جوازة أبريل الجزء الأول والثاني ل نورهان محسن
المحتويات
بمشاعره دي ناحيتك وطلب مني اكلمك واعرف رأيك عشان عايز يتقدملك رسمي
انمحت ابتسامتها تدريجيا ولجم لسانها من الصدمة ولم تستطع الرد وشعرت كأن نصل حاد انغرس في قلبها مم تزعزع ثباتها وتشتت كيانها غير مصدقة ما سمعته منه للتو.
_صاحبك مين
همست لميس بهذا السؤال وهي تحاول استعادة رباطة جأشها أمامه والخروج من حالة الصدمة فأجابها بنبرة عادية انتي شوفتيه في كذا مناسبة قبل كدا اسمه خالد بكر
قاطعها باسم بجدية وهو يرفع كفه أمامه انا مش عايز منك اي رد دلوقتي يا لميس .. اقعدي مع نفسك و فكري علي مهلك
أضاف باسم بصوت واثق اللي عايزك تعرفيه كويس .. انا لو مش متأكد من جديته وانه فعلا انسان كويس اوي .. مستحيل كنت هكلمك عنه يا لميس
تكلم باسم بإصرار هادئ يمكن جه الوقت اللي تفكري
واصل حديثه بصوت حنون ويلقي نظراته الدافئة على ملامحها المرتبكة پألم مما قاله دون أن يدرك شيئا عن مشاعرها تجاهه انا مش هجيب سيرة بالموضوع لعمي فخر الا لما اعرف قرارك النهائي .. وعايزك تعرفي انك عندي في معزة هالة بالظبط واي حاجة تخصك تهمني .. ولو انا مش متأكد انك هتبقي مبسوطة مع خالد ماكنتش دخلت نفسي طرف في الموضوع
صعدت لميس بعسليتها المرتجفة بإضطراب من الأرض حتى وصلت إلى رماديتيه المنتظرة تتأمل ابتسامته المهلكة بجمود ومرت عدة ثوان قبل أن تهز رأسها بالإيجاب.
بقلم نورهان محسن
في نفس التوقيت بالمنصورة
داخل منزل تحية
_مين اللي تليفونها مقفول!
رفع الجميع أعينهم نحو أحمد الذي
دخل للتو فأجابت تحية على سؤاله بصوت أبح دي ابريل يا احمد يا بني
رفعت تحية كتفيها في جهل ونظرت له حيرة جالية على وجهها لتخبره بصوت مهزوز قلقانة عليها حاسة ان فيها حاجة .. قلبي مقبوض من صلاة الفجر امبارح المفروض كانت هتكلمني بعد ما تخلص البتاع اللي بيعملوا لفستان العروسة تاه اسمه ...
أومأت تحية بالإيجاب عدة مرات وقالت بتوتر ايوه هو دا بس ماكلمتنيش .. انا خاېفة تكون تعبت واحنا هنا منعرفش عنها حاجة
وضعت زينب يدها على خدها غير راضية رافعة جانب فمها بسخرية صامتة بينما ردت صابرين خوفا عليها من شعورها بذلك الدوار الذي ينتابها دوما عند القلق لا يا ماما ان شاء الله تكون كويسة ومجرلهاش حاجة
احمد متحدثا بجدية طيب اهدي بالله عليكي يا ستي .. انا هتصل علي عم سعيد الراجل دا اللي بيشتغل عندهم رقمو متهيألي معايا
تهللت أسارير تحية بعد كلامه بينما لوت زينب فمها لتعلق بعدم اقتناع وهى تشعر بالغيرة من لهفة ابنها التي لن تتغير عند ذكر سيرة تلك الفتاة حتى بعد مرور تلك سنوات فهى تخلصت منها ولن تسمح لها بالعودة إلى حياتهم و دا معقولة الكلام يا احمد دا من سنين مديك الرقم .. زمانه غيرو دلوقتي
خرج صوت تحية مرتعش يحثه على تنفيذ ما قاله جرب يا احمد و طمني الله يخليك يا بني
أومأ برأسه موافقا ليطمئنها بصوت رجولي مليئ بالثقة ماتقلقيش يا ستي خلاص انا هتصرف .. اذا انهاردة ماعرفتش اوصلها .. من النجمة هنزل علي مصر واروحلها عند ابوها .. واطمنك عليها ..
تحولت نظراته الحانية نحو تحية إلى أخرى يستوطنها الوعيد يليها قوله بنبرة قوية وعميقة بس اذا كان حد منهم عمل ليها اي حاجة او مسها بكلمة مش هيكفيني فيهم رقبتهم كلهم ساعتها
شحب وجه نادية فور سماعها هذه الكلمات وحملقت به بعينين لامعتين تهددان بسيل جارف من الدموع پألم وغيرة لكنها خفضت بصرها أرضا وصرت على أسنانها بقوة محاولة الحفاظ على هدوئها في حضور الجميع.
بقلم نورهان محسن
خلال هذا الوقت
بدأت شمس اليوم بالغروب وأسدل الشفق الأحمر ستائره على الكون.
فى منزل دعاء
قال عز بمرح وهو يدخل المنزل بعد أن فتحت دعاء لهم الباب مساء العسل علي عيونك يا ديدو
استقبلته بابتسامة اهلا وسهلا يا حبيبي
صافحتها منى بكياسة مساء الفل يا ديدو
بادلتها دعاء التحية بمثلها ثم أشارت بيدها تحثهم على الدخول فسأل عز بحيرة انتي ليه بتفتحي الباب اومال فين ثرية !
أجابت دعاء بسلاسة بعد أن جلست على كرسي فاخر المنظر ثرية مش موجودة اديتها اجازة امبارح
جلسوا في مواجهتها على الأريكة مد عز ذراعه على حافتها بعد أن فك أزرار بدلته الكحلية الفخمة وقال مستفسرا اشمعنا في حاجة ولا ايه! ماهي كانت اجازة من كام شهر عشان جوازها
رفعت دعاء قدما فوق الأخرى بحاجب مرفوع وعلقت بخبث خفي اصلها عقبال عندكم عرفت انها حامل امبارح
وزعت أنظارها بينهما في نهاية عبارتها فقالت مني مبتسمة فعلا الف مبروك ربنا يتمملها علي خير
قامت دعاء بتمرير أناملها على خصلات شعرها بينما تكمل بذات النبرة يارب يا حبيبتي
تمتم عز بإندهاش معقولة بالسرعة دي
أخبرته دعاء بنبرة هادئة وهى تبتسم بسخرية وليه مستغرب دي طلعت حامل في اول الشهر التالث يعني من يوم دخلتها تقريبا
كلماتها لمست شيئا مختبئا داخل منى التي أرادت تحطيم شيء ما من أجل تهدئة الڠضب الكامن بأعماقها تجاه حماتها التي تعرف الآن سبب تصرفاتها لكنها حافظت على ملامحها غير متأثرة بأي شيء رغم شعورها بالانكسار قائلة بابتسامة هادئة ربنا يتمملها علي خير
هتف عز مبتسما غير مدرك لحرب النظرات الباردة بين المرأتين مبروك عليها هي و مختار .. هبقي اكلمه اباركلهم
دعاء بتأييد ايوه واجب .. ثرية طول عمرها متربية في البيت دا وانا بعتبرها مننا واخاڤ عليها تتعب يجرالها حاجة اشيل ذنبها
عز مستفسرا اكيد طيب ناوية علي ايه!! تحبي اشوفلك واحدة تخدمك لحد ما ثرية تولد
سارعت تهز رأسها بالنفى وأخبرته بنبرة رقيقة لا يا حبيبي انا كلمت المكتب وهيبعتلي وحدة بكرا ..
.. يلا هروح اكمل لبسي و اجيلكم مش هتأخر
قالت كلامها الأخير وهى تنهض من مقعدها وتغادر المكان وعلى وجهها ابتسامة منتصرة غير مشفقة على حال الأخرى التي يغمرها شعور سيء بالحرمان والعجز بينما صاح عز وهو يضحك
من خلفها دون أن يلاحظ جمود ملامحها زوجته المؤلمة ولا الدمعة التى فرت هاربة من عيناها قولي يعني فيها ساعاية كدا
بقلم نورهان محسن
في حوالي الساعة الثامنة مساءا
داخل فيلا فهمي الهادي
داخل المطبخ
_برده ماكلتش يا تقي
ووجهت خديجة هذا السؤال لابنتها التي اقتربت منها بخطوات هادئة.
وضعت تقي صينية الطعام على الطاولة المستطيلة وهي تهز رأسها بالنفي سألتها خديجة مرة أخرى في حيرة طيب والعمل
نفخت تقي خدودها وهي تجلس على الكرسي بإرهاق وأسندت خدها على قبضتها وأجابت بملل انا غلبت والله فيها .. طول اليوم بتحايل عليها عشان تاكل و مش راضية يا ماما بصراحة زهقت
قالت خديجة بهدوء وهي تنظر إلى قالب الكيك داخل الفرن خلاص سيبيها .. مصيرها تاكل يعني هي هتفضل صايمة لحد امتي يعني
واصلت تقي باندفاع مغتاظ انا اللي فرسني اوي ان كلهم راحو يتبسطوا وسايبنها ولا سألوا فيها حتي يوسف قال هيجي يغير هدومه عشان يروح الحفلة ويعدي يطمن لها و لحد دلوقتي ماجاش ايه الاخوات دي
جلست خديجة بتمهل بجوارها وتكلمت بتحذير تقي احنا بنشتغل هنا وبس .. ماينفعش ندخل في حياتهم هما احرار في بعض مالناش فيه ..
نظرت تقي إلى الأمام فى تفكير قبل أن تلتفت إليها فجأة وتقترح بنبرة حماسية طيب ايه رأيك لو اتصل بأستاذ مصطفي واحكيلو اللي بيحصل دا يمكن يتصرف
وبخت خديجة إبنتها البلهاء بحنق يا غبية اذا كان مدام سلمي عملت دا كله بسببه عشان خايفين لا تكلمو هي وتقولو علي فسخ خطوبتها منه بعد اللي عرفته امبارح .. تقومي عايزة تخليها تكلمو يبقي عملنا ايه بوظنا الدنيا!
ضر بت تقي جبينها بخفة ضاحكة علي نفسها قائلة بتأييد ايوه صحيح تاهت عن بالي فين دي
هزت خديجة رأسها بيأس وتنهدت بقوة لتخبرها بهدوء اسمعي شوية كدا وابقي حاولي معاها تاني .. ولا اقولك ابقي خلي عم سعيد يكلم معاها هي بتكبره
_حاضر ربنا يسهل
بقلم نورهان محسن
فى حديقة فيلا صلاح الشندويلي
تشرف وسام الآن بسعادة غامرة على كافة تفاصيل حفل خطوبة ابنتها الصغيرة مع أحد منظمي الحفل التي تتميز بالقدرة على العمل تحت ضغط شديد والتعامل مع أي ظروف طارئة دون أي توتر اختتمت كلامها بهدوء كل حاجة تمت زي ما حضرتك طلبتي يا وسام هانم بالظبط والباند وصل كمان في معاده
أومأت وسام لها برأسها مؤكدة صحة حديثها بابتسامتها الجميلة التي أظهرت غمازتين محفورتين على خديها وجالت ببصرها حولها في المكان لتعلق بإعجاب بجد تسلم ايدك يا شهد .. كل حاجة مظبوطة زي ما كنت عايزاها و الديكورات طالعة ممتازة
ابتسمت لها شهد قائلة بكياسة شهادة اعتز بيها من حضرتك طبعا .. عن اذنك هروح اشوف باقي التيم
إستأذنت شهد بلباقة فوافقت وسام باسمة الثغر تمام اتفضلي
_ يا سمسمة
اتسعت ابتسامتها عندما رأت دعاء تتقدم مع عز وهى تتأبط ذراعه وحين اقتربا منها قالت بعتابا لينا اخيرا جيتو يا دعاء .. ايه التأخير دا كله!!
بررت لها دعاء معلش يا روحي ماتزعليش مني علي ما عز ومراته عدو عليا وجيت معاهم
غمز عز بطرف عينه متهللا بإعجاب ايه الشياكة الفظيعة دي!! كدا هتغطي علي العروسة بحلاوتك يا سوما
ضحكت وسام خجلا من مجاملته اللطيفة فى حين جال عز بنظره في الحديقة قبل أن يسأل في حيرة اومال فين العريس وفين باسم مش شايف حد ليه!!
هزت وسام كتفيها وأخبرته ببساطة ياسر هتلاقيه مع عمك صلاح كانوا بيكلمو مع بعض من شوية .. وباسم لسه مانزلش من اوضته
اومأ عز برأسه في تفهم وهتف بحماس تمام .. اما اروح اشوفه الاول
رمشت وسام بعينيها تستفسر بذهول اومال فين مني!!
أجابها عز قائلا طلعت تسلم علي عروستنا فوق
لوح عز لهم فى خاتمة كلامه قبل أن ينصرف من أمامهم نظرت دعاء نحوها وعلقت بسعادة الف مبروك يا روحي وربنا يسعد هالة وعقبال ما
متابعة القراءة