رواية ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن
المحتويات
توصلنى تانى... طلعنا ودخلت هى لمامتها أوضتها هى وولاد خالتها وخرجت قعدت معايا وسابتهم جوه معاها وقالتلى ان مامتها مكنتش لاقيه الدوا بتاعها وهى ادتهولها.. وطلبت مني استنى شوية لحد ماتطمن على مامتها وتوصلنى البيت... بس هو ده اللى حصل..ازاى بقى دى شقة مفروشة وبيتهم فى مكان تانى
كان يستمع بإنصات شديد ويتفحصها وهى تقص عليه ما حدث وعندما انتهت قال
حركت رأسها نفيا وقالت
لا مدخلتش عندها
أوما برأسه وقال
أنت عمرك ما روحتى بيتهم قبل كده
أجابته قائلة بنفاذ صبر
لا روحت طبعا وقعدت مع مامتها بس هما كانوا ساكنين فى مكان تانى.. بس هما عزلوا قبل فرح إيمان بأسبوع تقريبا
قطب جبينه وقال بتركيز
أسبوع..
ثم نظر إليها وقال
لا يا مريم سلمى معزلتش ولا حاجة ولو حابة تتأكدى روحيلها لما نرجع هتلاقيها معزلتش ...
طالما قالتلك قبلها بأسبوع انها عزلت يبقى الحكاية مترتبة .. بس ليه.. وأيه المقصود
قالت بعصبية
شفت بقى انت بتدور على مبرر ازاى ... مرة تقولى كنت واخد مخډرات ومرة تقولى سلمى ودتك شقة مفروشة.. أنت عاوز توصل لأيه ... ومخډرات أيه اللى بتقول عليها وجبتها منين وانت عمرك ما شربت سجاير أصلا
ألتفت إليها وقد ترابطت الأفكار فى ذهنه وقال فى شرود
الفصل التاسع والعشرون
هتعمل ايه يا مچنون ..!
أخذ عبد الرحمن عصى ملقاة عند الشاطىء قائلا
أستنى وانت تعرفى
وبدأ فى حفر صورة لقلب كبير على الشط وكتب بداخله بحبك يا إيمان
أبتسمت إيمان وهى تنظر إلى ما يفعل وترقرقت عيناها بالدموع وعندما انتهى ألقى العصاة جانبا والټفت إليها وهو يقول بسعادة
نظر إلى عينيها فوجد آثار الدموع تلمع بها وهى تبتسم فى شجن وتنظر إليه بحب أخذ كفها فى كفه ثم لفها بذراعها وضمھا إليه فى حنان وقال معتذرا
انا آسف.. أنا مكنتش مقدر النعمة اللى ربنا أنعم عليا بيها بس الحمد لله انى فوقت لنفسى قبل ما تضيعى مني يا حبيبتى
فاضت اللآليء من عينيها وهى تتأمل عينيه بحب فمسح دموعها بأنامله وهو يقول
أبتسمت وقالت بخفوت
أيه ده وكمان بقيت شاعر
همس لها
عمرى ما عرفت اقول شعر .. أنا لقيته طالع كده من قلبى معرفش ازاى
تشابكت أصابعهما فى بطء وعينيهما متعلقة ببعضها البعض وفجأة وضعت يد بقوة على كتف عبد الرحمن من الخلف وسمع صوت أجش يقول پعنف
بطاقتك يا روميو
خلاص ياباشا مكنتش اعرف انك مباحث
دفعه عبد الرحمن إلى المياة وهو يقول
والله ما انا سايبك
وقفتا إيمان وفرحة تضحكان على مزاحهما وتراشقهما بمياة البحر حتى جلس عبد الرحمن على الشاطىء بجوار إيهاب وهو يتنفس بصعوبة قائلا
هاخد نفسى واقوم اقطعك
أقبلت فرحة وإيمان عليهما فقال إيهاب لإيمان بأنفاس متلاحقة
ضړبته لحد ما مت من الضړب
أومأت برأسها قائلة
اه طبعا ماهو واضح
بينما هتفت فرحة
أنا ھموت من الجوع لسه متغدتش لحد دلوقتى
نهض عبد الرحمن وأخذ يد إيمان فى يده قائلا
لا اتغدوا انتوا احنا هنروح الفندق نتغدى هناك
هتفت فرحة مرة أخرى
ليه ما نتغدى مع بعض
حرك رأسه نفيا وقال بجدية
لا مش هينفع أصل كنت بشرح لإيمان موضوع كده عن السياحة ولازم اكمله
نظرت له إيمان بعتاب وحاولت أن تخفى تلون وجهها خجلا من إيهاب الذى لم ينتبه لها وقال
سياحة أيه
تابع عبد الرحمن بنفس الجدية وهو يشرح بكلتا يديه لإيهاب وفرحة اللذان يتابعان شرح عبد الرحمن باهتمام وهو يقول
فى سياحة داخلية .. وفى سياحة خارجية فى النص بقى فى سياحة زوجية
قالت فرحة وهى تحاول فهم ما يقول
يعنى أيه سياحة زوجية
أردف عبد الرحمن بتركيز
أفهمى .. ده
مشروع جديد
والټفت إلى إيمان التى تقف خلفه وغمز لها قائلا
مبقالوش يومين
ثم استدار إليهما مرة أخرى وهو يتابع
يعنى يدوب قصينا الشريط
كانت فرحة تحاول استيعاب ما يقول حين قال إيهاب
هو انتوا هتدخلوا نشاط السياحة فى الشركة بتاعتكوا
استدارت إيمان تجاه البحر وهى تحاول كتمان ضحكاتها واستمرعبد الرحمن فى الشرح
هو الموضوع كبير لما نرجع مصر هبقى اشرحلك
أشار لهما وهو يضع يده على كتف إيمان
يالا بقى كفاية عليكوا كده سلام
بمجرد أن ابتعدوا قليلا ضړبته على كتفه وهى تقول
ماشى يا عبد الرحمن
قال وكأنه لم يفهم
ليه هو انا عملت حاجة .. ده انا كنت بشرح لهم بس
ثم ضمھا إليه أكثر وهو يقول
بس ايه رأيك مش انا بشرح كويس
أتسعت عيناها وهى تنظر له وقد تلونت وجنتاها احمرارا فقال بسرعة
لالا متفهمنيش صح.. أنا قصدى انى كنت بشرحلهم كويس يعنى
استبقته بخطوات واسعه فلحقها وأمسك يدها أفلتت يدها منه وأسرعت تجرى فأسرع خلفها يناديها
أستنى بس.. يا إيمان.. أستنى.. ده انا يدوب شرحت المميزات.. لسه هناخد الأهداف.. هدف ..هدف
كانت مريم تقف فى الشرفة تتابع أصوات البحر المختلطة بحفيف النخيل وقد جلس يوسف يشاهد التلفاز ويلقى عليها نظرة من حين للآخر حتى سمع طرقات خفيفة على الباب أستدارت مريم فى مكانها واتجهت للداخل فى سعادة وهى تسمع صوت إيهاب وفرحة التى أقبلت وعانقتها وقبلتها على وجنتها وهى تقول
وحشتينى أوى يا مريم بقالى يومين مشوفتكيش.
ثم همست لها
ها أخبار الجواز ايه
أرتبكت مريم ثم قالت
تعالى لما اشوف إيهاب لحسن واحشنى اوى
خرجت إلي اخيها واستكانت بين ذراعيه فلقد شعرت بالأمان بمجرد أن استمعت لصوته رفع رأسها وقبلها على جبينها وقال
ألف مبروك يا حبيبتى.. بصى جبتلك ايه
نظرت مريم إلى العقد المجمع من القواقع البحرية مختلفة الألوان وقالت بانبهار
ده جميل أوى جبته منين ده
قالت فرحة
نزلنا نتسوق شوية وجبنا الحاجات دى من هناك.. إيهاب اول ما شاف العقد قال هيعجب مريم أوى
اخذت تتأمله بين يديها بإعجاب وتقول
ده حلو اوى أوى.. متشكره اوى يا إيهاب
تدخل يوسف قائلا وهو يمسك بالهاتف
ها بسرعة تشربوا ايه
تقدم إيهاب نحوه وهو يقول
لالا مفيش داعى احنا ماشين على طول
طلب يوسف بعض العصائر وأغلق الهاتف وقال لإيهاب
اقعدوا معانا شوية
مالت فرحة على اذن مريم قائلة بخفوت
أيه ده يا بنتى فى عروسة تلبس عباية بعد يومين من فرحها
توترت مريم ورسمت ابتسامة على شفتيها قائلة
أصلى كنت واقفة فى البلكون زى ما شوفتينى كده ويوسف بيزعل لما بقف فيها بهدوم خفيفة
أومأت برأسها متفهمة بينما أشار لهم يوسف أن يجلسوا جلس إيهاب وفرحة على الأريكة الكبيرة بينما جلست مريم بجوار مسند الأريكة الصغيرة وكانت تتوقع أن يجلس يوسف بعيدا عنها نسبيا ولكنه جلس بجوارها ملتصقا بها ولف ذراعه حول كتفها وضمھا إليه بخفة حتى شعرت أنها التصقت بصدره وهو يقول مداعبا موجها حديثه لفرحة
وانت بقى يا معزة أخبارك أيه
عقدت فرحة يدها أمام صدرها پغضب طفولى وهى تهتف
مش هتبطل تقولى يا معزة ماشى يا يوسف
أنتصر لها إيهاب قائلا
متزعليش يا حبيبتى هو يقصد المعزة اللى قعدة جنبه
صاح به يوسف
نعم يا خويا .. انا مراتى دى قمر منور الدنيا كلها.. انا أصلا مش عارف انت اخوها ازاى
تدخلت فرحة
بقى كده ..عموما إيهاب أحلى من مريم بكتير
ونظرت إلى إيهاب قائلة
مش كده يا هوبة
أومأ برأسه ممازحا
طبعا يا حياتى
نسيت مريم أمر ضمة يوسف وهى تقاطع فرحة وهى تقول بمشاغبة
ياسلام بقى إيهاب أحلى مني.. تصدقى فعلا انت معزة
ضحك يوسف وطبع قبلة على رأس مريم وهو يقول
أيوا كده يا حبيبتى قطعيها
طرق الباب ونهض يوسف متوجها إليه لا تعلم مريم لماذا شعرت بالفراغ بعد أن أرسلها يوسف من ضمته ولا تعلم لماذا تولد هذا الشعور لديها بمجرد أن فارقها وأنها كانت تود لو أنه بقى أنزعجت كثيرا من هذا الشعور ونفضته سريعا من عقلها ولكن بعد أن عاد بأكواب العصير كانت تتبعه بنظرها وتتوقع أن يعود إلى جلسته الأولى وخفقات قلبها تسابق خطواته ولكنه لم يفعل جلس بعيدا عنها ولكن على نفس الأريكة كادت أن تشعر بخيبة أمل ولكن قطبت جبينها وهى تحث نفسها على ترك تلك الأفكار الغريبة تناول إيهاب العصير فى سرعة ونهض واقفا وهو يجذب فرحة قائلا
يالا بقى كفاية كده.. اخوكى خلاص قرب يطردنا
هتف يوسف مداعبا
بصراحة اه .. ولااقولك أعتبرنى طردتك خلاص
بعد أن خرجا وأغلق الباب خلفهما واستدار إليها وجدها مازالت جالسة فى مكانها وشاردة فى أفكارها المتصارعة وفجأة هبت العاصفة وقفت مريم فى اضطراب وانفعال وقالت بارتباك
هه ازاى.. أنت بتستغل انهم قاعدين يعنى وعارف انى مش هقدر اتكلم
حاول أن يتحدث قائلا
أنا مكنش قصدى حاجة ..
قاطعته وهى تصيح به
لا انت كان قصدك .. لازم تعرف انى مش طايقاك
وتلعثمت أكثر وهى تهتف
مش طايقاك انت فاهم ولا لاء
حاول يوسف أن ېكذب الشعور الذى راوده من نظراتها الزائغة وارتباكها ولكن انفعالها وتلعثمها جعله يقترب منها ببطء وهى تصيح بكلماتها الغير مترابطة وهى تتحاشى النظر إليه وهو يتفحصها بنظراته بعمق أنتبهت إلى قربه منها فأسرعت إلى غرفتها الداخلية وأوصدت الباب بسرعة لم يكن هناك شىء مجهد فى الأمر ولكن أنفاسها كانت تتلاحق وصدرها يعلو ويهبط فى قمة الانفعال وقف خلف الباب يستمع إلى صوت أنفاسها المتقطعة وكأنها تبذل جهدا لتتنفس وجد نفسه يطرق الباب قائلا
مريم.. أفتحى
صاحت من الداخل
مش هفتح أبعد عنى
قال مهدئا للموقف
طب خلاص أهدى شوية بس وحاولى تنامى
صاحت مرة أخرى
ملكش دعوة بيا.. مفيش كلام بينا
أصلا
طب انا آسف طيب لو كنت ضايقتك
لم ترد عليه ودخلت فراشها وضمت ساقيها بيديها وأرخت رأسها عليهما وهى تقول بهمس
فوقى يا مريم فوقى متنسيش هو عمل فيكى أيه
ما هذا الشعور الغريب الذى يدور بين الكره والحنين !
جلست علا أمام وليد فى مكتبه وهى تقول
ياحبيبى ما انا أثبتلك انى بثق فيك عاوز ايه تانى
قال باستنكار
بأمارة أيه.. بأمارة ما جبتى معاكى أختك وامك
مطت شفتيها وهى تقول
طب وانا اعمل ايه.. هند هى اللى شبطت فينا وبعدين راحت قالت لماما
قال بلامبالاة
خلاص تعالى معايا النهاردة
قالت على الفور
ليه مش انا شفتها خلاص .. وبعدين يا حبيبى ذوقك عاجبنى.. أعمل فيها اللى انت عاوزه وانا موافقة
ألتفت إليها بحنق قائلا
شفتى بقى .. شفتى خاېفة مني ازاى
نهضت علا باضطراب وقد شعرت بأنه وضعها بين المطرقة والسندان وقالت
انت عاوز ايه مني بالظبط .. قلتلى تعالى شوفى الشقة علشان تقولى رأيك وافقت وشفتها خلاص وأى تعديل هتعمله انا موافقة عليه ..عاوز ايه تانى
شعر وليد بالضيق فهو أصلا لايحبها وإنما خطبها لهدف معين فى رأسه وهى لا تعطيه فرصة لتحقيق هذا الهدف فنظر لها وقال بجمود
خلاص براحتك وكويس انى عرفت اننا مش متفقين من دلوقتى بدل ما كنا نتجوز وبعدين نطلق
أستدارت له بجسدها كله وحاولت تدارك الموقف قائلة
وليد انت عارف معنى
متابعة القراءة