رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامه

موقع أيام نيوز


معايا يا أستاذ شوقى
مفيش مشكلة يا عمر أشوفك فى الشركة مع السلامة
مع السلامة
ظل عمر واقفا وهو يفكر فيما فعلته الفتاه فى تلك اللحظة خرجت الممرضة من غرفتها فقال لها عمر 
هى عامله ايه دلوقتى 
كويسه عندها كسر فى رجلها والدكتور حطهالها فى الجبس وان شاء الله الجبس هيتفك بعد اسبوعين وفى شوية كدمات بسيطه هتاخد وقتها 

طيب متشكر أوى
انصرفت
الممرضة فتوجه عمر الى الغرفة التى ترقد فيها ياسمين وطرق الباب بضع طرقات ثم فتحه ودخل.
رفعت ياسمين نظرها لتجد رجلا غريبا أمامها كان يرتدى بدلة سوداء عليها معطف أسود اللون رفعت يدها لتتأكد من ضبط حجابها قال لها بصوت رخيم 
ازيك دلوقتى 
قالت وقد شعرت بالخجل من نظراته المتفحصه فأطرقت بوجهها 
الحمد لله
أنا اطمنت عليكي انك ان شاء الله هتشيلي الجبس بعد اسبوعين
أومأت برأسها وهى مازالت لا تدرى من هو وماذا يفعل فى غرفتها فسألته قائله 
حضرتك ظابط ولا محامى 
ابتسم عمر ابتسامه زادته وسامه وقال 
لا أنا لا ظابط ولا محامى أنا مهندس
شعرت ياسمين بجاذبيه عينيه السوداويين وكأنهما مغناطيس فأبعدت عينيها بسرعه واحمرت وجنتاها لهذا الوضع الذى تبدو فيه أمام هذا الزائر الغريب فلم تعتد أن يراها رجلا غريبا وهى ممده هكذا فى فراشها فشعرت بالارتباك وحاولت جذب الغطاء عليها أكثر ودت لو طلبت منه الانصراف شعر عمر بتوترها فلم يزيده هذا الا تفحصا فيها ثم استطرد بجديه قائلا 
أنا آسف على اللى حصل بس بجد مشفتكيش انتى ظهرتى أدامى فجأه 
نظرت اليه ياسمين بدهشة قائله 
حضرتك اللي خبطنى 
تنحنح قائلا 
ايوة بس بجد مشفتكيش
أطرقت ياسمين برأسها وقالت 
أصلا أنا اللي كنت ماشيه ومش مركزة لو كنت انتبهت مكنش ده حصل
وأنا كمان كنت سايق بسرعة لو كنت بطئت شوية كنت عرفت أتفاداكى
قدر الله وما شاء فعل نصيبي كده
أنا متشكر أوى انك ما اشتكيتيش عليا 
زى ما قولت لحضرتك وللظابط وللمحامى دى غلطتنى أنا
أخرج الشيك من جيبه واقترب من فراشها ومد يده به قائلا 
طيب لو سمحتى اقبلى المبلغ الصغير ده 
رفعت ياسمين نظرها اليه قائله 
قولت لحضرتك أنا اللي غلطانه وخلاص حصل خير
بس أنا حاسس بالذنب لاني فعلا كنت سايق بسرعه فلو سمحتى اقبليه
احتدت باسمين قائله 
لا طبعا مش هقبله
ليه 
لأنه مش من حقى وحتى لو كنت انت اللي غلطان أنا مش بقبل عوض
طيب أنا آسف أنا مكنش قصدى أضايقك
حاولت السيطرة على ڠضبها وقالت 
حصل خير ولو سمحت ممكن بعد اذنك تتفضل لأن مفيش ممرضة معانا وميصحش كده
اندهش عمر مما قالته فقال 
انا اسف مرة تانية أنا بس كنت عايز أطمن عليكي وأشكرك يا انسه 
سكتت ولم تجيبه فحثها قائلا 
لحد دلوقتى معرفتش اسمك
قالت بصوت خاڤت 
أنا اسمى ياسمين
وأنا اسمى عمر وبشكرك مرة تانية ولو احتجتى حاجه أنا .
قاطعته قائله دون أن تنظر اليه 
شكرا
هز عمر رأسه وتوجه الى الباب وفتحه وخرج

وجد أمامه رجلا يرثى لحاله وبجواره فتاة باكيه جرى ناحيته وقال له بلوعه 
بنتي كويسه ياسمين جرالها ايه 
ربت عمر على كفته قائلا 
متقلقش حضرتك هى كويسه
هى جوه فى الاوضة دى 
ايوة جوه اتفضل
دخل والدها وأغلق الباب
وقف عمر قليلا ثم انصرف
خرج عمر من المستشفى ليجد كرم أمامه توجه ناحيته قائلا 
خير يا عمر طمنى ايه اللي حصل 
لا خير الحمد لله تعالى نعد فى أى مكان ونتكلم
طيب هات عربيتك وتعالى نروح الكافيه بتاعنا
طيب تمام
توجه كل منهما الى سيارته وغادرا المستشفى
كده يا سمسم تخضينا عليكي
معلش يا ريهام مكنش قصدى أنا أول ما فوقت قولت للمرضه تكلمك عشان عارفه انك واقفه مستنيانى فى المترو
ده أنا كنت ھموت لما اتصلت بيا وقالتلى ان عربيه خبطتك
قال لها والدها وهو يجلس بجوارها على الفراش 
الحمد لله يا بنتى جت سليمه قدر ولطف
الحمد لله يا بابا
والجبس محدش قالك هيتفك امتى
اه الدكتور قالى هيتفك كمان اسبوعين ان شاء الله
ان شاء الله 
سكت الأب قليلا ثم قال 
مين الجدع اللي كان خارج من اوضتك ده
ارتبكت ياسمين قليلا ثم قالت 
ده الراجل اللي خبطنى بالعربيه
انفعل الأب قائلا 
وله عين كمان أنا لو أعرف كنت مسكت فى زمارة رقبته
أسرعت ياسمين قائله 
هو ملوش ذنب يا بابا أنا اللي مكنتش مركزه وكنت ماشيه سرحانه
وليه يا بنتى كده مش تركزى يعني كنت هعمل ايه أنا دلوقتى لو كان حصلك حاجة
تدخلت ريهام قائله 
خلاص يا بابا حصل خير
أنا قايم أشوف حساب المستشفى شكلها مستشفى غالية أوى ربنا يستر
شعرت ياسمين بالذنب لما كبدته لوالدها من مصاريف خرج الأب فجلست ريهام بجوارها وأخرجت قلما وبدأت فى الكتابه على ساقها المتجبره ضحكت ياسمين قائله 
بتعملى ايه يا بت انتى
بكتبلك ذكرى على الجبس بتاعك
على أساس انى هفضل متجبسه طول عمرى يعنى
بس ايه الواد المز ده يا ياسمين يا خراشي ده يحل من على حبل المشنقة ده نضيف نضافه بياكل ايه ده 
ضحكت
باسمين قالئه 
يخربيت عقلك هو انتى كنتى فى ايه ولا فى ايه
اه أنا صحيح كنت قلقانه عليكي ومفطوره من العياط بس ده ميمنعش انى أخدت بالى من لهطة القشطة اللى كان عندك
ازدادت ضحكات ياسمين من اسلوب أختها قائله 
اه لو ابوكى سمعك
أبويا مين ده أنا مستعده أخسر أهلى كلهم ده ريحة البرفيوم بتاعه لسه معبأه الأوضة ايه الناس دى
سمعا طرقا على الباب فقالت ياسمين 
طيب اخرسى بأه أبوكى جه
دخل عبد الحميد وقد ارتسمت ابتسامه على محياه لاحظتها ياسمين فقالت له 
خير يا بابا 
والله جدع ابن حلال دفع مصاريف المستشفى واقامتك فيها اسبوعين
قالت ياسمين بدهشة 
اسبوعين ! بس الدكتور قالى انى ممكن أروح كمان يومين
أخذت ياسمين تفكر فى كرم هذا الرجل الغريب
أحضر النادل الطعام ووضعه أمام الصديقان ثم انصرف قال كرم 
هاا وبعدين 
مفيش شكرتها ولما جيت أخرج قابلت باباها على الباب ومعاه بنت بټعيط وكان واضح انهم قلقانين عليها أوى
سكت قليلا ثم قال 
الراجل كان شكله بسيط أوى اللى أنا مستغربله انها رفضت تماما انها تاخد الفلوس رغم ان واضح جدا انهم ناس على أد حالهم
عشان هى قالتلك انها هى اللى غلطانه
حتى لو هى اللي غلطانه فى حد فى الزمن ده يجيله فلوس كده لحد عنده ويرفضها ومش بس كده ده أنا لما أصريت عليها حسيت انها هتقوم تضربني
ضحك كرم قائلا 
ياريتها كانت عملتها
قال عمر بجديه 
بصراحه لما المحامى قالى انها مشتكتش ضدى استغربت لأن أى حد مكانها كان اشتكى عشان يساومنى على تعويض وكمان هى غريبه أوى تصور لقيتها بتطلب منى أخرج من الأوضة عشان الممرضة مش موجوده ومفيش حد فى الاوضة الا أنا وهى
نظر اليه كرم وهو يبتسم 
أكمل عمر قائلا 
ولا لما ببصلها كل ما عيني تيجي فى عينها ألاقى وشها يحمر وتبعد عينيها
شكلها خجوله أوى
ابتسم عمر قائلا 
هو لسه في بنات كده
ألف سلامة عليكي
قال مصطفى هذه العبارة عبر الهاتف فقالت ياسمين 
الله يسلمك
أنا زعلت عشانك أوى وزعلت أكتر ان فرحنا هيتأجل اسبوع كمان يعني بدل ما كان أدامنا اسبوع بأوا اسبوعين
أطرقت ياسمين فى خجل ولم تجب
قاطعته ياسمين بسرعة قائله 
لو سمحت مينفعش حضرتك تكلمنى كده
احمرت وجنتاها بشده من الخجل ومن الڠضب
أتاها صوته وهو يتحدث ببرود قائلا 
ليه مينفعش خلاص كلها اسبوعين وتكونى مراتى
أما ابقى مراتك
طيب براحتك سلام
مع السلامه
أغلقت ياسمين وهى تشعر پغضب شديد من جرأته فى الكلام معها ومن قلة ذوقه عندما أسرع بإنهاء المكالمة 
أثناء جلوس عبد الحميد على المقهى وهو شارد يفكر
فى حاله وحاله بناته أقبل عليه شاب وقف أمامه ويبدو عليه علامات التردد نظر اليه عبد الحميد مستفهما فلم يتحدث الشاب فقال له عبد الحميد 
خير يا ابنى فى حاجه 
عدل الشاب من وضع عويناته التى يرتديها وقال فى ارتباك 
حضرتك أستاذ عبد الحميد منصور
أيوة يا ابني أنا
أنا يعني حضرتك أنا وائل
انتظره عبد الحميد ليكمل كلامه لكن الشاب صمت فقال له 
أهلا بيك يا ابنى اتفضل اعد
فجلس الشاب وقد ازداد ارتباكه قائلا 
أنا كنت عايز أتكلم

مع حضرتك فى موضوع يعني أنا يعني بنتك ريهام
قال عبد الحميد بسرعة 
مالها ريهام بنتى جرلها حاجة فى الكليه 
أسرع الشاب قائلا 
لأ لأ هى كويسه أنا لسه شايفها من شويه 
تصاعد ڠضب عبد الحميد قائلا 
يا ابنى اتكلم مش فاهم منك حاجه
احم احم يعني أنا كنت عايز أقول لحضرتك انى عايز ريهام
قال الأب فى ڠضب 
اللهم طولك يا روح يعني ايه عايز ريهام 
قصدى يعني أنا عايز يعني أنا وهى نتجوز
هدأ عبد الحميد قليلا وهو يرمق الشباب بنظرات غيظ فقال الشاب 
بصراحة يا أستاذ عبد الحميد ماما قالتلى انى أجى لحضرتك عشان أقول لحضرتك اننا عايزين نزوركوا فى البيت 
طيب يا ابنى يشرفنى ده طبعا بس فرح بنتى الكبيره كمان أربع أيام فلما يخلص الفرح الأول وأطمن عليها نبقى نشوف موضوع ريهام
طيب يا أستاذ عبد الحميد ياريت تحدد معاد عشان أقول لماما عليه
نظر اليه عبد الحميد شزرا وقال له 
قولها اسبوع كده وان شاء الله تشرفونا فى البيت
قام الشاب ومد يده وسلم عليه وقال بفرح 
متشكر جدا لحضرتك ومبروك لبنتك الكبيرة السلام عليكم
وعليكم السلام
الفصل الخامس عشر 
Part 15
عمر انت ليه متغير معايا
قالت نانسي هذه العبارة أثناء جلوسها مع عمر فى أحد المطاعم رد عمر قائلا 
مش متغير ولا حاجه يا نانسي بس الفترة اللى فاتت كنت مشغول جدا وكمان
كنت بسافر المزرعة كتير عشان انتى عارفه ان أمورنا مش مظبطه هناك
مش انت خلاص شغلت واحد صحبك فيها 
أيوه بس مش هطمن الا أما نخلص الرش ونشوف النتيجه ونعرف هننقذ أد ايه بالظبط من المحصول
أنا يا عمر مغلطاك بصراحه يعني ازاى تسيب ادارة مزرعه كبيرة كده لواحد أول مرة يشتغل عندك
احتد عمر قائلا 
أولا أيمن ده صاحبي وأخويا مش واحد من الشارع ثانيا أيمن مش بيشتغل عندى أيمن بيشتغل بنسبه يعني أكنه بيشتغل فى ملكه
احتدت نانسي هى الأخرى 
وانت شايف ان ده صح عمر انت كده بتطمع الناس فيك
نانسي لو سمحتى أقفلى على الموضوع أنا أدرى بشغلى أنا مش عيل صغير لا اسألى عنى فى السوق كويس وانتى تعرفى مين هو عمر الألفى
طبعا يا حبيبى عارفه وواثقه فى قدرتك على ادارة شغلك
غير عمر الموضوع قائلا 
أنا خلاص يعتبر خلصت تعديلات الديكور فى الجناح بتاعنا فى الفيلا مفضلش غير اننا ننزل نختار الأثاث سوا
قالت نانسي بتبرم 
انت لسه مصر اننا نعيش عند أهلك فى الفيلا ليه يا عمر ميكنش لينا مكان خاص بينا
قال عمر وقد ضاق ذرعا 
نانسي احنا فتحنا الحوار ده مليون مره وكل مرة بعيد نفس الكلام ماما وبابا ملهمش غيري وبابا معظم الوقت فى الشغل أو مسافر وأمى لوحدها طول اليوم ايه اللى يخليني أعيش فى مكان تانى وفيلتهم طويله عريضه هيكون لينا فيها مكان خاص بينا يعني اكنك عايشه فى شقه مستقله خاصه بيكي بس الفرق ان الشقة دى هتكون جوه فيلتنا 
رسمت ابتسامه صغيره على شفتيها قائله 
خلاص يا حبيبى اللى تشوفه
صمت عمر
 

تم نسخ الرابط