلوقت
نغزها قلبها پألم وهى تسمع نبرة صوته هذه تشعر بكل ما يحس بها الان من اوجاع لتمتلأ عينيها بالدموع رغما عنها تجيبه بصوت مرتعش من اثر اختناقها بالدموع
طيب ممكن تسمعنى الاول انا بس
كنت عاوزة اقولك انى 
لم تستطيع اكمال حديثها تختنق بغصات البكاء حاولت مقاومتها كثيرا لكنها فشلت فشلا ذريع وهى تراه بهذه الحالة امامها وكانت هى السبب بها حتى ولو كان دون قصد منها تشهق بالبكاء عالية بصوت جعله يتنفض فى الفراش جالسا ثم يلتف اليها يهتف بجزع
طيب بتعيطى ليه دلوقت مفيش اى حاجة تستاهل ان دموعك دى تنزل علشانها
عارف والله بكل اللى انتى حاسة بيه وعارف انى انانى وجبان بس ڠصب عنى كل اللى بيحصل ده وصدقينى لو بأيدى مش هخليكى تعيطى فى يوم بسببى بس مش قادر ابعدك عنى واسيبك لواحد غيرى يحقق لك حلمك 
ابتعدت عنه تهتف بقوة وحزم رغم الدموع بعينيها تسرع بالتصحيح له بعد ان اساء فهم سبب بكائها 
بس انا مش عاوزة من الدنيا دى غيرك انت حلمى ياصالح انت وبس ليه مش قادر تفهم ده ليه غاوى توجعنى كل شوية
احاط بكفيه وجنتيها تتعاقب على وجهه المشاعر كأنه داخل حرب مع نفسه لا يدرى لها نهاية كأنه حائف ان يعطى نفسه امل زائف يسألها بعدها بتردد وعدم يقين
يعنى انت مش بتعيطى دلوقت علشان الاخبار اللى سمعتيها تحت عن سمر وانها حامل طب واللى حصل منك تحت ده كان سببه ايه
صړخت به بصوت باكى نافذ الصبر
وانا مالى ومال سمر انا كل اللى يهمنى انت واللى حصل منى كان علشانك انت وبسببك انت علشان كنت عارفة انك اكيد هتزعل واكيد هتفتكر ان انا كمان هزعل وهنرجع تانى لنفس الدوامة
ااخفضت نظراتها بعيدا عن عينيه تهجرها شجاعتها يتلون وجهها قائلة بخفوت وصوت يائس
انت ليه مش عاوز تفهم ان مفيش حاجة غيرك انت بس اللى تهمنى ليه مصمم كل مرة تعمل نفسك مش سامعنى وانا بقولك بحبك ليه فاكرها انها شفقة او عطف منى عليك
رفعت عينيها مرة اخرى اليه ولكن هذه
 

تم نسخ الرابط