قصه ادهم وهبه

موقع أيام نيوز

هتوافق عليه والا انت مش عايزهميفرحوا 
نفى الآخر برأسه سريعا وقال 
_ لا طبعا بس .. مش عارف ليه الفكرة مش عايزة تدخل دماغي ! وبعدين الناس هتقول ايه وهما فاكرين ان رسلان ابني و 
قاطعه خالد ثانية 
_ واحنا مالنا ومال الناس وانت من امتى بيهمك كلامهم أصلا 
إلتزم أكرم الصمت ولم يجب فتنهد الثاني وتابع 
_ فكر كويس يا عمي ! انت أكيد متفاجئ ان رسلان خد خطوة زي دي وانت فاكر انه مش هيحب خالص !
ظل الضيق يغلف وجه أكرم فإبتسم عبد الرحمان ووقف من مكانه متجها إلى إبنه ووضع يده على كتفه قائلا 
_ انت بتغير على بدور من رسلان صح 
إتسعت عينا خالد بدهشة وقد فهم أخيرا سبب إعتراض عمه على طلب رسلان خاصة وأنه لم ينكر ذلك .. جلس عبد الرحمان على الكرسيالمقابل لإبنه وأردف بإبتسامة باطنها ساخر 
_ دي سنة الحياة يابني ولو متجوزتش رسلان هتتجوز حد تاني وانت مش هتفضل ترفض العرسان طول عمرها !
أخفض أكرم رأسه وتمتم بإنزعاج 
_ بس أنا لسه شايفها يا بابا وعايزها تفضل معايا مدة أطول !
_ وهي هتروح فين يعني ماهي هتفضل هنا جنبك ومش هيفرق اتجوزت او لا !
أومأ خالد مؤكدا وأردف 
_ بس لو اتجوزت حد تاني ممكن ياخدها بعيد عنك ومتشوفهاش إلا كل شهر مثلا ده غير ان رسلان ابنك والمفروض تفكر فيه برضه وتوافقانه يتجوز البنت الي بيحبها .
زفر أكرم بقلة حيلة وهمس بإستسلام وإبتسامة متكلفة 
_ طيب .. بس الأهم بدور توافق !
أومأ عبد الرحمان بتفهم ثم إستند بمرفقيه على ركبتيه وشبك كفيه تحت ذقنه متمتما 
_ دلوقتي ياسين اتجوز ورسلان كمان هيتجوز .. وانت ناوي تاخد الخطوة دي امتى 
ختم كلامه ملتفتا إلى خالد فرفع الأخير حاجبه وتساءل مدعيا الغباء 
_ انهي خطوة 
_ الجواز .
زفر خالد بملل وتمتم 
_ مش عايز اتجوز دلوقتي انا مرتاح كده !
لوى عبد الرحمان شفتيه بعدم رضا وقال 
_ امال هتتجوز امتى انت عارف ابوك اتجوز وهو عنده كام سنة 
قلب خالد عينيه مجيبا 
_ اتجوز وهو عنده اتنين وعشرين سنة عارف وقولتلي كده أكتر من ألف مرة وأنا قولتلك ألف مرة اني ملقيتش البنت الي تناسبني زي باباولحد ما الاقيها هفضل عازب !
تمتم عبد الرحمان بعدم إهتمام وهو يشيح بوجهه بعيدا عنه 
_ على كده انت مش هتتجوز خالص !
قال ذلك قبل أن يشرد قليلا ثم يهمس بنبرة منخفضة وإبتسامة ماكرة 
_ بس أنا هجيبلك البنت دي قدامك وهخليك تجي تقولي انك عايزها في شهر واحد بس هي انهي وحدة من البنات 
شرد في أفكاره ثانية دون أن ينتبه إلى خالد الذي غادر غرفة المكتب أو إلى أكرم الذي
كان يحدق به بإستغراب .. هم هذا الأخير بالحديثلكنه تفاجأ بوالده ېصرخ فجأة وكأنه عثر على شيء مهم 
_ رحمة !
كانت لا تزال تجلس بقاعة الجلوس مستندة بخدها على كتف أمجد تحاول قمع فضولها وعدم الذهاب وإستراق السمع إلى الحديث الذييدور بين والدها وجدها .. رفعت رأسها إلى أمجد الذي كان شاردا في شيء ما فتساءلت دون أن تبعد رأسها عن كتفه 
_ مالك يا أمجد 
إنتظرت منه ردا لكنه لم يجبها ولم ينتبه إليها من الأساس فإعتدلت في جلستها ووكزته من جنبه بخفة .. أفاق من شروده حين إنتبه إليهاأخيرا وقبل أن ينطق بحرف كانت بدور تغمز له قائلة ببسمة خبيثة 
_ بتفكر فيها صح 
تساءل بعدم فهم 
_ هي مين 
_ ملاك ! هتكون مين يعني 
إبتسم بقلة حيلة وقال وهو يدفع وجهها بعيدا عنه بمزاح 
_ انت مش هتفكيني بقى ! والا فاكرة اني مش بفكر في اي حاجة غير ملاك 
أومأت بتأكيد وتساءلت 
_ ايوة مش انت بتحبها 
رفع كتفيه متمتما بحيرة 
_ لسه مش عارف بصراحة !
_ طب ماتفكر في كلامي وتروح تخطبها أنا متأكدة انك معجب بيها على الأقل !
أخفض أمجد رأسه وهمس بقلق 
_ ولو رفضتني 
رفعت بدور كتفيها بلا مبالاة قائلة 
_ مش هستبعد انها ممكن ترفضك بس لو محاولتش ممكن تخسرها وياخدها منك حد تاني .
لوى شفتيه بضيق وإعتراض واضح على تلك الفكرة لكنه لم يعلق .. تنهدت بدور بتعب ويأس منه فإلتزمت الصمت هي الأخرى وعادت تسندرأسها على كتفه ثانية .
جالت بنظرها على إخوتها وعميها وأبنائهم الجالسين بصمت وهدوء أفسده همسات ياسين لعائشة القابعة جواره والتي كانت تخفض نظرهاإلى الأرض بخجل واضح .
إبتسمت بدور بإستمتاع وهي تراقب محاولات ياسين الفاشلة في مداعبة شعرها فهو وعلى الرغم من الجرأة التي يظهرها أمام عائشةوأمام الجميع إلا أنه يخفي في باطنه خجلا يجاهد على عدم إظهاره .
ضحكت بدور بخفة وتابعت مراقبة حركاته لبعض الوقت حتى إستمعت إلى صوت خطوات
تقترب منهم فرفعت رأسها ليقع نظرها عليه وهويسير نحوها بملامحه الباردة .
إعتدلت في جلستها فورا وإبتسمت له كعادتها كلما رأته لكنه أخفض رأسه وتظاهر بأنه يفرك شعره بينما كان يحاول أن يمنع إبتسامته منالظهور .. رفع رأسه عندما وصل إليها لكنه لم يستطع الحفاظ على البرود الذي كان يغلف ملامحه فور مجيئه وبدا من الواضح أنه يجاهدعلى عدم الإبتسام .
حدقت به بدور بإستغراب وإنتظرت منه أن يخاطبها بسبب وقوفه قربها لكنها وجدته يجلس بالمساحة الشاغرة بجوارها بصمت .. إبتلعتريقها وهي تشعر بحرارة تسري في داخلها جراء قربه منها هذا غير دقات قلبها التي تسارعت وبدا وكأن صوتها مسموع للجميع .
مرت بضع دقائق بطيئة وهي تجلس بمكانها وتنظر إلى حجرها بتوتر لاحظه أمجد فتساءل بقلق 
_ بدور انت كويسة 
أومأت له محاولة العودة إلى هدوئها لكن
رسلان لم يسمح لها بذلك عندما قرب وجهه من أذنها وهمس لها بعد تأكده من إنشغال أمجدبالحديث مع إخوته 
_ عايزة مني ايه 
عقدت حاجبيها بعدم
فهم وأنفاسها بدأت تتسارع بسبب حرارة أنفاسه على أذنها لكنها فهمت مقصده عندما رفع يده أمامها وبهاالقصاصة التي وضعتها تحت باب غرفته ليلة الأمس .. إبتسمت بغباء ونظرت إليه فأردف بنظرة غريبة 
_ ليه مصرة تخليني اضحك ضحكتي تهمك في ايه
دارت علامات الإستفهام حول رأسها محاولة التفكير في إجابة مقنعة لسؤاله لكنها لم تجد .. لأنها وببساطة هي نفسها لا تعلم لم تجاهدلرؤيته يبتسم !
هزت كتفيها بجهل فتنهد وهو يبتعد عنها قليلا ونظر إلى الأمام بصمت لثوان معدودة قبل أن يكمل بهدوء 
_ ضحكتي هتشوفيها في حالة وحدة !
لمعت عيناها بلهفة فأردف وهو يلتفت إليها بنظرة بدت لها .. نظرة حب 
_ لو وافقت !
دق قلبها لنظرته تلك ولكنها عقدت حاجبيها بإستغراب من جملته وتساءلت بسرعة 
_ على ايه 
أجاب وهو ينظر إلى مكان ما 
_ هتعرفي دلوقتي .
_ تعالي معايا !
وقفت بإستغراب لكنها أومأت بطاعة 
_ حاضر .
هم بالتوجه إلى الأعلى وتحديدا نحو غرفتها لكنه توقف كما توقفت هي عندما إستمع الجميع إلى صوت مألوف لهم يقول 
_ مساء الخير !
زفرت بدور بغيظ وإلتفتت لتقابل عيناها تلك المزعجة التي رمقتها بدورها ببرود .. إبتسم لها أكرم عند رؤيتها وهتف 
_ ازيك يا مريم بقالك فترة مجيتيش !
تقدمت مريم لتقف قرب رسلان وهي تجيب 
_ معلش بقى يا عمي انشغلت شوية .
_ يا ريت تبقي دايما مشغولة ومتجيش هنا خالص !
إستمع أكرم إلى همسها فوكز ذراعها بخفة وهتف بلوم 
_ بدور ! مينفعش تقولي كده !
رفعت بدور كتفيها بلا مبالاة وأمسكت بكفه قائلة 
_ يلا نروح .
لكنها توقفت مكانها وهي ترى مريم تتجاهلها وتجلس بجوار رسلان وتحديدا
في المكان الذي كانت تجلس به هي .. أخرجت زفيرا مغتاظا ثمتركت يد والدها وإقتربت من مريم هاتفة بحدة 
_ ده مكاني على فكرة !
رمقتها مريم ببرود ثم ألقت نظرة سريعة على الأريكة قبل أن تعود ببصرها إليها وقالت بنبرة ساخرة 
_ بس أنا مش شايفة إسمك هنا .
إغتاظت بدور أكثر وصاحت بإصرار 
_ بس أنا كنت قاعدة هنا وانت أكيد شفتيني وقعدت هنا بالذات عشان تغيظيني !
_ بدور !
_ طب يلا نروح بسرعة حاسة اني هتخنق لو فضلت هنا أكتر !
زفر أكرم بقلة حيلة وأخذها ليصعد بها إلى الأعلى متجها نحو غرفتها .. أقفل الباب عند دخولهم ثم جلس على سريرها فجلست بجانبه وتساءلت 
_ كنت عايزني في ايه يا بابا 
نظر إليها قليلا بتفكير ثم تنهد قبل أن يتساءل هو متجاهلا سؤالها 
_ ممكن اعرف انت مش طايقة مريم ليه 
_ لأنها مستفزة اوي وانت شوفت كانت بتتكلم معايا ازاي أول مرة جت فيها هنا !
_ بصراحة انت الي استفزيتيها الأول مش هي !
عقدت حاجبيها بغيظ وصاحت 
_ انت معايا والا معاها يا بابا 
رفع كتفيه قائلا 
_ ولا وحدة بس كنت عايز اتأكد من حاجة .
_ هي ايه 
لم يجبها وظل يرمقها بغموض لثوان قبل أن يلقي عليها ذلك الخبر 
_ في عريس متقدملك .
رمشت بعينيها للحظات وتمتمت بعدم إستيعاب 
_ عريس 
أومأ بتأكيد فإتسعت عيناها بفرحة وقفزت وهي تصرخ بصوت عال 
_ احلف كده أنا متقدملي عريس 
طالعها بتعجب وأومأ متسائلا 
_ آه .. مالك مبسوطة اوي كده حتى من قبل ما تعرفي هو مين 
إنتبهت لنفسها أخيرا فجلست مكانها ثانية وأخفضت رأسها بخجل متمتمة 
_ آسفة أنا بس اتحمست شوية ..
رفع أحد حاجبيه بإستغراب فأردفت بإبتسامة شبه حزينة 
_ مفيش حد اتقدملي قبل كده لدرجة ان ثقتي في نفسي بدات تقل عشان كده اتحمست دلوقتي !
رمش بعينيه بدهشة وتمتم 
_ محدش اتقدملك ازاي ده انا لو كنت مكانهم كنت اتقدمت من غير ما افكر كتير لانك حلوة بشخصيتك وأخلاقك وقلبك وكل حاجة ..
إبتسمت بفرحة لمديح والدها لها بينما أردف بشك 
_ حاسس ان في حاجة غلط .. مش عايز افكر كده بس انا متأكد ان خالك هو السبب .. مش مكفيه الي كان بيعمله فيك وعايز كمان يحرمكمن الجواز ويخليك تعنسي جنبه !!
قال جملته الأخيرة بتفكير وڠضب فإتسعت عيناها پصدمة وهمست 
_ معقول يعمل فيا كده !
_ خلاص يا حبيبتي ! انت دلوقتي جنبي ومعايا ومحدش هيقدر يعملك حاجة وحشة .
سكت قليلا ثم إبتسم وأردف 
_ مش عايزة تعرفي مين العريس 
_ رسلان !
_ نعمممم !! عايز تتجوز المستفزة دي 
_ عايزة افهم انت مصر تتجوزها هي بالذات ليه من قلة البنات يعني 
زفر بملل وأجاب ببرود 
_ لأنها دخلت دماغي .. ومش عايز غيرها !
رفعت أحد حاجبيها وتساءلت بشك 
_ مش عايز غيرها يعني بتحبها 
رمقها بنظرة سريعة ثم أخفض بصره للأرض وتمتم 
_ عايزها ..
_ يعني بتحبها 
رددت بإصرار لكنه تجاهلها ولم يجب فتأكدت من شكوكها وتمتمت بتذمر 
_ مش فاهمة برضه بتحبها على ايه 
_ بقى عايز تتجوز بدور ومقولتليش 
أشار له رسلان للجلوس على يساره بينما كانت مريم تجلس على يمينه وهو يقول 
_ أنا برضه مكنتش عارف تصدق 
رفع
تم نسخ الرابط