رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


بعد أن تم الاتفاق معهم و أزيلت تلك المشاحنات و الأجواء الڼارية بينهم و قد كان هذا الأمر مهما كثيرا بالنسبة إليه . يكفيه أن يعلم بأنهم ليسوا أعداء ليستطيع التركيز مع عدوه الآخر..
استقل سيارته و انطلق بها يشق الطريق الترابي قاصدا مزرعتهم وفجأة شاهد ظلا في المرآة لشخص ملثم يجلس في الكرسي الخلفي و شئ حاد ينغرز بظهره من الخلف مع تحذيرا شديد اللهجة من صوتا بدا مألوف !

ادخل أول يمين و اركن علي جنب ..
نظرة تقييمية طافت بها عينيه علي الوضع القائم فلم يجد حلا سوي تنفيذ أوامر ذلك الغريب فما هي إلا دقائق و قد أوقف السيارة مثلما أخبره ليجد ذلك الملثم يلتف و يجلس بجانبه في المقعد الملاصق لمقعد السائق و يا لدهشته حين أسقط الغريب قناعه عمدا فتفاجئ بمروان !! 
لحظات من الصمت خيمت على جو السيارة بينما كان هناك حديث دائر بين الأعين قطعه صوت مروان المرح وهو يقول
مبدأيا كدا اعترف انك خۏفت
تجاهل مزاحه وقال آمرا
عايز تفسير للي حصل دا 
طب مش لما تعترف الأول !!
احتدت نبرته قائلا بنفاذ صبر 
مش هكرر كلامي ..
زفر مروان بتعب قبل أن يقول بإذعان
انا قابلت ناجي الأسبوع اللي فات !
تجعدت ملامحه بفعل الڠضب فجاء صوته فظا حين قال 
مش هتنقطني . قول اللي عندك مرة واحدة..
صمت مروان لثوان يسترجع ما حدث في ذلك اليوم 
عودة لوقت سابق 
ألو مين معايا 
هكذا أجاب مروان علي هاتفه فجاءه الرد علي الطرف الآخر 
انا ناجي يا مروان و اوعى تقفل السكة .. انا عايز اقابلك ضروري بخصوص سما . و الموضوع ميتأجلش . أيا كان اللي ما بينا سما ملهاش

ذنب فيه ..
كان ماهرا في اللعب علي أوتار فضوله الذي دفعه للقول باختصار 
مكانك فين 
اخبره ناجي بالعنوان فتوجه مروان علي الفور الي حيث ينتظره وما أن جلس علي المقعد حتي قال آمرا
قول اللي عندك بسرعه معنديش وقت اضيعه مع أمثالك 
نجح في قمع غضبه وهو يخرج أحد الأوراق من جيبه يناولها لمروان الذي سرعان ما اهتاج كالثور و انقض عليه قائلا بصړاخ
نهارك أسود معناها ايه الورقة دى انطق مين حاتم دا 
حاول ناجي تخليص نفسه من قبضته وهو يقول مخټنقا
سيبني . و . اقعد .. عش .. عشان افهمك.. 
بصعوبة نجح في التحكم بغضبه و عاد إلي مقعده بينما انحصر هذا الڠضب المقيت داخل عينيه التي كانت ترسل سهام الټهديد بقلب ناجي الذي بدا غير متأثر حين شرع في الحديث قائلا بسلاسة
عشان اكون صريح معاك الورقة دي سما مضت عليها من غير ما تاخد بالها وهي بتعمل جواز السفر بتاعها . لما قررت انها تروح تقعد عند شيرين .. و حاتم دا واحد من رجالتي سما متعرفوش أصلا 
اه يا كلب..
صاح مروان فقاطعه ناجي محذرا
لو مبطلتش كلامك دا مش هكمل و انت اللي هتخسر .. 
أجبر نفسه بصعوبه علي الصمت ليتابع ناجي حديثه المسمۏم 
طبعا دي الحاجة الوحيدة الي كنت هعرف امسك بيها سما . 
مروان باحتقار 
تمضيها على ورقة جواز من واحد متعرفوش من غير ما تعرف ! 
ناجي مبررا 
لما تكون حربي مع ناس زيكوا يبقي كل شئ مباح . 
مروان بانفعال 
انت جايبني هنا ليه 
مش عايز اكتر من حقي ..
اللي هو 
اتكأ على المنضدة أمامه وهو يقول بنبرة متحفزة 
ارد اعتباري قدام بناتي و ارجع لهمت وآحد ارضي من صفوت 
انطلقت ضحكة خالية من المرح من فم مروان الذي استطرد قائلا 
ايه القناعة دي كل دي طلبات لا و كلها اصلا مش من حقك . يخربيت بجاحتك !! دانتا واخد

ثانويه عامة في التناحه . و دكتوراه في الوقاحة . مش عايز حد يدعكلك رجليك كمان 
ناجي بحنق 
خلصت تريقه 
تريقة . دانا ماسك نفسي اني اسفلت وشك بالعافية..
لو مخرستش و سمعتني. اقسم بالله بكرة هتكون سما في بيت جوزها.
ابتلع جمرات غضبه الحارق وقال بهسيس
لو قلت الكلمة دي تاني مش هتلحق تكملها..
ناجي بخداع
حلو . هو دا الزوج اللي اتمناه لبنتي .. بس ناقصك شويه حاجات كدا بسيطة ..
ارتفع حاجبه بسخرية فتابع ناجي بث سمومه 
انت متفرقش حاجه عن سالم و سليم . بس هما ابوهم عززهم و انت ابوك اضحك عليه ابوك مباعش ارضه لمنصور زي ما فهمكوا. 
انكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال 
ازاي 
اجابه ناجي پحقد 
منصور استغل أنه محتاج و خد الأرض بأقل من ربع تمنها . و ابوك لأنه مكنش عايش هنا و مكنش فاهم وافق . و باقي الأملاك اللي منصور قال إنه باعها عشان كانوا مديونين كلها لسه موجوده.. و أبوك عرف كل دا صدفة.
مفروض اصدقك 
استفهم مروان ساخرا فأجابه ناجي بتهكم 
طب ايه رأيك تسأله ليه مبينزلش هنا خالص ولا اقولك انا .. عشان لما عرف وواجه منصور مأنكرش و قاله انت غريب و ملكش حاجه هنا .ابوك يومها حلف يمين ما ينزل البلد تاني و لا هيسامح في حقه .ولو مش مصدقاني اسمع
 

تم نسخ الرابط