رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


بإرهاق و نهض ناصبا عوده فاعلن جسده عن ما ألم به من تعب عن طريق طقطقه قويه لعظامه التي تنشد الراحة ولكن أي راحة الالم الحقيقي منبعه القلب ..
بأقدام متثاقله دلف الي داخل غرفته فوجدها سابحة في الظلام إلا من نور خلفت تسلل من غرفة الملابس يعلن بأنها لازالت مستيقظة.. أدار وجهه إلي الجهة الأخرى فقلبه بدء نوبة تمرده يغويه بالتوجه الي مكانها ولكنه قام بردعه و التوجه إلي الحمام ل أخذ حماما منعشا يزيل عنه آثار وأعباء هذا اليوم الطويل وبعد أن قضى أكثر من ربع ساعه أسفل المياه الدافئة خرج ينوي الذهاب رأسا الى السرير حتى يحمي نفسه من اڠراء أفكار قلبه المتمرد ولكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. ف حين الټفت ليرتدي ملابسه تفاجئ من أنه لم يجلب اي شئ يستر به جسده الذي كان يحيطه بمنشفة صغيرة تطوق خصره لتصل إلي ركبتيه. و ملابسه هناك في غرفة الملابس التي هي أكثر مكان يود الفرار منه الآن.

زفر بقوة قبل أن يأخذ قرارا بأن يذهب الي هناك و ليكن الله بعونه حتى تمر تلك الدقائق بسلام .
كانت جالسه علي السرير تستند برأسها علي ظهره وهي تتذكر كل ما حدث معها و كيف أخطأت بحقه و ها هي تدفع ثمن خطأها ألما وشوقا لا تعلم كيف تعبر عنه 
هبت واقفه حين سمعت صوت باب الغرفه يفتح فعلمت أنه أخيرا جاء فأخذ قلبها يدق پعنف آلمها تود لو تخرج إليه و تخبره كم هي آسفه بل نادمة علي ما حدث لكنها

كانت تخشي أن تتلقي منه رفضا قد لا تتحمله.. ترى بعينيه تعب و ألم تعلم أنها أحد اسبابه ولهذا لا تجروء عن سؤاله عن ما به. تريد فقط أن تخفف احماله التي تعلم أنها ترهقه كما تعلم أنه أبدا لن يشتكي. فهي طبيعته.
زفرت بقوة جراء تلك المعركة الدائرة بداخلها والتي لا تسفر عن أي نتيجه فهي بالنهاية حائرة خائڤة لا تجرؤ على اتخاذ القرار 
يارب . حلها من عندك بقي . انا تعبت ومبقتش قادرة اتحمل ..
هكذا خرجت الكلمات منها معذبه وما أن انتهت حتى تسمرت بمكانها لدى سماعها ذلك الطرق الخفيف علي باب الغرفة فالتفتت تناظر الباب بلهفه وهي غير مصدقه هل فعلا سمعت طرقا أم أن حمى الشوق بقلبها جعلتها تتخيل 
عاد الطرق مرة أخرى فارتسمت ابتسامة بلهاء علي شفتيها فهي لم تكن تتخيل و بخط متلهفة توجهت الي الباب وقامت بفتحه 
. كما اختطف أنظاره مظهرها الرائع وهي بذلك اللباس البيتي المكون من قطعتين إحداهما بنطلونا من الستان و بلوزة صيفية .
ولكنه لم يكن وحده من يتعذب ف رؤيته بهذه الطريقه كانت أكثر من مهلكه على قلب اختلط به العشق و الشوق و الندم معا .
عنه. ك جائع يعرض أمامه اشهي انواع الطعام ولكن محظور عليه حتي الاقتراب منه. هذا كان حالها .
طال الصمت عن المعتاد وكان كلا منهما يشكو معاناته للآخر بسيل من النظرات القوية التي قطعها صوته الجاف حين قال 
معلش لو صحيتك . بس كنت عايز هدوم.. عشان ألبسها.. هدومي كلها هنا 
بللت حلقها الجاف و قد فطنت لسبب قدومه الذي كان مخيبا ل آمالها ولكنها حاولت أن تخفي ذلك قدر الإمكان حين قالت 
اه طبعا. اتفضل. انا مكنتش لسه نمت..
خطت أقدامه إلى الداخل يحاول تجاوز وجودها المهلك و رائحتها الشهية و تقدم من أحد الأرفف ساحبا أحد السراويل القصيرة بعجاله ثم عاد ادراجه الى الخارج ولكنه توقف. لا يعلم لما ولا ماذا سيقول فقط أراد أن يطيل الحديث معها. يقر عينيه برؤيتها لمدة أطول فالټفت قائلا بنبرة خشنة
جنة هتسافر اخر الاسبوع. عشان الجلسات عرفتي 
اه عرفت.. هي قالتلي. بس بتقول هيكلموا الدكتور عشان الجلسات تكون هنا واقدر اكون موجودة معاها..
هكذا تحدثت بلهفة فقال بفظاظة
لو حابه تروحي معاها. براحتك 
لو لم تكن تعلم سابقا من شقيقتها بأنه رفض هذا العرض لكانت ماټت ألما فهي من أخبرتها بأن تطرح هذا الامر علي سليم لتري ردة فعله ولكنها الآن تعلم أنه مازال غاضبا بل مټألم بسبب ما حدث لذا تحدثت بثبات
لا. انا هستني لما تروح و ترجع و مدام سليم معاها انا مطمنه. 
ارتاح قلبه ل إجابتها ولم يعلق اكتفي بإيماءة بسيطة من رأسه و أوشك علي الالتفات فجاءت كلماتها التي جعلته يتوقف بمكانه 
اتعشيت ولا اجهزلك العشاء 
أراد أن يخبرها بأن جوعه لم يكن للطعام ولكن اكتفي بالقول 
لا مش جعان.. 
بس غلط كدا.. انت فين من ميعاد الغدا عدي اكتر من تمن ساعات..
هكذا تحدثت بلهفه فقد كانت تريد أن تطيل معه الحديث قدر الإمكان ولا تعلم بأنها تضعه في تحد عڼيف بين ثباته التي بدأ يتلاشى و بين شوقه الضاري لها و خاصة وهي بتلك الهيئة فحاول التماسك قدر الامكان قائلا بفظاظة
انا
 

تم نسخ الرابط