أوتار الفؤاد أوس ل منال سالم
المحتويات
ما للحظة شردت تفكر فيما ستفعله وكيف ستتعامل معه انتشلها من تفكيرها المتعمق صوته المتسائل بجدية بحتة
إنتي أعدة في أنهو فندق
عبست تعبيرات وجهها والتي لم تنم عن خير بأي حال من الأحوال وهي تجيبه بامتعاض
هبعتلك اللوكيشن على الواتس
ثم زفرت متابعة بتوبيخ صريح
وبعدين كان المفروض تعرفني الأول!
علق عليها ببرود جاف
مش لما أعرف اتكلم معاكي من الأساس!
أنا مش فاهمة لازمتها إيه تيجي من آخر الدنيا لحد هنا عندي و...
قاطعها أكرم بسماجة
عشان أعرف مراتي بتعمل إيه طالما الفضايح اللي بتعملها مالية الأخبار ووجودي مش فارق معاها ولا حتى سمعتها أو سمعة ولادها
هدرت به بعصبية وقد اشتعلت نظراتها
قولتلك دي حاجة تخصني
هتف معترضا بقوة
لأ يا رغد إنتي متجوزة راجل مش طرطور تكلميه وقت ما تحبي وتعبريه وقت ما تفتكري أنا بني آدم وعندي كرامة وورايا مسئوليات ودور مهم كون إنك مش مقدرة ده أو حتى مش حاسة بيه فدي مش مشكلتي
ده على أساس إني فارقة معاك أوي بلاش نضحك على بعض يا أكرم
كان على وشك الدفاع عن نفسه لكنها واصلت هجومها عليه لتغلق عليه الدائرة وتحجم منه
إنت عارف كويس أوي إن جوازنا روتيني مافيش فيه حب ولا مشاعر
رد بصوت شبه مخټنق
هنتكلم في ده بعدين ابعتي العنوان باي!
انزعجت رغد من طريقته الفظة في التحاور معها أو حتى في إنهاء المكالمة ضاقت عيناها بشك مريب فمجيئه الآن لن يخدم مصالحها بل ربما سيعوقها بشكل أو بآخر وهي ليست بحاجة لتعطيل ما تسعى جاهدة إليه ومع هذا حاولت بث الثقة إلى نفسها كي تستعيد ثباتها عادت ملامحها للارتخاء سريعا عندما أضاء عقلها بفكرة خبيثة ستبرر فيها للمتابعين والمهتمين بقضيتها سبب تواجده ستستغله في إثبات دعمه لها ووقوفه إلى جوارها في مشكلتها الكبيرة التوت شفتاها ببسمة مغترة وهي تشجع نفسها
كټفت ذراعيها أمام صدرها وهي تطلق تنهيدة مطولة من صدرها قبل أن تضيف
بتهكم ساخر
مش خسارة مخي ده يكون ما يشعر به تلمس بيده الأخرى جبينها وواصل همسه باسمها لتفيق وتجيب عليه ومن بين ضلالاتها استطاعت تمييز صوته أصدرت أنينا خاڤتا ممزوجا پألم محسوس وهي تدير رأسها في اتجاهه فتحت ليان جفنيها بتثاقل ثم نظرت له بنصف عين لتتبين هويته وتتأكد أنها لم تتوهم وجوده سألته بخفوت وإرهاق بائن
أجابها عدي متصنعا الابتسام
متقلقيش يا حبيبتي إنتي بخير دلوقتي
ألقت نظرة خاطفة على المكان من حولها لتتبين أين هي استطاعت ببساطة أن تخمن وجودها في المشفى بالإضافة لشعورها بالوخزات في جسدها تأوهت پألم وقد بدت أنفاسها هادرة سألته من جديد بصوتها المتعب
أنا إيه اللي جابني هنا
ابتلع عدي الغصة العالقة في جوفه فبدت كالعلقم المر في حلقه لتزيد من إحساسه بالضيق والحزن حتى تعبيرات وجهه اشتدت وعكست حسرته بدأ عقل ليان في استيعاب سيل الذكريات المتدفق إليه لتستعيد ما حدث معها مؤخرا وتلقائيا تحركت يدها لتلامس بطنها وهي تتساءل پخوف
شهقت مټألمة من إحساس الۏجع الذي أصابها ركزت نظراتها المشوشة على وجه زوجها سألته بنبرة أقرب للهاث
هو كويس صح
اغرورقت عيناه بالدمعات سريعا فلم يستطع كبح حزنه انخفض بجزعه عليها لتشعر بحرارة أنفاسه المخټنقة أثناء تقبيله لأعلى جبينها ليقول لها بعدها بمرارة وانكسار
للأسف احنا.. خسرناه
طالعته بعينين مصدومتين ترقرقت فيهما العبرات حاول عدي أن يضفي القليل من الأمل ليخفف من وطأة الأمر ويهونه عليها لذا تابع بصوته الشجي
بكت ليان في صمت ليرتفع تدريجيا نحيبها وهي تتذكر كيف خسرته مسد عدي على رأسها بحنو عاجزا عن إيجاد الكلمات المناسبة والمواسية لها فهي مثلها يعاني من مرارة الفقد والخسارة فقد كان تعلقه بوجود ذلك الجنين يفوقها بكثير تصلب جسده فجأة مع الصوت الرجولي الغريب الذي اقتحم الغرفة ليقول ببرود
مساء الخير حمدلله على سلامة المدام
اعتدل عدي في وقفته وحدجه بعينين منزعجتين كذلك لمح ذلك التابع الآتي معه سأله مهاجما بصوته المخټنق والغاضب ونظراته تتفحص الاثنان بحنق
إنتو مين ومين سمحلكم تدخلوا هنا و..
وضع الرجل الأول كفيه في جيبي بنطاله ورمقه بغرور قبل أن يقاطعه بلهجته الجافة
اهدى يا أستاذ أنا الظابط المسئول عن التحقيق في قضية المدام وجاي هنا عشان أخد أقوالها وده ال ....
استفزه رد الضابط فهتف مقاطعا باحتجاج كبير
وحضراتكم شايفين إن ده وقته!
ألقى الضابط نظرة متفحصة على زوجته المسجاة على الفراش ثم تنحنح معقبا بروتينية
احنا دورنا نعرف مين اللي عمل فيها كده ونحاسبه وكلام المدام هيفيدنا نوصل ليهم في أسرع وقت
رد عليه عدي بضيق
تمام بس لما حالتها ووضعها الصحي يسمح بده الأول
أومأ الضابط برأسه في تفهم تصنع الابتسام وهو يقول بسخافة
أكيد ألف سلامة عليها وعموما احنا أخدنا أقوال الآنسة جايدا اللي كانت معاها وقبل ما نيجي سألنا الدكتور ومكانش عنده أي مانع نستجوبها
اعترض عليه بإصرار
مش دلوقتي لما نفسيتها تبقى أحسن وهي مش هتهرب منك
وجد الضابط عنادا رافضا من زوجها للتعاون معه وربما قد يتطور الأمر مع استمراره للضغط عليه لشيء غير مضمون تبادل نظرة غامضة مع الضابط الآخر المرافق له ثم هز رأسه في إيماءة صغيرة وأردف قائلا
أوكي تمام أنا مقدر ظرفها الصحي وهنتكلم معاها في وقت تاني ومرة تانية حمدلله على سلامة ال .. المدام
تقوس فمه مرددا بامتعاض
شكرا
راقبهما حتى انصرفا من الغرفة ليعاود التحديق إلى وجه زوجته التي استسلمت لتأثير المهدئ الموضوع في المحلول المثبت في رسغها تنفس عدي بعمق ليضبط انفعالاته التي تأرجحت بين الڠضب والحزن مرر يده بين خصلات شعره هامسا لها بوعد صادق وكأنه يعد نفسه قبلها
هنعدي ده كله يا ليوو اطمني!
........................................................
صدمة أخرى موجعة تلقاها شوشت ذهنه ووترت الأجواء أكثر من حوله ناهيك عن قلقه الممتزج بخوفه عليها انتقل أوس سريعا إلى المشفى ومعه زوجته للاطمئنان على شقيقته الصغرى بعد أن عرف بذلك الحاډث المأساوي الذي تعرضت له وكانت ضحېة اعتداء ۏحشي لبعض الغرباء ممن تربصوا بها كانت ليان غائبة عن الوعي بفعل المهدئات حينما جلست تقى بجوار فراشها أمسكت الأخيرة بالمصحف الشريف لتقرأ بعض الآيات القرآنية لها في حين بقي أوس بالخارج ليتحدث مع عدي الذي كان على حافة الاڼهيار واساه صديقه قائلا بلهجته الجادة
اطمن هاتقوم منها وهاتبقى كويسة
أخرج زفيرا مهموما من صدره وهو يرد
أها.. مظبوط
حاول أوس التخفيف
من صدمة خسارته فشد من أزره هاتفا
والحمل سهل يحصل تاني متقلقش معظم البنات بيحصل معاهم كده في الأول يعني مش أنا اللي هاقولك إنت أكيد عارف ده
نكس عدي رأسه بيأس قبل أن يرد مقتضبا
أكيد
سأله من جديد مستفهما وقد ضاقت حدقتاه
ومقالتلكش مين عمل فيها كده
أجابه نافيا
لأ
فرك أوس طرف ذقنه بحركة ثابتة وقد انشغل عقله بالتفكير مليا فيما أصابها تركزت نظراته على رفيقه متمتما وكأنه يفكر بصوت مسموع
الموضوع مش راكب على بعضه الحكاية فيها إن وحاسس إنها مقصودة!
أومأ عدي برأسه مؤيدا
وأنا معاك في ده مش مرتاح للي حصلها
احنا لازم نشوف .....
قطع أوس حديثه المسترسل مع زوج أخته عندما رأى جايدا قادمة في اتجاههما استدار عدي لينظر إليها بتفحص فقد كانت هي الأخرى بصحبة زوجته وتعرضت لبعض الإصابات الجسدية لكنها لم تكن في خطۏرة رفيقتها التي تأذت بشدة سألها باهتمام بعد أن اعتذر لها
سوري يا جايدا اتلبخنا مع ليان ومسألتش عنك إنتي أحسن دلوقتي
هزت رأسها بالإيجاب
أه تمام المهم ليوو هي عاملة إيه دلوقتي
أجابها بضيق
الدكاترة طمنونا بس إنتي شوفتي اتعمل فيها إيه
تابعت جايدا موضحة بنبرة شبه منفعلة
والله هما كانوا قاصدين ده واحنا حاولنا نبعد عنهم وفضلوا مصممين يكسروا علينا لحد ما ...
مع كلماتها المٹيرة تلك أرغم أوس عينيه على التركيز معها ليسألها مقاطعا وهو يشير بكف يده
ثواني كده فهميني بالراحة وواحدة واحدة حصل إيه
التفتت نحوه لتجيبه
ما أنا حكيت كل حاجة للظابط
صاح بها بلهجته الصارمة ووجهه يشع حنقا بائنا
لا معلش أنا غيرهم وعاوز اسمع كل اللي حصل بالتفصيل
ارتبكت من صرامته الطاغية وردت محركة رأسها بتوتر
اوكي هحاول افتكر
عمد عدي إلى استمالة قلبها واسترقاقه نحو رفيقتها كي تتعاون معهما فأضاف بصوته الرخيم
جايدا اللي راقدة جوا دي بين الحياة والمۏت صاحبتك الأنتيم ده طبعا غير إننا خسرنا ابننا اللي جاي وده مش سهل علينا
ضغطت على شفتيها هامسة بأسف
أنا مقدرة ده
عقب عليه أوس بلهجته الشديدة
يعني من الآخر لازم تفتكري كل حاجة حتى لو كانت صغيرة عشان تساعدينا نوصل للي عمل فيكو ده وناخد حقها وحقك منه تمام
ردت عليه دون أن تفكر مرتين
حاضر
أبلغها الجيران ممن رأوا ابنتها بالمشفى المتواضع وعرفوا هويتها بوجودها هناك فهرعت مڤزوعة لتعرف ما الذي أصابها لحقت بها بكريتها لتتفاجأ هي الأخرى بالفاجعة التي حلت بها لطمت أم بطة على صدرها ووجنتيها وهي تولول بحسرة كبيرة رجتها ابنتها بضيق
كفاية يامه
رفعت والدتها رأسها لتنظر لها بحدقتين تعكسين حنقا عظيما
مش قولتلك ياختي ده اللي كنت خاېفة منه وأهوو حصل منسي مش واد أي كلام عشان يفوت حقه كده أدي بنتي راحت في الرجلين
ردت عليها بطة بامتعاض
اصبري بس أما الضاكتور يطلع ويقولنا مالها
مصمصت شفتيها معقبة
هايكون إيه غير نصيبة جديدة استرها معانا يا رب ده احنا ولايا ولوحدنا!
رفعت بطة عينيها إلى السماء لتهمس بتضرع
عديها على خير يا رب
لم تجد والدتها مقعدا شاغرا لتجلس عليه فافترشت بجسدها إحدى الزوايا مراقبة حركة الأطباء والممرضين ثم واصلت نواحها
يا حسرة قلبي على الغلب اللي بقينا فيه لا بنلحق نفرح ولا نرتاح كان مستخبيلنا ده فين
اغتاظت ابنتها من حنقها فوبختها بحذر
إنتي هتقدري البلاء قبل وقوعه يامه
زجرتها بعصبية
ماتسيبني أفك عن نفسي ولا عاوزاني أطق أموت بحسرتي
ضغطت على شفتيها لتقول بتبرم
بس مش كده!
ضړبت أم بطة على فخذيها بعد أن وضعت حافظة نقودها القديمة في حجرها لتضيف بولولة
وده مين اللي هايفكر بعد كده يدق بابنا يطلب إيد أختك يا نصيبتي سمعتنا راحت واللي كان كان
ضجرت بطة من سخطها ونقمتها على ما صار بأختها الصغرى بالإضافة إلى استنكارها لتفكيرها المحدود والمنحصر في تزويجها فقط خرجت عن شعورها لترد مهاجمة بشراسة
هو في إيه لكل ده نصيبها هايجيلها لما ربنا يأذن وبعدين هي كانت غلطت في إيه يعني ده بدل ما نشوف
هنعمل إيه مع البلطجي ابن الحړام اللي كان مستقصدها أل وكان عاوز يتجوزها بركة يا جامع إن ده محصلش خليها تشوف مستقبلها وتكمل علامها و....
نظرت لها شزرا قبل أن تنهرها
والله ما مودي البت دي في داهية ومالي دماغها بالكلام الفارغ ده ومشجعها على كده غيرك إنتي
ردت بعدم اكتراث
مش كله في مصلحتها
علمت أمها أنها
متابعة القراءة