رواية مذاق العشق المر بقلم سارة المصري
المحتويات
بها شفتاها
ذنب ارتكبه غيره ويحاسب هو عليه فالى متى سيظل فى تلك الخانة العقيمة !!!!
ذنب حبيبها السابق الذى افقدها الثقة فى اى مشاعر صادقة فهل من العدل ان يوصم هو بما اقترفه غيره
ذنب ابيه الطامع فى ثروة ابيها دوما وما بيده اذ ولد لأب جاحد طامع
لقد نفذ صبره حقا وهو لايرى لهذا العڈاب نهاية
اتخذ قراره بالفعل وفى نهاية اليوم كانت استقالته على مكتب ايلينا وبدون ابداء أسباب
امم يعنى ملخص الكلام ان لحد دلوقتى مفيش اى جديد
قالها يوسف وهو يتمعن فى فارس الذى كان يجلس اليه يطالعه فى هدوء جعل الشك يدب فى نفسه
هز الثاني رأسه
للاسف اه
تأمله يوسف للحظات وقال
وصمت وهو يلوح بسبابته فالټفت له فارس فى بطء وابتسامة غريبة تلوح على ثغره
نعم قد توصل احد رجاله الى مكانها ولكنه لن يخبره به الان ابدا على يوسف البدرى ان يأخذ نصيبه من العقاپ على ما فعله معها أولا اجابه وهو يحاول المرواغة
لو حابب تستعين بحد غيرى ممكن ت
ولم يكمل جملته اذ تفاجىء بالباب يفتح ويظهر من خلفه رجل فى منتصف الثلاثين تقريبا طويل القامة عريض المنكبين بالغ الأناقة تحمل عيناه ابتسامة هادئة لم تخف خلفها مطلقا ما تحمله نظراته من صرامة وثقة بالغتين
اتسعت ابتسامة الرجل وهو يقترب اكثر ليصافحه فى ود
اهلا بيوسف البدرى السكرتيرة اللى برة قالتلى انك مديها اوامر فى اى وقت اجى تدخلنى على طول
ربت يوسف على كتفه
هوا انت اى حد برضه يا ايمن
اطلق ايمن صفيرا عابثا وهو يرفع حاجبيه
ضړب يوسف كفيه ببعضهما وهو يهز رأسه
عمرك ما هتتغير ابدا يا بن الالفى تعالى اقعد
وحين كان يقترب كان فارس يهم بالذهاب
تنهد يوسف وهو يدرك ما غاب عنه للحظات ونبهته اليه علامات الحزن والارتباك التى وضحت على وجه فارس فى وضوح
ياااااه ع الصدف فارس مختار هنا طيب كويس بقا عشان اشهد عليك يوسف
ازدرد يوسف ريقه ترى ما يعنيه ايمن هل علم ب قاطع ايمن استرسال افكاره ليجيبه مردفا
بقا ينفع يا يوسف اكتر من مرة اطلب منه خدماته فى امن الشركة ويتهرب منى
تنحنح فارس ونطق اخيرا
ابتسم ايمن وهو يعقد ساعديه كأنه يدير صفقة
كان اديك قولت بلسانك احنا فى دلوقتى بقا اعمل حساب حتى للمعرفة القديمة ايام انت وادهم ماكنتو اصحاب فى النادى ايام الجودو فاكر
ابتسم فارس بصعوبة لينهى الأمر مسرعا
ان شاء الله هحاول واكلمك فى اقرب فرصة
صافحه من جديد وذهب مسرعا كأنه يفر من شبح وبالفعل هو يفر من شبح الماضى بكل المه وقسوته فالذى يقف امامه قد اصبح زوجا لحبيبته
نعم حبيبته
لن ينفض تلك الصفة عنها ابدا فقد دمغها قلبه بخاتمه منذ سنوات
لم يعد هناك خلاص حتى بعد أن اختبر انانيتها وغرورها
ستظل هى الانثى الوحيدة التى سكنت قلبه
فريدة
كم لها من اسمها نصيب
فريدة فى حسنها الأخاذ
في طباعها الشرسة التى لم يرى انثى عليها من قبل هي أشبه بنمرة صغيرة تخلبك بجمالها فتسقط صريعا لهواها لترقص فى النهاية على اشلائك بعد ان يفترس غرامها كل جزء فيك
كيف يقبل بالعمل الى جوار ايمن الالفى بعدما علم بزواجها منه
كيف ينظر اليها
كيف يواجهها
هذا لايمكن ان يحتمله
كور قبضته وهو يتذكر اخر ما كان بينهما تلك الصڤعة التى انتهى بها كل شىء حين ذبحت رجولته بكلماتها
لن يسامحها فقد سطرت بيدها اخر كلمات فى قصتهما
ولكن
ربما كانت هناك حسابات اخرى لم يتم تصفيتها بعد هناك أثمان كثيرة لم تسددها فريدة له
ابتسم فى صمت وهو ينظر الى الباب الذى اغلقه منذ لحظات على يوسف وايمن
جلس ايمن فى هدوء وفى المقابل جلس يوسف
اخبارك واخبار ادهم ايه لسة برضه مقاطعك
تنهد ايمن فى حزن واضح نادرا ما يراه عليه يوسف فأيمن شخص عملى للغاية ومشاعره قد يعتبرها البعض لاوجود لها من الاساس
مش مقاطعين بعض اكيد بس مش زى الاول لسة مش قادر يسامح
واشاح بوجهه مضيفا فى حزن
انا كنت خاېف عليه
مال يوسف اليه قائلا
كان لازم تعرف هوا قد ايه بيحب مراته واللى بيحب مبيفقدش الامل
وعاد ليستند بظهره الى كرسيه مواصلا فى شرود
اسئلنى انا
رفع ايمن حاجبيه وخغضهما
انا بقا ريحت نفسى من كل الحسابات المعقدة دى كلها صدقنى مفيش اجمل من العقل لما بيمشى كل حاجة
رد يوسف
والسعادة
لوى ايمن ثغره في تهكم
يعنى ايه سعادة اصلا يا يوسف دى حاجة نسبية
تمعن به يوسف للحظات واجابه بهدوء
السعادة يعنى ممكن تكون لحظة من اللى عشتها زمان مع شهد
ظلت عينا ايمن معلقة بصديقه دون ادنى رد فعل
نعم يوسف يعلم بتلك القصة القديمة فحين بدأ بادارة كل اعمال والده كان ايمن يعود من نكبته فى حبيبته للعمل مع ابيه من جديد تعرف على يوسف فى هذا الوقت الصعب حين كان مختلفا تماما عن ايمن الذى يجلس امامه الان
كان حزينا تائها يعيش حدادا طويلا على محبوبته وبالمثل كان يوسف شخصا اخر لا يعطى للمرأة اى اهمية ويحاول ان يهون عليه ويعرفه على غيرها فشتان ما وصل اليها الاثنان الان
يوسف اصبح يتحدث عن المشاعر والحب والسعادة بينما ايمن هو من كفر بكل هذا والان تحت عصمته حبيبه رجل اخر تتظاهر مثله بأنها كفرت بكل المشاعر بعد تجربتها القاسېة مع فارس ولكن ربما كانت مثل زوجها تماما بداخلها جزءا لازال ينبض بالحياة وتحاول جاهدة ان تجهز عليه تماما
فارس ايمن وفريدة سقطو جميعا فى دائرة عشق مغلقة لاسبيل ابدا الى الخروج منها
افاق يوسف على حركة ايمن وهو يهم بالنهوض فأسرع يستوقفه في أسف
انا اسف يا ايمن مقصدتش
لوح ايمن بكفه محاولا العودة الى صرامته
لا لا محصلش حاجة انا بس مرهق شوية ومحتاج ارتاح هاكلمك ونشوف معاد تانى
وفرار آخر بعد فرار فارس
فرار اعتاده ايمن الالفى
فراره الوحيد فهو لايعرف الانسحاب ابدا ولكنه مضطر فدمعته هاهي ټخونه مجددا كما توقع وهو يتستعيد المشهد والصړخة الاخيرة لحبيبته
لن ينكر انه تغير بل تحول ولكن بداخله جزء لازال هشا للغاية وضعيف ويسهل تحطيمه بطيف بعيد لذكرى مرت وانتهت
جزء ربما لايريد هو ان يتخلص منه ربما يريد ان يظل دائما على المه وشعوره بالذنب فهذا اقل ما يستحقه على حبيبة اضاعها منذ سنوات طويلة
دفعت ايلينا باب غرفة ملك التى كانت مشغولة بالقراءة فى احد مراجعها الطبية الضخمة
انتفضت وهى تنظر الى ايلينا فى توجس فهى لم تعتد منها ابدا ان ټقتحم غرفتها بتلك الطريقة قطبت حاجبيها فى حيرة
فيه حاجة يا ايلينا
بسطت ايلينا ورقة كانت فى كفها ووضعتها امام عينيها لتقرأ ما بها فضيقت عينيها وازدردت ريقها للحظات بعد ان انتهت من قراءتها لتعود تطالع مرجعها من جديد ببرود اتضح لايلينا انه مصطنع للغاية حين تلعثمت نبرتها
هوا حر
اختطفت ايلينا المرجع من يديها تسألها في جدية
وحر برضه انه يقدم على طلب هجرة وميرجعش البلد دى تانى
رفعت ملك رأسها فى بطء وتمتمت فى قلق لم تستطع اخفاءه
هجرة
اخذت ايلينا تعبث بالمرجع بين يديها وهي تقول
قولى بقا انه مش فارق معاكى ده كمان
نهضت ملك فى عڼف وهي تجىء وتذهب في الغرفة بلاهدف
انتى عاوزة ايه يا ايلينا عايزة ايه
القت ايلينا المرجع على المكتب وامسكت بكتفى ملك تخبرها فى جدية
عايزاكى تواجهى نفسك وكفاية هروب خالد مش اسامة ولا جوزك الاولانى الدنيا فيها الحلو والۏحش خالد بيحبك فعلا بجد وانتى كمان بتحبيه كفاية عند بقا
ضغطت ملك على شفتيها وتخلصت من كفى ايلينا لتمرر يدها فى شعرها لحظات قبل ان تلتقط مفاتيح سيارتها وتهم بالخروج وهى تسألها
هوا فين دلوقتى
ردت
ايلينا وهى تتابعها فى قلق
فى الشركة بيجمع حاجته رايحة فين
ضغطت ملك بقوة على المفاتيح فى كفها حتى كادت ان ټجرح جلدها الرقيق
هثبت لنفسى وليكى ان فينا اكيد واحدة غبية
فتحت باب مكتبه في عڼف فالټفت لها في هدوء دون ان ينطق قبل ان يعود ليجمع حاجياته فى صندوق من الكارتون
اقتربت لتقف امامه وهي تحاول ضبط سرعة انفاسها فخرجت جملتها في حسم بدا مهتزا للغاية
انا موافقة على الجواز
واضافت وهى تزدرد ريقها وتعبث فى خاتم ماسى رقيق فى بنصرها
المجموعة محتاجالك ولو ده اللى هيخليك تفضل هنا فانا موافقة على الجواز
توقف عما يفعله واغمض عينيه للحظة وهو يتنهد في عمق مبتلعا اهاناتها المعتادة قبل ان يرفع رأسه لها فى حزم
وانا مش موافق
تراجعت خطوة للخلف ورفضه الذي لم تتوقعه يخترق اذنيها بكلمات واضحة لاتقبل معنا اخر ومع هذا فقد وجدت ثغرة حاولت أن تنفذ منها اليه
مش موافق على الجواز ولا مش موافق انك تفضل فى المجموعة
رد وهو يعود الى ما كان يفعله
الاتنين
وابتسم فى حزن وهو يلتفت لها مجددا يجيبها عما تريد معرفته وتخشى من طرحه
عشان انا تعبت يا ملك تعبت من اھانتك ليا واستهتارك بمشاعرى طول الوقت انا عارف انك عارفة اني بحبك ومن زمان واتجاهلتى ده مرة واتنين وعشرة وانا فضلت هنا فى المجموعة عشان افضل طول الوقت قريب منك وانتى قابلتى كل ده بايه فكرتى فى وجعى لما حبيتى حد تانى وروحتى اتجوزتيه
فكرتى وقتها انا كنت حاسس بايه وانتى بتطلبى منى كل حاجة يوميها فى فرحك عشان اعملهالك بنفسى
ازدرد لعابه كأنه يزدرد معه حړقة تلك الذكرى اللعېنة التى رأها تزف فيها الى رجل غيره بينما تطلب منه أن يشرف على كل شىء بنفسه ليواصل في حړقة
وعملتهالك يا ملك واتمنتلك السعادة حتى لو مع راجل تانى ويوم ما اتطلقتى انا اكتر حد شال ذنب ده اتبصلى على انى حرامى دخيل زيى زى اللى قبلى كل يوم عينيكى كانت بتقولهالى وتهينى وانا اصبر واقول اصلها مچروحة لحد انا كمان مبقاش فى قلبى جزء سليم
واستند على المكتب بكفيه وهو يردد في اصرار ونبرته تتشبث بكرامته لتبدو أكثر حسما وصرامة
كفاية لحد كدة ذل بقا كفاية ذل
وضغط شفتيه وهو يغلق صندوقه ويغلق معه الحوار بأكمله
لو المجموعة احتاجتنى فى اى وقت انا هكون موجود ومش هتأخر عنها
لم تستمع الى جملته الأخيرة توقفت أذنيها عن التقاط أي صوت بعد وصفه لها معاناته انصال حادة وجهها اليها هل كانت بلا أدنى احساس الى هذا الحد !!
ام انها كانت تشعر به وتبالغ في عقابه باظهار عشقها لاخر تعاقبه فقط على ذنب أبيه كما عاقبته بعدها على ذنب عشق مهتريء أثبت فشله مع أول اختبار
متابعة القراءة