جوازة أبريل الجزء الأول والثاني ل نورهان محسن
المحتويات
!
بيني وبينك تحول جذري مخيف
بيني وبينك فراق كان مثل بداياتنا ..
عڼيف وصادق .
عند عز
_ولو انطبقت السما علي الارض عمري ماهسامحك
سوسن بقلق اهدي يا مني كفاية تعملي في نفسك كدا
تغضنت حاجبيها بإستنكار ورددت پقهر منتحب صحتي!! انا عاوزه ابني يا ماما مالحقتش حتي احس بوجوده ولا افرح بيه
ألقت بنفسها على صدر أمها مع كلماتها الأخيرة لتربت سوسن على خصلات شعرها البنية بحزن محاولة التخفيف عنها ربنا هيعوضك يا حبيبتي .. استهدي بالله كدا دا قضاء الله مكنش مكتوبله يكمل
_مش عايزة اي حاجة منك غير ورقة طلاقي تبعتهالي وبعدها مش عايزة اشوفك تاني
حدقت مني إليه بضراوة حاړقة مع إختتام حديثها القاس على قلبه الذي يرتعد بين ضلوعه من شدة اللوعة إنه لا يعرف ماذا يفعل فهل يبكي على حاله أو حالها يلتمس لها كل أعذار العالم لما فعله بها ولكن فكرة ابتعادها عنه تفقده عقله وتنتزع روحه من جسده مما جعل دموعه تتساقط من مقلته لا إراديا قائلا پخوف من فقدانها انتي بتقولي من قهرتك وچرحك كبير ومقدر ان اللي مريتي بيه مش سهل وانا مستعد استحمل منك كل حاجة .. بس انا مقدرش ابعد عنك يا مني انتي محتاجلي زي ما انا محتاجلك ومش هسيبك هردك لعصمتي تاني ودلوقتي
ظلت تتلوى بشكل متشنج بين ذراعيه التي كان يحاول أن يحيطها بهم حتى يسيطر علي حركاتها الخرقاء لكنها استمرت في الصړاخ وهي مڼهارة تبكي بمرارة حتى جاءتهم الطبيبة بسبب الضجيج قائلة بنبرة جدية كدا مينفعش يا جماعة حالة المدام ماتسمحش بكل الانفعال دا خصوصا مع كمية الڼزيف اللي حصلتلها
وقف مكانه بعينين متحجرتين وملامح جامدة نقشت العڈاب على ملامحه بإتقان بينما تنهدت الطبيبة باستسلام وأعطتها حقنة مهدئة بعد أن أصيبت باڼهيار عصبي من قوة صدمة فقدان جنينها وبعد عدة لحظات بدأ الدواء يسير مفعوله في عروقها مما جعلها تسترخي تدريجيا على السرير وهي لا تزال تتعرق وتهذي بكلمات غير مفهومة حتى ذهبت إلى عالم آخر أمام نظراتهم الحزينة والمشفقة.
في غرفة ابريل بالمستشفي
جحظت عيناها على اتساعها بذهول واحتبست أنفاسها تلقائيا في صدرها وهي تنطق بسعادة مشدوهة عمر
ركض الطفل نحوها مباشرة ورمى جسده الصغير بين ذراعيها وهو يقول بصوت لاهث جيت اديكي حضڼ كبير بتاع انهاردة وامبارح .. انتي وحشتيني ابريل انتي كويسة
سأل عمر باهتمام لتقبل خده بلطف تحت أنظار باسم حيث كان مذهولا من تغيرها الجذري مع عقلة الإصبع هذا بينما قالت بحب حقيقي يا حبيب قلبي انا زي الفل .. وانت كمان وحشتني اوي .. انت ازاي جيت هنا
نظرت إلى الكيس البلاستيكي بإنشداه ثم قبلت خده مجددا بضحكة جميلة يا روح قلبي ربنا مايحرمنيش منك ابدا
همت بفتح الكيس فقاطعها باسم وهو يأخذها منها بحركة مباغتة بعد أن جلس بجانبهما على الأريكة و مد يده لها بالكوب قائلا بنبرة آمرة باردة اشربي اللبن الاول
ابتسمت للطفل وأخذت الكأس من يد باسم وأعطته له قائلة بحنان خد انت اللبن اشربه يا حبيبي و لما تخلصه هناكل غزل البنات اتفقنا
تعجب باسم من هذا الحب الشديد بينهما وقال بتساؤل بتاكلي بسكوت مع الشاي ولا عايزة كروسون .. اوعي وشك يبقي بيحمر منه دا كمان!!
انزعجت إبريل من أسلوبه الساخر المعتاد معها وهمست بحدة مش عايزة حاجة قولتلك انت مابتفهمش عربي رجعلي باسبوري واتفضل امشي من هنا كتر خيرك لحد كدا
مال باسم نحو أذنها وتمتم بنفس النبرة طيب عناد فوق عنادك مش ماشي ولا هرجعلك باسبورك الا لما تسمعي الكلام وتخلصي فطارك ادينا قعدين
اغتاظت ابريل من تهديده لها لتدمدم بعناد رهيب مش سامعة كلام و هات الباسبور بالادب والا...
قطع صراع الهمس بينهما صوت أنثوي يقول بهدوء صباح الخير
اتجهت أنظارهما نحو الباب ليجدوا ريهام تدلف بطلة أنثوية جذابة ورائحة عطرها الرائعة تسبقها فردا التحية في نفس الوقت.
ريهام بهدوء ازيك يا باسم .. عاملة ايه دلوقتي يا حبيبتي حاسة انك احسن
اكتفي باسم بهز رأسه في حين ردت ابريل بإقتضاب الحمدلله
شعرت ريهام بإستمرار ابريل في الانزعاج منها لتقول بنبرة عادية بالمناسبة بابا بيتكلم مع الدكتور برا عشان يطمن علي صحتك وداخلين يشوفوكي
أضافت وهي تشير إلي الطفل تعالي يا عمر اغسل ايدك عن اذنكم شوية وجاية
بقلم نورهان محسن
عند هالة
_انتي بتعملي ايه!
أمسكت هالة كف يده الباردة بأطراف أصابعها المرتجفة وبسطتها لتضع خاتم الخطوبة الذي لم تلبسه إلا ساعات قليلة قالت بابتسامة باهتة اتفضل .. دي مش بتاعتي وماكنش المفروض البسها وهي من حق واحدة تانية
رمق ياسر الخاتم الذي في يده بتعجب وخاطبها باستنكار هالة .. انتي منفعلة دلوقتي بلاش قرارات نندم عليها بعدين عشان شوية حكايات في بالك مالهاش اساس
هالة بإبتسامة حزينة بالظبط هي فعلا كانت حكاية وكل حكاية وليها نهاية .. بس تصدق انا كنت عارفة النهاية قبل ماتبدأ الحكاية دي بس كنت بقاوح مع نفسي
قالت هالة ذلك لتهم بالرحيل لكن قبضته على معصمها منعتها قائلة بنبرة غاضبة استني هنا .. انتي عمالة تجيبي كلمة من الشرق وكلمة من الغرب ومش مدياني فرصة ادافع فيها عن نفسي ولا عايزة تسمعيني
نظرت هالة إلى يده بارتباك وتحدثت بأهدأ لهجة تملكها وأشارت إليه بحزم الكلام بينا خلص خلاص لو سمحت سيبني امشي
هز ياسر رأسه بالنفي وشدها إليه اكثر قائلا پحده حاسمة مش قبل ماتسمعي اللي هقوله
لم يترك لها أي مجال للرد بل سحبها خلفه إلى الباب الخلفي للسيارة وقال بنفاذ صبر اتفضلي اركبي
هل أصابه الجنون هذا ما كان يدور في رأسها من تحوله المفاجئ لتهتف بارتياب وكأن أذنيها لا تسمعان ما أمرها به هو انت مسكني كدا ليه
صر ياسر علي على أسنانه وهو يشدد قبضته عليها وقد وصل سخطه منها إلى أقصى حد وهو يتمتم بتحذير الناس بدأت هتتفرج علينا خلينا نروح نقعد في حتة ونتفاهم
وضعت هالة يدها على يده تحاول أن تدفعه عنها وكانت على وشك الرد لكن قاطعها جسم ضخم وقف كالحاجز بينها وبين ياسر وقال بصوت رجولي بارد مش من الاصول تسحب بنات الناس من ايدها في الشارع وتركبها العربية وبالعافية ماينفعش
بقلم نورهان محسن
في غرفة ابريل بالمستشفي
مرت عدة دقائق وهما يستمعان إلى صوت صنبور الماء من داخل الحمام فيما جلست إبريل بجوار باسم تهز قدميها بحركة متوترة وعيناها على باب الغرفة رمقها باسم بنظرة خاطفة وهو يعلم ما يدور في ذهنها.
_اذا وجودي مش مريحك فانا ممكن أمشي
قال ذلك بهدوء خبيث ثم نهض من مقعده ينوي الذهاب إلى الباب لكن أبريل انتفضت بسرعة خلفه وتلقائيا تشبثت بذراعه لتمنعه من الخروج قائلة بلهفة متوترة هتروح فين .. انت هتسيبني هنا وسطهم لوحدي خليك وانسي مؤقتا للي كنا بنقوله
كتم باسم ابتسامته وهو يحاول الحفاظ على ملامحه الجدية بينما كان يستمتع بعنادها الذي تتمسك به بإستماتة فرفع وجهه إلى أعلى وكرر بمكر مؤقتا ها .. لا يا ستي ماتجيش علي نفسك كدا .. شكلي فرضت نفسي عليكي اكتر من اللزوم ودي مسائل عائلية وانا غريب!!
ردت ابريل
بإرتباك عادي مفيش مشكلة اذا قعدت
جلس باسم علي كانت حافة الأريكة فأصبح مستوى طولها تماما وتساءل في دهشة تغيير مش متوقع صراحة
.. بس عارفة الجملة دي ناقصة حاجة
عقدت ابريل ذراعيها الي صدرها وتساءلت بعدم فهم ايه بقي
تأملها عن كثب للحظات قبل أن يقول احساس واحترام
ارتفع حاجبها بتعجب وهمست بتساؤل انت بتتلكك بقي
رفع باسم حاجبه بحركة مماثلة وأجابها بتحدي هامس اه بتلكك .. قولتي ايه
زفرت أبريل الهواء بضيق يظهر مدى الحنق الذي يشتعل في عروقها قالت بتبرم لو سمحت ممكن تخليك
هز باسم رأسه بعدم رضا وقال بإبتسامة جانبية بنفس عشان اصدقك
مضت عدة ثوان أدارت بهم وجهها إلى الجانب الآخر لتتنفس بعمق قبل أن تنظر مرة أخرى إلى عينيه الرماديتين الداكنتين ثم تحدثت بصوت رقيق مملوء بالرجاء الصادق ممكن لو سمحت تفضل معايا وماتسيبنيش هنا لوحدي
تبادلا النظرات للحظات بين الحاجة والقلق والرضا والصمت قبل أن يقرب شفتيه بجوار أذنها لتتغلغل رائحتها الرقيقة إلى رئتيه وهمس فى تساءل شارد بصوت حاني جعلها ترتجف كأنه يحادث نفسه اسيبك و اروح علي فين
بقلم نورهان محسن
أمام غرفة في ممر المستشفي
جر قدميه إلى خارج الغرفة منهكا وعيناه غير قادرتين على رؤية أي شيئا مملوءتين بالحزن وكلماتها القاسېة لا تزال تتردد في أذنيه مما جعل حياته سوداء كالليل المظلم لكن قلبه الهادر باسمها سيظل متمسكا بالأمل ربما تحدث معجزة سحرية حتى يعود حبيبته بين ذراعيه مرة أخرى.
افاق عز من حالته علي صوت يهتف بأنفاس لاهثة ماما
رأت سوسن ابنها قادما بخطوات واسعة نحوهم وعندما وصل إليهم قالت بتعب تعالي يا حازم شوف اللي جرا لأختك!
التقط كفها الباردة بين يديه يربت عليها بلطف ويقول لها في حرج معلش اتأخرت عليكم ڠصب عني
تسأل حازم بقلق طمنوني ايه اخبار مني عملت في نفسها كدا ليه
سوسن بمرارة متجاهلة وقوف عز ودعاء الصامتة حالتها لا تسر عدو ولا حبيب .. اختك مدمرة علي الاخر
اول ما تقدر تقف علي رجليها هاخدها ونسافر علي الشرقية
سارع عز بالتدخل بشكل فظ تسافر ازاي يعني يا حجة..
حازم بهوادة استهدي بالله يا عز .. اكيد مني محتاجة تغير جو و السفر هيساعدها
أطلقت سوسن تنهيدة ساخرة ولم تعجب عز نبرة الټهديد منها عندما تحدثت بحزم اسمع يا عز قدام الكل بقولك بنتي ورقتها توصلها لحد عندها و متتقربش منها تاني كفاية للي جرالها بسببك لحد كدا
تدخل حازم يقول بإستنكار اهدي يا ماما طلاق ايه بس
قالت سوسن بجفاء مغمور باللوم اسأل جوز اختك ولا اقول طليقها بعد ما رميت عليها يمين الطلاق امبارح
تكلم بخشونة تضاهي سوداويته الحادة اسمع يا
متابعة القراءة