رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامه

موقع أيام نيوز


تطوع وأخبره .. أكمل قائلا 
انتى هتروحى مع والدك أكيد مش كدة
أومأت برأسها قائله 
أيوة .. ريهام هتفضل هنا
نظر عمر اليها قائلا 
أنا حابب آجى معاكوا 
نظرت اليه بدهشة قائله 
ليه 
ابتسم بحنان قائلا 
عشان مش هطيق أستحمل أعد هنا .. وعشان كمان ما تتبهدلوش فى المواصلات لوحدكوا 

قالت له بجديه 
مفيش داعى يا بشمهندس .. أنا ووالدى هنروح لوحدنا
تأملها قائلا 
مش عايزانى آجى معاكى 
قالت ببرود 
لأ .. زى ما قولت لحضرتك مفيش داعى .. وكمان أنا مش عايزه وجودك يسببلى مشاكل
صمت قليلا ثم قال بضيق 
طيب .. زى ما تحبي ..
قال ذلك ثم تركها وانصرف .. ودخلت هى وبدأت فى أداء عملها .. وعقلها مشغول بسر اهتمامه بها
تسلم ايدك يا ريهام .. سرعة واتقان 
قال كرم هذه العبارة وهو يتأمل الورق الذى قدمته اليه .. ابتسمت لإطراءه قائله 
شكرا
نظر اليها قائلا 
اخيرا ابتسمنا
اختفت ابتسامتها وعادت ملامحها الى الجديه مرة أخرى
.. فنظر اليها قائلا بمرح 
طفتيها ليه ماكانت منوره
استأذنته قائله 
حضرتك تطلب حاجة تاني 
أرجع ظهره واستند به على مقعده ونظر اليها قائلا 
أنا عرفت ان أختك دكتورة بيطرية وبتشتغل هنا فى المزرعة 
أومأت ريهام برأسها قاله 
أيوة .. ووالدى كمان
نظر كرم اليها بدهشة قائلا 
والدك كمان بيشتغل هنا فى المزرعة
أيوة .. مسؤول عن مخزن العلف
اندهش كرم .. لكنه لم يزيد فى الأسئله .. وقبل أن تنصرف قال لها 
ممكن يا آنسه ريهام تطلبى من الفراش يعملى قهوة
ثم نظر اليها مستعطفا اياها قائلا 
بصراحة مكسل أقوم .. خليكي جدعه واطلبيهالى
هزت رأسها وخرجت من مكتبه وعيناه تتابعانها
جلست سماح بجوار زوجها الذى يطوقها بذراعه واضعه رأسها على صدره يشاهدان أحد البرامج فى التلفاز .. انتهى البرنامج فالتفتت اليه سماح قائله 
أيمن عايزة أسألك عن حاجه
نظر اليها أيمن قائلا 
قولى يا حبيبتى
اعتدلت فى جلستها ونظرت اليه قائله 
ايه أخبار عمر صحبك .. مفيش جديد 
نظر اليها بإستغراب قائلا 
جديد من حيث ايه 
يعني .. انت كنت قولتلى انه خاطب
أيوة وقولتلك انه فسخ
قالت سماح

بإهتمام 
يعني مبيفكرش يرجعلها
قال أيمن بثقه 
مستحيل يرجعلها .. أصلا ربنا نجاه منها
صمتت سماح قليلا تفكر فى كلامه ثم قالت 
ومبيفكرش يخطب قريب 
تفرس أيمن فيها قائلا بإبتسامه خبيثه 
انتى عايزه تعرفى ايه بالظبط 
أمسكت الريموت وانشغلت بالتقليب فى القنوات قائله 
هكون عايزه أعرف ايه يعني
الټفت اليها أيمن ونظر اليها قائلا 
طيب أنا عايز أسألك عن حاجه
نظرت اليه فقال لها 
هى ياسمين لسه حسه بحاجه ناحية زوجها
نظرت اليه بدهشة قائله 
حسه بحاجه يعني ايه 
حثها قائلا 
يعني لسه بتحبه والقضية اللى رفعتها كانت عشان كرامته بس
هتفت سماح قائله
أيمن .. ياسمين مكنتش بتحب مصطفى أصلا ..حتى من قبل ما يضربها وېخونها
قال فى دهشه 
ازاى يعني
زى ما بقولك مكنتش بتحبه ولا حتى كانت بترتحله .. باباها هو اللى جوزهولها وهى مكنتش عايزه تتجوز
عقد ما بين حاجبيه وسألها مستفهما 
وليه باباها عمل كده 
تنهدت فى حسره قائله 
عشان مامتها ماټت فجأة .. والبنتين ملهمش حد .. مقطوعين من شجرة.. مصطفى كان عايز يتجوز بسرعة .. ووالدها وافق .. عشان يطمن عليها لو حصله حاجه
فكر أيمن قليلا ثم قال 
منطق غريب .. يعين أجوز بنتى لواحد هى مش مرتحاله .. عشان أطمن عليها أما أموت
هو تفكيره وصله لكده .. هو بيحبها جدا هى و ريهام وأنا واثقه ان ده من خوفه عليها .. زى الدبه اللى قټلت صاحبها من كتر حبها فيه 
صمت أيمن قليلا يفكر فيما قالته سماح .. ثم قال 
ربنا يخلصها منه .. وتكسب القضية
قالت سماح بحماس 
أنا واثقه انها ان شاء الله هتكسبها وهتطلق منه .. مفيش قاضى عنده ضمير ممكن يرفض انه يطلقها من واحد حقېر زى ده .. ده كان عايز يغتصبها
هتف أيمن بدهشة 
انتى بتتكملى بجد .. ازاى يعني 
قالت وهى تشعر بالإحتقار تجاه مصطفى 
واحد لا عنده دين ولا أخلاق ... كان عايز ياخد حقه ڠصب عنها .. وبعد ما ضربها كمان .. لولا ان واحد من الجيران خلصها منه
ثم استطردت قائله 
أصلا أنا نسيت أقولك .. هى أصلا لسه ........
قاطعها جرس هاتف أيمن .. رد أيمن قائلا بمرح 
ياريتنى كنت جبت سيرة جنية فضه
أتاه صوت عمر ضاحكا 
وأنا أقول عمال أشرق من الصبح ليه .. أتاريك عمال تقطع فى فروتى
بالخير يا باشا 
بقولك ايه انت وراك حاجة يوم الأربع
قال أيمن بدهشة 
يوم الأربع .. عادى يعني ورايا الشغل العادى بتاع كل يوم .. ليه فى حاجه
بدا عمر مترددا قليلا .. ثم قال بجديه 
أيمن عايزك تروح مع ياسمين ووالدها المحكمة
ابتسم أيمن ونظر الى سماح التى كانت تتابع ردود أيمن بإهتمام 
اشمعنى يعني 
هى رافضه انى أروح معاهم .. بس لو انت عرضت على والدها أعتقد مش
هيرفض
أيوة يعني انت هتستفاد ايه من كده 
قالت عمر بنفاذ صبر 
عشان أبقى متابع معاك أول بأول يا أيمن 
ابتسم أيمن بخبث قائلا 
هو الموضوع يهمك أوى كده 
ساد الصمت لفتره .. ثم أتاه صوت عمر قائلا 
أيوة .. يهمني
اتسعت ابتسامة أيمن قائلا 
خلاص مفيش مشكلة .. حتى آخد سماح بالمرة أهى تبقى جمبها
رفعت سماح حاجبيها بدهشة .. أنهى أيمن مكالمته فقالت له بلهفة 
قالك ايه عمر .. وهتاخدنى فين 
قال أيمن وهو مازال محتفظا بإبتسامته 
عمر طلب منى انى أوصل ياسمين ووالدها المحكمة 
بدت الابتسامه على وجه سماح قائله بخبث 
وايه سر اهتمامه ده
قال أيمن بخبث مماثل 
الله أعلم .. يمكن شفقه
تلاشت ابتسامة سماح وقالت فى حنق 
ليه بأه ان شاء الله .. هى ياسمين ناقصة ايد ولا ناقصة رجل .. عشان يحس نحيتها بالشفقه
ضحك أيمن قائلا 
طيب قومى حضريلنا العشا .. وسيبى الأكل يستوى على ڼار هادية
وغمز بعينه قائلا 
فهمانى طبعا
ابتسمت ونهضت لتحضر طعام العشاء.
دخل كرم شرفة بيت المزرعة ليجد عمر واقف فى الظلام شاردا .. اقترب منه ووضع أمامه على سور الشرفة أحد الأكواب الساخنة التى يحملها والتى تتصاعد منها الأبخرة .. نظر عمر الى صديقه ثم أخذ الكوب بين يديه .. تناول كرم رشفه من كوبه .. ثم نظر الى عمر قائلا 
شكلها ايه 
نظر اليه عمر بدهشة قائلا 
هى مين دى 
قال كرم بخبث 
اللى واكله عقلك
ابتسم عمر وأخذ يتأمل ما أمامه مرة أخرى .. وقف كرم بجواره مستندا على السور ومال على صديقه قائلا 
أهم حاجه انك متتسرعش .. عشان متقعش تانى فى واحدة متستاهلش
الټفت عمر اليه وقال بسرعة 
لأ دى مش زى أى حد
صفق كرم بيديه وهتف بمرح 
يا سلام عليك يا واد يا كرم .. لعييييييييييب .. تخرج المعلومة من بق الأسد 
ضحك عمر فأكمل كرم بمرح 
قول يا حبيبى قول .. عايزك تطلع كل اللى جواك .. عايزك تستفرغ كل اللى عندك
ضحك عمر قائلا 
روح الله يقرفك
يلا .. خلص 
صمت عمر وأخذ نفسا عميقا .. وبعد برهه بدأ الحديث قائلا 
مستألنيش اشمعنى هى .. لانى مش عارف تحديدا .. بنت عمرى ما قبلت زيها .. 
ابتسم كرم ونظر الى صديقه قائلا 
ايه أكتر حاجه عجباك فيها
ابتسم عمر وهو يستحضر صورة ياسمين فى خياله قائلا 
طيبتها .. حنيتها .. رقتها .. خجلها .. ضعفها .. قوتها .. أدبها .. أخلاقها .. طباعها .. حتى

ملامحها .. كل حاجه فيها بتجذبنى .. فضلت تتسلل لقلبي بهدوء وببطء لحد ما اتمكنت منه .. 
نظر الى كرم قائلا 
عارف يا كرم .. أنا كنت بحب نانسي .. بس الاحساس اللى أنا حسه دلوقتى .. مختلف تماما
سأله كرم قائلا 
ازاى مختلف 
شرد عمر قليلا ثم قال 
لما حبيت نانسي حبيت فيها البنت الدلوعه الجميله المرحه .. بس كده .. كانت بتعجبنى .. من بره بس .. حبيت اللى أنا شايفه منها بس .. لكن ياسمين ..
صمت قليلا ثم ابتسم قائلا 
احساسى نحيتها حاجه تانية خالص .. عارف يا كرم لما بشوفها بحس انى خاېف عليها أوى .. بحس انى ملهوف عليها أوى .. بحس انى شايف قلبها .. وحسه .. وسامع دقاته ..
التف الى صديقه قائلا 
تصور يا كرم عمرها مسمحت لزوجها انه ېلمس ايدها لما كانت مخطوباله 
هتف كرم ينظر الى صديقه قائلا 
نعم يا اخويا ... هى متجوزة 
قال عمر بأسى 
أيوة
صاح كرم قائلا 
عمر انت اتهبلت فى عقلك .. معجب بواحدة متجوزة
هتف عمر بنفاذ صبر 
اصبر يا بنى آدم وانت تفهم
ثم استطرد قائلا 
هى رافعة قضية خلع على زوجها .. لأنه خاڼها وضربها .. هى أصلا متجوزتش الا شهر واحد بس
سأله كرم بإستغراب 
وانت شوفتها فين ولا عرفتها منين 
ما هى أخت سكيرتيرتك
هتف كرم قائلا 
نعم 
صمت قليلا ثم قال 
لأ واحدة واحدة كدة
.. وترسيني على الدور من أوله
شرح له عمر كل ما يعرفه عن ياسمين وأهلها .. وهروبهم من مصطفى والعمل فى مزرعته .. ثم استطرد قائلا 
كمان يومين هيكون النطق بالحكم 
قال كرم بجديه 
عمر متعلقش نفسك عشان متقعش على جدور رقبتك .. افرض القاضى محكملهاش بالطلاق ورجعت تانى لجوزها
صاح عمر غاضبا 
هو أنا كنت بحكيلك كل ده عشان تيجي تحبطنى يا كرم .. أنا مش ناقصك .. كفايه الڼار اللى قايده جوايا بسبب جوازها .. أنا عمرى ما كنت أتخيل انى ممكن أفكر فى واحدة كانت متجوزة قبل كده .. انت عارف انى غيور جدا .. بمۏت من الغيرة .. وعلى دى بالذات أنا واثق انى غيرتى عليها هتبقى أضعاف ما كنت بغير على نانسي .. فلو سمحت أنا مش ناقص تحرقلى دمى بكلامك
ثم تركه عمر ودلف الى الداخل.
فى استراحت الغداء كانت شيماء تتناول غدائها بمفردها .. فجأة أتت مها وأزاحت احدى الكراسي على طاولتها پعنف وجلست ووضعت طعامها أمامها .. نظرت اليها شيماء قائله 
مالك جايه بزعابيبك كده ليه
نظرت اليها مها هاتفه پغضب 
شوفتى اللى حصل .. الهانم اخت البرنسيسة اشتغلت سكرتيره عند الباشا
نظرت لها شيماء بعدم فهم قائله 
ايه .. أقطع دراعى ان كنت فهمت
قالت مها بغل 
ريهام .. أخت الدكتورة ياسمين .. اشتغلت سكرتيرة عند البشمهندس كرم 
قالت شيماء 
عادى وفيها ايه يعني
نظرت اليها مها بحنق قائله 
هى تشتغل تحت ايد دكتور حسن ومش بس كدة يبقى لها طالب كمان وعايشه فى دور الأستاذة أم علم غزير ... وأبوها .. يمسكوه مخازن العلف ودى شغلانه مبيجبوش فيها الا حد واثقين فيه .. وأختها بقت سكرتيرة للباشمهندس كرم وهى اصلا لسه حتى عيله متخرجتش .. كل ده وتقوليلى عادى .. لأ طبعا مش عادى
سألتها شيماء بإهتمام 
أمال تفتكرى ايه الحكايه يعنى 
قالت مها بحزم 
مش عارفه .. بس هعرف
كانت ريهام مغادره المكتب الى غرفتها بعد انتهاء عملها عندما وجدت هانى يستوقفها قائلا بإبتسامه 
ازيك يا آنسه ريهام
نظرت اليه قائله 
أفندم 
استطرد قائلا 
أنا هانى .. أختك بتساعدنى فى شرح الحالات اللي موجودة فى المزرعة 
نظرت اليه قائله 
يعني أنا أعمل ايه يعني 
تنحنح قائلا 
أنا بس كنت عايز أعرف . انتى فى سنة كام .. ولا خلصتى كلية .. أصل شكلك صغير
صاحت ريهام قائله 
ايه ده احنا هنتصاحب ولا ايه
ثم تركته وانصرفت .. كان كرم الذى خرج من المكتب بعدها يتابع المشهد من
 

تم نسخ الرابط