جوازة أبريل الجزء الأول والثاني ل نورهان محسن
المحتويات
ومش هيضرنا احنا قرايبو برده
التمعت عيناها بحسرة لاذعة صدحت في قولها مش هيضرنا .. دا لغي الدفعة اللي كنا هناخدها نسد بيها بوق المهندسين المسؤولين عن تنفيد التجديدات في الاوتيل بيهم .. وتقوليلي مش هيضرنا دا هيدور انتقامه فينا كلنا
اهتزت نبرتها پخوف من مصداقية هذة الاحتمالية لتربت ريهام علي كتفها مهدئة إياها هدي اعصابك انتي بس كدا
مسحت سلمى علي وجهها القرمزي من شدة ڠضبها ويكاد الألم يفتك برأسها قبل أن تهتف بنفاذ صبر لا يخلو من الخۏف حل منين بس بقولك بيتنا هيتخرب هيطردونا منه لو مسددناش الاقساط .. حاسة الضغط والسكر عليو عليا .. هلاقيها من ابوكي ولا من بنته مابقتش عارفة افكر .. لو عرفنا ندبر كام قسط هنعمل ايه مع البنك كل ما بنتأخر في دفع القرض بتزيد الفوايد علينا .. نتصرف ازاي دلوقتي يا ريهام خلاص هنتفضح قدام الناس هنعلن افلاسنا يا دي المصېبة
نهاية الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر ملاذي الملعۏن رواية جوازة ابريل 2
كنت ك طائر الكناري الطليق يتلولب في الهواء حيث كان واثبا فوق الشجرة عالية ويغني للأغصان بصوته الرائع كل صباح فصادف ان شاهدته من بين الاغصان فأعجبت به وأنجذبت نحوه مم جعلك لا تستطيع ان تقاوم جماله الرقيق فأحببت أن تحظى بإمتلاكه لذا فكرت بصيده فألقيت فتافيت الخبز إليه بمنتهى الرقة والحنان حتى إطمئن إلى يدك الممدوة إليه ثم على حين غرة أدخلته في قفص ذهبي وأغلقته بقفل وردي حارما إياه من الغناء والحرية مرة أخرى يا ملاذى الملعۏن....
نحن لا نقع في الحب باختيارنا لكن الابتعاد عن من نحب قرار يمكن اتخاذه.
عند ريهام
_مش هتحصل مصېبة يا ماما .. ابريل هترجع لمصطفي وقريب اوي
جحظت عينيها بدهشة وهي تتساءل بسرعة هي قالتلك حاجة!
رفعت ريهام حاجبها بغطرسة مجيبة اياها بثقة من غير ماتقولي .. ابريل مش هتكمل مع باسم لان لو مش واخدة بالك هي وافقت علي الخطوبة مش حبا فيه زي ماهي عايزة تقنعنا .. كل الحكايه انها عايزه تضايق مصطفى مش اكتر .. يعني فترة بسيطة وهيسيبو بعض
نهضت سلمي من مكانها وهي تتحرك ذهابا وإيابا وقصفتها بالمزيد من الاستفسارات التي كانت تتماوج في رأسها بتوتر ماهي حتي لو سابته هنضمن ازاي انها ترجع لمصطفي .. وتفتكري مصطفي اصلا هيبقي لسه عايزها بعد اللي عملته فيه
أنفرجت اسايرها بتفاجئ وقرع قلبها ينبض بأمل جديد فهتفت تشجيعا تبقي بنت امك بصحيح اذا نجحتي في كدا يا ريمو
وهكذا أنهت حديثها معها وهي تتحرك من أمامها تأخذ حقيبة اليد من فوق طاولة الزينة بينما سلمى جالسة على السرير تتنفس الصعداء ثم قالت بابتسامة طيب يا حبيبتي ماتنسيش تطمنيني باخبار كويسة..
بقلم نورهان محسن
خلال هذا الوقت
عند عز
تململ في نومه وهو يعقد حاجبيه بانزعاج من تلك اللمسات الناعمة كما لو كانت تخبره بهدوء أنها بجانبه.
فتح عز عينيه ببطء وفوقع بصره على كف يدها الذي تداعب به خده صعودا وهبوطا بنعومة.
أدار عز رأسه إليها فأغلقت عينيها على الفور متظاهرة بالنوم تأملها بحاجبين معقودين قبل أن تلوح شبه ابتسامة متعجبة على فمه من هيئتها عيناها مغلقة وإحدى يديها تحت رأسها ولا تزال تمرر اطراف أصابعها على لحيته في آن واحد.
ساورها الفضول حيال صمته ففتحت عين واحدة ببطء لتراه يحدق بها قبل أن يهمس بصوت خشن ممزوج ببحة النعاس صباح الخير .. بطتي الشقية قايمة من بدري وعمالة تعاكس فيا
نظرت اليه من خلف جفونها نصف المغمضة ثم غمغمت بهمس انا لسه نايمة
_والله .. من يوم ما اتجوزنا دي أول مره أعرف انك بتتكلمى وأنتي نايمه..!!
جاراها عز بذهول مستمتعا بسحر لمساتها الرقيقة بالإضافة إلى حركاتها اللطيفة التي ټخطف الأنفاس من صدره.
أجابته مني بابتسامة وجفونها لا تزال مغلقة دي غلطتي عشان خبيت عليك مرضي اللي مالوش علاج
رفع أحد حاجبيه الكثيفين في دهشة مما زاده وسامة ثم غمغم متسائلا ومن امتي وانتي علي الحال دا!
_من اول يوم اتجوزتك فيه
تلقى منها الجواب بنفس الهمس بجانب أذنه ثم ما لبث أن مالت بوجهها نحوه وقبلت خده بحنان مع ابتسامة كسولة علقت على زاوية فمه من حلاوة قبلتها فيما عادت للنوم على جانبها كما كانت.
ضم شفتيه معا في خط مستقيم وهز رأسه بخيبة أمل وآسي مصطنعين لساني مش مطاوعني اقولك ربنا يشفيكي منه .. انا عايزك كدا مريضة بيا علي طول
ابتسمت منى بهيام مثل طفل يتودد إلى حنان أمه انا مش بس مريضة بيك انت الميه والهواء والنفس ليا يا حبيبي
بادر عز بسؤال وهو يرفع وجهه إليها يعني تقدري تعيشي من غيري قد ايه كدا بأقصي حد
_ماتصيعيش تقدري تعيشي من غير ميه اسبوع عادي
قالها بنبرة مرحة ممزوجة بالضحك ليصله صوتها المتحشرج من فرط المشاعر التي تعصف بقلبها النابض بقوة تحت رأسه بس مقدرش استغني عن الهواء لو دقيقة واحدة .. وكل ما يخطر علي بالي .. اني ممكن اصحي في يوم وماتبقاش في حياتي بتجنن واټرعب
نظرته العاشقة تركزت على مقلتيها الدامعتين بعد أن رفع نفسه نحوها ليهمس لها بحزم حنون راسك الحلوة دي مش عايزها تفكر في الافكار دي تاني .. احنا هنعيش سوا .. و نكبر سوا ولا تقدر اي حاجة هتبعدني عنك
اتسعت ابتسامتها فازدادت جمالا مع إشراقة وجهها الجميل وأحاطت وجهه بين يديها قائلة بنبرة منخفضة جعلت انتظام نبضات قلبه يضطرب ولها وعشقا من أجلها بحبك اوي
تعالت ضحكاتها بنعومة ثم ما لبث ان نطقت بحب بحبك اوي
التمعت عيناه بغرام جارف مجمجما بنفس اللهجة علي صوتك اكتر
أغمض عز جفنيه وهو يشعر بالنعيم يغلفه وهي بين ذراعيه مستمتعا بنبرة صوتها الكنارى وتنهداته المنتشية تشق فمه وهو يعانق جسدها له أكثر ايوه كدا سمعت
اتسعت عيناه من الصدمة وهو ينتشل نفسه من خضم ذكرياته فور أن شعر أنه لا يحتضن سوى الفراغ.
نظر حوله بتيه ليكتشف أخيرا أن ما كان يعيشه قبل بضع ثوان لم يكن سوى ذكرى قديمة مدمجة في دفتر ذكرياتهم.
بعد فترة وجيزة
سمع عز طرقا على باب الغرفة وقبل أن يسمح بالدخول وجده ينفتح ليظهر باسم بطول قامته خلفه.
وقعت نظراته على الشخص الجالس على السرير وتحيط به موجة من الدخان المتصاعد من احتراق سيجارته.
شعر بالأسى على حالته فأخذ نفسا طويلا قبل أن يهتف بنبرته الهازئة وعلى فمه ابتسامة جانبية جرا ايه في الدنيا يا ابو الصحاب كل ما اسأل عليك يقولولي معتكف .. انت لو واخد سويت في اوتيل مش هيجيلك التلت وجبات جوا الاوضة كدا
داس عز بقايا سيجارته في منفضة السچائر الموضوعة على الطاولة قبل أن يلتفت إليه صائحا بصوت منزعج الله يخليك يا باسم مش ناقصك اخرج واقفل الباب وراك
كتف باسم ذراعيه أمام صدره بعدم رضا وقال بصوت ذو مغزى لحد امتي هتفضل راكب دماغك كدا ومش عارف تهدي من عصبيتك المتخلفة دي شوية
صاح عز بصوت غاضب استغفر الله العظيم .. باسم انا علي اخري .. يا تتكلم عدل يا تغور برا .. القرف اللي فيا يكفي بلد بحالها
لاحظ باسم
نظرات عز الزائغة علي الهاتف بتوتر فإتجه إليه ليجلس على السرير امامه قبل ان يبادر بسؤاله عايز تكلمها مش كدا!
اندلعت شرارات من اللهب يغلفها الشوق الغامر لها في مقلتيه وهو يتململ في مقعده كأنه جالس فوق نيران تحرقه وأخبره بنبرة معذبة يملؤها الحزن حايش نفسي بالعافية .. هاين عليا اقوم اروح اجيبها من عند امها ولو بالڠصب .. انا اصلا معرفش ازاي فاتو عليا اليومين دول من غير ما اشوفها .. انا مش متخيل اصلا اني عايز اكلمها ومش عارف هكلمها بأنهي وش هقولها ايه .. دماغي هتشت مني!!
هكذا تكلم عز والدموع الحاړقة تلمع في عينيه ليربت باسم على قدم الآخر بمؤازره وهو يخاطبه بجدية تعالي علي نفسك شوية واستحمل عشانك وعشانها .. سيبها تقعد مع نفسها كام يوم عشان تفكر كويس وتحس بغيابك وتسأل نفسها انت روحت فين وليه ماحاولتش تكلمها او تروحلها ساعتها هي من جواها هتحس لانها محتجالك .. لكن طول ما انت اللي هتفضل تطاردها هي هتهرب منك
هز رأسه له بالموافقة على مضض ثم سأله بسرعة بنفاذ صبر يعني اعمل ايه..
تطلع باسم حوله بنظرات غير راضية وهو يدلك ذقنه بأطراف أصابعه مفكرا ثم أخبره بهدوء تطلع من الحالة الكئيبة اللي حاطط نفسك فيها دي .. وقوم البس هتيجي معايا نروح لخالد .. الراجل متخرشم علي الاخر
عقف حاجبيه بإستغراب إحتل سؤاله ليه هو ايه اللي جراله...!!!
استقام باسم واقفا ليسير ناحية الباب معقبا عليه بعجل انجز انت وفي السكة هبقي احكيلك
أنهي باسم كلامه في نفس الوقت الذي أغلق فيه الباب خلفه.
تنهد عز بقوة ونهض من السرير بعد أن أزال الغطاء عنه ثم توجه إلى الحمام استعدادا للخروج.
بقلم نورهان محسن
فى الساعة السابعة مساءا
داخل إحدى المقاهى
جلست ريهام أمام مصطفى بمظهرها الأنيق وعينيها الزرقاوين تتلألأ ببريقهما الخلاب وقالت بابتسامة ساحرة ينخدع بها أعتى الرجال ميرسي ليك يا مصطفي انك وافقت تيجي و نتقابل
إبتسم مصطفي مجاملا اياها بهدوء رغم ان مش راضي وعلي اخري من اللي بيحصل من اختك وابوكي .. بس انتي معزتك عندي كبيرة يا ريهام
بادلته الإبتسامة وهي تتحدث بلطف وانت كمان احنا مش بس قرايب احنا اصحاب وطول عمرنا متربيين مع بعض .. عشان كدا مش عايزاك تاخد قرار متسرع يا مصطفي تظلم ابريل بيه
دلت ملامح وجهه الرجولية التي يكسوها احمرار طفيف إلى استيائه فور انتهاء جملتها أعقبه تفوه الغاضب اختك حولتلي تمن الفستان والدبلة الصبح .. و كل المواقع والاخبار ناشرة صورها في وتقوليلي ماظلمهاش دا عبث يا ريهام
صمتت
متابعة القراءة