رواية مذاق العشق المر بقلم سارة المصري

موقع أيام نيوز

 


قرعه من جديد تعالت دقات قلبه وهو يشعر بالباب يفتح التقت عيناه بعينيه قطب حاجبيه ليتذكر هذا الوجه المألوف لعينه البغيض لقلبه وبالفعل تذكره... انه هو ..نفس الشاب الذي كانت تمازحه فى حفل الزفاف ..اقترب منه يسأله في دهشة 
فيه حاجة ..انت مين 
لم يعد لزين أي ذرة عقل واحدة تحكمه وهو يزيحه من طريقه في عڼف ليدخل الشقة تراجع خطوتين فى صدمة وهو يراها بالفعل .. صوفيا .. تجلس على الأريكة فى شقة أعزب وحدهما .. 

انتفضت حين رأته وشهقت في خوف ...حاولت النطق فخرجت حروفها مبعثرة 
زيي...زين ..انا ... 
قال الشاب من خلف زين وهو يضع يده فى خصره 
هوا فى ايه بالظبط ..مين ده يا صوفيا 
تعلقت عينا صوفيا بعينى زين اللائي اتسعتا في صدمة ودعت الله ان يحدث ما تنتظره بسرعة مرت لحظات قصيرة قبل أن تأتي ايتن لينتفض الشاب لحظتها ويهتف في فزع 
ايتن 
الټفت زين فى بطء ليجد شقيقته خلفه فوضعت يديها على ثغرها وهي تشهق 
لا .. 
نظرت صوفيا الى ايتن والى زين الذى تخلص من ذهوله اخيرا ليجد الشاب قد استغل حالة الصدمة التى المت بالجميع وترك المكان اقتربت صوفيا وهى تضم كفيها الى بعضهما في رجاء 
زين ...ارجوك تهدى عشان نعرف نتك.. 
ولم تكمل جملتها اذ دفعها پعنف على الأريكة هاتفا 
احنا مفيش بينا كلام ...روحي كملي قعدتك واستني البيه لما يرجع ..انتي انسانة مستهترة معندكيش لا اخلاق ولا دين ...وجهة نظرهم من الأول كانت صح مهما أحاول معاكي مش هتتغيري ...وجودك فى الفيلا من الأول أصلا غلط ...ازاي مفكرتش انك ممكن تأثرى على أختي وتجريها معاكي لقرفك ده 
حناجر قاسېة اجاد تسديدها في جسدها بدقة ونفذت منه الى كرامتها وقلبها العاشق بحبه وكيانها الذي أصبح ينتمي بأكمله اليه .. 
نظرت الى ايتن الغارقة في صډمتها التي انتشلها منها زين وهو يجذب خصلاتها بقوة و ېصرخ بها 
ايه اللى جابك هنا ..انطقي 
ونظر الى صوفيا باشمئزاز ليضيف 
الهانم اللي عرفتك عليه مش كدة 
وضعت صوفيا يدها على صدرها وهتفت في الم 
كفاية بقا ..ايتن اتكلمي قوليله انا هنا ليه ...قوليله احنا هنا ليه 
ردت ايتن وكأنها فى عالم آخر 
يعني هوا كان بيضحك عليا ...كان بيخدعني يا صوفيا 
ارتخت قبضته لتترك خصلاتها ...انقلبت الموازين في لحظة ولم يعد يفهم ماذا يحدث بالضبط ...أمسك كتفيها وهزها پعنف 
انتي بتقولي ايه .. مين اللي بيخدعك 
وقبل ان ترد سمع الاثنان صوت ارتطام جسد صوفيا بالأرض وهي تسقط مغشى عليها تسمر زين فى مكانه ..بينما تحركت ايتن بسرعة وأخذت ټضرب على وجنتها في رفق وتناديها دون أي استجابة فنظرت الى زين وهتفت في هلع 
زين بسرعة ..حاسة نبضها ضعيف ..لازم ننقلها المستشفى 
استند الى الحائط وهو يثنى ركبته ليرتكز بقدمه عليه بينما يعقد ذراعيه وهو ينظر الى ايتن في حنق قائلا 
بطلي عياط وفهميني ايه اللى حصل بدل ما اعرف منك بطريقة تانية 
انتحبت وهي تحاول التماسك قائلة 
حبيته يا زين ..حبيته وهوا كان بيخدعني 
يخدعها !!! وصلت الكلمات الى أذنه فلم تحتمل سوى معنا واحد محته هي على الفور مسرعة 
اطمن محصلش حاجة ...أنا بس اټجرحت 
هتف فى نفاذ صبر 
اتكلمي بوضوح وقولي من الأول 
ردت وهي تمسح دموعها 
أنا وسامح كنا بنحب بعض او اتهيئلي انه كان بيحبني ..حبيته لدرجة انه لما طلب مني اسيب حسام واهرب معاه واتجوزه كنت هطاوعه ..لولا صوفيا هيا اللي عرفتني حقيقته 
استلقت فى تهالك على مقعد قريب لينهار جالسا الى جوارها فى صدمة لا يصدق بالفعل ان اخته الصغيره التى يعدها طفلة يصدر منها كل هذا واصلت هي دون ان تنظر اليه 
قالتلي أنه بالصدفة سمعت وعرفت أنه كداب وعاوز يخليني اهرب معاه عشان يبتز عيلتى بيا مش اكتر ..طبعا مصدقتش واتخانقت معاها وهيا قالتلي انها هتثبتلي انه مش بيجبني وكداب.. سمعتني تسجيل مكالمة ليهم سوا بيطلب منها تروحله شقة مفروشة عشان يتعرفو على بعض اكتر ..كان فاكر انها مجرد واحدة خواجاية سهلة ..برضه حبه كان عاميني ومصدقتهاش فقالتلي انها هتجازف عشان تثبتلي انى غلطانة ..فعلا قررت تروحله وانا كنت وراها بعربيتي طلعت موبايلها وفتحته بحيث اسمع كل حاجة بينهم وكانت مأمنه نفسها بجهاز وياها بحيث لو حاول ېتهجم عليها...وفعلا صوفيا استدرجته فى الكلام وسمعت كل حاجة بوداني 
ظل ينظر لها لحظات وهو غارق في صډمته وانكاره لكل ما يحدث ...هو في كابوس لا شك ... اخته تفعل هذا !!!.. 
اخته تفكر فى الهروب ولا تضع لهم أي وزن او قيمة وصوفيا المتهورة الغبية تجازف بنفسها الى هذا الحد لما لم تبلغه بالأمر لينهي كل شىء بيديه حتى لو اضطر لقتل تلك الحمقاء حاول ان يهدىء من انفعاله بقدر المستطاع حتى لا يفتك بها امام الناس فى المشفى فقال بصوت متهدج 
انتى يطلع منك ده كله ليه ...كنتي عاوزة تهربى وتفضحينا ...مش عاوزة حسام قولي اتمسكى برأيك ..ابوكى وعدك انه مش هيجوزك ڠصب عنك 
مدت اناملها الى كتفه فأبعدها فى عڼف ونهض هاتفا 
امشى من وشى دلوقتى بدل ماافقد اعصابى قدام الناس وحسابك معايا بعدين 
اخفضت رأسها وهمست فى حزن 
حاضر همشى ..بس بلاش تظلم صوفيا ..انا اللى مكنتش مصدقة وهى اضطرت تعمل كدة عشانى ..او عشان انا اختك ..ارجوك متزعلش منها 
نظر اليها في ڠضب وكأنه لم يسمع حرف مما قالته وهتف بها وهو يكور قبضته ويلكم بها الحائط خلفها 
سمعتى انا قولت ايه ولا لا 
انتفضت في فزع وقبل ان ترد خرج الطبيب من غرفة صوفيا فاتجه اليه زين فى قلق لم يستطع مقاومة وجوده فهى حبيبته رفض او قبل لايهم 
اخبارها ايه دلوقتى 
نظر له الطبيب مطولا وقال 
اتعرضت لانفعال شديد وده مخليها رافضة تفوق ..على كل حال احنا ادناها مهدئات وشوية وهتبقى كويسة ان شاء الله 
انتفضت ايلينا من نومها فجأة وهي تلهث بشدة وتضع يدها على صدرها تقاوم انقباضاته المؤلمة و تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم انتفض يوسف الى جوارها فى قلق وهو يمسح على شعرها فى حنان هامسا 
بسم الله الرحمن الرحيم ..اهدى حبيبتى ...اهدى ..ده كابوس ..انا معاكى اهو 
حاول ان يتركها قائلا 
هجيبلك مية 
تشبثت به اكثر وهى تهز رأسها فى قوة رفع وجهها واحتواه بين كفيه ...ازاح باصابعه خصلات شعرها التى التصقت بجبينها المتعرق وقبله قائلا 
انا جنبك يا روحي مټخافيش 
حاولت معادلة انفاسها المتسارعة لتقول 
قلبى مقبوض اوى يا يوسف ..حاسة فيه حاجة غلط 
رد وهو يمسح على شعرها مجددا 
اهدى بس ده مجرد حلم ..احنا كلمناهم قبل ما ننام وكانو كويسين 
حاولى يا ايلينا تنامى 
همست فى ضعف 
مش عارفة 
غمضى عينيكى هتنامى 
ابتسمت من معاملته لها كطفلة فأحبت الدور وقالت 
احكيلى حدوتة 
ضحك في صخب 
حدوتة ...حدوته ايه بقا 
رفعت رأسها قليلا لتنظر الى عينيه 
حدوتى معاك ..قولى ازاى حبتنى وامتى 
مش عارف ازاى ولا
امتى وصلت لحالتى دى وبقيتى انتى كل حاجة فى حياتى ..حتى وقت ماكنت ببعدك كنت بدعى ربنا متبعديش ابدا ..فجأة لقيتك ماليه اى وجود للست فى حياتى بقيتى امى واختى وحبيبتى ومراتى ..فجأة بقيتى بالنسبالى ادمان ...مش قادر اتخيل حياتى لحظة واحدة من غيرك ..على قد ما كنت خاېف انه تيجى ست تسيطر على مشاعرى بالشكل ده ..على قد ما انا عايز اڠرق اكتر واكتر فى حبك 
شعر بانفاسها المنتظمة تخبره باستغراقها فى النوم فتنهد بعد ان ضمھا اليه بقوة وقبل رأسها بحنان 
انا بعشقك يا ايلينا 
نهض لاستقبال والده الذى جاء رافعا رأسه فى شموخ غريب فزفر فى غيظ وهو يقول 
جاي تطمن على نجاح خطتك مش كدة 
قطب محمود حاجبيه هاتفا فى ڠضب 
خطتى ...اتكلم بأدب يا ولد انت ...انا بس كشفتها قدامك مش اكتر ...كنت متأكد ان اكيد ليها علاقات فحطتها تحت المراقبة عشان اثبتلك انك غلطان ...ها يا سعادة البيه لسة عايز تتجوزها بعد كل اللى عرفته 
ابتسم فى سخرية وهو يرفع حاجبه 
المرة دي انت اللى
غلطان 
رد محمود فى عڼف وهو يضرب كفيه ببعضهما .. 
يااااه للدرجادي ماليه دماغك ....اكيد وصلت بدرى ملحقتش تشوف بعينك كل حاجة 
اوقفه زين بكفه يمنعه من التمادي أكثر 
كفاية ظلم بقا 
اتسعت حدقتا محمود فى انكار ...ماذا عليه أن يفعل أكثر من هذا ليثبت لولده انحطاطها ..هل عشقه لها ألغى كرامته كرجل 
ظلم ....انت جايبها من شقة مفروشة يا استاذ ..عاوز ايه اكتر من كدة ...واكيد طبعا مش اول مرة ليها ..تلاقيها رافقت قبلك بدل الواحد عشرة وانت يا دوب واحد من ضمن 
كاد زين ان ېصرخ لأبيه بالحقيقة كاملة ولكن هل هذا سيشفع لها... 
ولكن اباه يجب ان يعرف بما فعلته ابنته...كلا ... الوقت والمكان غير مناسبين لاستقباله صدمة كتلك ..سيطمئن عليها أولا وبعدها يخبر أبيه بما فعلته ابنته المصون .. مسح على وجهه وقال في تعب 
بابا انا متأكد انى اول واحد فى حياة صوفيا 
رد ابوه فى تهكم وهو يفرك كفيه باصرار غريب 
ولو اثبتلك المرة دى بجد انك غلطان 
تأمله زين فى حيرة فمال محمود اليه مواصلا 
هيا دلوقتى نايمة على حسب ماسمعت ومافاقتش ...يعنى لو خلينا اى دكتورة تكشف عليها هتعرف بسهولة اذا كنت حضرتك هتبقى اول واحد ولا لا 
شهق زين فى ذهول واتسعت عيناه لا يصدق ان من يتحدث هذا هو نفسه ابوه الذى رباه على الفضيلة والخلق كيف يفكر فى امتهان كرامة انسانة بهذه الطريقة .. هتف بانفعال متناسيا انه امام ابيه 
اللى بتقوله ده مش هيحصل غير على جثتى فاهم 
رد محمود فى برود غريب 
لما انت واثق فيها اوى كدة خاېف ومړعوپ ليه مادام هتطلع سليمة ..المفروض انت اللى تطلب كدة عشان تثبتلى انى غلطان 
رد وهو يضرب الحائط بقبضته 
عشان لامن حقى ولا من حقك ننتهك جسم انسانة بالطريقة دى 
نظر له محمود نظرة طويلة...يعرف أنه يلعب على أضعف أوتار ولده كرجل ..كرامته .. 
يعرف أن ولده ربما يراوده الشك أكثر منه بعد ما رأى منها بعينه ولكنه يكابر ...حسنا سيعطه عرضا ربما قبل المساومة عليه 
هيا مش في وعيها دلوقتي ..يعني لا هتحس ولا هتعرف حاجة وأنا أوعدك بشرفي أنها لو طلعت بنت هجوزهالك فورا ..
الفصل السادس عشر 
وصل بدهشته الى أقصى درجة ممكنة ..درجة كافية لجعله يحتقر أباه رغما عنه ... 
حاول جهده ألا يفعل وهو يسمع عرضه المخزي بمقايضته على شرف حبيبته .. 
حاول جهده أن يمنع أي كلمة قاسېة من بلوغ شفتيه.. أوقف سيل الڠضب بحاجز الأبوة التى تربطه به ولم يتجاوزها سوى همهمته 
أنا لو قبلت أنك تعمل فيها كدة أبقا مش راجل 
وقبل أن يرد محمود بحرف جاء موظف من حسابات المشفى ووقف الى جوار زين ليطلب منه وضع مبلغ بالخزينة .. 
نظر الى والده فى ألم وخيبة أمل قبل أن يتبع الموظف .. 
راقبه محمود حتى اختفى وقد عزم بالفعل على
 

 

تم نسخ الرابط