رواية ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

حاضر هبقى اخد بالى بعد كده.
أزاح غرتها التي حركها النسيم عن عينيها بأنامله وقال بنبرة حانية أصل انا بصراحة بغير ومحبش حد يعجب بيكى غيرى والواد الفيونكة ده هو واخوه كان فاضلهم شوية ويخطبوكى انت
لم تستطع ايمان أخفاء ابتسامتها عندما استخدم عبد الرحمن نفس تعبير وفاء عن عماد فقالت وكأنها تدافع عن أبتسامتها
هي وفاء نشرت الأسم ده في العيلة كلها
مسح ذراعها بظهر كفه وهو يقول متحاوليش. أنا شفت ابتسامتك خلاص.
شعرت بقشعريرة تسرى بجسدها على أثر لمسته الحانية فقالت بخجل طب لو سمحت انا عاوزه انام ممكن تتفضل بقى
عبد الرحمن أتفضل أيه ماتحددى كلامك. أتفضل اقعد. ولا اتفضل انام
ثم أقترب منها أكثر وقال ولا اتفضل أقفل البلكونة
تحركت من مكانها مبتعدة ووقفت عند باب غرفتها قائلة بخجل تحاول أن تصبغه بنبرة جدية
لا اتفضل امشى
وأشارت للخارج وهي تقول أتفضل روح نام في الأوضة التانية.
أجرى وليد أتصالا داخليا من مكتبه قائلا لو سمحتى يا آنسه علا هاتى البوسطة وتعالى
علا حاضر يا فندم
طرقت علا الباب ودخلت بخفة وضعت البوسطة أمام وليد على مكتبه وهو يتابعها بنظراته الجريئة وقالت
البوسطة يا فندم خدمة تانية
وليد ومستعجلة ليه تعالى أقعدى شوية. عاوزك في موضوع مهم
جلست علا أمامه قائلة خير يا وليد بيه
وليد باستنكار مش انا قلتلك قبل كده بلاش وليد بيه دى.
تصنعت علا الخجل وقالت أنا آسفه. مش هقدر أنفذ طلب حضرتك واناديك من غير ألقاب كده
نهض وليد وجلس أمامها وقال بتشجيع مش هتقدرى ليه يا ستى. أنا اللى بقولك. أحنا بنشتغل مع بعض ولازم نرفع التكلفة بينا
ثم مال إلى الأمام قائلا ولا أيه يا علا
نهضت علا وهي تتصنع الأرتباك من اقترابه منها قائلة من فضلك يا أستاذ وليد. أنا محبش كده. عن أذنك.
أستدارت لتخرج من المكتب وعلى شفتيها أبتسامه ماكرة وهو يزفر بقوة من طريقة صدها له دائما.
وفى المساء كانت علا تجلس
بجوار أختها هند التي كانت تسألها بشغف ها وبعدين حصل ايه
نهضت علا وسارت في الغرفة وعلامات الخبث على وجهها وقالت بس ياستى. ونفخ نفخة كان هيطير المكتب باللى عليه
أطلقت هند ضحكات عالية وهي تصفق بيديها وتقول بإعجاب أنت أستاذة ورئيسة قسم يابنتى.
جلست علا بغرور وقالت لأختها طبعا يابنتى. هو احنا بنلعب. ولا انا حاربت الحړب دى كلها علشان اعرف أشبط في الشغل ده بسهولة. وبعدين منا لو عملتله اللى هو عاوزه هيزهق مني ويرمينى بعد شوية الصنف ده علشان يحب ويفكر في الارتباط لازم يتعذب الأول وريقه ينشف
قالت هند بتفكير أومال يعنى كنت بتنصحينى بحاجات تانية اعملها مع عبد الرحمن ليه
أبتسمت علا قائلة علشان عبد الرحمن علنياته مالوش في الستات والحاجات دى كانت هتخليه يقدم معاد الجواز. لكن وليد ده مصېبة. عاوز اللى تديله على دماغه علشان ياخد طريق الجواز. فهمتى
بس تفتكرى وليد ممكن يفكر يتجوزك يا علا
قالت علا بتحدى بكرة تشوفى. هو صحيح هيتعبنى بس في الآخر اللى انا عايزاه هايحصل.
قالت هند بغل واضح من ساعة ما عرفت ان عبد الرحمن اتجوز وانا باكل في نفسى. الراجل الكبير عرف يضحك عليا لكن انا هدخل العيلة دى يعنى هدخلها. سامعانى يا علا
ظهرت ابتسامة ماكرة في عيني علا وهي تقول هتدخليها يا هند. وهتقعدى معاهم على ترابيزة واحدة. وهتبقى خالة ولادهم ڠصب عنهم كلهم.
أستيقظت إيمان بعد أذان الظهر خرجت من غرفتها مترقبة تلتفت يمينا ويسارا بحثا عنه فلم تجده تنهدت بارتياح توضأت وأخذت سجادة الصلاة فوقعت منها ورقة مطوية أخذتها وبتعجب وفتحتها وقرأت فيها متنسيش تدعيلى وانت بتصلى. أدعيلى مراتى تحبنى زى ما بحبها ظلت تقرأها مرات ومرات لا تصدق اهتمامه بها ولا تصدق أنه يحبها بالضرورة هو يفعل ذلك من أجل إنجاح علاقتهما الزوجية فقط وليس من أجلها هى.
ذهبت لتطمئن على مريم التي تركتها وحدها منذ أمس فتحت الباب بهدوء وأغلقته بهدوء حتى لا تزعجها إن كانت مازالت نائمة أقتربت من غرفة نومها فسمعت نحيب وهمهمات لم تشعر بها مريم وهي جالسة على سجادة الصلاة وترتدى الإسدال وهي تقرأ في المصحف وتردد تلك الآيه من سورة مريم فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا وظلت تردد يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ترددها وتبكى كثيرا حتى بح صوتها.
طرقت إيمان على باب الغرفة حتى لا تفزعها التفتت مريم إلى إيمان ووجهها وكأنه بركة من الدموع أقتربت منها واحتضنتها بلوعة وهي تقول
مالك يا مريم بتعيطى كده ليه
مسحت دموعها وهي تقول بابتسامة واهنة تصدقى يا إيمان. أول مرة احس بالايات كده وانا بقرأها.
ثم تابعت تصدقى برضة انى أول مرة احس بالسيدة مريم كده وباللى مرت بيه.
جلست إيمان بقربها ومسحت على وجنتيها بحنان وقالت هو ده اللى مخليكى بتعيطى يا مريم. ولا في حاجة تانية
هزت مريم رأسها نفيا ثم قالت بتساؤل هو مين اللى سمانى مريم يا إيمان بابا ولا ماما
أبتسمت ايمان وهي تقول عمى كان مرة قالى ان بابا هو اللى كان بيخترلنا أسامينا.
ثم تابعت وهي تنظر لمريم بفرح بس انا مبسوطة أوى انك بدأتى تحسى بالآيات يا مريم. ربنا يفتحها عليكى يارب اكتر واكتر.
دخلت وفاء غرفة وليد واستندت على الباب وهو يتحدث في الهاتف عندما رآها تابع حديث قائلا
طب هكلمك بعدين سلام دلوقتى
أغلق الأتصال والټفت إليها قائلا نعم عاوزه ايه
وفاء مش مكسوف من نفسك. بقى عبد الرحمن ينزل وإيمان وفرحة. يحضروا قاعدة الاتفاق واخويا مش موجود معايا.
ضحك بسخرية وقال وهما كانوا يقدروا ميحضروش. دى كانت امك جرستهم
وقالت عليهم مش عاوزين يشوفوا عريسك علشان بيغيروا منك. وبعدين ما انت عارفة النظام في البيت ده. كله لازم يحضر يعنى هما مجوش من نفسهم من كتر حبهم فيكى
وفاء ولما انت عارف كده مجتش ليه
قال بنفاذ صبر مكنش ينفع انا وابوكى نسيب الشركة فهمتى ولا اقول كمان.
قالت وفاء بحزن انت ليه يا وليد بعيد عنى. مش زى عبد الرحمن ويوسف مع فرحة. مش بحس انك اخويا كده وهمك مصلحتى
زفر بقوة وقال اطلعى من نفوخى يا وفاء. بلا عبد الرحمن بلا يوسف بلا زفت. أنا مش فاضيلك
قالت بحزن اومال فاضى بس للبنات اللى بتعرفهم. ده انا بحس ان عبد الرحمن بيقف جنبى اكتر منك
قام وهو يدفعها خارج غرفته طب خاليه ينفعك بقى ياختى.
دخلت عفاف غرفة حسين وهي يبدو عليها الحيرة وجلست بجواره وهي تقول أنا مش فاهمة حاجة يا حسين. مريم مش عاوزه تستعد لكتب الكتاب خالص. اقولها يابنتى ننزل نجيب الفستان تقولى هلبس فستان إيمان. اقولها نتفق مع الكوافيرة تجيلك انت ووفاء تقولى تيجى لوفاء بس انا مش هحط حاجة في وشى. معقول دول كتب كتابهم بعد يومين! لالالا ده في حاجة كبيرة ولازم اعرفها. الحكاية دى مش داخله دماغى أبدا.
شعر الحاج حسين بالقلق فهو يعلم أن زوجته ستظل تضغط على مريم أو يوسف حتى تعلم سبب واحد لما هم فيه الآن نظر لها باهتمام وقال
انا هقولك بس متقوليش لمريم انك عرفتى حاجة. ماشى يا عفاف
أومأت برأسها قائلة طالما عارف قولى وريحنى وانا مش هجيب سيرة
مريم صحيح موافقة على يوسف وصحيح بتحبه وهو كمان. بس اللى عامل فيها كده انها قلقانة لتكون بموافقتها دى بتنفذ خطة امها.
صمتت عفاف بتفكير وقالت بحيرة طب وبعدين. الحال هيفضل كده ولا أيه
هز رأسه نفيا وقال بجدية لا طبعا. انا هطلع اكلمها وهقنعها. واشيل من دماغها أحساسها بالذنب اللى هي حاسة بيه ده. وان شاء الله تبقى كويسة. زيها زى أى عروسة
نهضت عفاف وهي تقول بارتياح ربنا يصلح الحال يارب.
جلس بجوارها في شقتها منفردا بها وهو يربت على يدها قائلا أم عبد الرحمن بتقولى انك مش عاوزه فستان فرح ورافضه الكوافيرة تجيلك زى وفاء
نظرت له پانكسار وقالت معلش ياعمى مش عاوزه فساتين ولا حتى عاوزه فرح
قال بحنان أنا فاهمك يا مريم وحاسس بيكى. بس لازم تاخدى بالك ان انا بس اللى فاهمك. لكن الناس اللى حوالينا مستغربين من اللى بيحصل. وانا مش عاوز حد يقعد ينكش ورا تصرفاتك يابنتى.
قالت بأسى يعنى أيه يا عمى. أعمل ايه يعنى
حاولى تبقى طبيعية وطاوعى مرات عمك. ولو حتى من ورا قلبك يا ستى. أنا مش عاوز حد يقعد يقول ليه ومش ليه. فاهمانى
قالت باستسلام حاضر يا عمى منا خلاص مبقتش املك حاجة غير كده أنا بس ليا عندك رجاء. يوم كتب الكتاب الله يخاليك مش عاوزه اشوفه. إيهاب يبقى يطلعلى الدفتر وأنا همضى عليه وخلاص.
أرسل تنهيدة قوية وقال يابنتى مينفعش. حتى لو المأذون وافق هنقول للناس أيه. العروسة مش عاوزه تشوف العريس ليه!
ثم تابع بتفهم أنا عارف انك مش طايقاه ولا طايقة تشوفى وشه. وانا كمان والله مبقتش طايقه في البيت. بس هنعمل أيه لازم كل واحد فينا ييجى على نفسه شوية علشان الأمور تعدى.
ده انا كمان مش هاطلب منك هتشوفيه وبس لا. ده انا كمان هاطلب منك تضحكى في وشه وترسمى السعادة على وشك ومتنسيش انكم هتقعدوا لوحدكوا شوية بعد كتب الكتاب.
أنتفضت قائلة برجفة سرت ف طول جسدها لا يا عمى. لا انا مش ممكن اقعد معاه لوحدى أبدا. حتى لو قتلتونى
قال مطمئنا هو انت مش بتثقى في عمك ولا أيه
قالت مريم بخفوت العفو يا عمى طبعا بثق في حضرتك بس.
قاطعها مفيش بس. أحنا مش عاوزين فاطمة مرات عمك تاخد بالها من حاجة. حاكم دى لما بتاخد بالها من حاجة بتفضل تحرك وراها لحد ما تجيب قرارها. أنت هتقعدى معاه في الجنينة مش فمكان مقفول. وعلشان تطمنى انا هبقى واقف في بلكونة أوضتى وشايف كل حاجة. ده غير أن وفاء وخطيبها هيبقوا قريبين منكوا. يعنى مفيش حاجة تخليكى تقلقى.
شعرت مريم أن حمل من الجبال وضع على صدرها تكاد تتنفس بصعوبة كلما تخيلت نفسها تجلس معه بمفردها فقالت بصوت أشبه بالبكاء
حاضر يا عمى بس بعد أذنك قول لطنط عفاف انى عاوزه بجد ألبس فستان إيمان. مش هعرف اجيب فستان محترم زيه. إيمان ساعتها لقيته بالعافية
أبتسم قائلا أتفقنا. بس اسمعى كلامها في حكاية الكوافيرة دى. وارسمى الضحكة على وشك يابنتى
قالت مريم باستسلام حاضر.
وفى المساء عادت إيمان إلى شقتها أغتسلت وصلت العشاء ونقلت ملابس عبد الرحمن كاملة إلى الغرفة الأخرى التي نام بها بالأمس جائتها رسالة منه على هاتفها النقال فتحتها وابتسمت رغما عنها وهي تقرأها يا إيمانى انا كلى حيرة. وڼار وغيرة وشوق
تم نسخ الرابط