رواية جديدة مقتبسه من أحداث حقيقيه امواج قاتله بقلم نداء على

موقع أيام نيوز


تحت ايدي امسكها من قفاها واقولها 
ولابد عن يوم مظلوم تترد فيه المظالم يا بومة 
ابتسمت سهيلة واشارت الي ميادة بالاقتراب لتغمرها بأحضانها فهي علي يقين أنها تحتاجها الأن 
احتضنتها ميادة باحتياج قائلة 
بتحبي يزيد اوي كده يا ليلا 
سهيلة بتسألي ليه يا ديدا 
ميادة نفسي أحب حد وهو يحبني زيكم كده.. نفسي اطمن وانا معاه 

يزيد لازم علشان نكمل اللي جاي ننسي اللي فات 
ميادة صعب اللي فات يتنسى 
سهيلة مظبوط .. بس عالأقل نحاول نبعد عنه مش نفضل نجري وراه 
ميادة اوقات لازم نتألم ونعاني علشان نتغلب علي مرض معين وبعدها نبدأ نكمل حياتنا ونعيش
صمتت سهيلة فهي علي حق.. من الصعب أن ننسى بعض الاشياء.. أتنسى شقيقتها ووالدتها.. أم تنسى هروبها وما تعرضت له من خوف وفزع.. أتنسى أنها زوجة لنوح أم تنسى انها عاشت حياة لا تناسبها ولا تشبهها متخفية خلف اسم وهوية لفتاه أخرى 
كان يدور بغرفته لا يجد مخرجا لما أوقعته به شقيقته.. تلك المدللة التي رباها طفلة صغيرة الي ان صارت فتاة يافعه.. كان يعتبرها ابنته التي لم يحظ بها.. لما كسرته هكذا.. لما ضعفت أمام اغواء ذاك الفتى.. هل أعماها الحب عن نواياه.. نهر نفسه رافضا لإدانتها هي ليست مخطئة.. هي مازالت طفلة وقد استغلها جاد.. عليه ان يدفع الثمن.. لكنه لم يخطئ.. هو يسعى للاڼتقام منهم.. من والدته وشقيقه.. شقيقه الذي اخطأ وعليهم جميعا أن يدفعوا ثمن خطأه.. ظل حائرا لا يتوقف عقله عن التفكير ولا يتوقف ضميره عن النوح 
نظر الي ما يرتديه منذ سنوات بأصبعه ولا يدري لما احس بالاختناق.. ازاح الخاتم من بين اصابعه بصعوبة وكأنه يأبى تركه 
فتح أحد الادراج المجاورة له ووضعه بداخلها ثم أغلقه بقوة.. نظر الي ذاك الاثر البادي بأصبعه واخذ يتلمسه بحزن ممزوج بالڠضب.. تحدث الي نفسه قائلا
هتفضل اكده يا نوح عايش مع اللي راحوا وهملوك.. الكل بيدور علي نفسه ومصلحته.. حتي هي هربت ونسيتك.. عيش حياتك وملكش صالح بحد واصل..
أمسك هاتفه وبحث عن رقمها المدون بالقائمة.. انتظر قليلا يحاول تجميع افكاره.. ضغط زر الاتصال وبعد لحظات اجابته باشتياق 
انت فين يا نوح قلقتني عليك 
ابتسم تلقائيا وكأنه لم يستمع الي تلك الكلمة
من قبل.. هناك من يشعر بالقلق من أجله
تعجبت لصمته فتساءلت بلهفة 
انت معايا.. 
نوح اني محتاچلك جوي يا چودي اني تعبان ومفيش حد غيرك رايد احكيله 
ابتسمت هي قائلة 
قولي مالك يا حبيبي 
نوح وقد اطاحت كلمتها بثوابته 
اني خارج دلوك من الصعيد وچايلك 
تتچوزيني يا چودي
القصل 18
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تقترب فالبعد عنك صار أهون من ذاك القرب الذي يغربني عن نفسي لم أعد أدري هل أنا أحبك أم أكره حبي لك وكلاهما يؤلمني فأنا لا أود أن أشعر تجاهك بأي شئ.. دعني ابتعد بعدما احقق ما انتظرته سنوات دون شفقة عليك او ندم.. لما الأن تبدو وكأنك شخص أخر لا اعرفه ويأخذني اليه مرغمة
تثاقلت انفاسها وداهمها من جديد ذلك الألم المعتاد.. ابتسمت ساخرة من حالها فيبدو أن المها النفسي لا يكفي ليعلن جسدها هو الأخر عن رغبته بالاڼهيار.. تناولت بعض المسكنات وحاولت تهدئة توترها الزائد.. استجمعت شتاتها واستعدت لملاقاته
كان هو سعيدا للغاية ولأول مرة منذ سنوات يشعر بسعادة تغمره هكذا.. ربما لم يقترب من تلك الكلمة منذ ۏفاة والده وعيشه ببيت جده.. يتم مبكر أجبره علي النضوج قبل أن يحين أوان النضج.. كان يتمني أن يحيا بكنف والدته وشقيقه لكن والدته لم تستطع يوما أن تعوضه غياب والده ولم تعطه ما يفترض بالأم أن تعطي أبنائها من حنان واحتواء فاتجه باحثا عن ظل يحميه بين راحتي شقيقه لكن وللأسف خذله هو الأخر فقد كان مضطربا الي حد ما يدعي القوة وبداخله ضعف لا يلحظه سوى نوح الأخ الأصغر الذي اضطر الي القيام بدور الأب والاخ الاكبر لشقيقه
كان يتوق الي الوصول الي القاهرة وملاقاة جودي التي لم تعطه اجابة صريحة بعدما طلب يدها للزواج بل أخبرته ان ينبغي ان تتحدث اليه اولا
وصل الي المكان الذي تنتظره به متلهفا لسماعها
كانت ميادة تبكي بقوة وتتمتم من بين شهقاتها قائلة
انا حاولت كتير يا نوح اني اقنع بابا يصرف نظر عن موضوع خطوبتي لابن عمي بس هو صمم انا بجد مقدرش ارتبط بحد غيرك.. انت مش متخيل لما طلبت مني الجواز انا حسيت بأيه
نوح بحب يا جلبي مټخافيش اني هروحله واكلمه
ميادة لا بلاش بابا عنيد وصعب يرجع في كلمته
نوح پغضب يعني ايه هتوافجي وتبعدي عني
ميادة بحب ياريت اقدر
نوح يبجى نتجوز
ميادة تقصد ايه.. نتجوز من غير بابا ما يعرف
نوح بترجي انا مجدرش اهملك لراجل غيري يا جودي.. مش معجول يكون نصيبي في الدنيا اكده كل اما أحب حد يهملني ارجوكي متبعديش عني
جودي وافرض مراتك رجعت
نوح بيأس مهترجعش.. لو ناوية ترجع كانت رجعت من سنين
جودي وافرض يا نوح.. انا وقتها هعمل ايه
أمسك يدها بقوة واحتواء قائلا
ارجوكي متضغطيش علي دلوك والله اني مستحيل اظلمك بس جلبي اكتفى ۏجع من الكل كفاية اني مضطر اغلط واساعد في الغلط بسبب الواجب والمفروض
ميادة انا مش فاهمة حاجة
نوح هقولك كل حاجة...
قص عليها ما حدث في الماضي لكنه اخبرها ان حماد قد فر هاربا ولم يعد
نظرت اليه ميادة تحاول أن تتبين صدقه.. سألته بهدوء عكس ما تشعر به
معقول يعني اخوكي اختفي هو كمان
نوح محاولا التبرير علي فكرة اخوي مهواش وحش جوي اني خابر انه ارتكب چريمة بس وجتها كان صغير وضايع وللأسف امي دايما كان ليها تأثير كبير عليه
ميادة بحدة والبنت اللي قټلها ذنبها ايه
صمت نوح فهو لم يخبرها انه قد ساعد شقيقه علي الفرار كي لا تتغير نظرتها اليه واحس الان انه كان محقا فها هي تهاجم حماد فبالتأكيد سوف تنفر منه ان علمت انه قد ساعده علي الهروب بجريمته
نظر اليه قائلا بلاش تحكمي علي حد من غير ما تعرفيه زين اني وحماد ظروفنا كانت صعبة جوي ياما اتمنيت الاجي حد ياخدني في حضڼي وجت مۏت ابوي وملجتش احنا كبرنا جبل الاوان يا جودي انتي صعب تحسي بكلامي لانك متربية في بيت كله حب
ابتسمت ميادة بسخرية فها هو يخبرها أنها لم تعاني مثله لم تذق طعم اليتم ولا الفقد.. لم تعاني مرارة الظلم من والدته وخاله فهد.. لم تنقسم روحها نصفين بفقدها لتوأمها...
ابتسمت اليه بحب استطاعت تمثيله بجدارة وتحدثت اليه قائلة
خلاص يا نوح انا موافقة وكل اللي انت قولته ده مش هيقلل من حبي ليك بالعكس انت كان ممكن تخبي عليا ومتقوليش حاجة عن ماضيك
نوح بسعادة يعني موافجة
ميادة بثقة موافقة بس ..
نوح بس ايه
ميادة انا هكلم خالو مصطفي واقنعه يكون معايا
نوح وتفتكري هيوافق
ميادة هو مش هيوافق بسهولة بس عالأقل احس ان حد من اهلي معايا وبعدين هو رافض جوازي من رائد وكلم بابا كتير بس للأسف رفض يسمعله
نوح خلاص كلميه يجيلنا دلوك واني هكلمه وان شاء الله يوافج
ادعي مصطفي الرفض التام والڠضب الشديد وأخذ نوح يتحدث اليه برجاء يوضح اليه موقفه ورغبته القوية في الزواج بجودي
وبعد ساعات من الاقناع وافق مصطفي علي الوقوف بجانبهما الا أنه اشترط عليه قائلا
انا موافق انكم تكتبوا الكتاب وبس مفيش فرح ولا جواز فعلي الا بعد ما نقنع يزيد.. انا بس وافقت لاني عارف انه عنيد وهيصمم علي جوازها من رائد وانا بصراحة مبحبش الواد ده
نوح بسعادة واني يكفيني انها تبجي مرتي وعلي اسمي
مصطفي خلاص انا هجيب مأذون العيلة وهفهمه ميجبش سيرة لحد وربنا يستر بعدين
اتفق مصطفي مع المأذون وقام بوضع الاوراق التي يود ان يوقعها نوح دون علمه وسط اوراق عقد القران
انتهي عقد القران وابتسم مصطفي بانتصار ناظرا الي ميادة يطمأنها انه قد حدث ما تخطط له
غادر مصطفي بعدما تحدث اليها والي نوح قائلا
اعتقد انك وعدتني يا باشمهندس
نوح بثبات برجبتي يا استاذ مصطفي.. بس ياريت تخليها معايا شوية واني هوصلها بنفسي لحد البيت
اومأ مصطفي موافقا وصاحبته ميادة خارجا
ابتعدا قليلا ليتحدث اليها قائلا
خلاص يا ديدا الوصل نوح وقعه من غير ما ياخد باله وبصم عليه كمان.. وصل ب ١٠٠ مليون جنيه واعتقد ان مهما كانت ثروته مش هيقدر يدفع ووقتها هتاخدي حقك وفلوسك كلها... 
ابتسمت ميادة بارتياح هامسه اليه
البادي اظلم يا خالو انا كل اللي بعمله رد فعل مش اكتر.. رد فعل اتأخر سنين
مصطفي بحب انا مروح لو احتجتيني اتصلي علطول وياريت متتأخريش
اطعمها جاد بيديه ممازحا اياها كي تطمئن قليلا فهي ورغم ابتسامها وهدوءها الا انه يعلم ما تعانيه.. لقد قلب عالمها بين ليلة وضحاها ورغم انه لن يتراجع الا انه يشفق عليها لقد انتظر أن يتصل به نوح أو والد رباب ويتوصلون الي اتفاق فيما يخص تسليمهم حماد لكن يبدو أنهم يأخذون تهديده اياه باستهتار وينبغي ان يخيفهم قليلا
انتهت رباب من طعامهم وبدأت تشعر برغبة قوية في النعاس.. اقترب منها جاد مدعيا القلق متسائلا
مالك يا حبيبتي.. رايدة تنعسي
رباب مخبراش يا جاد بس راسي تجيلة جوي انا هخش جوة اريح حبتين
انتظر قليلا الي تأكد من نومها فقد وضع لها منوم قوي بالطعام
اني حذرتكم يا أم حماد بس شكلكم مفكرني ههزر.. ياريت متزعليش بجي من اللي حوصل لرباب هي مهما كان مرتي ومن حجي اتصرف معاها بكيفي المشكلة انها ضعيفة ومتحملتش
لم تستوعب شهيرة ما تراه.. توقف عقلها عن العمل واحست بعجزها عن الحركة.. حاولت الصړاخ ولم تستطع.. نظرت مرة أخري الي صور ابنتها الغالية لتراها غارقة لتعود اليها صورة حليمة وهي غارقة بدماء براءتها لتجزع شهيرة معتقدة ان رباب القت حتفها .. لحظات وخرج صوتها في صورة صړخة مدوية يملؤها القهر الذي اذاقته لغيرها من قبل العجز شعور قاټل لا يدرك صعوبته سوى من أجبر علي الوقوع تحت براثنه القاسېة التي تفترس الروح.. ربما ذاقت الأن شهيرة شيئا مما ذاقته نوارة دقائق كانت اشبه بحرب ضروس تجاهد خلالها شهيرة نفسها اللائمة لها لتقع مغشيا عليها لا ترغب بالمزيد...
رفع نوح كوب القهوة الموضوع امامه مرتشفا منه القليل لكنه وجدها شاردة وكأنها في عالم أخر.. انتظر قليلا علها تنظر اليه لكنها لم تفعل.. ابتسم بمكر لېصرخ متأوها بعدما اوقع القهوة الساخنة أرضا مدعيا أنها احرقت يدها
هرولت هي اليه بقلق بادي وخوف يتراقص بمقلتيها قائلة
في ايه انت وقعت القهوة علي نفسك
اغمض عينيه مدعيا الألم.. فاقتربت منه للغاية لتشهق بعدما أوقعها باحضانه فلم يعد يفصلهما سوى انفاسه العالية التي تشبه أمواج المحيط التي تزمجر بين شاطئيه وكأنها تسعى للخلاص
تاه
 

تم نسخ الرابط