رواية اللصة والۏحش للكاتبة منة فوزي
المحتويات
مرعي يحدث عدوي قائلا جو ايه ده اللي هكلمه!! خد انت فهمه كل حاجة.. وابقي قولي عملت ايه..
اخذ الهاتف يوسف و ابتعد مشيرا للخواجة بالابهام ان كله تمام ثم جاءه صوت عدويايوة يا جو..
جو ايوة يا نيلة.. انتوا لسة في الهيافة دي.. برضه بتدورا علي البت اياها.. حتي معلمك هايف زيك
عدوي وكانه لم يسمع السباب اسمع هديك اوصافها.. هي قلة كدة شوية و شعرها غامق و ......
هي حلوة اوي .. يعني شكلها ملفت.. و جسمها..
دار بعينية في كل الاتجاهات.. اين انت يا شهد
هي يوم ما طفشت كانت لابسة جاكتة رمادي.. بس ممكن تكون غيرت.. وكان معاها شنطة كده و..
توجه للطاولة و اشار لاحدهم متسألا عنها.. فرد عليه بانها اختفت فجأة.. اين انت يا شهد
توجه للمطبح و مازال الهاتف علي اذنه و عدوي مستمر في الحديث فتح الباب ليجد سمر مبتسمة في بلاهة و مندو و الطاهي.. و لكن لا وجود لشهد.. اين انت يا شهد
هي شكاكة جدا ومبتأمنش لأي حد..لو لقيتها خلي بالك علي حاجتك دي بنت حرامية.
وقف امام الحمام لبرهة و لكن خرجت منه فتاة تاركة الباب مفتوح و لا احد بالداخل.. اين شهد
اين انت يا شهد!!
جو فجأة اقفل يا عدوي!
عدوي انت مستهتر
بكلامي عشان بس متعرفهاش.. لما تشوفها هتعرف انا ليه هتججن عشان مش لاقيها..
جو بعصبية خلاص ..عرفت! اقفل بأة
واغلق الخط.. خرجت منه تلك الكلمات العصبية
التلقائية تحمل معني حرفي مختلف عن ما وصل لفهم لعدوي..
جلس يفكر.. حسنا هي ليست مع عدوي.. هذا في حد ذاته جيد.. ولقد اوكل الخواجة مهمة البحث عنها بناء علي طلب المعلم مرعي له هو شخصيا و هذا ايضا ممتاز.. فهي ليست في خطړ محدق في هذه اللحظة.. ولكن مازال السؤال اين ذهبت و هل من المنطقي ان تذهب بدوان اي مقدمات او حتي وداع! طب كلمة شكر..
زوزو رايحة فين يا شهد
شهد مروحة..
زوزو مروحة فين دا بيت جو عدي من زمان ولا انت سبتي البيت عنده.. سألت السؤال الاخير بلهفة..
صمتت شهد تفكر فقد ترآءت لديها خطة و قررت استغلال الموقف..
لمعت عينا زوزو لقد التقطت الطعم طب و هتروحي فين
شهد مخبيش عليكي مش عارفة.. بس اوعي تجبيله سيرة.. اصلي بصراحة مش عاجبني شغالنة المطبخ دي كمان مش عارفة اخد راحتي عنده..بس في نفس الوقت جمايله مغرقاني و مش عايزة ازعله..فقلت امشي من سكات.. امانة عليكي.. اوعي تقوليله انك قابلتيني..سلام و همت بالسير
امسكتها زوزو من زراعها وقالت بسرعة لأ طب استني بس هتعدي فين يا بنتي بس..كده هيضيق بيكي الحال و تضطري ترجعيله تاني.. صمتت لبرهة ثم قالت متيجي عندي..
شهد ببؤس وقد وصلت لمبتاغاها اخيرا مش عايزة اتقل عليكي انتي كمان..
زوزو تتقلي علي مين يا عبيطة..دانتي حتي و شك حلو عليا دانا رايحة اقابل واحد هيسلمني مفتاح اوضتي
زوزو متقوليش كده.. انت اصلك ډخلتي قلبي من ساعة ماشفتك.. تعالي معايا نعدي علي الراجل و نروح
زوزووهي تعني كل حرف عيب عليكي هو انا عبيطة..
سارت الفتاتان معا تبتسمان في ارتياح فقد حققت كل منهما هدفها من الاخري.
في اليوم التالي بالفعل ذهبت شهد مع زوزو بعد ان استأجرت سيارة نصف نقل و قاماتا بنقل اغراض زوزو الي الحجرة الجديدة لا تختلف عن بيت يوسف كثيرا الا انها فوق سطح مبني صغير. و بعد ان رتبن الاشياء جلستا تستريحان..
زوزو انا عندي شغل بالليل عند عطا..هتعملي انتي ايه
شهد مش قلتي هتشغليني معاكي هناك
زوزو محذرة لأ .. دلوقتي حاجة تانية.. جو هناك علطول و هيشوفك
شهد اه فاتتني دي.. طيب حيث كده وريا كام مصلحة كده ..
زوزو طيب البيت بيتك .. عندك غدا اهه علي الترابيزة.. و انا هلبس و انزل عندي كام مشوار قبل ما اروح لعطا
و بعد ان خرجت زوزو اكلت شهد ب شراهة ثم ارتدت من حقيبتها زي الامس و اخذت الحقيبة وخرجت.. خرجت من الشارع و خرجت من المنطقة لقد ابتعدت جدا.. و صلت لطريق سريع غير مأهول الي حد كبير.. ووقفت.. هذا كل ما فعلته.. وقفت.. تمر بها السيارات مسرعة..
ها هو الزبون الاول.. اقترب منها بسيارته الفخمة سار ببطء ثم توقف
و بلفعل ما ان ترجلت من السيارة حتي انطلق الزبون بسرعة البرق..
وهكذا استمرت.. الزبون الثاني فالثالث.. كانت واثقة من اعين بعض الرجال الفارغة التي ستعيدها للبيت غانمة رابحة. . ولكنها لا يجب ان تبقي في نفس المكان كثيرا فالذين يهربون قد يعودون بالشرطة ان كانت لديهم الشجاعة الكافية للتصريح بما كانوا ينتون فعله قبل ان تتم سرقتهم..
اقترب منها شخص بسيارة قديمة بالية يبدو عليه القحط و نادها مثل الذين سبقوه.. اقتربت منه شهد بسرعة و اشهرت
السکين قبل ان تتحدث امشي من هنا ياد بدل ما اشرحك.. انت لاقي تاكل.. وفر فلوسك اللي كنت ناوي تبعزئها دي وروح اكل بيها عيالك ولا امك....جتك القرف كحيان و بتوقف للبنات!!
وقفت تتابعه و هو بنطلق بعد ان صدم من تصرفها.. تذكرت يوم ان قامت وهي صغيرة بنشل احد الموظفين في الحافلة ثم رات الموظف يبكي بعدها بحړقة و يحكي للمواسيين له عن قائمة الاحتياجات التي كان سيصرف فيها المرتب المسروق..اثر بها بكأه بشده واحرقتها دموعه فما كان منها الا ان لعبت دور الطفلة البريئة التي عثرت علي المحفظة اسفل احد الكراسي و اعادتها للرجل الذي فرح لدرجة انه قبلها و اعطاها كل الحلوي التي كانت معه وقد كان ابتاعها ككل اول شهر بعد القبض لاولاده.. يومها لاقت الويل من المعلم مرعي علي هذا التصرف الاحمق و ولكنها قررت بعدها انها لن تسرق اي فقيرا ابدا و ليس علي المعلم مرعي ان يعلم بذلك.. وقد تبنت هذا المبدأ لاعوام مضت كثيرة.. وصارت تكثف جهودها مع لديهم فائض من الخيرات.. وال الان مازالت تذكر دموع الرجل و قبلته الحانية علي جبينها و طعم الحلوي الرائع..
عادت شهد لمنطقة الريس عبود محملة بغنيمة اليوم تحركت بسرعة الي ان وصلت لبيت زوزو استبدلت ملابسها و افترشت الارض و ضعت السکين بجوارها واخرجت النقود لتقوم بعدها.. حصيلة ليست سيئة علي الاطلاق.. والاهم ان لن يأخذ منها احد مليما.. ستحتفظ بكل المبلغ لنفسها.. سوف تشتري ملابس واشياء جديدة ابتسمت في سعادة و خبأت النقود حاولت ان تنام و لكنها لم تستطع.. تذكرت نومها الهانيء في بيت جو.. تحسرت عليه.. ولكنها تدرك ان هكذا هي افضل حالا.. شهد ستعود لامجادها.. وبيت جو كان محطة في اول الطريق..
عندما التقت زوزو بيوسف عند عطا سألته عن شهد لكي تبعد اي تفكير ناحيتها و لتختبر رد فعله بالفعل لم يعجبها رده وهو في غاية الضيقمتجبليش سيرتها بقي.. البت طفشت..و الموضوع ده خانقني
زوزو وايه يعني ما فستين داهية
جو انا خاېف عيلها يا زوزو مهما كان دي لوحدها.. ملهاش حد
زوزو طب مانا لوحدي ومليش حد اشمعني مبتقلقش عليا!
جو انتي ميتخفش عليكي يا زوزو
زوزو وهي كمان يا خويا ميتخافش عليها.. انت اللي علي نياتك و فاكرها غلبانة.. انما اسألني انا.. مايعرفش البنات غير البنات.. دي ساهية ووراها دايها.. كويس اللي ربنا بعدها عنك.. انا مكنتش مستريحالها..
جو و قد ادرك انه لا لزوم لمواصلة الحديث بعد هذه النقطة فمن الواضح ان زوزو الان واقعة تحت تأثير غيرة وحقد شديدين و كل ما ستقوله هو كلام نسوان فارغ عن شهد..
فاثر الخير و قال مبتسما طيب يا واعية.. روحي شوفي وراكي ايه..
شعرت زوزو ان ما قالته لم يؤثر بنكلة علي جو.. بل ما استفزها هو تأكدها من ان جو بشكل او اخر مهتما بشهد.. و نضيف علي ذلك ما روته لها الفتيات عن احداث امس و ما دار بين شهد و يوسف من فقرة الطعام الي فقرة الجلوس معه و الاصدقاء..
لقد نجحت حتي الان في التخلص من شهد جزئيا.. يجب تكمل الامر للنهاية..
وقفت زوزو في الردهة ما بين دورات المياة و المطبخ امسكت هاتفها واتصلت بشخص ما..
اهليين.. ايه ده مش مسجل رقمي.. انا زوزو اخص عليك.. لقيتك مبتسألش قلت اسأل انا.. و بالمرة اعزمك بقي علي افتتاح بيتي الجديد.. هو ضيق حبتين بس قدامة سطح ايه ..حكاية.. ايه ده انت مش في هنا وراجع امتي طب يومين مش بعيد .. خلاص اول لما ترجع اتصل بيا
عشان نوضب السهرة... كله هيكون موجود.... وفي كمان وجه جديد يا سيدي.. لا اوصفلك ايه كده المفاجأة تبوظ.. طب هقولك الاسم بس.. اصلها اسم علي مسمي.. شهد.. اايه رأيك .. خلاص مستنياك.. الحجات الحلوة عليك.. متنساش.... باي باي يا عيوني
بقيت شهد عند زوزو كل منهمنا في حالها فشهد تخرج لتقوم باعمالها بينما و قت زوزو مقسم بين الوظيفتين و الاصدقاء.
اما جو فقد كان يشعر بالضيق كلما تذكر شهد و مزيج من القلق عليها و الغيظ منها.. و لكنه كان يدرك ان
التفكير بها لن يفيد شيئا فيتناساها قدر استطاعته ..
ولكن حدث امرا ما .. كان عدوي يتصل به باستمرار ليسأله عن اي جديد و كان يوسف يخبره بانه لا جديد.. الا ان عدوي اخبره انه مازال مستمرا في البحث عنها دون علم المعلم مرعي الذي امره ان يترك الموضوع للكبار اقلق هذا الامر يوسف مما دفعه بدوره ان يبحث عن شهد
متابعة القراءة