قصه ادهم وهبه

موقع أيام نيوز

علمت بأنه كان يكلم فتيات غيرها فقط لتبدو وكأنهافتاة تغار على حبيبها وتغضب من كذبه عليها حتى لا يشك هو بنيتها الخفية .
_ ازيك يا هناء 
إرتشفت من كوب عصيرها ثانية ثم هتفت ببرود 
_ كويسة من غيرك .
تنهد وائل وقال محاولا إرضاءها 
_ صدقيني يا هناء أنا كنت خاېف اخسرك وعشان كده خبيت عليك اني كنت بكلم بنات .
قلبت عينيها بملل ولم تجبه فأردف بسرعة 
_ بس أنا والله محبتش وحدة فيهم قد ما حبيتك انت !
_ انت عايز تقنعني انك مكنتش بتقول العبارة دي لكل بنت كنت بترتبط بيها 
نفى وائل برأسه مجيبا 
قال جملته الأخيرة بنبرة حاول جعلها دافئة قدر الإمكان وهو يمسك بكفها على الطاولة رافضا تركه .. وللأسف فقد دق قلب هناء لتلك النبرةرغما عنها ورغم علمها ويقينها بأنه لا يحبها وإنما يحاول الإقتراب منها لسبب تجهله .. ولكن يبدو بأن قلبها قد قرر خيانتها والتمرد عليهالصالح ذلك الحقېر .
نفضت تلك الفكرة من رأسها سريعا وتجاهلت قلبها وهي ترمق وائل بجمود ثم تسحب كفها من يده قائلة 
_ أنا كان ممكن أسامحك لو كنت كدبت عليا وبس بس الحركة الي عملتها لما زعلت منك وشفت جدي وقولتله اني خرجت معاك دي الي مشهقدر اسامحك عليها .
عض وائل على شفته ثم هتف بتبرير 
_ أنا مكنش قصدي والله بس انت استفزيتيني لما قلت عليا خاېن وانت عارفة اني بزعل بسرعة والمفروض انك بتحبيني بعيوبي !
منعت هناء بسمة ساخرة من الإرتسام على ثغرها لكنها لم تعلق .. تنهد وائل ثانية ثم قال بنبرة قريبة من الرجاء 
_ هناء ! أنا مستعد أعملك أي حاجة وترجعيلي قوليلي انت عايزة ايه وأنا هعملهولك .
نظرت إليه هناء بغرابة لبعض الوقت ثم هتفت بما فاجأه 
_ خدني للفيلا بتاعتك .
وضعت كوب الشاي أمام شقيقها الذي كان يلعب مع إبنتها لعبة بنك الحظ .. تنهدت بعدم رضا وهي ترمق إبنتها التي تستمتع باللعب دونأن تبالي بذلك المسكين الذي رفضته مرتين .. جلست بجانبها ورغما عنها كانت تنطق بلوم 
_ انت بتلعبي هنا ومبسوطة ولا همك إحساس الولد بعد ما رفضتيه مرتين 
_ سيبيها يا علياء هي مش عايزاه !
هتفت علياء بغيظ 
_ بس هو شاريها والولد واضح انه كويس ومحترم ودخل البيت من بابه !
_ واحنا مش هنغصبها على الجواز هي كبيرة كفاية عشان تقرر بنفسها هتكمل حياتها مع مين .
أومأت علياء بعدم إقتناع وهي تنظر إلى دينا التي ظهر الضيق على وجهها من حديث والدتها إلتفتت إليها بعد صمت وقالت 
_ أنا حرة في اختياري يا ماما ولو اتجوزت يامن مش هبقى مرتاحة معاه لاني أصلا مش طايقاه
فلو عايزاني اتجوزه
ومش مهم راحتيهتجوزه .
تضايقت علياء من طريقة كلامها لكنها تجاهلت ذلك وعقبت 
_ أنا مش معترضة على رفضك ليه أنا معترضة على رفضك لأنك تديله فرصة وتشوفيه مش ممكن تحبيه 
نفت دينا برأسها ببرود 
_ مش ممكن .
ثم تركت أوراق اللعب ووقفت مردفة وهي تخاطب خالها 
_ أنا عايزة اطلع شوية بعربيتك ممكن 
أومأ عامر بتفهم لرغبتها في الإختلاء بنفسها فشكرته ثم خرجت حتى دون أن تغير ملابسها .. دخلت الجراج بعد أخذها لمفتاح سيارة خالهاثم فتحت بابها وهمت بركوبها لكنها توقفت عند شعورها بشخص ما خلفها .
حاولت الإلتفات لترى هوية ذلك الشخص القابع خلفها تماما لكنه أمسك بذقنها بقوة يمنعها عن ذلك ثم وضع منديلا مخدرا على أنفها قبل أنتفكر في الصړاخ ..قاومت دينا في بادئ الأمر وحاولت إبعاد يديه عنها لكن قدرتها على المقاومة بدأت تتلاشى شيئا فشيئا حتى سقطت بينذراعيه فاقدة
للوعي .
كانت براءة تسير بجوار سرين في المجمع التجاري عندما لاحظت غياب والدها الذي كان يمشي خلفهما فإستدارت لتجده يجلس بعيدا علىمقعد شاغر والتعب باد على
وجهه .
سحبت يد سرين ثم عادت إليه معها ووقفت أمامه متسائلة 
_ مالك يا بابا انت تعبت بالسرعة دي 
نظر إليها بإستنكار وصاح 
_ بالسرعة دي ايه احنا بنلف من ساعتين تقريبا وانت لسه مشتريتيش حاجة !
ثم حول بصره إلى سرين التي كانت تقلب فستانا ما في المحل الذي يجلس قربه وأردف بصوت وصل إليها 
_ وأنا كنت فاكر انك انت بس
الي هتشتري هدوم ليك وإلا مكنتش هوافق اجي معاكم عشان أنا عارف البنات لما يفكروا يعملوا شوبينج !
طالعته سرين بضيق وهي تشعر أنه يقصد بأنها هي من تقوم بتعطيلهم فتركت الفستان وقالت وهي تسير وتتخطاه 
_ طب يلا نشوف حاجة نشتريها لبراءة بسرعة عشان نروح وأنا آسفة على التعطيل .
وكزت براءة ذراع والدها بلوم فشعر هذا الأخير بالذنب وقال يستوقفها 
_ استني أنا مكنش قصدي وممكن تشتري الفستان ده لو عجبك .
كان يتحدث مشيرا إلى الفستان الذي كانت تقلبه قبل قليل فإلتفتت إليه قائلة 
_ شكرا مش عايزاه سعره غالي أصلا .
ثم واصلت سيرها وتبعتها براءة بينما وقف أدهم ونظر إلى الفستان الذي بدا أنه أعجبها ولكن بسببه تراجعت عن شراءه فكر قليلا قبل أنيدخل المحل مقررا إصلاح الأمر بينهما كما أقنعته براءة .
بينما في جهة أخرى من المجمع التجاري كانت بدور وإيلين تتبادلان أطراف الحديث وهما تنتقلان من محل إلى آخر بعد أن تركتا سرينوحدها رفقة أدهم وبراءة حتى تطرقت بدور إلى الحديث عن يامن والذي كان موضوعه مع دينا يشغل تفكيرها فقالت بحزن 
_ يامن صعبان عليا اوي يا إيلين انت مش شايفة حالته بقت ازاي لما دينا رفضته للمرة التانية .
نظرت إليها إيلين بملل قائلة 
_ البت دي غبية زيك هو في حد عاقل بيرفض النعمة مرتين 
هزت بدور رأسها توافق كلامها وعقبت 
_ فعلا انك تلاقي حد شاريك زي يامن دي نعمة بتتمناها كل البنا 
قطعت كلامها وهي تنتبه إلى جملتها الأولى فوقفت فجأة وصاحت وهي ترمق إيلين بغيظ 
_ قصدك ايه بانها غبية زيي يعني أنا غبية !
أومأت إيلين ببرود وأردفت متجاهلة نظرات بدور الغاضبة 
_ غبية طبعا بما انك شايفة ان رسلان أخوك مع انك انت برضه من جواك بتحبيه بس هتضيعيه بغباءك .
أشاحت بدور بوجهها بلامبالاة وتمتمت 
_ مش عارفة ليه كلكم مصرين ان إهتمامي بيه حب .
إستمعت إيلين إلى تمتمتها فقالت ببساطة 
_ لأنك غبية .
زفرت بدور بغيظ منها ثم سحبتها قائلة 
_ فكك مني دلوقتي وتعالي نروح العربية ونستنى أدهم والبنات هناك لأني تعبت .
رضخت إيلين لطلبها وسارت معها حتى وصلا إلى موقف السيارات ووقفا بجوار سيارة أدهم .
رفعت بدور هاتفها إلى أذنها لتتصل بشقيقها وتسأله عن مكانه لكنها أخفضته ثانية وهي تنظر إلى تلك السيدة التي تركب سيارة حمراءوتشغلها إستعدادا للرحيل .
أوقعت الهاتف وهي تنظر إلى السيارة التي إنطلقت من مكانها وهمست پصدمة 
_ ماما ! كانت تجلس على أريكة بقاعة الجلوس وجوارها والدها يحاول تهدئتها وهي تصيح بحلفان 
_ أنا مش بخرف والله ! أنا متأكدة اني شفتها معقول مش هعرف ماما 
نظر إليها جميع أفراد العائلة المتجمعين حولها بعدم تصديق وهتف أكرم بحيرة 
همست بتعب وهي تضع رأسها بين كفيها 
_ مش عارفة !
أغمضت عينيها بتشتت وحاولت تهدئة نفسها وإقناعها بأنها تتوهم بالفعل فوالدتها متوفاة وهي متيقنة من ذلك .
فتحت عينيها ثانية عندما شعرت بأحد يجلس على يسارها فإلتفتت إليه لتجده رسلان .. نظر إليها هذا الأخير بإهتمام قائلا 
_ احكيلنا على التفاصيل .
أومأت بطاعة ثم بدأت بالحديث 
_ كنت واقفة مع إيلين جنب عربية أدهم وطلعت فوني عشان ارن عليه بس لاحظت ست شبه ماما اوي ولما ركزت فيها اكتر لقيت انها مامافعلا يعني مستحيل تبقى في ست شبهها للدرجادي ! أول ما شفتها فضلت مصډومة وما فوقتش غير لما لقيتها بتبعد بالعربية .. جريتوراها عشان الحقها بس معرفتش وقدرت بس احفظ رقم العربية ولونها طبعا !
إنتهت من كلامها وهي ترفع عينيها إلى الجميع لتجد ملامحهم تؤكد عدم تصديقهم لما تقول .. حولت بصرها إلى رسلان فوجدته ينظر إلىالفراغ بشرود وهمس دون أن يشعر 
_ شبهها 
_ احنا لازم ندور عليها !
مط أكرم شفتيه بتفكير ثم أومأ برأسه وقال 
_ اعمل الي انت عايزه .
لمعت عينا بدور بأمل ونظرت إلى رسلان بإبتسامة إمتنان فإنحنى هذا الأخير على أذنها هامسا 
_ الحقيقة هتظهر قريب ..
قطبت حاجبيها بعدم فهم لمقصده لكنها لم تستطع أن تسأله بسبب وقوفه وإبتعاده متجها إلى الأعلى .. رمقت الجميع بنظرة سريعةإستطاعت من خلالها ملاحظة غياب يامن فتساءلت 
_ هو يامن فين 
أجاب عمها أحمد وهو يضع هاتفه على أذنه يتصل به 
_ مش عارف برن عليه من بدري بس هو قافل تلفونه .
أخفض هاتفه عندما لم يجد أي رد فأردف قبل أن يغادر القصر 
_ هروح اشوفه ممكن يكون قاعد برة .
تبعته بدور بعينيها لتلاحظ وجود سرين وإيلين في موقع بعيد عنهم قليلا وبجانبهم براءة .. إقتربت منهم وإعتذرت قائلة 
_ آسفة يا بنات انشغلت بحكاية ماما ونسي 
قاطعتها سرين وهي تربت على كتفها بإبتسامة 
_ مش مهم المهم اننا اتطمنا عليك .
ثم إلتفتت إلى إيلين وأردفت 
_ يلا نروح دلوقتي .
أومأت إيلين ثم إتجهت
كلتاهما للخروج لكن صوت أدهم إستوقفهما قائلا 
_ استنوا هوصلكم .
إستدارت إليه سرين وهمت بالرد لكنها وجدته يخرج متجها إلى سيارته وإيلين تبعته دون إعتراض .. زفرت بضيق ثم سارت خلفهما بعد أنقامت بتوديع بدور .
ركبت السيارة
بجانبه بناء على طلبه ولم تعترض لأنها متعبة وليست مستعدة لإختلاق شجار معه .. إلتزم الثلاثة الصمت طوال الطريق حتىوقف أدهم بسيارته أمام بيتهم .
نزلت إيلين سريعا وهمت سرين بالنزول كذلك لكن أدهم إستوقفها قائلا وهو ينزل من السيارة 
_ استني هنا ثواني !
نظرت إليه بإستغراب وهو يفتح حقيبة السيارة ويخرج منها كيسا يحمل علامة المحل الذي كانت به ثم تقدم منها وقدمه لها قائلا بنبرة تحملبعض الإحراج 
_ ده ليك .
_ ايه ده 
تساءلت رغم علمها بما في الكيس ولكنها لم تتوقع أن يقوم بفعل كهذا أجاب وهو يخفض نظره إلى الأرض 
_ الفستان الي عجبك والي بسببي مشتريتيهوش !
_ قولتلك اني مخدتوش عشان سعره مش بسببك .
رفع يده أكثر قائلا بإصرار 
_ مش مهم السبب أنا اشتريته خلاص !
إبتسمت رغما عنها وأخذت الكيس وهي تهمس 
_ شكرا .
بادلها الإبتسامة ثم ألقى السلام وإستقل سيارته ليعود إلى القصر تاركا إياها تنظر إلى الكيس بشرود وهي تفكر في تغير طريقته معهافجأة .. فقد كان لا يطيقها أبدا كما تفعل ولكنه الآن أصبح .. لطيفا قليلا !
فتحت عينيها ببطء وجالت ببصرها على المكان تحاول أن تستوعب أين هي الآن .. إعتدلت في جلستها عندما وجدت نفسها مستلقية علىأريكة في قاعة جلوس بشقة تراها لأول
تم نسخ الرابط