صبري
يقتلع ذاك الحب من قلب ابنتها الأخضر متأملة أنها عندما تراه جوار عروسة ستفيق لحالها هكذا أملت..
مر الوقت وها هى تجلس بجوار السيدات فى انتظار العروس هناك من يغنى وهناك من يطلق الزغاريط من الحين للأخر ولم يخلو الأمر من الأحاديث الجانبية.
اعيرة ڼارية بالهواء أعلنت عن وصول الموكب لتسوقها قدماها للخارج والسيدات خلفها بفضول لرؤية كيف تبدو العروس المنتظرة بينما هى عيناها لم تتركه ابتسامته سعادتة التى أشرقت وجهه جلبابه ناصع البياض تلك التى تتبأطا ذراعه هذة النظرات التى يختصها بها كل هذا أكد لها أن كل ما يحدث حقيقى لم تستطع الوقوف اكثر أطلقت ساقاها للريح هاربة من ذاك المكان ارتمت على فراشها ټدفن رأسها تحت الوسادة حتى لا تصل لها تلك الأصوات التى تؤكد لها مرة بعد مرة أنه أصبح لأخرى غيرها بعدما هائمت به روحها.
يارب ابعدها عنه يارب زيحها من طريقه يا كريم مش هى دى ال هتسعده مش دى ال هتشيله فوج رأسها انا بصيت عليها زين عينها اطلعت على الكل الإ هو يارب ابعدها عنه يارب
عادت من شرودها تهمس بصوت وصل واضحا لوالدتها.
يا ريتني ما كنت دعيت الدعوة دى يا ريتها فضلت جنبه وفضل هو بعقله وعافيته ياريت كان انجطع لسانى وقتها ولا حوصل ال حوصل
ورده يارب.
بينما بمكان اخر ايقظته زوجته من نومه .
حسين قوم يا راجل شوف البلاوي ال بتتحدف علينا فى نصاص الليالى.
حسين عايزة ايه يا بومه الساعة دى.
زوجته مش انى فى رجالة قاعدين تحت فى المندرة جاين ليك بشكوى.
زوجته وهى تندس تحت الغطاء روح جولهم هما الحديت ده انا ماليش صالح.
هبط إلى أسفل وهو يكاد لا يرى شيئا امامه دخل إلى المضافة ملقيا السلام بإهمال وهو يجلس على الأريكة.
يتحدث وعينه نصف مغلقة خير ايه ال رماكوا عليا الساعة دى
جميعهم بصوت واحد صبرى.
وكأنها كلمة السر سريعا ايقظت عقله ونشطت كل خليه بجسده حتى يفيق ليعتدل سريعا بجلسته ينظر لهم بريبه لبعض ثوانى وهناك آلاف الظنون والسناريوهات تجرى داخله عقله لينطق بعد برهه بكلمة واحده.
لم يزد عليها ولكنها كانت كافية
________________________________________
وافية ليبدا كل شخص منهم بشكواه منه ليلا كيف يبكى يضحك ېصرخ فى نفس الوقت كيف يضجرهم بصوته والأخير هو وقوفه عاريا فى بهو منزله المكشوف.
فى الحقيقة ارتاح كثيرا عندما علم انهم فقط متضايقون منه ولا شئ اخر كما اسعده حديثهم وللغاية لذا ترك لهم الحديث يستمتع بكل كلمة تخرجهم من فاهمهم دون تعليق حتى انتهوا.
حسين بعد فترة من الصمت والمطلوب
جار٤ شوفلنا صرفة معاه.
جار٢ يمشى من البيت إحنا تعبنا.
جار٣مكملا او حتى يروح مستشفى المجانين أو المدعوكه ال اسمها المصحة!
هنا هب حسين من مجلسه كمن لدغة عقرب.
وهو عيل عويل زيك ولد إمبارح هيجولى اعمل ايه مع ولد اخوى لا وكمان عايزنى ازعطه من داره وارميه فى مصحة يتبهدل.
حديثه وصل له والباقين واضح ولكنه أثر الا يعلق عليه ليلتف لهم بمكر.
الا جولولى اخبار الزرعة السنة دى ايه
نظروا لبعضهم بدون فهم ليجيب أحدهم زينة ومبشرة بالخير.
حسين وهو يذم شفتيه يعنى بعدما ما هتبيعوا المحصول هتقدروا تسدوا تمن إيجار الأرض الجديد.
الأربعة فى وقت واحد إيجار الارض الجديد
حسين وهو يجلس على الاريكه يضع إحدى ساقيه تحته والاخرى يثنيه ينظر لهما وهو يفرك كفيه ببعضهما.
_اومال فاكرين ايه ماهو علشان انجله بيت جديد أو حتى مصحة فلازم ليه مصاريف كتير وبعدين دى فى الاول والاخر أرضه وانا موزعها عليكم وقولت اهم من العيلة يزرعوها بدل ما تبور وهما يستفيدوا واجرتها اهو تنفع الغلبان ده فى مصاريفه لكن طالما المصاريف هتزيد يبقى الاجره هتزيد كومان اومال هجيب من فين انا هسرج ياك!
تهاوى الأربعة على المقاعد وقد شحب وجههم لم يستطع أحدهم الحديث فلقد وضعهم بين شقى الرحى.
نظر لهم واعتلت ابتسامة رضا ملامحه ليتنهد وهو يهز رأسه بنفاذ صبر.
_طيبة قلبى دى موداينى فى ابو نكله اسمع ياد منك ليه.
انتبهوا له الأربعة.
_انى مش هغلى عليكم الأجره.
تهللت وجوهم من جديد.
اكمل متابعا وصبرى مش هيتحرك من بيته.
احدهم بس..
الحج حسين مقاطعا من غير بسبسه استحملوا ولد عمكم فى شدته واقفلوا شبابيكم زبن بالليل والأوضة ال بتطل على الشارع بلاش نومه فيها اصلها محبكتش يعنى.
احدهم ووقفته الجديدة ملط نعمل فيها ايه وحريمنا فى البيت
الحج حسين ال عنده معزة يلمها اكده ولا اكده بلاه كله بالليل ايه ال يخلى حرمه تطل من الشبايبك بالليالى يا دكر منك ليك.
ابتلع كل واحد منهم ريقه بصعوبة وقد اهانهم ببراعة دون أن يخطئ بحرف.
ليكمل انقلبوا على بيوتكم وماتجونيش مرة تانية فى وجت زى ديه البيوت ليها حرمه.
هزوا رؤسهم وخرجوا دون حديث يجرون خلفهم أذيال الخيبة.
جلس على الأريكة يستعيد حديثهم بسعادة متحدثا بغل
خلاص هانت قربت قربت جوى شويه إكده جدام وأزود العيار
استند برأسه إلى الخلف شاردا فى ذلك اليوم الذى تغيرت به حياته للأفضل.
محمد پخوف طمئنى يا دكتور على اخويا هيرجع تانى زين
الطبيب بعدما نزع نظارته الطبية وتعلقت به زوجين. من العيون فى انتظار حديثه بلهفة خوف وترقب وزوج ثالث شارد بمكان أخر.
الطبيب ما تقلقوش هو الموضوع فى الاول كان صدمة عصبية بس انتوا أتاخرتوا شوية واتحول لفوبيا وخوف مرضى كان محتاج شوية جلسات يهدئ وحد يطمئنه أنه كويس وأنه هو وسطكم فى امان وبعد ال حصل مع مراته وعيلتها حسه أنه انكسر قدام نفسه وقدامها تلك النيران المستعرة بقلبه ولو قليلا ولكن ..
اخ على الحظ المجندل ال حداى
هكذا همس لنفسه قبل أن يبصر لتلك السيارة القادمة بسرعه اتجاهم ليسرع بالقفز على الجانب الأخر من الطريق بينما أبناء أخاه لم يسعفهم الوقت انهمك محمد بازاحه أخاه الشارد يبعده عنها لتصطدم به هو ليطير جسده بالهواء ساقطا على بعض أمتار والډماء تتدفق من وجهه وقد ولى سائقها هاربا ولم يلتفت ولو لمرة واحده للخلف .
ليجثو صبرى على قدميه أمام چثة أخيه الراكده بدمائه يتحسس بيده يهمس باسمه ولا يتلقى أى رد ليبدأ بالصړاخ مناديا عليه ...
ابتسم بانتشاء متذكرا ذاك اليوم عندما اخذه من يده وجعله يقف بعزاء أخيه وهو على حالته التى زادت سوء ليتأكد الجميع بأن حالته أصبحت مستعصية كيف اخبرهم بحديث الطبيب بأنه لا رجاء منه بعد الان كيف ترك منزله القديم المبنى من الطين ليعيش بمنزلهم الجديد بمنتصف البلده وقد بناه صبرى خصيصا لمحمد ليستقر به عندما يتزوج.
أطلق تنهيده عاليه براحه وابتسامه ساخره اعتلت ملامحه وقد تبسم له الحظ ليدير هو كل شئ يمتلكه اولاد اخوه الوحيد .
مر خاطرا بعقله لتحتد ملامحه ناظرا أمامه متحدثا بغل يقطر من كلماته..
اهى خلفتك يا عبد الصمد يا خوى واحد سكن التربة والتانى اتجن خلفتك ال ابوك بسببها فضلك عليا ووهب ليك حتة الأرض ال حيلته انت وعيالك بحجه أنى فلاطى ومش بينلى رجاء للخلفة وانك انت ال هتحافظ عليها بجيت تديني كل اول شهر زى الشحات حسنتك وانت فاكر نفسك بتكرمنى حتى أولادك مشيوا على ال انت رسمته انت وابوى بجيت استنى كل شهر هلت ولدك عليا بالمصروف مستنى صدقته من مالى وحجى فى الاخر كله بجا ليا ولوحدى بتاعى كل ال عملته وشقيت عليه صب فى حجرى كل ال ولادك كملوه بعدك بتمرمغ فى نعيمه وولدى من بعدى.
عايرتنى بقلة خلفتى يا ابوى كل شهرين بقى ليا عروسة لحد ما وحده منهم بطنها شالت واهو انا ال كسبت وضحكت فى الأخر.
أشرق صباح .
قام الطبيب احمد من جلسته وهو يفرد ذراعيه فرك عينيه بيديه لعله يفيق وهو يستمع لاصوات ضجه عالية قادمه من الخارج.
طرق على الباب يعقبه صوت الغفير جابرمناديا ياضاكتور احمد يا ضاكتور.
فتح له الباب وهو يتثاءب صباح الخير يا عم جابر.
عم جابر صباح الخير يا ضاكتور نمت زين
احمد انتوا هنا عندكم اسود مش نموس يا عم جابر.
عم جابربابتسامة بكرة تتعود عليهم يا ضاكتور.
احمد ايه الدوشة ال بره دى.
الغفيرجابر ابدا دول اهل البلد اول ما عرفوا ان دكتور الصحة الجديد وصل بجا كل ال رجله ۏجعاه ال معدته ماشية عليه ال حداها عيل عايز يطعم ال معرفش ابصر ايه! جاب بعضه وجه فاصحى كده وفوج للناس دى وانا هروح اريح هبابه.
احمد انت هتسبنى لوحدى هنا وانا معرفش حاجه ولا حد ولا ايه
________________________________________
الوضع.
الغفير جابر الواد على ولدى شغال كاتب هنا معاك بعته يجيب إفطار ليك وزمانه على وصول ما تجلجش.
الطبيب يهز رأسه ليرحل الآخر.
انهمك مع المرضى وقد تزاحمت الغرفة بهم هذة تسحبها لها من يده حتى يكشف على صغيرها الممدد على الفراش لتتشابك معها أخرى تأمرها بالابتعاد فقد اتت هى اولا واخر يحاول سحبه من معطفه من الخلف.
سيبك من الحريم ال عايزة الحرج دى امانه لتطل على البجرة وتشوفها بطلت حلب ليه
احمد بنفاذ صبر يا سيد هنا وحده بشړية مش بطرية.
طفل صغير أمسكه من بنطاله يهزه حتى ينتبه له أمى بتجولك عندكوا وسيلة تيجى تأخدها.
احمد بنزق خلصت قول لأمك هنجيب بكرة.
ووضع يده على اذنه يلتف حول نفسه بحيرة تكاد اصوات صړاخ الرضع من حوله تفتك برأسه حتى دخل عليه أحدهم صباح الخير يا دكتور شكلى كده اتاخرت عليك!
أكمل وهو يصفق بيده بعدما وضع ما بيده من طعام على المكتب..
يالا على بره استنوا فى الأوضة ال جبنا وبالدور وال يدخل يكشف يدخل معاه واحد بس ويستحسن لوحده مش ناقصة ۏجع دماغ وصداع يالا