قصه ادهم وهبه
المحتويات
مرة .
تسارعت خفقات قلبها وهي تذكر ما حدث لها قبل أن تفقد الوعي عندما قام أحدهم بتخديرها .. وخطڤها ! لكنها تفاجأت بالتلفاز المشغلأمامها على قناة سبيستون وتحديدا على برنامج النمر الوردي .
عقدت حاجبيها بإستغراب وصدمة سرعان ما تحولت إلى خوف عندما إنتبهت لكونها مقيدة اليدين والرجلين . ورغم حبها الشديد لذلكالبرنامج السخيف الذي يعرض الآن إلا أنها لم تلق له بالا وتمتمت پخوف وهي تحاول تحرير يديها خلف ظهرها
إلتفتت إلى اليمين بسرعة عندما سمعت ضحكة رجولية ذات نبرة ليست بغريبة عنها جحظت عيناها وهي تراه يستند بظهره على الحائطويرمقها ببسمة مستفزة فصاحت
_ انت !
_ مفاجأة صح
_ عايز مني ايه
جلس بجوارها وقال بإستفزاز
زفرت دينا بغيظ من سخريته وتمتمت
_ مش بهزر على فكرة .
_ انت عارفة انا عايز ايه .
قال ذلك وهو ينظر إليها بجدية فهتفت بلامبالاة
_ اعتقد اني رفضتك مرتين يعني واضح اني مش بطيقك مع اني كنت شايفة انك مش وحش بس انت دلوقتي اثبتتلي العكس وانا مشعايزة اتجوز حد خطڤني عشان لسه متمسك بيا بعد ما رفضته مرتين يعني معندوش كرامة زيك يا .. يامن !
_ عارف انك غبية ومبتعمليش حساب للكلام الي بتقوليه والي هتندمي عليه بعدين عشان كده هعمل نفسي مسمعتش حاجة .
إغتاظت دينا من بروده ومن نعته لها بالغبية فحاولت إستفزازه أكثر وأردفت متجاهلة كلامه
_ وبعدين هي بدور مقالتلكش اني بحب حد تاني
إزدادت حدة نظراته لكنه حافظ على بروده وقال بثقة
_ وانت واثق اوي اني بكدب ليه
_ لاني مراقبك من وانت صغيرة وعارف عنك كل حاجة .
_ مش معنى انك مراقبني يبقى انت عارف عني كل حاجة في حاجات محدش يعرفها غيري وأول وحدة عرفت هي بدور وانا أصلا قلتلهاعشان تعرفك وتبطل تجري ورايا .
بدأ الغيظ يظهر على وجه يامن وهو يتساءل
_ إسمه ايه
جلست على مكتبها الصغير بغرفتها تلعب بالحاسوب بمحاولة منها لنسيان أنها رأت والدتها المتوفاة وإقناع نفسها بأنها تتوهم فرؤيةإنسان مېت لهو ضړب من الجنون .
وإبتسم لها قائلا
_ ممكن أدخل
أومأت بهدوء وتراجعت متجهة إلى الشرفة أوصد أمجد الباب وتبعها ثم جلس على المقعد أمامها ونظر إلى الفناء الخلفي الذي تطل عليهشرفتها ملتزما الصمت .
_ في حاجة كنت عايز تقولهالي
نفى برأسه دون أن ينظر إليها فأردفت بتساؤل
_ امال جيت ليه
_ أنا بس عايز اقعد معاك شوية .
قالها وهو يرفع كتفيه ببراءة فعقبت بدور ببرود مصطنع
_ وأنا مش عايزة اقعد معاك .
تساءل بتعجب
_ ليه
_ لأنك مصدقتنيش لما قلتلكم اني شفت ماما محدش فيكم بيصدق كلامي أصلا غير رسلان حتى بابا .
مط أمجد شفتيه بعدم إهتمام وقال محاولا تغيير الموضوع
_ ولما رسلان هو الوحيد الي بيصدق كلامك موافقتيش عليه ليه
زفرت بدور بملل من ذلك
الموضوع الذي يكرره الجميع على مسامعها كلما تحدثت مع أحد ومن إصرارهم على موافقتها للزواج من رجلتعتبره أخا لها .. تحدثت بنبرة
منزعجة
_ لاني شايفاه أخويا ! انتو ليه مش عايزين تفهموا !
_ لانك غبية .
نفخت بغيظ منه ومن الجميع المتفق على غبائها وقبل أن تفكر بالرد إنتبهت إلى
رنين هاتفها فقرأت إسم المتصل سريعا لتجدها دينا إستقبلت المكالمة ووضعت هاتفها على أذنها لكنها تفاجأت بصوت سيدة وراء الخط تقول
_ أنا آسفة يا بنتي أنا والدة دينا وكنت عايزة اسألك هي دينا عندك
عقدت بدور حاجبيها بإستغراب وأجابت بإختصار
_ لا .
إستمعت بعد ذلك إلى صوت وقوع شيء ما ثم صوت صړاخ تلك السيدة وهي تقول
_ لا مش عندها بنتي اتخطفت يا عامر ! جيبلي بنتي الله يخليك !
إنهارت علياء وإزداد بكاؤها ليتسلل القلق إلى قلب بدور خاصة وهي تستمع إلى صوت عامر _ خال دينا _ وهو يحدث شقيقته قائلا
_ اهدي يا علياء هنلاقيها متقلقيش .
ثم إلتقط الهاتف الذي أوقعته منذ قليل ووضعه على أذنه محدثا بدور
_ آنسة بدور انت لسه معايا
أجابت وهي تقف من مكانها فجأة بقلق
_ ا .. ايوة بس .. ممكن اعرف هي دينا مالها
أجاب عامر بتنهيدة
_ دينا اختفت كانت عايزة مفتاح العربية بتاعتي عشان تطلع تتفسح شوية ولما حسيت انها اتاخرت رحت للجراج بس لقيت العربية مفتوحةوالمفتاح واقع وهي مش موجودة .
_ ط .. طب اسأل هناء ممكن تكون عارفة مكانها
_ هناء برضه مختفية ومش بترد على تلفونها .. عموما انا هدور عليهم ولو عرفت حاجة رني علينا .
_ تمام .
أقفلت الخط ونظرت أمامها فوجدت أمجد ينظر إليها بإستفسار .. جلست بشرود وهي تقول
_ دينا اتخطفت .
تساءل بدهشة
_ دينا جارتنا الي يامن خطبها
أومأت برأسها ثم أردفت بإنتباه
_ ايوة هو يامن فين
_ بتسألي ليه
أجابت بدور بغباء
_ عشان يدور عليها وينقذها دي فرصته عشان
يخليها تحبه .
رمقها پصدمة ثم تمتم بقرف مصطنع
_ وأنا الي كنت فاكر انك قلقانة عليها
_ طبعا قلقانة عليها بس دي فرصة ..
نفى برأسه بقلة حيلة ثم قال بتفكير
_ يامن اختفى في نفس الوقت الي اختفت فيه دينا يعني ممكن يكون هو الي
قطع كلامه وهو يفتح فمه پصدمة قبل أن يقف من مكانه ويخرج من الغرفة بسرعة .. تبعته بدور بعدم فهم فوجدته يقف عند باب غرفة شقيقهاآدم ويطرق الباب وهو يصيح
_ اطلع يا آدم !
فتح الباب وظهر آدم من خلفه وهو يحك عينيه ثم نظر إلى أمجد وتساءل
_ في ايه
أمسكه أمجد من تلابيب قميصه وقال وهو يضيق عينيه بشك
_ يامن فين
رفع آدم أحد حاجبيه مجيبا بجهل
_ وأنا هعرف منين
بدأ الڠضب يرتسم على ملامح أمجد وهو يهز آدم صائحا
_ متستهبلش يا ادم انا متأكد انك عارف مكانه !
خرج رسلان وأكرم على صوت صياحه العالي فإقترب منه أكرم بحاجبين معقودين وتساءل مخاطبا بدور الواقفة على جنب
_ ايه الي بيحصل هنا
_ مش عارفة أنا كنت قاعدة مع أمجد وعرفت ان دينا صاحبتي اتخطفت وأمجد قال ان ممكن يكون يامن هو الي خطڤها بس مش عارفةايه علاقة آدم بالحكاية
إبتلع آدم ريقه حين إستمع لكلامها ثم نظر إلى أمجد الذي رفع أحد حاجبيه وقال مخاطبا إياه
_ وفكرة الخطڤ دي مستحيل تجي ليامن إلا لو في شيطان وسوسله !
حاول أدم التخلص من يدي أمجد وهو يهتف بتذمر
_ طب الشيطان هو الي وسوسله أنا مالي
_ انت الشيطان نفسه .
صاح بها أمجد وهو يشد قبضته على ياقة قميص شقيقه لكنه شعر بيد تبعده عنه ثم صوت رسلان يقول وهو يرمق أدم بنظرات أخافته
_ سيبه يا أمجد أنا هتصرف معاه واخليه ينطق .
إستمعت إلى صوت رنين الجرس بينما كانت تجلس بغرفة الجلوس في فيلا لها وهي شاردة الذهن وقفت متجهة ناحية الباب وفتحته بهدوءلتتسع عيناها وهي ترى إبنتها التي لم ترها منذ أشهر تقف خلفه .
_ عائشة ! وحشتيني اوي يا بنتي !
تحدثت عائشة وهي بين ذراعيها
_ وانت كمان وحشتيني يا ماما .
حاولت الإبتعاد عنها لكن يمنى تمسكت بها أكثر وقد بدأ جسدها يهتز وهي تردد بنبرة قريبة من البكاء
_ أنا آسفة يا حبيبتي معرفتش اديك الحنان الي بتديه أي أم لأولادها ولا عرفت احميك من أبوك ولا حتى قدرت اعبرلك عن حبيوإهتمامي بيك أنا أم فاشلة ! اسفة !
إبتسمت عائشة وهي تربت على ظهرها قائلة
_ أنا فاهماك وعاذراك يا ماما متعتذريش .. ودلوقتي ممكن اقولك حاجة
إبتعدت يمنى عنها وهي تمسح دموعها سريعا ثم نظرت إليها بإستغراب لتنتبه إلى ذلك الشاب الوسيم الذي يقف خلف إبنتها ثم إلى صوتهاوهي تقول معرفة به
_ ده ياسين إبن عمو أحمد ..
إبتسمت يمنى فورا هاتفة
_ أهلا وسهلا يا ياسين ازيك كبرت اوي عن اخر مرة شفتك فيها .
بادلها ياسين الإبتسامة ففسحت لهما
يمنى المجال للدخول مرددة
_ اتفضلوا .
أخذتهما إلى غرفة الجلوس وجعلتهما ينتظران إلى أن تحضر لهما شيئا يشربانه وأثناء ذلك إلتفتت عائشة إلى ياسين وهتفت بإبتسامة
_ شكرا لأنك وافقت تجيبني هنا يا ياسين كنت خاېفة اقول لخالد ويرفض .
إبتسم لها ياسين بحنية قائلا
_ على ايه يا حبيبتي المرة الجاية متفكريش حتى تطلبي حاجة من خالد وأنا موجود اتفقنا
أومأت برأسها ثم أخفضته بخجل لسماعها تلك الكلمة التي أصبح يرددها على مسامعها مؤخرا وإزدادت إبتسامته إستمع إلى صوت تحطيم قريب فإنتفض كلاهما وإلتفتا إلى مصدر الصوت ليجدا يمنى تنظر إليهما پصدمة ولم تنتبه إلى وقوع صينية العصير من بين يديها .
خرجت من صډمتها وإقتربت من ياسين پغضب وهي تصرخ
_ انت ازاي تتجرأ تقرب من بنتي بالشكل ده
_ ممكن لأنها مراتي
صدمة أخرى أحاطت بها وهي تستمع إلى كلماته التي أخرجها ببطء أفاقت منها بعد ثوان وتساءلت
_ وده من امتى
_ من أقل من أسبوع تقريبا .
أومأت يمنى بلمعة حزن وقالت بإبتسامة متكلفة
_ مبروك .
_ الله يبارك فيك .
شعر ياسين بحزنها وفهم سببه فورا فقد تم إقصاؤها من مناسبة مهمة تخص إبنتها ولا بد أن هذا ترك في قلبها چرحا عميقا لذلك حاولإستدراك الأمر قائلا
_ على فكرة احنا كتبنا كتابنا وبس مينفعش نعمل فرح وانت مش موجودة مع العروسة .
أومأت عائشة مؤكدة
_ طبعا أنا مش هعمل فرح من غيرك يا ماما .
إبتسمت يمنى وجلست بجوار عائشة قائلة
_ وأنا مش هسيبك لوحدك في يوم زي ده يا حبيبتي أكيد هبقى موجودة .
ورغم ذلك إلا أنها كانت لا تزال تشعر بالألم لإخفائهم الأمر عنها فأرادت تغيير الموضوع حتى لا تبكي أمامهما وسألت
_ المهم انتو عاملين ايه وخالد وعدي و .. محمد عاملين ايه
نطقت إسم طليقها بتردد فأجابها ياسين بنظرة ماكرة
_ كلهم كويسين بس عمو محمد .. مش هيبقى كويس بكرة .
تساءلت يمنى بقلق
_ ليه
_ فاكرة بنت عمته ثريا الي كانت لازقة فيه زمان جدو قال انها هتجي بكرة هي وبنتها عشان كده بقولك مش هيبقى كويس .
ظهر الضيق على وجه يمنى وبدأت ملامحها تتحول إلى الغيظ شيئا فشيئا وهي تفكر في تلك المرأة عديمة الكرامة التي كانت تحاول جاهدةأن تفتك منها زوجها عندما كانت متزوجة من محمد وبسبب غيرتها التي لم ولن تنتهي حتى الآن نطقت دون تفكير مخاطبة عائشةوياسين
_ أنا عايزة اجي القصر بكرة !
كانت تسير معه في
متابعة القراءة