رواية مذاق العشق المر بقلم سارة المصري
المحتويات
كم وجهت له دائما اصابع الاتهام دون چريمة تذكر حملته وزره وذنبه ونفست فيه فشلها
والان هاهو يلقى بكل شىء خلف ظهره فارا بما تبقى من مشاعره التي امتهنتها مرارا
عيناه هذه المرة تحمل ذهابا بلا عودة انقبض قلبها من هذا الخاطر فوضعت يدها على صدرها وجلست على كرسى مجاور لتبدأ دموعها تنساب فى صمت مرير موجع
بئس للقلب الضعيف هذا
كيف له ان يسيطر على كل الجوارح هكذا وهو بهذا الضعف
رؤيتها تبكى امامه وهى تخبره بخۏفها جعلته يذهب ليجثو على ركبتيه امامها هامسا فى حنان
انتى بتعيطى يا ملك
المواجهة اللى جوايا انا مش قدها يا خالد مجرد ما حسيت انك فعلا هتمشى حسيت پخوف كبير كنت عاوزاك تفضل بأي تمن بس تفضل جنبي
التقط كفها لتقف امامه
يا ملك انا حبيتك من قبل ما اعرف يعنى ايه حب اصلا ومش عارف اثبتلك ده ازاى لو بعدت وسبت كل حاجة يمكن ده يثبتلك
هزت رأسها فى عڼف
وطأطأت رأسها لترفعها من جديد قائلة فى رجاء
متسافرش يا خالد انا بجد محتاجالك عشان اعرف اخرج من الدوامة اللى انا فيها وساعتها مشاعرى هتكون صافيه ليك لوحدك ومفيش اى حاجة تقدر تلوثها
ابتسم لها فى حب هامسا
خلاص يا ملك مش هسافر
ابتسمت في رقة بددت غيامة هذا الحزن على وجهها وهي تقول
وانا كمان موافقة على الجواز
رفع خالد حاجبه فى خبث
جواز ايه
ابتسم الاثنان وهما ينظران الى ايلينا التى وقفت عاقدة ساعديها مستندة الى باب الغرفة ليقولا في صوت واحد
انتى هنا
ضحكت في سعادة
لسة جاية متخافوش اصل قولت ميصحش برضه يا موكا تيجى لواحد لوحده الشيطان شاطر لازملكو محرم لحد اخر الشهر كدة
برأسها فى خجل قائلة بس يمكن هوا مش موافق على الجواز
رد خالد بسرعة
حمار مين اللى قال كدة
ضحكت ايلينا مجددا واقتربت لتحتضن ملك هاتفة
واخيرا هطمن عليكى يا ملوكتى
همست ملك فى امتنان
مش عارفة من غيرك كنت عمل ايه ايلينا بجد
ضړب يوسف طاولة الاجتماعات بقبضته فى ڠضب هاتفا
يعنى ايه رابع مناقصة نخسرها وصفقة بالملايين تروح من تحت ايدينا
نهض احد موظفينه في لهجة دفاع مهتزة
يا فندم مجموعة عزام قويه جدا
صړخ من بين اسنانه
واحنا اقوى مجموعة فى السوق واسمنا خلاص اتهز ده غير الملايين اللى خسرناها
وزفر فى بطء كمحاولة عقيمة لاسترداد هدوئه وهو يشير بيده للجميع طالبا منهم الانصراف الا مساعده طارق
جلس يوسف وهو يأذن لطارق بالجلوس قائلا
ايه معلوماتك عن مجموعة عزام مش احمد عزام توفى من فترة طويلة احنا عمرنا ما كان فيه بينا منافسة وبعدين امتى نقل مقره من اسكندرية للقاهرة
شبك طارق اصابعه وقال فى عملية
مقرها اتنقل من حوالى شهرين يا فندم واللى بيدير المجموعة دلوقتى ارملة احمد عزام
قلب يوسف شفتيه فى حيرة
ارملته عايز تفهمنى ان اللى ممشى الشغل بالدقة دى ومخسرنا ده كله واحدة ست فى الاخر واضاف فى شرود
وبعدين ارملته ازاى انا نفسى معزيه فى مراته من حوالى سبع سنين
رد طارق فى هدوء
لا ما دى واحدة تانية كانت مديرة اعماله وبعدين اتجوزها وسافر للعلاج تانى يوم فيه ناس بتقول انه عمل كدة عشان تقدر تمشى الشغل من غير حد ما يقولها تلت التلاتة كام
ضيق يوسف عينيه فى تفكير
اسمها ايه ارملته دى
ادار طارق حدقتى عينيه ليتذكر
بيقولو اسمها ايلا تقريبا
نهض يوسف من مكانه وتحرك نحو النافذة فى بطء وهو يردد الاسم في نفسه
لاحت ايلينا امامه فجأة ليس لمجرد قرب الاسم منها ولكن لانه يثق انه ليست هناك امرأة تستطيع ان تدير عمل بكل هذه الجرأة والنجاح سواها
اتراها هى
ام تراها مجرد نسخة جديدة منها
او ترى شوقه هو من يدفعه لان يفكر بتلك الطريقة
لابأس ان ارضى فضوله ورآها ليعرف الى أي حد تشبهها تلك النسخة التى يبدو ان حبها قد اذهب بعقله تماما فلم تعد كلمة امرأة تعنى له سواها
راقبها وهى تخرج فى بطء بعد ان انهت عملها معه تغيرت كثيرا لايمكنه أن ينكر هذا
لم تعد تلك الساذجة السطحية بل حين أخبرته برغبتها في ترك العمل معه أخذ يماطل في اختيار من سيخلفها في ادارة الحسابات
ماطل طويلا حتى همت أن تترك المكان حين شعرت بمراوغته فدفعه هذا الى تكرار اعتذاره عما بدر منه وتوسلها البقاء فهو لايمكن ان يثق بغيرها بسهولة
ظنها ستستغل انهاء خطبته لنور وتعود لتتقرب اليه من جديد ولكنها لم تفعل
استقبلت الخبر ببرود مبالغ به فهل بالفعل قد تنازلت عن حقها فى التواجد فى حياته
اليس هذا ما كان يريده
ألم يتمنى ان تتوقف عن محاولاتها تلك التى ارهقته بها
الم يطلب منها مرارا وتكرارا ان تنساه
لماذا ساوره القلق حين شعر انها بالفعل فى طريقها لذلك
الم يتخذ قراره منذ سنوات بأنه لايريدها وان كانت اخر فتاة فى العالم
لماذا يشعر ان غضبه منها قد بدأ يتضاءل وان مشاعره نحوها قد بدأت تستيقظ من سباتها وتستعيد نشااطها كأنها كانت كمجرد قيلولة عادت بعدها الى كامل حيويتها فلم يعد قادرا على اخمادها من جديد فلقد نالت حصتها بما يكفى من الوخم ولم يعد عقله وحده كافيا بكل مبرراته فى قمع نزواتها حتى ان كانت رغما عن كرامته
اما هى فقد استسلمت تماما ولم يعد لديها الرغبة فى المحاولة معه من جديد ستحتفظ بما تبقى من كرامتها التى استمتع هو باهدارها طيلة سنوات
كان عليها ان تستوعب من البداية انها تطلب المحال فحسام ان كان عاشقا فى يوم فهو رجل شرقى بالمقام الاول وجرحها لكرامته بهروبها مع اخر أصابه فى مقټل ليرد لها الطعڼة فى كبريائها بخطبته لنور ورفضه التام لمشاعرها وحتى حين فسخ خطبته منها لم يعد يهمها الأمر فى شىء فهى لن تعيد محاولة تدرك جيدا ان لس لها ادنى فرصة من النجاح لن تعيش اسيرة تنتظر العفو السامى منه ستحاول تخطيه بكل المنطق الذى بداخلها مقاومة به كل نبضات قلبها المتمردة
لن تفر
ستتجاوزه وهو أمامها
ستتخطى وجوده وهو أمامها
لم يعد يهمها مطلقا أن تثبت له أي شىء
بل ما يهمها الان أن تثبت لذاتها أنها بالغعل تغيرت
فتحت مريم مديرة اعمال ايلينا الباب فرفعت الأخيرة نظرها اليها بتساؤل أجابته الأولى مسرعة
يوسف البدرى برة يا فندم وعاوز يقابلك
مجرد ذكر اسمه جعل قلبها يقفز فجأة من مكانه بل كادت هى ان تقفز من مقعدها اثر تلك الانتفاضة التى سرت
فى اوصالها لتتشبث بمقعدها الجلدى بقوة وهى تكاد تغرز اظافرها به
ازدردت ريقها بصعوبة وبللت شفتاها بطرف لسانها وهى تحاول بقوة التغلب على توترها حتى لا تلحظه مريم
هى المفاجأة اذن التي اعدتها له اخيرا ستلقاه وهى فى وضع القوة كما تمنت
وضع هزت به مجموعته وكلفته الملايين
زفرت فى بطء عدة مرات قبل ان ترفع رأسها لمريم من جديد
قعديه برة شوية ومتخليهوش يدخل غير لما اقولك
تراجعت مريم خطوة تسألها فى دهشة
يا فندم ده يوسف البدرى مش حد عادى وكمان احنا معندناش اى مواعيد دلوقتى
رفعت ايلينا نظرها اليها ببطء وبنظرة صارمة كانت كافية تماما لتهز رأسها في طاعة
حاضر يا فندم تحت امرك
تنهدت وهى تراقبها تغادر المكان ولا تعرف هل ستتركه ينتظر لانها تعلم جيدا كم يكره الانتظار
ام انها تحتاج لهذا الوقت لتستعيد به هدوئها وترتب افكارها وكلماتها
هى لا تريد موقفا اقل ايلاما من موقفها امامه يوم ان اوهمها بخطڤ اخيها
وبالخارج اتسعت ابتسامته وهو ينظر الى ساعته بينما يتابعه طارق مساعده فى حيرة
كل شىء تفعله يذكره بايلينا ومشاكستها له فى الماضى حقا على استعداد لان يقضى عمره كله انتظارا لرؤيتها لحظات ونهضت مريم بعد ان اغلقت سماعة الهاتف بينها وبين ايلينا لتتجه الى الباب تفتحه لهما قائلة
تقدر تتفضلو
دلف الى المكتب ولم ينشغل ابدا بفخامته كما انشغل طارق بل كان يخترق بنظراته تلك التى تجلس على الكرسى موليه اياهما ظهرها وفى لحظة دارت بالكرسى فى بطء لتواجههما
لحظات تعلقت فيها الاعين فى صمت المفاجأة لم تكن من نصيب يوسف بقدر ما كانت من نصيبها هى فالبرغم من انها مكثت قرابة النصف ساعة تحاول تمالك اعصابها وتنميق كلماتها لتنفذ به الى اهدافها مباشرة الا ان رؤية يوسف البدرى الرجل الوحيد الذى احبت وکرهت فى نفس الوقت امامها لا يفصله عنها شىء كانت اقوى من اى محاولة لضبط النفس ازدردت ريقها وهى تشعر بجفاف مؤلم فى حلقها من تكرارها تلك الحركة وفرط توترها حاولت ان تكون هى البادئة فى الحديث حاولت ان ترسم ابتسامة شامته على شفتيها ولكنها توقفت وهى ترى عيناه فجأة وقد تخلت عن صمتها وبدأت تبثها كل عبارات الشوق والحب عبارات خاصة بها لا يملكها الاقاموس يوسف وطالما اغرقها فيها لسنوات
لغة اخترعها لها ومن اجلها ولا يجيد غيرها فك طلاسمها
كادت عيناها ان تخنها وتبادله حبه ولكنها اشاحت بوجهها بسرعة قبل ان تفقد سيطرتها
حاولت ان تتذكر كل اللحظات التى قسى عليها فيها يوسف لتستمد منها القوة فتلاشت كل المشاهد و لم تفكر الافي شىء واحد الحنان الذى لانهاية له بين ذراعيه التى تتوق لأن ترتمى بينهما الان
عليها اللعنه بما تفكر
لقد سلبها بنفسه هذا الحق
اوقفت سيل افكارها عند هذا الحد واقامت بها سدا عاليا يمنعها من الاسترسال أكثر
وكانت الكلمة الأولى منه بنبرته التي تحشرجت في حلقه
بقا انتي
اطرقت ارضا للحظات لتنهض بعدها فى بطء ممېت وتقترب منه قائلة فى نشوى جاهدت لترسمها على ملامحها
ايوة انا يا يوسف انا اللى اخدت منك الصفقات اللى فاتت وانا اللى خسرتك ملايين وانا اللى هزيت اسم شركتك فى السوق
توقعت منه اى رد سوى ان يضحك بتلك الطريقة المتسلية المستفزة
تلك الضحكة التى سلبتها فؤادها فى بدايات حبها له تمنت حقا لو صڤعته فقد أثار غيظها الى ابعد حد حين قال بصوت متقطع من بين ضحكاته
كنت متأكد انه مينفعش يكون فيه منك نسخة تانية
تراجعت فى دهشة بينما وقف طارق يراقب ما يحدث وكأنه بداخل فيلم من افلام الحركة
طرقع له يوسف باصابعه لينتبه وهو يقول بينما ناظراه مثبتان عليها
اتفضل استنانى برة يا طارق الهانم طلعت معرفة
قطب
متابعة القراءة