رواية اللصة والۏحش للكاتبة منة فوزي
المحتويات
ما تنامي! ثم تعالي هنا مين سمحلك تعدي كده علي الباب و كمان تجيبي حمادة يسليكي
شهدانت قلت متخرجيش و انا مخرجتش!..ثم حمادة هو اللي عدي و قعد انا مجبتش حد..ثم انت ايه اللي مزعلك!.. انا لا رحت و لا جيت و حمادة صاحبك.. مش من الناس اياهم و وكتر خيره هون عليا الزهق
لم يكن لديه ردا..
فقال بغيظ قبل ان يدخل و يتركهاعايز الشيشة تبرق!
جوكلتي
وقفت شهد تنظر اليه حاملة الشيشة بيدها وتحاول التذكراه.. حمادة كان جايب سندوتشات سجق و كبده
اشاح بوجه عنها
..و قد زاد عبوسه..
وقفت لبضع ثاون بظهرها اليه تستجمع شجاعتها ثم التفتف اليه لتقول علي فكرة بقي انا مينفعش اعد كده تاني
شهد و قد اغاظها انه لم يفهم ما تعني فعادت تقولانا بقول مينفعش اقعد كده معملش حاجة.. مين قالك اصلا ان قعدتي برة لوحدي و لا حتي مع حمادة تريحني.... انا لازم اشتغل..مقدرش
اعد كده!
تهللت اسارير شهد و لكنها صدمت بقوله البيت زي الطين.. همتك بقي..ورينا.. عايزه بعد كده ولا البيوت اللي بتطلع في اعلانات التلفزيون بيلمع كده و منور
فقالت شهد پغضب معرفش.. معرفش يا جو.. مش شغلتي و مليش فيها!
جو امال البرنسيسة عايزة تعمل ايه
شهد محاولة ان تكون هادئةمش هقولك عطا عشان متهبش فيا..خلاص بلاش.. ارجع بقي شغلي الاصلي.. اقلب عيشي..و مش هعرض عليك حتة من السبوبة عشان فهمت خلاص انك مكلش فيه..بس هقولك اني مش هكلفك نكلة في عيشتي عندك.. وتبقي كسبت فيا ثواب .. سبتني اكسب و احوش..
شهد عادي يا جو..بس رق... خلاص ارتحت لما قلتهالك صراحة !! اللي ربنا بيسهله.. بخلصه! انا بسألك انت جارد ازاي ولا بتعمل ايه كل و احد عنده اسرار شغله
جوانا عمر ما شفت ح رامية بتذكر ربنا في كل جملة كده.. بذمة ابوكي مش مكسوفة و انت بتقولي اس رق و ربنا في جملة و احدة!
جو و قد قرر ان يتماشي مع تحويل دفة الحوار حيث انه لم يجد ردا لديه علي ما قالته للتو فقال ردا علي اخر كلمة فقط متجاهلا بقية الحديث شهد! اصحي بقي.. انتي بمالك بحالك اللي عايزاني اسيبك تشوفيه ده ..كلكوا كده علي بعض ملكي! و انا اللي اتصرف في ملكي بمزاجي! شغل حوش وح رامية و س رقة مش هيحصل و انسيه يا شهد! و مش عايز صداع تاني!
شهد بحماس طب انا مستعدة ارجع للمطبخ عند عطا..اهو ابقي مع سمر و اوشوف ناس
جو ضاغطا علي حروفه لأ! عطا لأ!
شهد في محاولة للايضاح بقولك في المطبخ مش رقص..
جو مقاطعاعطا لأ.. مش عايزك تهوبي هناك اصلا.. مش ناقص وحياة ابوكي بلاوي تتحدف عليا
شهد في عدم فهم بلاوي ايه!!
لم يرد جو بل اكتفي بتحرك رأسه نافيا قاطعا..
ثم قال بعدها وبعدين ماهو هناك شغل مطبخ و غسيل صحون و مسح.. اشمعني! متشتغلي هنا اهه
شهد باشمئزاز وهي تدير رأسها في المكان هناايه! عند عطا علي الاقل بقبض.. و بتونس بالناس!
جو انا مش مصدق الصداع.. كان المفروض ينزل معاكي في العرض شريط مسكن! لأ يا شهد مش هتروحي عند عطا تاني..ونرجع تاني لزفت بص و هباب غمز.. وزوزو قالت و فلانة نصحت
شهد بغيظمحسسني اني مراتك مثلا و بتغير عليا.. تعالي شوف عندنا في المنطقة كانوا بيشتروا البنات و يسرحوهم..
جو باستكار شديد اغير عليكي ايه يا بت! انتي او غيرك.. اللي يبص لحاجة تخصني اقلعله عينه.. وبعدين اللي بتحكي عنهم دول عندكوا هناك.. انسي بقي المنطقة العرة اللي جاية منها دي..مفيش كده هنا ..نضفي راسك دي بقي شوية!
شهدطب خلاص شفلي حل! مقدرش اعد كده لوحدي كل ليلة بدون ماعمل حاجة.. حتي القاعدة علي الباب مش راضي!طب ده لولا حمادة كان جرالي حاجة من الزهق
جو بغيظ هو مش حمادة ده كان سيس و قليل الحيا و مابطيقيهوش!
شهد وقد استشعرت ان الامر يضايقه لا بس عسل.. وبصراحة انا كنت ظالماه.. كان عندك حق اما قلت انه بيحب الهزار.. انا اصلي ميدخلش قلبي قد الناس
اللي تعرف تضحكني
جوربنا يرزقك ببهلوان
شهد متحاولش تهزر.. تدمك تقيل
نظر اليها بسخافة و قال لا وانا هاجي ايه بعد حمادة..
شهد متمعنة في المزاح علي جو فعلا.. كان ممكن اضحك لو مكنتش قضيت ليلة بحالها قاعدة معاه..بس بعد حمادة صعب..ممكن لو كنت جيت قبلها كنت ضحكت.. و لو انك مينفعش تضحك اصلا.. انت تخوف ..ټرعب.. حاجات من النوع ده
علي قدر ما اغاظه حديثها عن حمادة علي قدر ما راقه اسلوبها في الحديث الان ..حيث كفت عن ازعاجه بمواضيع مؤرقة و تغلل
الي نبرتها بعض الدلال و هي تسخر منه.. كانت مثل الاطفال تسخر منه في سذاجة وتغيظه.. كان الامر يمتعها بشدة..
فقاليا حبيبتي انا بدي لكل و احد اللي يستاهله..ايه اللي يخليني اهزر و اضحك مع و احدة رخمة و مزعجة زيك.. لكن روحي اسألي.. مليون بنت بټموت في قعدتي .. وتمتني اهزر معاها
صاحت شهد في ملل يييييه.. قرفتي بالمليون بنت!! طب معلش بأة انا بالمليون بت دول كلهم.. قالتها بتفاخر و دلال..
جو وهو ينظر اليها باعجاب شديد و لكن كلماته خرجت ساخرة ده علي اساس ايه بقي!
شهد في تعال في اي واحدة منهم الدنيا اتقلبت عشانها اكتر من مرة عند عطا و هي مبقلهاش شغالة اسبوع!!
جوده من خبتك!
شهد متجاهلة رده طب في اي واحدة منهم لمت فلوس زي مانا لمېت
جويا حبيبتي المليون دول مافيهومش اصلا ولا واحدة بتشتغل رقاصة..
شهد انا مش رقاصة!
جوطبعا مش رقاصة.. انت ملك جو!.. مينفعش تكوني رقاصة! انت كنتي يا رقاصة و انا خليتك تعتزلي
شهد مش هرد عليك علي فكرة.. طب خد دي بقي عندك.. في اي واحدة منهم انت اشترتها!
جوفي دي عندك حق.. انا مشترتش غيرك
شهد ليه بقي مشترتش منهم عشان همة ميستاهلوش.. و لا انت الي ماتطولش!!! ها ها زنقتك!
ابتسم باعجاب و هو يراها تهلل في سعادة لانها انتصرت عليه في الحوار ووضعته في ركن فإما يقول عن نفسه انه لا يرقي لشراء اي فتاة اخري او يقول عن اي فتاة اخري لا تستحق الشراء..و في الحالتين يجعل ذلك شهد الافضل.. كانت لعبة طفولية ممتعة .. ليس لشيء سوي رؤية شهد تبتسم في سعادة..
قال جو ببرود بينما عينيه يقفز منهما الانجذاب الشديد لهاانا مشترتش غيريك عشان كيفي كده! و اشار الي رأسه..
شهد معترضة في حماسايوة قول بقي اي كلام.. اي فتي بقي.. عشان مش لاقي رد .. هاهاها
لم يقدر فمه علي نطق شيء سويماشي
تقافزت شهد و امسكت بذراعه في مرح و قالت والنعمة انت اجدع و احد في الدنيا..
ادرك ما فعل للتو فعاد و قال متفرحيش او ي كده.. مش اي حاجة هتتعمل..سيني انام دلوقتي و بكرة اقولك
تركت ذراعه وقالت بقليل من الاحباططيب! كل اللي منك حلو.. تصبح علي خير..
وذهبت و تكومت في فرشتها علي الارض..قال بهدوء يخفي اضطراب و مشاعر حارة وانتي من اهله
فجاة رفعت رأسها و سألت هي زوزو كانت هناك!
جو لأ مجاتش..اشمعني
ابتسمت شهد في رضا وقالت عادي بسأل..
ثم وضت رأسها علي وسادتها مرة اخري واغمضت عينيها..
ولاول مرة بقي يتابعها.. كان دائما يعطيها ظهره و يتركها تتعامل علي حريتها.. و لكن الان رغب بشدة ان يملي نظره برؤياها الي اخر لحظة..حتي عندما استلقي علي السرير ووضع رأسه علي الوسادة ظل ينظر اليها ..كانت مازالت في تسقط في النوم و جفونها تغمض و تعود للفتح كل بضع ثوان.. فوجيء بها تبتسم له لما التقت عيناهما عندما فتحتهما للمرة الاخيرة ثم اغمضت ..و بدي واضحا انها راحت في النوم.. ابتسم بدوره واغمض عينه و نام هو الاخر..
هذه المرة لم يكن كابوسا.. كان حلما..لم تري احلاما سعيدة كثيرة في حياتها و لكنها عرفت انه حلما سعيدا.. تميزه سهلا.. فقد رأت فيه ما تتمني.. كانت تري نفسها تجلس داخل حجرة فخمة للغاية وكل جدرانها من المخمل القطيفة الناعم.. يحيطها المخمل من كل جانب ..جلست عليه تمرر يدها وتتحسس نعومته في استمتاع.. ثم فجأة تسرب ضوءا ساطعا الي داخل الحجرة وكأن شخصا فتح النافذة.. غمر الضوء الرائع المكان.. نظرت لمصدره لتجد يوسف عملاقا كبيرا ينظر اليها من خارج الحجرة و يبتسم.. انه يحتفظ
بها في علبة مثل علب الجواهر التي طالما س رقتها.. كان يضعها في جيب قرب قلبه.. وكل
لحظة يفتح العلبة لينظر اليها و يبتسم في حنان ثم يعيدها قرب قلبه مرة اخري..
ابتسمت بشدة و هي تستفيق..كادت ان تضحك علي غرابة الحلم.. حاولت تفسيره و لكن فشلت..ابتسمت و اكتفت بالشعور الذي تركه الحلم بداخل قلبها..
نهضت لتجد جو مازال نائما..تأملته عن بعد.. ثم اقتربت بتوجس بضع خطوت اخري لتتأمله بصورة اقرب.. انه حقا وسيم.. ابتسمت وهي تتخيل مدي حقد زوزو الان.. برغم من انها تعذرها.. فجأة تحرك! فتراجعت بسرعة مبتعدة ..الا انه قام بقلب جسده و هو مازال نائما ليصبح ظهره مواجها لها..
ضحكت في سرها علي رد فعلها الساذج و..ثم احست انه يستحق منها وجبة افطار..فقامت باعداد وحدة وهي تتجنب اصدار ضجة..
اما جو قفد بدأ يصحو علي صوت تحركها في المكان فاستدار ليري ماهية الامر..وجدها تقف امام الموقد تعد شيئا.. تأملها قليلا.. و ابتسم في رضا.. قال في محاولة لجرالشكل ايه الدوشة دي علي الصبح!
استدارت شهد
متابعة القراءة