روايه انتا شايفني للكاتبه رحمه نبيل
المحتويات
اللي اول ما الدنيا تضيق بيا هجري لحضنها وابكي واشكيلها حزني كله واللي اول ما قلبي يوجعني هروح اضمها ليه عشان يستريح وهتكون صاحبتي اللي كل أسراري معاها وهتكون زوجتي االي هنسحب بعض للخير دايما وهتكون ام ولادي اللي هكون مطمن انها تنشأهم نشأه صح وهتكون كل حياتي اللي في بعدها هتدمر وهتكون قلبي وانفاسي اللي في بعدها ھموت
_ وليت الحياة تتوقف وانا بين احضانك يا ملاكي فلا حياة خارج أحضانك ولا وجود لي بعيدا عنكي
دفنت هالي نفسها به اكثر وهى تهمس له
لم تتحدث مريم طوال الطريق بسبب صډمتها ونظرت من النافذة محاولة ان تبعد نظرها عنه فهى تشعر به يضعفها كثيرا فجأة شعرت بتوقف السيارة فنظرت له بتعجب فأبتشم لها وقال بحنان
_استأذنت من سليم انك تقضي اليوم معايا وهو وافق شرط نكون في مكان مفتوح
_بصي ياستي المدينة كلها قدامك تحبي نبدٱ بايه
لم تحب بل سقطت دموعها وهى تشعر بأختناق كبير يحتل قلبها فأبتسم هو وسحب يدها وهو يقول
_عرفت هنركب ايه
لم ترفع عينها حتى لا يرى دموعها وسحبها هو خلفه واجلسها في عربة ما وجلس هو بجوارها وربط حزام الأمان الخاص بها وحزامه الخاص ثم اقترب منها وهمس لها
نظرت له بدموع ثواني وتحركت العربة ببطئ حتى بدأت تزداد شيئا فشئ وبدأت الأصوات تعلو بينما مريم يتتابع امامها مشاهد عديده من اهانتها والتنمر عليها والسخرية منها ووصفها بأبشع الألفاظ جرحها بأبشع الطرق كل شئ يمر امام عينها واخرهم تلك المحادثة بين اسلام واصدقائه عن مدى حمقها بدأت تبكي بنشيج وصوت عالي حتى تحول بكائها لصړاخ مجروح صړخت وصړخت صړخت وجعهها صړخت ظلمها صړخت كل ما مرت به في حياتها
_تآني يا ريمو
نظرت له مريم نظرات جعلت قلبه يهتز في مكانه فهزت هى رأسها ببسمة صافية يراها لأول مرة منذ زمن على وجهها فاشار كريم لحارس تلك اللعبة انه سيصعد دور اخر وأعطى له تذكرتين اخرتين
وتكررت نفس العملية حتى أصبحت مريم تصرخ بضحكات في آخر ذلك الدور ابتسم لها كريم بينما هى صړخت بصوت عالي
_انا مش وحشة انا مش عامية
ومجددا انتهى الدور ولكن تلك المرة كانت بسمة مريم ترتسم على وجهها بسعادة حقيقة فقد شعرت للحظه حينما كانت تصرخ بۏجع انها محظوظة نعم محظوظة فهى لديها أخوة كأدهم وشادي وسليم لديهم استعداد لفعل اى شئ لأجل سعادتها لديها والدتها وهاجر وشادية وبراءة واشرقت دائما لدعمها لديها عوض وشاكر بدلا من والدها الذي تركها صغير واخيرا لديها كريم ذلك الذي ترى به عالمها كله
نظرت لكريم الذي ابتسم لها وقال بحماس
_استني هنا هوريكي حاجة
ثم تركها وركض بسرعة بينما هى ابتسمت له بحب وفجأة وجدته يعود ومعه دبدوب عملاق وهو يختفي خلفه فأخرج رأسه من خلفه وهو يقول ببسمة وكأنه يحدث طفلته
_اي رأيك بقى دبدوب طولك اهو
نظرت له وهى تكاد لا تصدق كم المشاعر التي تكنها له والتي يبدو أنها كانت ترقد أسفل الرماد حتى انتفضت لتشعل قلبها بعشق ذلك الرجل الذي احتل كيانها
ترك كريم الدبدوب أرضا وهو ينظر لها بتعجب ويقول
_ايه مش عجبك
ولكن لم يسمع منها رد بل تجمدت عروقه ولم يستطع النطق او التحرك وكأن عالمه توقف بالكامل حينما ألقت مريم بنفسها في احضانه وهى تصرخ وتعلنها تمام الجميع
_بحبك يا كريم بحبك
تجمد جسد كريم وهو يستمع لتلك الكلمات من سارقة قلبه للحظة شعر انه يحلم ولكن دقات قلبه الهادرة انبئته انه مستيقظ لا يحلم ودون شعور منه مد يده محاوطا اياها پعنف شديد وكأنه يخشى ان تتبخر من يده ضمھا اكثر وهو يهتف بنبرة قد وصل بها العشق لمداه
_ بعشقك يا ريمو بعشقك
نزلت دموع مريم بشدة على ما اضاعته بعيدا عنه بغبائها فجأة وجدته يبعدها عنها وينظر لها بعيون تلتمع من الدموع وهو يقول بنبرة رجاء
_ مريم تتجوزيني
نظرت له پصدمة من عرضه ذاك ولم تكد تجيب حتى امسك يدها وقال بنبرة عاشقة
_والله يا مريم عهد عليا ما هخليكي تحسي بۏجع ولا اى دمعة هخليها تنزل منك
نظرت له مريم وازدادت دموعها وهزت رأسها بإيجاب فضحك بصوت عالي كالمجانين ثم امسك يدها وسحبها خلفه بسرعة كبيرة حتى وصل للسيارة وهى لا تفهم لما يفعل ذلك فتح لها باب السيارة وهو يصعد بجانبها بينما هى ترمقه بعدم فهم لما يقوم به قال كريم وهو ينطلق بسيارته
_ مش هنام انهاردة غير وانتي على اسمي يا مريم
فتحت مريم عينها مصعوقة لما يقول ولم تستطع التحدث او تصديق ما يحدث لها وكأنها في حلم
زاد كريم سرعته وهو يشعر وكأن الطريق اصبح طويل جدا حتى وصل للمنزل فهبط بسرعة وانطلق لداخل العمارة دون أن يهتم لمريم التي ما تزال تجلس في السيارة وصعد درجات البناية بأقصى سرعته حتى وصل لشقة سليم واخذ يطرق الباب بكلا يديه وعڼف شديد وهو ېصرخ
_يا سليم افتح يا سليم تعالى جوزني اختك يا سليم
ثم ابتعد عن الشقة ونظر للأعلى وهو يهتف بصوت عالي
_يا شاكر تعالى خلي سليم يجوزني مريم
فتح شاكر بابه بسرعة كبيرة وهو يستمع لصړاخ ابنه فظن انه تعرض بأذى وهبط سريعا وهو يرتدي ثياب المنزل وهتف بقلق وهو يقترب من كريم
_ فيه يا كريم حصلك حاجة
امسك كريم يده بفرحة وهو يشير للباب
_
خلاص يا شاكر هسيبلك الشقة خالص بس خلي سليم يجوزني مريم دلوقتي حالا
تعجب شاكر من حالة ابنه ولكنه ضمھ بشده وحنان شديد وهو يقول بجدية
_ هتتجوزها ياقلب شاكر ودلوقتي ولو اخوها موافقش هاخدك انت وهى وهروح اجوزكم بنفسي
ضم كريم والده بشدة وهو لا يصدق ما يعيشه الان وبعدما فقد الأمل جبر الله بخاطره يشعر بأن فرحته أصبحت اكبر من قدرته على الاحتمال
في الداخل كانت أشرقت تتوسط أحضان سليم وهو يقص لها كل ما حدث له حتى وصل لهذه اللحظة ولكن فجأة انتفض الاثنان على صوت صړاخ كريم وطرقه العڼيف فنهض سليم بړعب ظنا ان مريم قد تأذت وفتح الباب وجد شاكر ينظر له بصرامة شديدة وهو يضم كريم ومريم تقف على الدرج وهى تنظر أرضا وتكاد تحترق من الخجل
تحدث سليم بعدم فهم لما يحدث
_فيه إيه يا شاكر ماله كريم
ثم اقترب من كريم وهو ينظر له بدقة وهمس بشړ
_عملت حاجة في اختي ياض
نظر له كريم ببسمة لم يراها سليم سابقا وقال وهو يمسك يده
_ يا شيخ بالله عليك لتجوزني اختك
نظر سليم لمريم بتعجب فوجدها تنظر أرضا وهى تكاد تبكي خجلا من أفعال وحديث كريم
فجأة سمع الجميع صوت زغاريد تهز جدران العمارة نظر الجميع للأسفل فوجدوا براءة تزغرد بصخب وهى تقول بصوت عالي
_واد يا كريم لو مرضيش تعالى ياض وانا هجوزكم
سمع الجميع صوت شادي وهو يصيح بفرح
_ ايوة يا كيمو يا جامد اتجوزها ياض ڠصب عن عين اخوها
ظهر صوت ادهم الذي كان يضم ام فتحي قائلا بضحك
_وانا هشهد على العقد
زغردت شادية بصخب وهى تقول
_ هدخل اجيب الشربات محدش يمشي
كان سليم يرمق الجميع پصدمة وهو يرى الكل قد خرج من شقته يحتفل بزفاف اخته هو دون حتى أن يعرف
سمع الجميع صوت شادي وهو يتحدث من الدور الاسفل بصوت عالي
_واد يا كريم انا كلمت المأذون ياض حطه قدام الأمر الواقع
خرجت أشرقت وهى تنظر لسليم قائلة بضحك
_ وافق يا سليم حرام عليك العيال استوت
صعدت شادية الدرج وهى تمسك اكواب الشربات وتوزعها عليهم وكأنهم قد تزوجوا فعليا
كان سليم يشعر انه في فيلم ما وهو فقط مجرد مشاهد فجأة صړخ بالجميع
_بس منك ليه هو فيه إيه خلاص قررتوا وبتوزعوا شربات
صعدت براءة وهى تقول بحدة وصړاخ مقابل سليم
_ايوة هيتجوزوا العيال خللت ولا يعني عشان حضرتك متجوز خلاص بقى
تقدم ادهم منهم ومعه ام فتحي ثم غمز لكريم وهو يهمس
_ لو رفض ياض خد اخته وامشي من هنا اتجوزها بعيد
صاح سليم بنزق وهو يربع ذراعيه
_ سامعك على فكرة بعدين مين قال اني مش موافق
ثم اقترب من كريم ولكمه پعنف قائلا
_ دي عشان بوظتلي ام الليلة
ثم ضمھ وهو يضحك بصخب ويقول وهو يضرب على ظهره بخفة
_يا اهبل أرفض ايه ده انا اول واحد هفرح ليك هو انا هلاقي فين عريس لاختي زيك يا عبيط
ابتسم كريم بإتساع وهو ينظر لمريم ثم غمز لها
انطلقت هالي وهى تمسك يد مريم قائلة
_تعالي هنجهزك بقى يا عروسة
ضحكت براءة على مريم التي كانت تبكي من الخجل فضمتها بحنان قائلة
_ ايه ياريمو انتي مش موافقة ولا إيه
انتفض كريم بفزع وهو ينظر لمريم التي هزت رأسها برفض فأبتسمت أشرقت وهى تقول
_دي بس مكسوفة يا براءة خلينا نجهزها يلا
امسك ادهم يد كريم قائلا بحنان اخ كبير
_هنكتب كتابك في شقتي يا كيمو كلكم هتكتبوا الكتاب عندي حتى شادي
ابتسم له كريم بحب وهو يضمه
_ربنا يديمك ليا يا ادهم يارب
ابتعد عن كريم عن ادهم ونظر لوالده قائلا بمشاكسة
_اديني هتجوز اهو واريحكم مني
ضمھ شاكر بشدة وهو يمنع دموعه من الهبوط قائلا بخفوت
_ بس انا مش عايزك تريحني يا كريم انا عايزك دايما معايا
ابتسم كريم وهو يخبره بحب
_هخلي عم عوض يفضي ليا الشقة اللي قصاد ادهم يا شاكر وهفضل دايما جنبك
متابعة القراءة