رواية ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

خالص والشواطىء تقريبا فاضية
تنهدت فى أرهاق قائلة
طبعا دى بعيدة جدا لازم تبقى رايقة
قال بابتسامة عذبة
أنا جبتك هنا مخصوص علشان تعرفى تستمعى براحتك.. علشان المرة اللى فاتت مكنتيش عاوزه حتى تنزلى تبلى رجلك
فى المية وكنت خاېفة الهدوم تلزق عليكى.. هنا الحياة بسيطة أوى وعلى طبيعتها والشط بين الجبال ووراه نخيل كتير .
نظرت إليه وقالت فى اهتمام 
مصر فيها أماكن حلوة جدا المصريين نفسهم عمرهم ما شافوها طب احنا ليه دايما مركزين على السياح اللى جايين من بره ومهملين فى
السياحة الداخلية جدا... تقريبا معظم المصريين ميعرفوش ان بلدهم فى اماكن ساحرة كده
قال بتركيز
فكرة برضة.. سيبينى افكر فى الحكاية دى بس لما نشوف الأول السياحة الزوجية
لم تفهم معنى كلماته فقالت بتسائل
يعنى أيه السياحة الزوجية
تصنع عبد الرحمن أنه يهم بشرح معنى كلماته وقال بجدية
تعالى وانا اشرحلك بالتفصيل
ثم توقف فجأة قائلا
ولا اقولك غيرى هدومك وانا هدخل اخد دش .. ولما اطلع اشرحلك كل حاجة بالتفصيل الممل
كانت مريم جالسة على طرف فراشها تنظر حولها وتدور عينيها فى الجناح الخاص بهما حتى دخل يوسف وأغلق بابه ووقف ينظر إليها ويتأملها حتى شعرت بالإضطراب أكثر وراودها شعورها بالخۏف تجاهه مرة أخرى فأغلقت عينيها وهى تحاول أن تهدئ من روعها فقال
طبعا تعبانة من السفر ومحتاجة تنامى
اشار إلى الحمام الملحق بالغرفة الداخلية قائلا
ادخلى غيرى لو تحبى وانا هدخل البلكونة لحد ما تخلصى علشان نصلى ركعتين مع بعض
نهضت فى سرعة واقفة مكانها وقالت بسخرية
نصلى ركعتين ليه.. ده لما يبقى جواز حقيقى مش زينا كده
شعر بالتوتر وصمت قليلا ثم قال
خلاص زى ما تحبى
تركها وخرج إلى الشرفة يستنشق الهواء العليل ويحاول أن يركز تفكيره فى طريقة التعامل التى ستكون بينهما فى الأيام القادمة اخذت مريم ملابسها ودخلت الحمام أغتسلت فى سرعة وبدلت ملابسها وخرجت من الحمام إلى الفراش مباشرة وتدثرت جيدا عندما شعر بها قد انتهت دخل هو الآخر وأخذ ملابسه من حقيبته الشخصية ودخل إلى الحمام أغتسل وخرج سريعا مر أمام فراشها فوجدها متدثرة جيدا وتلف الغطاء حولها بعناية وتنظر إليه وتتابع تحركاته بقلق وخوف آلمه كثيرا ذلك الشعور وتلك النظرة الخائڤة من عينيها فوقف أمام باب الغرفة الداخلية قائلا
الأوضه دى ليها مفتاح لو حابة تقفلى على نفسك وانا هنام على الكنبة بره قدام التلفزيون لو احتاجتى حاجة نادى عليا.
لم يتلقى منها أى أجابه فخرج واغلق الباب خلفه وبعد ثوان شعر بها توصد الباب بالمفتاح جيدا من الداخل لم تتمالك نفسها كثيرا فلقد كان الأرهاق أكبر من أى مقاومة فاستسلمت للنوم سريعا وكذلك هو استسلم للنوم على الأريكة فى الخارج
خرج عبد الرحمن من الحمام وهو يدندن بسعادة رغم الأرهاق الواضح على عينيه
ولكن سعادته لم تكتمل فلقد وقع بصره على إيمان التى استسلمت للنوم سريعا هى الأخرى حاول إيقاظها ولكنها لم تستجيب حاول مجددا وهو يكاد أن يبكى
إيمان أصحى بقى عاوز اشرحلك السياحة الزوجية
تمتمت وهى تغط فى النوم 
بعدين ابقى اشرحلى السياحة النيلية
أعتدل وهو يمسح رأسه بحنق وهو يردد
نيلية ... النيلية دى على دماغى انا دلوقتى ياختى
وأخذ الوساده وقڈفها بها وهو يقول
نامى ياختى نامى ..
تحسست الفراش بجوارها حتى وصلت لتلك الوسادة أخذتها ووضعتها على رأسها ثم فتحت عينيها ببطىء وابتسمت ثم عادت للنوم مرة أخرى
أستيقظت فرحة فى الصباح ونظرت إلى ملابسها قائلة
ياه ده انا نمت بهدومى من كتر التعب
نظرت بجوارها فوجدت حال إيهاب ليس افضل من حالها هو أيضا نام بملابسه
حاولت ان توقظه مرارا حتى استيقظ وقال وهو مازال مغمض العينين
ده مش سفر دى علقة سخنة .. اخوكى ده مچنون ملقاش غير آخر بلاد المسلمين
أبتسمت فرحة بإرهاق قائلة
بس المكان هنا هادى أوى ومش زحمة زى باقى المصايف .. وبعدين أول مرة آجى نويبع .. المنظر تحفة
قام بصعوبة قائلا
طب انا هدخل اخد دش و اخرج اطلب الفطار ..
ثم نظر إليها وهى مازالت بفستان العقد فقال ضاحكا
فى عروسة تنام بفستان الفرح.. لو حد شافك دلوقتى يقول عليا ايه ... فسيخة!
ضحكت فرحة وهو يأخذ ملابسه ويتجه للحمام ثم تناولت الهاتف وأجرت اتصال بإيمان التى أجابتها بعد مدة قصيرة وقالت بصوت ناعس
السلام عليكم
وعليكم السلام .. انت لسه نايمة
اه يابنتى المشوار كان صعب أوى حتى اخوكى لسه نايم فوجأت به يأخذ الهاتف من يدها وأستند برأسه على ذراعها وهو يتحدث إلى فرحة 
عاوزه ايه يا رخامة بتتصلى ليه على الصبح كده
ايه ده مالك طلعت فيا كده ليه.. طب الحق عليا انى بطمن عليكوا
حاولت إيمان أن تسحب يدها من تحت رأسه وهو يتحدث ولكنه لم يسمح لها بذلك وهو يقول لفرحة
لا متشكرين متطمنيش تانى ومش عاوز اسمع صوتك انت ولا جوزك النهاردة يلا سلام
أنهى الأتصال ثم أغلق الهاتف تماما وهى مازالت تحاول عبثا أن تنهض من جواره وقال بابتسامة مشرقة
متحاوليش دخول الحمام مش زى خروجه.. انت وقع
وقالت بسرعة
أنا جعانة وعاوزه افطر حالا.. وكمان عاوزه ادخل الحمام
جلس بجوارها قائلا بضجر 
اه هنبدأ بقى فى شغل العيال ..عاوزه ادخل الحمام عاوزه اكل عاوزه انام .. ناقص تقوليلى عاوزه اروح لماما
نهضت مسرعة واتجهت إلى الحمام بخطوات واسعة وهى تقول 
طب والله جعانة أوى لو سمحت اطلب الفطار على ما اطلع
تناول الهاتف وطلب الرقم الداخلى للفندق وهو يقول 
لما نشوف هتتحججى بأيه تانى
جلست إيمان وعبد الرحمن يتناولان طعام الأفطار فى الشرفة تناولت إيمان أول رشفة من كوب الشاى وهو تقول باستمتاع
الله كان نفسى فيها أوى الكوبايه دى من امبارح
أمسك كفها وخلل أصابعها بين أصابعه وقبض عليها برقة ونظر إليها بحب قائلا
طب وبالنسبة للى قاعد جمبك ده .. طب يارب ابقى كوباية شاى علشان تحبينى أوى كده
ضحكت إيمان على طريقته وقالت برقة 
ربنا يخاليك ليا
ألقى نظرة على كوب الشاى فى يدها قائلا
هى الكوباية دى مبتخلصش ولا أيه
أخذت عدة رشفات وقالت متسائلة
بتسأل ليه
أخذها منها ووضعها على الطاولة الصغيرة أمامهما وهو ينهض قائلا
انا بقول كفاية كده الشاى مضر بالصحة
نهضت معترضة وقالت
لا لسه مخلصتش
جذبها للداخل وهو يقول
ده انا اللى خلصت خلاص ارحمينى شوية
فتحت مريم باب غرفتها ببطء بعد أن ارتدت ملابسها ونظرت إلى الأريكة تبحث عن يوسف ولكنها لم تجده تقدمت خطوتين ونظرت داخل الشرفة فوجدته متكأ إلى السور وغارق بعمق فى تأمل المنظر البديع على مد بصره أتجهت نحو باب الغرفة الخارجى وفتحته وهمت بالخروج ولكنها سمعت صوته آتى من خلفها قائلا
رايحة فين
أستدارت ببطء وهى تتجنب النظر إليه وقالت
خارجة اتمشى على البحر شوية
تحرك من مكانه واتجه إليها ووقف بمسافة ليست بعيدة منها وقال بهدوء
مينفعش تخرجى دلوقتى
قالت بحنق
ليه ان شاء الله
حافظ على هدوءه قائلا
أولا الفطار جاى حالا .. ثانيا المفروض اننا عرسان جداد .. على الأقل قدام اخواتك واخواتى ومينفعش حد فيهم يشوفك طالعة دلوقتى وكمان لوحدك
أبتعدت عن الباب بضيق
وجلست إلى الأريكة بعصبية قائلة
يعنى هتحبس معاك هنا ولا أيه
طرق الباب كانت خدمة الغرف أخذ يوسف طعام الأفطار ووضعه أمامها على الطاولة وقال
طب افطرى الأول وبعدين نتكلم
قالت بضجر
مش عاوزه آكل معاك
أومأ برأسه وقال
زى ما تحبى
ثم أخذ أحد الأطباق الفارغة ووضع لنفسه بعض الطعام فيه ودخل الشرفة جلس فيها وتناول طعامه أنتهت مريم من طعامها ودخلت غرفتها وأوصدت الباب مرة أخرى بدلت ملابسها وجلست على فراشها تفكر
وفى أمواج الأفكار التى تعصف بعقلها سمعت طرقات خفيفة على الباب فقالت
بضيق
افندم
من فضلك عاوز اتكلم معاكى شوية
مش عاوزه اتكلم معاك سيبنى فى حالى
أتاها صوته باصرار أكبر وهو يقول
من فضلك افتحى الباب لازم نتكلم
نهضت على مضض تنفست بعمق وفتحت الباب وقالت بتأفف
افندم ..خير
قال بهدوء
تحبى نقعد فين.. هنا ولا بره
نظرت خلفها ثم عادت برأسها إليه وقالت
هتقعد فين هنا.. بره طبعا
تنحى عن طريقها وتابعها بعينيه حتى جلست على الأريكه فجذب أحد المقاعد ووضعه امامها وبطريقة تلقائية مال للأمام فابتعدت حتى الصقت ظهرها بمسند الأريكة فى قلق وهى تقول
لو سمحت ابعد انت عاوز ايه بالظبط
وأشارت محذرة
انا بحذرك لو قربت مني
قاطعها 
متكمليش انا اللى مش هقرب من غير ما انت تقولى
عقدت ذراعيها أمام صدرها وحاولت أن تتظاهر بالشجاعة وقالت
عاوز تقول أيه خلصنى
تكلم بهدوء وهو ينظر إليها بعمق 
معلش انا مش قصدى اضايقك .. لكن فى حاجة مهمة عاوزك تعرفيها.. صحيح هى مش هتغير من وضعنا شىء لكن برضة لازم تعرفيها
أشاحت بوجهها فى صمت ولم ترد فتابع حديثه
لما كنت فى شقتك فوق وسألتك على الشقة اللى طلعتيها مع سلمى قولتيلى انها شقتهم بيتهم يعنى... أنا روحت تانى واتاكدت أن دى مش شقة عادية دى شقة مفروشة وكمان سمعتها مش ولابد.. والبواب أكدلى كده زى ما أكدلى يوم ...
صمت لعله يجد تعبير مناسب فقال
يوم الفرح
زفرت بقوة وقالت
تانى ..عاوز تشوه سمعتى تانى ..أنت أيه يا أخى انت ....
قاطعها بحسم قائلا
أنا مش عاوز غير انك تسمعينى للآخر.. أشوه سمعتك ازاى وانت بقيتى مراتى
اومال بتقول كده ليه
قال وهو ينظر إليها پألم 
لو سمعتينى للآخر هتفهمى.. لكن انت مش عاوزه تسمعى مني حاجة
صمتت مرة أخرى ثم قالت
اتفضل قول اللى عندك
أردف قائلا
انا راقبت البت اللى اسمها سلمى دى وعرفت عنوانها .. والبيت اللى عايشة فيه مع امها مش هو اللى خدتك فيه يوم الفرح
نظرت له بحدة وقالت 
وأيه المطلوب مني
قالت بتأن
تحكيلى اللى حصل بالظبط من ساعة ما ركبتى معاها لحد ما وصلتك البيت
نهضت من أمامه وحاولت أن تتخطاه وهى تقول پغضب
انت عاوز تدور على أى مبرر للى عملته
قال ببعض الإنفعال
انا قلتلك من الأول ان مفيش شىء هيتغير .. لكن لو سمحتى جاوبينى انا مش عاوز الآقى مبرر لنفسى.. أنا عارف انى مچرم وانى استحق الأعدام مش أنى اتكافىء واتجوزك.. جاوبينى.. أنا حاسس ان الحكاية دى وراها سر .. مش هيحصل حاجة لما تحكى اللى حصل
ردت إنفعاله بانفعال مماثل وهى تقول
حاضر هحكيلك اللى حصل علشان متفتحش الموضوع ده تانى
وتابعت وكأنها تتذكر
لما ركبت معاها قالتلى هنروح نتمشى بالعربية شوية.. قلتلها لا هنروح نوصلهم للمطار قالتلى هتدبى المشوار ده كله ليه واقنعتنى ..المهم.. بمجرد ما ركبت وقبل ما تطلع بالعربية لقيت ولاد خالتها ركبوا معانا وقبل ما اعترض كانت هى طلعت ولما عاتبتها قالتلى انها هتوصلهم البيت علشان مامتها طلبت من خالتها تبعتلها أمانه معاهم وبعدين نروح انا وهى نتمشى بالعربية زى ما كنا متفقين.. روحنا البيت واتصلت بمامتها مردتش مرة والتانية مردتش ... ولاد خالتها قالولها هنطلع نشوفها .. طلعوا واحنا استنينا فى العربية وبعد شوية نزلوا .. قالولها ان مامتها عاوزاها ضرورى وتقريبا كده كانت تعبانة
أتحايلت عليا اطلع معاها خمس دقايق تشوف مامتها وتنزل
تم نسخ الرابط