رواية اللصة والۏحش للكاتبة منة فوزي
المحتويات
ليست وطيدة تنحصر في مثل تلك الوقفات و تبادل بضعة احاديث واخبار..
احدهم للاخر انا لسة مش مصدق الحكاية بتاعة البت دي..انت بټفتي شكلك
فقال ثالث بتكلموا عن البت الهربانة فعلا فتحت لعدوي دراعه بحتة ازاز مکسورة.. واحد من حتتي شافه بعينه هو و رجالته و هم بيدورا عليها
طبعا الحديث شد انتباه يوسف من اول حرف..
الټفت اليه احدهم مش عدوي ده صاحبك يا جو الحوار ده ايه
احدهم بس انا سمعت انها حب حياته و انه قعد يحوش في تمنها سنين لحد ما عرف يشتريها من المعلم مرعي عشان كده بيدور عليها زي المچنون
يوسف مستسخفا الكلام حب ايه بس ايه الكلام المايع ده و هو عدوي ده اساسا عند قلب عشان يحب.. الحكاية ان عينه فارغة
اخر لا ياعم بيقولك البت تستاهل ده بيقولوا انه بيفكر يتجوزها!
ردوا جميعا بردود افعال مختلفة الا انها انحصرت في الذهول و الدهشة..
لم يكن الزواج هو الامر الطبيعي فمع وجود اختيار الشراء وامكانية البيع ما الحاجة الي ذلك النوع من الارتباط.. فالبتالي كان الزواج اما للتمسك الشديد بفتاة وضمان بقائها الابدي او لتكريمها واعطائها مرتبة اعلي .. و في الحالتين كان ذلك دليلا علي غلو قدر تلك الفتاة
انزوي جانبا و اتصل من هاتفه بحمادة
يوسف وله.. عايزك تروح عند بيتي تشقر علي شهد..اسمع .. حاول كده تعرف اذا كانت جوة و لا لأ من غير ما تخبط .. اتصرف يا حمادة بص من الشباك.. اسمع صوتها.. اتصرف..عارف لو استظرفت عليها و لا كلمتها كلمة واحدة ..اقسم بالله ما هيكفيني فيك ضړب تلات تيام.. مش عايز مشاكل معاها انت سامع ياد... وبعدين تيسب اللي في ايدك و تعد قدام البيت متتزحزش لحد مرجع.. لا ياروح خالتك مفيش مصلحة هتطلع بيها من المشوار ده.. استرجل بأه يا واد و خليك جدع.... لو حصل اي قلق كلمني علطول.. تشكر ..سلام
وقف حمادة بقرب بيت جو لم يكن النور مضاء اقترب اكثر من النافذة و حاول ان يلقي نظرة الا ان الظلام لم يمكنه من تمييز اي شيء في الداخل.. اقترب من الباب ليستمع و هو يلعن صداقته بجو التي جعلته يتصرف بتلك الطريقة المهينة.. ما مشكلة ان يطرق الباب لتفتح له فيتأكد انها سليمة بالداخل و يطمئن و يطمئن جو وينتهي الامر كما ان لا مانع في ان يمتع ناظرية بطلتها مرة اخري.. الا ان التزامه بكلام صديقة عهد علي رقبته..
يبدوا ان اثناء التصاقه بالباب خرجت هي من النافذة لتمسك به و بيدها سيكنها المعهود..
قال بهدوء ليه بس كده دانا جاي اطمن عليكي..
شهد بعصبية و بصوت خفيض و هي تتلفت حولها اتنيل خش جوة قدامي..
و دفعته امامها للباب ففتحه و دخل..
امتثل بهدوء و علي وجهه ابتسامة ساخرة
شهد في محاولة ان تبدو عڼيفة جيت هنا ليه ياد!! بتتجسس عليا مين اللي بعتك
ولا جاي ليك غرض تاني ولا حكياتك ايه
لم يرد واكتفي بالضحك
شهد بتضحك علي خيبتك.. واحدة بنت مثبتاك!
انطق بدل ما اشرحك! وهي تلوح بالسکين مھددة
فقال بنفس الابتسامة و الاسلوب الغبر مبالي الساخر اللي بعتني وعدته اني مش هكلم معاكي كلمة واحدة.. فنا مش هعبرك .. و بعدين انا سايبك تثبتيني براحتك عشان بس احترام للراجل اللي أويكي عنده.. و لعلمك هفضل قاعد هنا لحد مايجي عشان ده طلبه.. زي ما طلب مني بالظبط مني اشقر عليكي من غير ما اكلم معاكي.. ثم صمت برهة و عاد ليقول انزل ايدي ولا افضل رافعهم لحد ما يجي..براحتك.. ده مجرد سؤال
كانت مازالت تستوعب ما قاله.. لقد صارت تعجب لما تري من تصرفات يوسف التي لم تري مثلها قبلا.. ولكن هل يعقل ان صديقه ايضا يتصرف بتلك الطريقة العجيبة يسمونها الجدعنة.. ماذا! هل هي عدوى!! ام انها سلو المنطقة هنا!! غريب امرهما حقا.. كنظرة منطقية حمادة صادق..فهو قادر علي مقاومة شهد بسکينها بكل شراستها و لكنه ابي ان يفعل ..
قالت نزلها!
فقال طب ممكن اقوم اعد برة بقي..
لم تفهم فنظرت له طالبة الايضاح
فاكمل هستني جو برة واسيبك تنامي هنا براحتك..بس لو فيها رزالة مني هاخد الشيشة واۏلع فحم قبل ما طلع..منا مش خدام ابوكم اعد برة زي الكلب من غير حتي ما اتمزج..
لم ترد ..لم تعرف ماذا تقول.. ها هو يفعل تصرفا اخر من نوع تلك التصرفات اياها..
اكتفت بالاشارة بيدها بما يعني عدم المبالاة.. وجلست علي فرشتها قرب الباب تتابعه بينما انهمك في صمت في اشعال الفحم علي الموقد.. و بعد دقائق تركها و خرج دون كلمة..
اعادت الكرسي خلف الباب مرة اخري فهي قد ازاحته وهي تصتنت الي محاولات حمادة قبل قليل حاولت النوم فلم تستطع فظلت تتقلب في مكانها الي ان اخير بعد عدة ساعات عاد يوسف قرب الفجر. سمعت حديثه مع حمادة في الخارج..
حمادة اييييه! ما كنت تكمل يومين كمان!.. انت استعبدتني! اربع ساعات مرمي هنا بحرسلك السنيورة..
يوسف جبت الشيشة دي منين! انت دخلتلها!!!
حمادة بخبث دخلتلها بس.. دانا لسة خارج حالا.. دي طلعت بت عسل اوي.. هي الي ادتني الشيشة بتاعتك قالتي خدها يا حمادة يا روحي مش خسارة فيك
امسك يوسف حمادة من ياقة قميصه من الخلف و قال جبت الشيشة ازاي ياد قول بدل ما احط وشك في الفحم يا حمادة يا روحي.. خبطت عليها طبعا ..منا عارف سماجة اهلك
حمادة ياعم دي ما فيش اسمج منها..دي رفعت عليا السکينة عشان قفشتني و انا بعمل زي ما قلتلي و وقفت اسمع علي الباب.. علي فكرة البت دي اخرتها مش هتكون حلوة انا بقولك اهه دي جريئة و متهورة اوي...دي خطفتني جوة و قفلت الباب علينا..يعني غباوة رسمي..انا لو كنت واحد من اللي بيجروا وراها ولا واحد ناوي شړ..كنت انت جيت لقيتها مش موجودة او مقتولة..او معمول فيها اي مصېبة
ابتسم يوسف ثم ربت علي كتف حمادة و قال عارف..متشكر يا حمادة.. اتكل نام انت بقي..
حمادة لما اخلص الحجر.. ولا هو حمادة ده بيشتغل فالفاعل عندكوا..تعالي يا حمادة ..اتكل يا حمادة..
فضربه يوسف علي قفاه مازحا و قال ماشي يا لمض.. مش خسارة فيك
حاول الدخول ليجد الكرسي خلف الباب مجددا..الا ان شهد اسرعت و ازاحت الكرسي و فتح الباب..
فقال متعجبا هتحطي الكرسي كل يوم كده اديكي صحيتي عشان تفتحيلي.. يا بنتي ارحمي نفسك من الهواجس اللي انتي معيشانا فيها دي
لم ترد.. لأن فجاة اجتاحها النوم وكأنه الطوفان استلقت بسرعة علي فرشتها دون حتي ان تبحث عن سيكنها الملاصق ليدها دوما ولو فقط بنظرها.. وراحت في النوم اللذيذ الذي اشتاقت له طويلا.. النوم الذي اتي مع مجيء ذلك الكيان القوي الشهم الذي تحتمي به و ببيته..
اما يوسف فقد استشعر انها غارقة في النوم فلم يرد افاقتها بأي حديث.. كان مرهقا فصعد لفراشه و استسلم للنوم بسرعة..
الفصل الرابع.
توجهت شهد علي غير رضا مع يوسف الي محل عطا قبيل المغرب لم تكن ترغب تماما في الذهاب الا انها ظلت تدفع نفسها دفعا مؤكده لنفسها انها فترة و جيزة لحين عودة الريس عبود فلتحتمل الوظيفة البشعة بطريقة او بأخري وان تلك الوظيفة ستضمن لها مصدر سيولة نقدية خصوصا
وانها ستجمد حاليا نشاطاتها من تقليب الرزق لحين لقائها المرتقب مع الريس عبود والذي سيضمن لها قفزة مهولة في مستوي العمل والاعمال..
كانت اثناء السير تتفحص المارة خشية ان يكون احدهم يراقبها او من اتباع عدوي.. وما كان يستفزها ان الرجال من المارة يتجنبون النظر اليها مباشرة بينما القي اثنين او تلاثة منهم التحية الي جو.. هل يسيطر حقا عليهم لتلك الدرجة! انهم يخشون النظر اليها بالفعل كما اكد هو لها..
عندما وصلا الي المحل كان هادئا عكس حالته امس فلا انوار و لا موسيقي
صاخبة.. يبدوا ان ساعات العمل الرسمية و موعد استقبال الزبائن لم يحن بعد ادخلهم احد البابين علي البوابة و ما ان دلفا الي الصالة الخاوية الا من طاولاتها حتي اتاهما صوت عطا قادما من ركن ما مرحبا.. اقترب و رحب بيوسف ثم نادا علي شخص ما مندو .. يا مندو
فظهر شاب مستجيبا للنداء و اقبل عليهم بوجه عليه نظرة تدل علي مدي عدم احتماله لنداءات عطا التي تبدوا انها متكررة.. كان متوسط القامة مائل للبدانة بشعر كثيف قد يرقي لصفة النعومة صففه للخلف مستخدما جل رديء يضفي لمعانا لزجا علي شعره.. وصل اليهم فربت عطا علي ظهره معرفا اياه لشهد ده مندو ابن اخويا يا شهد.. هو ريس العمال هنا.. هيوريكي هتعملي ايه بالظبط
تابع يوسف الحديث و قد لفت انتباهه كيف يرمق مندو شهد بنظرات لم تريحه.. كان يعرف ان مندو شخص اخر ما يوصف به انه يتمتع بصدر رحب فهو دائما حانقا كارها غاضبا لربما كان يكره عمه عطا اذا لم يكن يكره نفسه ايضا.. لم يكن جو يدرك قبل الان انه رئيس العمال هنا دائما يراه في الصالة و لكن لم يهتم ان يعرف وظيفته بالتحديد.. ادرك ان كون شهد مرؤسة له ستلاقي الامرين من تعنته و سخافته ..خليها تعرف الشغل اللي علي حق ربنا .. مش الرزق اللي بيجي عالجاهز هكذا قال لنفسه.. ولكن ليس هذا ما لم يريحه في نظرات مندو..
كان مازال عطا يتحدث الي مندو تحطها في عنيك..دي تبع جو حبيبنا
رفع مندو عينه عن شهد و القاها علي جو وقذفه بابتسامة صفراء تأكيدا لكلام عمه.. ثم اعاد عينه الي شهد مرة اخري كما
متابعة القراءة