رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامه
المحتويات
بمرح
أخيرا أختك اعترفت وقالت بحبه يا سماح
زغرطت ريهام قائله
أخيرا .. يا فرحة قلبك يا عمر يا ابن طنط كريمة .. أخيرا نلت الرضا السامى و ياسمين بذات نفسها قالت انها بتحبك
قالت ياسمين بدلع
بصراحة بعد اللى عمله دخل مزاجى
قالت ريهام فى مرح
دخل مزاجك بس .. ده المفروض يدخل عقلك وقلبك وشرايينك وكل حته فيكي .. يعني المفروض لو عملنالك تحليل شامل نلاقى عمر جواكى عمال ينتشر وتوغل ويتسرب ويستمر ويستمر ويستمر
انتوا في ايه مالكوا .. ياريتنى مكنتش فتحت بقى أنا غلطانه أصلا
ريهام بمرح
لأ أبوس ايدك .. احنا طلعت عنينا عشان ناخد منك الإعتراف ده .. اوعى ترجعى فى كلامك .. خلى الدنيا تمشى حلو بأه .. ونعمل خطوبتى وخطوبتك فى يوم واحد
ابتسمت سماح وقالت
حد كان يصدق ان احنا التلاته ناخد 3 صحاب
لأ بصراحة عمرى ما كنت أتخيل
ريهام مبتسمه
ولا أنا .. سبحان الله
ثم نظرت الى ياسمين قائله
أنا من أول يوم وأنا بقولك ان حسه انى البلد دى وشها حلو علينا وهنطلع منها بفردتين .. ادينا خدنا أحلى فردتين فى البلد
لم تتمالك سماح و ياسمين نفسهما من الضحك .. قالت سماح
آه لو يسمع كرم موضوع الفردتين دول مكنش عتقك يا ريهام
احم احم فى خبر كده عايزة أقولكوا عليه
نظر اليها كل من ريهام و ياسمين .. فإبتسمت قائله
أنا حامل
صاحت الفتاتان فى فرح .. قالت ياسمين
بجد يا سماح .. ألف ألف مبروك
قالت ريهام فى سعادة
مبروك يا سماح ربنا يتمم حملك على خير يارب
قالت ضاحكة
الله يبارك فيكوا .. أنا عرفت فى اليوم اللى ياسمين اتخطفت فيه .. والحمد لله أهى رجعت وسطينا تانى قولت أبشركوا بالخبر ده
بجد ده أحلى خبر سمعته .. ياه بقالى فترة طويلة مفرحتش كده .. يعني هبقى أخيرا خالتو
عانقتها سماح قائله
طبعا يا ياسمين انتى أكتر من أختى
صاح كرم بمرح
وأخيرا هنشوف نسل واحد مننا .. أنا كنت بدأت افقد الأمل خلاص
قال عمر ل أيمن بسعاده
ألف ألف مبروك يا أيمن .. بجد فرحتلك أوى
ربنا يكرمك يا عمر .. يلا اتجدعنوا انتوا كمان خلونا نفرح بيكوا بأه بدل أعدتكوا كده .. بأه شكلكوا وحش
ضحك عمر .. صمت قليلا ثم قال
أنا عايز أكلم أبوها تانى .. بس خاېف يفتكر انى بستغل الموقف
قال أيمن
لأ الموضوع مفيهوش استغلال فرص ولا حاجه .. يعني ده جواز
قال عمر بقلق
خاېف يفتكر انى بضغط عليهم عشان يعني اللى عملته مع ياسمين
لأ محدش هيظن كده .. المهم ياسمين نفسها انت مالى ايدك منها المرة دى ولا هترفض زى المرة اللى فاتت
فكر عمر قليلا ثم قال
بصراحة مش مالى ايدي أوى
ثم ابتسم بخبث قائلا
بس برده ايدي مش فاضيه
قال كرم بمرح
يبأه على
خيرة الله .. توكل على الله وكلم أبوها تانى
ابتسم عمر قائلا
بس المرة دى أنا مش هتكلم فى خطوبة
صاح كرم قائلا
الله .. اشمعنى انت .. أنا كمان مش عايز خطوبة
قال أيمن بمرح
الله الله أهو هو ده الكلام .. يلا عشان نخلص منكوا انتوا الجوز مرة واحدة
اتصل أيمن ب سماح ونزلت من
عند صديقتها ليعودا الى منزلهما .. سألته عن تطورات التحقيقات فأجابها قائلا
بسطويسي و مها اتقبض عليهم .. والبوليس بيدور على مصطفى متخفيش أيام ويتقبض عليه ان شاء الله
قالت سماح بحنق
ربنا ينتقم من اللى اسمه مصطفى ده .. ده هيكون عبرة ان شاء الله ولسه عقابه عند ربنا .. ده بجد انسان ظالم أوى
نامت ريهام .. وظلت ياسمين ساهره .. تفكر فى كل ما حدث لها .. وفيما قاسته منذ ۏفاة والدتها رحمها الله .. ثم وصلت بتفكيرها الى عمر .. عندما تذكرته ابتسمت .. نعم لقد أحبته .. دخل قلبها رغم الأسوار العالية التى بنتها حوله .. ملك مشاعرها وكل كيانها .. برجولته وغيرته وخوفه عليها .. التفتت الى هاتفها لتراه يضئ فى صمت .. نظرت فوجدت رقما لا تعرفه .. تعجبت من الذى يتصل بها فى هذا الوقت .. ظنت بأنه ربما يكون مصطفى .. شعرت بالخۏف .. لم ترد .. اتصلمرة أخرى .. غلبها الفضول ففتحت الخط دون أن
ترد .. ولدهشتها سمعت صوت عمر يقول
ازيك يا ياسمين
صمتت ولم تجب .. كانت مندهشة من اتصاله بها .. أكمل عمر بصوت حانى
كنت قلقان عليكي وحبيب بس أسمع صوتك
صمت قليلا ثم قال
وحشتيني أوى
خرجت ياسمين من صمتها قائله
أنا آسفة مضطرة أقفل
قال بصوت دافئ
ماشي .. أنا بس كنت حابب أسمع صوتك .. ممكن أطلب منك طلب
صمتت .. فأكمل قائلا
أنا واقف تحت البلكونه .. ممكن بس تبصيلي .. وحشتيني الساعتين دول .. عايز بس أشوفك
شعرت بسعادة غامرة .. لكنها قالت بخفوت
أنا أسفه مش هينفع
طال صمته ثم تنهد قائلا
طيب خلى بالك من نفسك .. لو احتجتى أى حاجه ده رقمى سيفيه عندك .. تصبحى على خير يا حبيبتى
خفق قلبها بشدة عندما سمعت منه حبيبتى .. أغلقت .. وقامت تفتح باب الشرفة بهدوء .. وقفت خلف الستارة .. رأته بالفعل .. كان ينظر بإتجاه الشرفة .. وقف قليلا ثم انصرف عائدا الى بيته .. تابعته ياسمين بعينيها والإبتسامه على شفتيها
فى اليوم التالى ظلت ياسمين حبيسة غرفتها .. التزمت بتعليمات الطبيبة براحة وعدم ارهاق نفسها .. فى منتصف النهار .. رن هاتفها لتجد رسالة من عمر فتحتها لتجد مكتوب فيها
وحشتينى .. على قدر ما فى المنام تأتينى
وحشتينى .. على قدر ما فى الأحلام تزورينى
وحشتينى .. على قدر الحب الذى بيه وهبتينى
ومنه حرمتينى .. واليه ارجعتينى .. وحشتينى
حبيبتى .... ببعدك لا تزيدينى .. فأنت بداخلى وفى تكويني .
شعرت بسعادة لذيذة تجتاح كل كيانها .. تسللت الابتسامه الى شفتيها .. ضمت هاتفها الى صدرها تعانقه .. نظرت الى كلماته مرة أخرى .. قرأتها مرات ومرات .. والابتسامه لا تفارق شفتيها .. وقلبها لا تهدأ سرعة ضرباته .
بعد المغرب .. قال نور ل كريمة و عمر
ما تيجوا يا جماعة نخرج شوية .. نتعشى بره فى أى مكان
قالت كريمه بسعادة
والله فكرة .. حتى تغيير جو .. قولت ايه يا عمر
فكر عمر قليلا ثم قال
لأ روحوا انتوا يا ماما
قالت كريمه تحثه
وتعد لوحدك فى البيت ليه تعالى معانا تغير جو .. الواحد أعصابه تعبت اليومين اللى فاتوا
لأ معلش يا ماما روحوا انتوا .. وكمان عندى شغل كتير متراكم عليا .. الأيام اللى فاتت انتوا عارفين أنا مكنتش بهتم بالشغل خالص ..وفى حاجه كتير لازم تخلص
خلاص يا حبيبتى ربنا يعينك .. على العموم لو غيرت رأيك كلمنا
خرج والداه وركبا السيارة وانطلقا الى المنصورة .. ذهب عمر الى مكتبه .. ليبدأ عمله .. كان ينظر الى هاتفه كل فتره .. وكأنه ينتظر اتصالا أو رسالة منها .. يعلم بأنها لن تفعل ذلك .. لكنه بقى متأملا
شعرت ياسمين بالملل .. فنزلت لتتمشى قليلا فى المزرعة .. ظلت تمشى لساعات وسط الطبيعه الخلابه .. لم تجرب السير فى المزرعة ليلا .. وجدت له مذاقا خاصا .. والنسمات المنعشة أفادتها كثيرا .. أخذتها قدماها قرب بيت عمر ألقت نظرة على البيت وابتسمت .. أخرجت هاتفها وأعادت قراءة الرسالة مرة أخرى .. ثم أكملت طريقها .. عندما همت بالعودة .. نظرت لتجد قرب البوابة عند الأسلاك الشائكة .. رجل يحاول اقټحام المكان والتسلل من بين الأسلاك .. دب الخۏف فى أوصالها .. شعرت الړعب .. خاڤت أن تتقدم أكثر فيراها الرجل .. دققت النظر تحت ضوء القمر .. لتجد أن للرجل هيئة كهيئة مصطفى .. لم تستطع رؤية ملامح وجهه جيدا بسبب الظلام .. لكن كان نفس الهئية والجسم
.. كان قد اقترب بالفعل من الدخول من بين الأسلاك .. فزعت .. خاڤت أن تجرى فى اتجاه حجرة الغفير فيراها مصطفى ويسرع بالإمساك بها .. شعرت بأن تفكيرها قد شل من الخۏف .. جرت فى الإتجاه الآخر .. ثم وجدت نفسها تلقائيا تصعد الدرجات الى بيت المزرعة ..
أخذت تطرق الباب بسرعة منادية
عمر .. عمر
تجمعت الدموع فى عينيها وهى تطرق الباب بقوة .. وتنظر يمينا ويسارا خشية من أن يلحق مصطفى بها .. ويمسكها وينتقم منها .. فهى الشاهدة الوحيدة عليه .. عمر لم يرى وجهه .. ولم يتعرف صوته أحد غيرها .. وهى تعلم أنه لن يتردد لحظة فى قټلها اذا سنحت له الفرصه .. لينقذ نفسه من السچن .. طرقت الباب بهلع وأخيرا فتح عمر .. نظر اليها بلهفة قائلا
ياسمين مالك فى ايه
قالت ياسمين بصوت مرتجف وبأنفاس متقطعه
مصطفى
سألها بهلع
هو فين .. عملك حاجه
ابتلعت ريقها وقالت بأعين دامعه
شوفته بيحاول يدخل من السلك اللى جمب البوابة
جذبها عمر من ذراعها بقوة وأدخلها البيت وقال بحزم
خليكي هنا واقفلى الباب كويس
من جوه ومتفتحيش لحد غيرى
أغلق الباب خلفه .. فتأكدت من غلقه جيدا .. ثم توجهت الى احدى النوافذ القريبه تستطلع الأمر منها .. رأت عمر يسير بإتجاه البوابة .. خاڤت عليه بشدة .. خاڤت أن يهاجمه مصطفى .. خاڤت أن يكون مصطفى حاملا للسلاح ويتهور ويطلق الڼار على عمر .. شعرت بالخۏف والفزع .. ليتها لم تأتى اليه .. ليتها لم تقحمه فى الأمر وجرت بإتجاه البوابة الى حيث غرفة الغفير .. وقفت فى نافذة أخرى فلم ترى شيئا .. اختفى عمر من أمام ناظريها وأعاقتها الأشجار عن متابعة ما يحدث .. تساقطت العبرات على وجنتيها .. هى آمنه فى الداخل .. وهو فى الخارج تحت رحمة هذا المچرم .. أخرجت هاتفها وحاولت أن تتصل به .. رن الهاتف ثم سمعت طرقات على الباب .. انتفضت .. أغلقت الهاتف وتوجهت الى الباب .. سمعت الطرقات مرة أخرى .. قالت بصوت مرتجف
مين
أتاها صوته
افتحى يا ياسمين أنا عمر
شعرت بالخۏف .. ماذا لو كان مصطفى معه .. ماذا لو كان يهدده .. قالت بشك بصوت مضطرب
انت لوحدك ولا مصطفى معاك
صمت قليلا ثم أتاها صوته فى حنان
متخفيش أنا لوحدى .. مصطفى مش موجود متخفيش
مازالت تشعر بالخۏف .. قالت له فى حيرة وألم
طيب ما ممكن يكون مصطفى بيهددك بالسلاح دلوقتى عشان تقولى انه مش معاك وأفتح الباب وهو يدخل
طال صمته .. ثم أتاها صوته الدافئ وهو يقول
لو فعلا ده حصل و مصطفى أو غيره هددنى عشان أديكي الأمان وتفتحى الباب .. فأنا أفضل انه يقتلنى ولا انه يطول شعره منك .. مش ممكن أسمح لحد انه يأذيكي
متابعة القراءة