قصه ادهم وهبه

موقع أيام نيوز

خالد حاجبيه ورمقه بنظرة تجمع بين السخرية والإستغراب فأردف رسلان مفسرا 
_ كنت متردد لأني متوقعتش اني ممكن افكر في الجواز خالص .. بس في حاجة خلتني اروح اكلم بابا بسرعة ومن غير تفكير لأول مرة ومش عارف عملت كده ليه .
إبتسم خالد بسعادة باطنية ثم غمز له بإستمتاع 
_ حاجة إسمها الحب صح 
رمقه رسلان ببرود وتجاهله هو الآخر بينما زفرت مريم بغيظ وبطريقة جذبت إنتباه خالد فتساءل 
_ مالك بتنفخي كده ليه انت معترضة على حبه ليها والا ايه 
رمقته بطرف عينها بضيق وقالت 
_ ملكش دعوة !
أمسك رسلان بيدها وضغط عليها محذرا إياها من التمادي فأشاحت بوجهها بضيق وإلتزمت الصمت .. أما خالد فقد إستغرب ضيقهاالمبالغ فيه من الأمر لكنه لم يشغل باله بها كثيرا وأخرج هاتفه يلعب به قليلا لتمضية الوقت .
إنتبه بعد قليل إلى أكرم الذي دخل غرفة الجلوس لوحده بملامح لا يظهر عليها أي شيء .. وقف رسلان فور رؤيته وإقترب
منه قائلا بلهفةحاول إخفاءها 
_ قالت ايه 
لم يجب أكرم على سؤاله بل أشار إلى الخارج بيده وقال 
_ تعالى نتكلم برا .
عقد رسلان حاجبيه بإستغراب لكنه أومأ موافقا وتبعه إلى الخارج .. جلس أكرم على أحد المقاعد ثم تنهد بتفكير قبل أن يرفع رأسه إلىالآخر وتساءل 
_ ممكن اعرف ليه اخترت بدور بالذات من بين كل البنات 
سكت رسلان وهو يشيح بوجهه ويفرك شعره بحيرة ثم عاد ببصره إلى أكرم وقال 
_ مش عارف !
رفع الآخر أحد حاجبيه بإستنكار ثم تساءل 
_ يعني مش بتحبها 
أخفض رسلان رأسه إلى الأرض ولم يجب فتنهد أكرم متمتما 
_ فهمت .. يعني مش هتتأثر لو قولتلك انها رفضت صح ده طلب ايدي يا سرين عارفة يعني ايه 
هتفت بدور وهي تدور بغرفة التوأم فنظرت إليها سرين بملل كما فعلت إيلين المستلقية على سريرها وقالت 
_ يعني ايه 
توقفت أمامها وهي تجيب بحيرة 
_ مش عارفة .
وقفت سرين ووضعت يدها على جبين صديقتها قائلة 
_ انت متأكدة انك كويسة يا بنتي 
أومأت بدور بتأكيد وأردفت 
_ ايوة أنا بس مصډومة .
إبتسمت سرين ثم خطفت نظرة إلى إيلين قبل أن تتساءل 
_ طب مش انت وافقت 
_ لا .
طالعتها الفتاتان پصدمة وإعتدلت إيلين في جلستها وهي تصيح 
_ رفضتيه أكملت عنها سرين بتساءل 
_ رفضتيه ليه وانت بتحبيه 
_ مش عارفة انتو طلعتوني بحبه من امتى بس أنا كنت شايفاه زي أخويا انتو مش عايزين تفهموني ليه 
_ لا واضح اوي !
_ وبعدين أنا مرفضتوش .
إنتبهت كلتا الفتاتين إلا كلامها فواصلت 
_ أنا بس قلت لبابا اني محتاجة وقت افكر فيه .
_ تفكري في ايه يا بنتي انت عايزة تجننيني 
صاحت بها إيلين بنفاذ صبر فتحدثت بدور بتذمر 
_ ايه هو مش من حقي اخد وقتي عشان افكر 
أجابت الأخرى بسخرية 
_ لا من حقك ياختي خدي راحتك 
تجاهلت بدور سخريتها وجلست على السرير ونظرت أمامها بشرود .. مرت ثوان صامتة حتى قطعته قائلة بحيرة 
_ بس أنا لسه مصډومة بصراحة هو حبني امتى وازاي أنا مفكرتش خالص انه ممكن يفكر فيا أصلا !
_ لأنك غبية .
هتفت بها إيلين ببرود فطالعتها بدور بغيظ ولم ترد .. بينما جلست سرين إلى جوارها وقالت 
_ السؤال هنا هو انت عملت ايه عشان تخليه يفكر فيك 
رفعت عينيها إليها مجيبة ببراءة 
_ ولا حاجة أنا أصلا مكلمتوش من يوم ما عرفتكم انه مش أخويا .
طالعتها الفتاتان بإستغراب وهمت سرين بالتعقيب على كلامها لكنها توقفت عندما إستمعت إلى أصوات طرقات على الباب تلاه دخولوالدتها وتقدمها من بدور بإبتسامة مرحبة وهي تردد 
_ أهلا وسهلا بيك يا بنتي وحشتينا .
وقفت بدور وإقتربت منها ثم عانقتها قائلة 
_
وانت كمان وحشتيني اوي يا طنط علا .
إبتعدت عنها علا وهتفت بإبتسامة 
_ يبقى النهاردة هتتغدي معانا .
عضت بدور طرف إبهامها متمتمة بحرج 
_ أنا أصلا كنت جاية عشان اقولك اني هاخد البنات وهنتغدى برة !
عقدت علا حاجبيها بإعتراض وقالت 
_ وتتغدوا برة ليه والأكل موجود هنا 
أجابت بدور بسرعة 
_ عشان .. بنت أخويا هي الي عايزة كده .
_ براءة 
أومأت بدور بتأكيد فأردفت علا بإصرار 
_ طب ما تجي هي كمان تتغدى هنا وإلا أكلي مش حلو 
قالت جملتها الأخيرة بحزن مصطنع فأسرعت بدور تهتف 
_ لا طبعا وهو في أكل بيتقارن بأكلك أصلا 
إبتسمت علا في نفسها بينما أردفت الأخرى 
_ بس أخويا معاها برضه وهو أكيد هيرفض يتغدى معانا هنا ودماغه ناشفة ومش هتعرفي تقنعيه !
_ ايه رايك في الأكل يابني 
_ حلو اوي تسلم ايديك .
كانت تلك كلمات أدهم التي نطق بها مجيبا
على سؤال علا وهو يجلس معها هي وزوجها وإبنتيها وبدور وبراءة على مائدة الطعام يتناولونالغداء .. إبتسمت علا بإتساع بينما كانت بدور ترمق أدهم بإستغراب
وريبة من تصرفاته فقد خالف ظنونها تماما عندما عرضت عليه علاتناول الغداء عندهم ووافق على الفور .
أما إيلين فقد كانت تأكل بصمت ولا مبالاة على عكس سرين التي شعرت بالضيق لمجرد تواجدها بمجال يسمح له برؤيتها .. فمنذ أول لقاءبينهم وإعترافه لما فعله بكل برود وهي لا تطيقه حتى بعد تعلقها بإبنته وحتى بعد معرفتها بأن الذنب الذي إقترفه لم يكن مقصودا لكنهفي النهاية أخطأ بإلتجائه إلى الخمر والذي وجب عليه إجتنابه مهما كانت الظروف التي دفعته إلى شربه ولأنها تبغض الشباب المستهترينبدينهم وهي ترى أنه ينتمي إليهم .
أفاقت من شرودها وأفكارها على صوت براءة التي تجلس بينها وبين والدتها تحدثها 
_ انت هتجي معانا صح 
_ اجي معاكو فين 
_ للمول أنا عايزة اشتري هدوم ليا وعايزاك تبقي معايا ممكن 
إبتسمت لها سرين وهي تومئ بتأكيد 
_ طبعا هاجي وهو في حد يقدر يرفض للقمر طلب 
جلس
خالد بجوار رسلان الشارد على مائدة الطعام وطالعه بإستغراب .. حول نظره إلى أكرم ليجده يتناول طعامه بهدوء فهمس مخاطبارسلان 
_ مالك سرحان من امبارح بعد ما اتكلمت مع عمي هو قالك ايه 
أجاب رسلان وهو يقوس شفتيه بضيق 
_ قالي متزعلش لو قولتلك ان بدور رفضتك .
رفع خالد حاجبيه بتعجب وتساءل 
_ هي رفضتك 
_ لا بس موافقتش .. محتاجة وقت عشان تفكر فيه بس بما انها موافقتش على طول يبقى في احتمال ترفضني .
قال جملته الأخيرة بضيق شديد لم يستطع إخفاءه فقال خالد بإبتسامة وهو يطمئنه 
_ متقلقش أنا واثق انها هتوافق دي باين عليها انها مهتمة بيك على فكرة .
عقب رسلان بثقة 
_ وأنا عارف ده كويس بس عارف برضه انها غبية وممكن تفسر إهتمامها بيا على انه حب أخوي .
ضحك خالد بقوة ثم أخفض صوته عندما إلتفت إليه الجميع وهمس لرسلان 
_ مش هستبعد انها تفكر كده لأنها غبية فعلا .
هتف رسلان وهو يرمقه بتحذير 
_ متقولش عليها غبية ! أنا بس الي اقولها كده .
رفع خالد أحد حاجبيه وقال بضحكة 
_ انت هتبداها من دلوقتي والا ايه طب متنساش اني ابن عمها .
نظر رسلان أمامه وتمتم ببرود 
_ بس ده ميديلكش الحق في انك تشتمها .
طالعه خالد بإستنكار لكنه لم يعلق بدأ في تناول طعامه الذي لم يمسه بعد بسبب حديثه مع رسلان ولم تمض دقائق حتى سمع تنهيدةتصدر منه فإلتفت إليه ليجده عاد لشروده دون تناول شيء من الطعام أمامه .
وكز كتفه ليفيق رسلان وينظر إليه بتساؤل فقال 
_ طب انت متضايق ليه لانها موافقتش عليك
على طول 
نفى رسلان برأسه فأردف 
_ والا لأنك خاېف ترفضك 
لم يلق أي رد منه ليعلم أن هذا هو سبب ضيقه .. رفع رأسه إلى السقف بتفكير ثم عاد ينظر إليه قائلا 
_ طب أنا عندي فكرة عشان نخلي بدور تفهم مشاعرها ناحيتك .
تساءل رسلان وقد لمعت عيناه بلهفة 
_ هي ايه 
_ الغيرة .
رمقه رسلان بعدم فهم فردد خالد بشرح 
_ قصدي خليها تغير عليك يعني عشان تفهم انها بتحبك أو معجبة بيك .
_ وده ازاي 
_ شوف أي بنت كده وبين انك مهتم بيها قدام بدور و 
قاطعه رسلان وهو ينفي برأسه بإعتراض 
_ لا يابني أنا مش بحب الحركات دي .
رمقه خالد بغيظ ثم تظاهر بالبرود ورفع كتفيه قائلا 
_ براحتك بس متجيش تشكيلي لما ترفضك !
هتف الآخر ببرود مشابه 
_ مفتكرش اني جيت وشكيتلك مرة انت الي ديما بتزن عليا عشان احكيلك الي شاغل بالي .
إغتاظ خالد أكثر لكنه تابع تصنع البرود وقال 
_ بس أنا متأكد انك هتيجي تشكيلي لما تشوف بدور وهي بتتجوز حد تاني .
نفض تلك الأفكار من رأسه رافضا ذلك رفضا تاما ثم إلتفت إلى خالد وتحدث بتردد 
_ طب .. طب أنا موافق بس .. هنجيب البنت دي منين وبدور أصلا مش بتشوفني غير هنا وهنا مفيش بنات 
إبتسم خالد بإنتصار وأجاب 
_ هنفكر في النقطة دي بعدين اتغدى دلوقتي انت مكلتش حاجة من أول ما قعدت !
أومأ رسلان برأسه وبدأ بتناول طعامه بالفعل ولم يشعر بنفسه وهو يشرد بأفكاره ثانية ولم يفق منها إلا على صوت جده الذي قال جاذباإنتباه الجميع 
_ في حاجة مهمة كده نسيت مقولتلكمش عليها .
تطلع إليه الجميع بإهتمام فركز بنظره على محمد وأكمل 
_ بنت أختي بثينة هتجي بكرة هي وبنتها .
ظهر الضيق على وجه محمد بينما تساءل خالد بإستغراب 
_ مش طنط بثينة دي الي كانت بتلزق في بابا وكانت عايزاه يتجوزها على ماما زمان أنا بقالي كتير مشفتهاش هي خلفت 
أومأ عبد الرحمن بتأكيد وهتف بقلة حيلة 
_ ايوة خلفت والمصېبة ان بنتها نسخة منها وهي عايزة تسيبها هنا لأنها هتسافر مع جوزها عشان يعمل عملية برة مصر !
غلف الضيق وجوه الجميع هذه 
رفع رسلان حاجبه بعدم فهم فأردف خالد 
_ يعني هنستغل بنت طنط بثينة دي عشان نخلي بدور تغير .
ظهرت ملامح الإعتراض على وجه رسلان لكن خالد قاطعه قبل أن يقول شيئا 
_ عارف انك خاېف تلزق فيك أكتر بس متقلقش أنا هبعدها عنك أول ما بدور توافق عليك وعد !
نظر رسلان إلى طبقه ثم عاد يطالع خالد قبل أن يومئ بتنهيدة 
_ تمام إتفقنا .
إرتشفت من كوب
العصير أمامها وبصرها معلق على باب المقهى تنتظر قدوم ذلك المدعو وائل والذي إتصل بيها وطلب منها مقابلته ومنالواضح أنه يريد إصلاح ما بينهما وهي لن ترفض بكل تأكيد .. فهي قد تركته عندما
تم نسخ الرابط